الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى منّ
مَنَّ عليه مَنًّا ومِنَّة ومِنِّينَى: امتنَ. قال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لَاّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ} ، فالمِنَّة منهم بالقول، ومنَّة الله عليهم بالفعل وهو هدايته إِيَّاهم، وقال تعالى:{لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المؤمنين} أَى أَثقلهم بالنعمة الثقيلة. وذلك بالحقيقة لا يكون إِلا لله تعالى.
وقوله تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً} المنُّ إِشارة إِلى الإِطلاق بغير عِوَض. وقوله: {فامنن أَوْ أَمْسِكْ} ، أَى أَنفق. وقوله تعالى:{وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} فقد قيل: هو المِنَّة بالقول، وذلك أَن يَمْتَنَّ به ويَستكثره، وقيل: معناه: لا تعط مبتغياً أَكثر منه. ومنه قوله تعالى: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} أَى غير مقطوع، من قولهم مَنَّ الحبل: قطعه، وقيل: غير محسوب ولا معتدّ به / من قولك: مَنَّ عليه إِذا امَتنَّ، وقيل: غير منقوص، ومنه قيل للمَنِيَّة: المَنُون، لأَنَّها تَنقص العدد، وتقطع المَدَد. وقيل: إِن المنَّة تكون بالقول، وهى من هذا لأَنها تقطع النعمة، وتقتضى قطع الشكر
وأَمَّا المَنُّ فى قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ المن والسلوى} فهو طَلٌّ ينزل من السّماء حُلْو، ينزل على أَصناف من الشجر؛ كالصفصاف ونحوه. وقيل: المنٌّ والسّلوى كلاهما إِشارة إِلى ما أَنعم الله به عليهم، وهما بالذات شىء واحد، ولكن سمَّاه مَنًّا من حيث إِنه امَتنَّ به عليهم، وسمَّاه سَلْوَى من حيث إِنَّه كان لهم به التسلىّ.
والمَنِين: الرجل الضعيف، والرجل القوىّ من الأَضداد.
والمَنَّان من أَسماءِ الله تعالى، ومعناه: المعطِى ابتداء. والمُمِنَّانِ: المَلَوانِ.