الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى قهر وقوى
القهر: الاستيلاءُ والغلبة على طريق التذليل، قال تعالى:{فَأَمَّا اليتيم فَلَا تَقْهَرْ} .
والقوّة ضدّ الضعف، والجمع: قُوًى وقِوًى. والقَوَاية - بالفتح -: القوة. قوِى يقوى - كرضى يرضى - فهو قَوِىّ. وتقوّى واقتوى. وقوّاه الله. وفلان قَوِىٌّ مُقْوٍ أَى في نفسه ودابَّته.
وقد تستعمل القوة بمعنى القدرة؛ نحو: {خُذُواْ مَآ ءاتيناكم بِقُوَّةٍ} . وتستعمل للتهيّؤ الموجود فى الشىءِ، وأَكثر من يستعمل هذا الفلاسفة، ويستعملونه على وجهين: أَحدهما أَن يقال لِمَا كان موجوداً، فيقال: كاتب بالقوّة، أَى معه المعرفة بالكتابة؛ لكنه ليس يَستعمل. والثانى يقال: فلان كاتب بالقوّة، وليس يعنى أَنَّ معه العلم بالكتابة، ولكن معناه: يمكنه أَن يتعلَّم الكتابة.
والقوّة تستعمل فى البدن تارة، وفى القلب تارة، وفى المعاون من خارج تارة، وفى القدرة الإِلهية تارة.
ففى البدن قوله تعالى: {وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} ، وقوله:{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} ، فالقوَّة هاهنا قوَّة البدن بدلالة أَنه رغب عن القوّة الخارجة
فقال: (مَا مَكَّنِّك فِيهِ رَبِّك خَيْرٌ.) وفى المعاون من خارج نحو قوله: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً} ، قيل معناه: مَن يقوى به من الجُنْد، وما يقوى به من المال. ونحو قوله:{نَحْنُ أُوْلُو قُوَّةٍ} . وفى القدرة الإِلهِيَّةَ قوله: {إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ} .
وقوله: {إِنَّ الله هُوَ الرزاق ذُو القوة المتين} عامّ فيما اختصّ الله به من القدرة، وما جعله للخلق. وقوله:{وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إلى قُوَّتِكُمْ} فقد ضمن الله تعالى أَن يعطى كلَّ واحد منهم من أَنواع القوى قدر ما يستحقه. وقوله: {ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي العرش مَكِينٍ} ، المراد به جبريل عليه السلام، ووصفه بالقوّة عند ذى العرش فأَفرد اللفظ ونكَّره فقال / (ذى قوّة) تنبيهاً أَنَّه إِذا اعتبر بالملإِ الأَعلى فقوته إِلى حدّ ما. وقوله:{عَلَّمَهُ شَدِيدُ القوى} فإِنه وصف القوّة بلفظ الجمع، وعرّفها تعريف الجنس؛ تنبيهاً أَنه إِذا اعتبر بهذا العالم وبالذين يُعلِّمهم ويُفيدهم هو كثير القُوّى عظيم القدرة. وقوله تعالى:{يايحيى خُذِ الكتاب بِقُوَّةٍ} أَى بجدّ، وكذا قوله:{خُذُواْ مَآ ءاتيناكم بِقُوَّةٍ} . وقوله: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} أَى بطشاً فى الأَخذ، وكذا قوله:{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً} . وقوله: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ} أَى من عُدَّة.