الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى فرد
الفَرْد: الوتر، والجمع: أَفراد، وفُرَادَى على غير قياس كأَنه جمع فَرْدان. قال الله تعالى:{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى} . قال الفراءُ: قومٌ فُرَادى وفُرادُ بغير تنوين، لا يُجْرون فراد، تشبيهاً بثُلاثَ ورُبَاع، قال: وأَنشدنى بعضهم قول تميم بن أُبىّ بن مقبل يصف فرساً:
ترى النُعَرات الخضر تحت لَبَانه
…
فُرَادَ ومَثْنى أَضعفتها صواهلُهْ
ويروى أُحادَ ومثنى. وَجَاءُوا فُرَادَ فُرَادَ كقولهم: جاءُوا فُرادَى، ويقال أَيضاً جاءُوا فُرَادًا بالتنوين، أَى واحدا واحدا. قال: والواحد فَرَدٌ وفَرِد وفَرِيد وفَرْدان ولا يجوز فَرْد فى هذا المعنى. وقد جاءَ فَرْدَى مثال سكرى، ومنه قراءَة الأَعرج ونافع وأَبى عمرو:{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرْدَى} .
والفَرْد أَخصّ من الواحد، قال تعالى:{رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً} أَى وحيدًا. ويقال فى الله فَرْد تنبيهاً أَنه بخلاف الأَشياءِ كلّها فى الازدواج المنبَّه عليه بقوله: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} ، أَو معناه: المستغنِى عمَّا عداه، كما نبَّه بقوله:{غَنِيٌّ عَنِ العالمين} ، وإِذا قيل: هو منفرد
بوحدانيَّته فمعناه هو مستغن عن كلِّ تركيب وازدواج، / تنبيها أَنه بخلاف الموجودات كلّها. قال:
فى الأَهل شُغْل وفى الأَولاد منقصة
…
والله فردٌ يحب الفرد فانفرِدوا
إِن كنت منفرِدا فاللَّيث منفرد
…
والسيف منفرد والبدر منفرد
وقد ورد فى القرآن على أَربعة أَوجه:
1-
فى دُعاءِ زكريَّا وسؤاله أَلَاّ يَبْقَى بلا وارث: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً} .
2-
بمعنى المنفرد فى القبر: {وَيَأْتِينَا فَرْداً} .
3-
فى الحضور إِلى المحشر وحيدًا: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القيامة فَرْداً} .
4-
بمعنى الفرد العاصى عن الأَهل والمال فى القيامة: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} .