الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى عود
عاد إِليه يَعود عوْدا / وعَوْدة ومَعَادًا: رجع. وقد عاد لَه بعد ما كان أَعرض عنه. والمَعَاد: المَصِير والمرجع. والآخرة مَعاد الخَلْق.
وقوله تعالى: {لَرَآدُّكَ إلى مَعَادٍ} قيل: إِلى مكَّة حَرسها الله تعالى لأَنَّهَا مَعَاد الحجِيج؛ لأَنَّهم يعودون إِليها كقوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا البيت مَثَابَةً لِّلنَّاسِ} وقولِه تعالى: {فاجعل أَفْئِدَةً مِّنَ الناس تهوي إِلَيْهِمْ} . وقيل: (لرادُّك) أَى لباعثك، (إِلَى مَعَاد) أَى مَبْعثك فى الآخرة.
وقوله تعالى: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} أَى لتصيرُنَّ إِلى مِلَّتِنَا، لأَنَّ شعيبا - صلوات الله عليه - ما كان على الكفر قطُّ. والعرب تقول: عاد علىّ من فلان مكروهٌ، يريدون صار منه إِلىّ. وقيل:(لَتَعُودُنَّ) يا أَصحاب شعيب وأَتباعَه، لأَنَّ الَّذِين اتَّبَعُوه كانوا كفارا، فأَدخلوا شعيباً فى الخطاب والمراد أَتباعه.
وقوله تعالى: {والذين يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ} عند أَهل الظَّاهر أَن يقول ذلك للمرأَة ثانياً فحينئذ تلزمه الكفَّارة. وعند الشَّافعى رحمه الله هو إِمساكها بعد وقوع الظِّهار عليها مدّة يمكنه أَن يطلِّق فيها فلم يفعل. وعند أَبى حنيفة رحمه الله العَود فى الظّهار
هو أَن يجامعها بعد أَن ظاهر منها، وقال بعض الفقهاءِ: المظاهرة هو يمين نحو أَن يقول: امرأَتى علىّ كظهر أَمّى إِن فعلْت كذا، فمتى فعل ذلك حنِث ولزمه من الكفَّارة ما بيَّنه الله تعالى فى هذا المكان. وقوله:{ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ} يحمله على فعل ما حلف له أَلَاّ يفعل، وذلك كقولهم: فلان حلف ثمّ عاد، إِذا فعل ما حَلَف عليه.
قال الأَخفش: قوله: {لِمَا قَالُوا} يتعلق بقوله، {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} ، وهذا يقوّى القول الأَخير. قال: ولزوم هذه الكفارة إِذا حنِث كلزوم الكفارة المثبتة فى الحلف بالله والحنث فى قوله: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} .
وأَعاد الشىء إِلى مكانه، وأَعاد الكلام: ردّده ثانياً، قال تعالى:{سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا الأولى} . وهو مُعيد لهذا الأَمر أَى مطيق له. والمُعِيد: العالِم بالأُمور الذى ليس بغُمْر. والمُعِيدُ: الأَسَد، والفحل الذى قد ضَرَب فى الإِبل مرّات.
والعِيد: واحد الأَعياد، ومنه الحديث:"إِن لكلّ قوم عيدا وهذا عيدنا". ويستعمل العيد لكلّ يوم فيه فرح وسرور، ومنه قوله تعالى:{تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} . وإِنَّما جمع بالياءِ وأَصله الواو للزومها فى الواحد وقيل: للفرق بينه وبين أَعواد الخشب.
والعادة: الدَيْدَن. وأَسماؤُها تنيف على مائة وعشرين.
وعادَه واعتاده: صار عادةً له. ويقال: عُدْ فإِنّ لك عندنا عوادا حسناً - مثلَّثة العين - أَى لك ما تحبّ.
والعَوْد: المُسِنُّ من الإِبل، والطَّريق القديم.
وهذا أَعْوَد عليك من كذا، أَى أَنفع لك. وهو ذو صفح وعائدة، أَى ذو عَطْف وتعطَّف.