الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الميم
ويشتمل على ستة كتب
كتاب المواعظ والرقائق، كتاب المزارعة، كتاب المدح، كتاب المزح، كتاب الموت، كتاب المساجد
الكتاب الأول: في المواعظ والرقائق
8466 -
(م ت) أبو إدريس الخولاني رحمه الله عن أبي ذَرّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: - فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّماً، فلا تَظَالموا، يا عبادي، كُلُّكم ضالٌّ إلا مَنْ هَدَيتُه، فاسْتَهدُوني أهْدِكم، يا عبادي، كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم، يا عبادي، كُلُّكم عارٍ إلا مَنْ كَسوْتُه، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ، يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أَغْفِرُ
⦗ص: 4⦘
الذُّنوبَ جميعاً، فاستغفروني أغفِرْ لكم، يا عبادي، إنَّكم لن تبلغُوا ضَرِّي فتَضُرُّوني، ولن تبلغوا نَفْعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتْقَى قلب رجلٍ واحد منكم، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، [كانوا] على أفجرِ قلب رجلٍ واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحد، فسألوني، فأعطيتُ كُلَّ إنسانٍ مسألتَهُ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا أُدِخلَ البحرَ، يا عبادي، إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم، ثم أُوفّيكم إيَّاها، فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ» .
وفي رواية عن أبي ذر نحوه، والأول أتم، أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن أبي ذر، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله: كُلُّكم ضالٌّ إلا من هديتُ، فَسَلُوني الهُدَى أهْدِكم، وكُلُّكم فقير إلا من أَغْنَيْتُ، فَسَلُوني أَرْزُقْكُم، وكُلّكُم مُذنِب، إلا من عَافَيْتُ، فمن علِمَ منكم أني ذُو قُدرَةٍ على المغفرةِ فاستغفرني غفرتُ له ولا أُبالي، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وحَيَّكم ومَيِّتَكم، ورَطبَكم ويابسَكم، اجتمعوا على أتقى قلبِ عبدٍ من عبادي، ما زاد [ذلك] في ملكي جناحَ بعوضة، ولو أنَّ أَوَّلكم وآخرَكم، وحيَّكم ومَيِّتكم، ورَطبَكُم
⦗ص: 5⦘
ويابِسَكم، اجتمعوا على أشقى قلب عبدٍ من عبادي، ما نَقَصَ ذلك من ملكي جناحَ بعوضة، ولو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وحيَّكم ومَيِّتَكم، ورَطبَكم ويابسَكم، اجتمعوا على صعيد واحد، فسأل كلُّ إنسانٍ منكم ما بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُه، فأعطيتُ كُلَّ سائلٍ منكم، ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أنَّ أحدَكم مَرَّ بالبحر فغمس فيه إبرةً ثم رفعها إليه، ذلك بأني جَوَادٌ واجِدٌ ماجد، أَفْعَلُ ما أُريد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردتُ أن أقول له: كن فيكون» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصعيد) : وجه الأرض، وقيل: هو التراب وحدَه.
(المخيط) بكسر الميم [وإسكان الخاء] : الإبرة.
(1) رواه مسلم رقم (2577) في البر والصلة ، باب تحريم الظلم ، والترمذي رقم (2497) في صفة القيامة، وباب رقم (49) ، وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام ، قد اشتمل على قواعد عظيمة في أصول الدين ، وهو من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام ، وقد شرحه العلماء وأفردوه بالتأليف وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه ، وقال أحمد بن حنبل: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (490) قال: حدثنا عبد الأعلى بن مسهر (أو بلغني عنه) . ومسلم (8/16) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي. قال: حدثنا مروان، يعني ابن محمد الدمشقي. في (8/17) قال: حدثنيه أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا أبو مسهر.
كلاهما - عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر، ومروان بن محمد - قالا: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن غنم. عن أبي ذر.
أخرجه أحمد (5/154) قال: حدثنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم. وفي (5/177) قال: حدثنا ابن نمير قال: حدثنا موسى -يعني ابن المسيب الثقفي-. وابن ماجة (4257) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن موسى بن المسيب الثقفي. والترمذي (2495) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص. عن ليث.
كلاهما - ليث بن أبي سليم، وموسى بن المسيب - عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/154) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا عبد الحميد. قال: حدثنا شهر. قال: حدثني ابن غنم. أن أبا ذر حدثه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل يقول: ياعبدي، ماعبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك. وياعبدي إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة مالم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة» .
وقال أبو ذر: إن الله عزوجل يقول: «ياعبادي، كلكم مذنب إلا من أنا عافيته» ، فذكر نحوه. إلا أنه قال: «
…
ذلك بأني جواد واجد ماجد إنما عطائي كلام» .
وعن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ذر «عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يَروي عن ربه عز وجل: إني حرمت على نفسي الظلم» .
أخرجه أحمد (5/160) قال: حدثنا عبد الرحمن وعبد الصمد. ومسلم (8/17) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث- قالا: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.
8467 -
(ت) أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام، فقال: أيُّها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجِفةُ تَتْبَعُها الرادِفَةُ، جاء الموت بما فيه [جاء الموت بما فيه] قال:
⦗ص: 6⦘
قلتُ: يا رسولَ الله، إني أُكِثرُ الصلاة عليكَ، فكم أجعلُ لكَ من صلاتي؟ قال: ما شئتَ، قلتُ: الربعَ؟ قال: ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خير لك، قلتُ: النصفَ؟ قال: ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خير لك، قلت: الثلثين؟ قال: ما شئتَ وإن زدتَ فهو خير لك، قلتُ: أَجْعَلُ لك صلاتي كُلَّها؟ قال: إذن تُكفَى هَمَّك، ويُغْفَرُ لك ذَنبُكَ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الراجفة) : النفخة الأولى التي تموت لها الخلائق.
(والرادفة) : النفخة الثانية التي يحيَون بها يوم القيامة.
(1) رقم (2459) في صفة القيامة ، باب رقم (24) ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن ، وفي بعض النسخ: حسن صحيح ، وصححه الحاكم 3 / 421 ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/136) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (170) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة. والترمذي (2457) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا قبيصة.
كلاهما - وكيع، وقبيصة -عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، فذكره.
8468 -
(م) خالد بن عمير العدوي رحمه الله قال: «خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ وكان أميراً على البَصْرَةِ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصُرْم، وَوَلَّتْ حَذّاءَ، ولم يَبقَ منها إلا صُبابةٌ كصبابةِ الإناءِ، يتصابُّها صاحبُها، وإنَّكم منتقلون منها إلى دارٍ لا زوالَ لها، فانتقِلُوا بِخَيْر ما بِحَضْرَتِكُم، فإنه قد ذُكِر لنا: أن الحجَر يُلقى من شَفِيْر جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً، قبل أن ينتهيَ إلى قَعْرها، وقال: لا يُدْرِكُ لها قعراً، والله لَتُملأنَّ، أفعجبتمُ؟ ولقد ذُكِر لنا أنَّ ما بين
⦗ص: 7⦘
مِصْراعين من مصاريع الجنة: مَسِيرةُ أربعين عاماً، وليأتَينَّ عليه يوم وهو كظيظٌ من الزِّحام، ولقد رأيتُني سابعَ سبعة مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا وَرَقُ الشجر، حتى قَرِحَتْ أشْدَاقُنَا، والتقطتُ بُرْدة، فشققتُها بيني وبين سعد بن مالك، فاتَّزَرْتُ بنصفها، واتَّزرَ سَعد بنصفها، فما أصبح اليومَ منا أحدٌ إلا أصْبَحَ أميراً على مِصْرٍ من الأَمصار، فإني أعوذ بالله أن أكونَ في نفسي عظيماً، وأنا عند الله صغير، وإنَّه لم تكن نُبُوَّةٌ قَطُّ إلا تَناسَخَت حتى تكونَ عاقِبَتُها مُلْكاً، وسَتَخْبُرون وتُجرِّبون الأمراءَ بعدَنا» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آذنت بِصُرم) الصرم: القطع، و «آذنت» أعلمت.
(حَذَّاءَ) : منقطعةً، ومنفصلة.
(صُبَابة) الصُبابة: الماء القليل يبقى في الإناء ونحوه.
(شفير) شفير الوادي والجبل: حافَّته وجانبُه.
(كظيظ) موضع كظيظ: ضيق من كثرة الزحام.
(1) رقم (2967) في الزهد في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه أحمد (4/174و 5/61) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا قرة بن خالد. وفي (4/174) قال: حدثنا بهز بن أسد. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (5/61) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. ومسلم (8/215) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (8/216) قال: حدثني إسحاق بن عمر بن سليط، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا وكيع، عن قرة بن خالد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9757) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن سليمان بن المغيرة.
ثلاثتهم - قرة، وسليمان، وأيوب - عن حميد بن هلال العدوي.
2-
وأخرجه ابن ماجة (4156) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن أبي نعامة.
كلاهما - حميد بن هلال، وأبو نعامة - عن خالد بن عمير، فذكره.
* في رواية أحمد (5/61) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا قرة، عن حميد بن هلال العدوي، عن رجل منهم يقال له خالد بن عمير. فقال أبو نعامة: سمعته من خالد بن عمير.
* قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: ماحدث بهذا الحديث غير وكيع، يعني أنه غريب.
* قال أحمد بن حنبل: أبو نعامة هذا عمرو بن عيسى، وأبو نعامة السعدي آخر أقدم من هذا، وهذا أكبر من ذاك.
* في رواية أيوب: «عن رجل» ، قال أيوب: أراه خالد بن عمير.
* أخرجه الترمذي: في الشمائل (374) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: حدثنا عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي، قال: سمعت خالد بن عمير، وشويسا أبا الرقاد، قالا:«بعث عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان، وقال: انطلق أنت ومن معك حتى إذا كنت في أقصى أرض العرب، وأدنى بلاد أرض العجم، فأقبلوا حتى إذا كانوا بالمربد، وجدوا هذا الكذان، فقالوا: ماهذه؟ قالوا: هذه البصرة، فساروا حتى إذا بلغوا حيال الجسر الصغير فقالوا: ها هنا أمرتم فنزلوا..» فذكروا الحديث بطوله، فقال عتبة بن غزوان:«لقد رأيتني وإني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم»
…
الحديث.
* الروايات مطولة ومختصرة، واللفظ لمسلم.
8469 -
(خ م) عقبة بن عامر رضي الله عنه «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج يوماً، فصلَّى على أهلِ أُحُد صلاتَه على الميت، ثم انصرف إلى المنبر،
⦗ص: 8⦘
فقال: إني فَرَطٌ لكم، وأنا شهيدٌ عليكم، وإني والله لأْنظُرُ إلى حوضي الآن، وإني أُعطيتُ مفاتيحَ خزائن الأرض- أو مفاتيح الأرض - وإني والله، ما أخاف عليكم أن تُشْرِكوا بعدي، ولكن أخاف عليكم الدنيا أن تَنافَسُوا فيها» .
قال عقبة: «فكانت آخرَ ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على المنبر» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَرَط) الفرط: المتقدِّم على القوم في السير، السابق إلى الماء، والمراد:
⦗ص: 9⦘
إني لكم سابق متقدِّم بين أيديكم، فإذا قدمتم عليَّ ترَوْني وتجدوني لكم منتظراً.
(تنافسوا) المنافسة: المغالبة على تحصيل الشيء والانفراد به.
(1) رواه البخاري 11 / 414 في الرقاق ، باب في الحوض ، وباب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها ، وفي الجنائز ، باب الصلاة على الشهيد ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي المغازي، باب غزوة أحد، وباب أحد يحبنا ونحبه، ومسلم رقم (2296) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه أحمد (4/149) قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي (4/153) قال: حدثنا هاشم. والبخاري (2/114) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (4/240) قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل. وفي (5/132 و8/151) قال: حدثني عمرو بن خالد. وفي (8/112) ومسلم (7/67) وأبو داود (3223) . والنسائي (4/61) .
أربعتهم - البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي- عن قتيبة بن سعيد.
ستتهم - حجاج بن محمد، وهاشم، وعبد الله بن يوسف، وسعيد بن شرحبيل، وعمرو بن خالد، وقتيبة بن سعيد - عن الليث بن سعد.
2-
وأخرجه أحمد (4/154) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري (5/120) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم. قال: أخبرنا زكريا بن عدي. وأبو داود (3224) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يحيى بن آدم.
كلاهما - يحيى، وزكريا، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح.
3-
وأخرجه مسلم (7/67) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب - يعني ابن جرير - قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب.
ثلاثتهم - ليث، وحيوة، ويحيى بن أيوب - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، فذكره.
8470 -
(ت) أبو كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاث أُقْسِمُ عليهن، وأُحَدِّثُكم حديثاً، فاحفظوه: ما نقص مالُ [عبدٍ] من صدقة، ولا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلمَة فصبر عليها، إلا زاده الله بها عِزاً، ولا فتح عبدٌ بابَ مسألة، إلا فتح الله عليه بها باب فقر» - أو كلمة نحوها -.
⦗ص: 10⦘
أخرجه الترمذي (2) ، إلا زيادة «التواضع والرفعة» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يخبط) الخبط: فعل الشيء على غير نظام، وكذلك في القول.
(1) هذه الرواية جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه رقم (2588) في البر والصلة والأدب ، من حديث أبي هريرة ، ولفظه بتمامه:" ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد عبداً بعفوه إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ".
(2)
رواه الترمذي رقم (2326) في الزهد، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 230 و 231، وابن ماجة رقم (4228) في الزهد، باب النية، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(3)
وهي عند مسلم كما تقدم عند ذكر الرواية في أول الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/231) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن نمير. والترمذي (2325) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو نعيم.
كلاهما - عبد الله بن محمد بن نمير، وأبو نعيم - قالا: حدثنا عبادة بن مسلم. قال: حدثنا يونس بن خباب، عن سعيد الطائي أبي البختري، فذكره.
8471 -
(ت) أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بئس العبدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واختال، ونَسِيَ الكبيرَ المتعال، بئس العبدُ عبدٌ تَجَبَّرَ واعتدى، ونَسِيَ الجبَّار الأعلى، بئس العبدُ عبدٌ سها ولها، ونَسيَ المقابر والبِلَى، بئس العبدُ عبدٌ عَتَا وطَغَى، ونسيَ المبتدأ والمنتهى، بئس العبدُ عبدٌ يَخْتِل الدِّين بالشهوات (1) بئس العبدُ عبدٌ طَمَعٌ يقوده، بئس العبدُ عبدٌ هوى يُضلُّه، بِئس العبد عبدٌ رَغَبٌ يُذِلُّه» أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السهو) : الغفلة واللهو واللعب.
(العتُوُّ) : التجبرُّ والتكبرُّ والطغيان ومجاوزة الحدِّ.
⦗ص: 11⦘
(تخيَّل واختال) هو تفعَّل وافتعل، من الخُيَلاء، وهو العجب والتكبُّر في الأفعال.
(الخَتل) : الخداع والمكر، يريد: أنه يمكر ويخدع الناسَ بالدِّين ليُحَصِّل الدنيا.
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: بالشبهات.
(2)
رقم (2450) في صفة القيامة، باب رقم (18) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2448) قال: ثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا هاشم - وهو ابن سعيد الكوفي. قال: حدثني زيد الخثعمي، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
8472 -
(ت) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كانَتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعل الله غِناه في قلبه، وجمع عليه شَمْلَهُ، وأتَتْهُ الدنيا وهي رَاغِمَة، وَمَنْ كانت الدنيا هَمَّه، جعل الله فَقْرَه بين عينيه، وفَرَّق عليه شَمْلَهُ، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له» .
زاد في رواية «فلا يُمسي إلا فقيراً، ولا يُصْبِحُ إلا فقيراً، وما أقْبَلَ عبدٌ إلى الله بِقَلْبِهِ، إلا جعَلَ الله قُلُوبَ المؤمنين تنقاد إليه بالوُدِّ والرحمة، وكان الله بكل خير إليه أسْرَع» أخرجه الترمذي (1) .
(1) الرواية الأولى رواها الترمذي رقم (2467) في صفة القيامة، باب رقم (31) ، وإسناده ضعيف، والرواية الثانية ليست عند الترمذي، وقد ذكرها الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10 / 247 إلى قوله: ولا يصبح إلا فقيراً، ونسبها للبزار وقال: وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف، نقول: وقد روى هذا الشطر أيضاً الدارمي 1 / 96 من قول الحسن البصري، والشطر الأخير من الحديث إلى قوله: أسرع، ذكره أيضاً الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10 / 247، ونسبة للطبراني في " الكبير " و " الأوسط " من حديث أبي الدرداء، وقال الهيثمي: وفيه محمد بن حسان المصلوب، وهو كذاب، وانظر " الترغيب والترهيب " للمنذري 4 / 82.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2465) قال: ثنا هناد، قال: ثنا وكيع، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد بن أبان، وهو الرقاشي.
8473 -
(ت) أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقولُ الله تبارك وتعالى: ابنَ آدم، تَفَرَّغْ لِعبَادَتي أمْلأُ صَدرَكَ غِنى،
⦗ص: 12⦘
وأَسُدَّ فَقْرَك، وإلا تفعلْ ملأتُ يديك شُغْلاً، ولم أَسُدَّ فقرك» . أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (2468) في صفة القيامة، باب رقم (31) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 358، وابن ماجة رقم (4107) في الزهد، باب الهم بالدنيا، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/358) قال: حدثنا محمد بن عبد الله. وابن ماجة (4107) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. قال: حدثنا عبد الله بن داود. والترمذي (2466) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم - محمد بن عبد الله، وعبد الله بن داود، وعيسى بن يونس - عن عمران بن زائدة بن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، فذكره.
(*) في رواية عبد الله بن داود: «عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة. قال: ولا أعلمه إلا قد رفعه» .
8474 -
(ت) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسولَ الله ما لَنَا إذا كُنَّا عِندك رَقَّتْ قلوبُنا، وزَهِدنا في الدنيا، وكانت الآخرةُ كأنَّها رَأْيُ عَيْن؟ فإذا خرجنا من عندك فأنِسْنا في أهالينا، وشَمَمْنا أولادنا: أنكرنا أنفسنا؟ قال: «لو أنَّكم إذا خرجتم تكونون على حالكم عندي: لزارتكم الملائكةُ في بُيوتكم، ولصافحتكم في طُرُقكم، ولو لم تُذنِبوا لَذَهَبَ بكم ولجاء الله بخَلْق جديد يذنبون، فيغفر لهم، قال: قلتُ: يا رسولُ الله، مِمَّ خُلق الخلق؟ قال: من الماءِ، قلتُ: الجنةُ ما بناؤها؟ قال: لَبِنَة من فِضَّة، ولَبِنَة من ذهب، ومِلاطُها المسك الأذَفرُ وحَصْباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ، وتربتُها الزعفرانُ، مَنْ يَدخلها يَنْعَم، ولا يبأس، ويخَلُد ولا يموت، لا تَبْلَى ثيابُهم، ولا يَفْنى شبابُهم، ثم قال: ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمامُ العادلُ، والصائمُ حين يفطرُ، ودعوة المظلوم يرفعها فوقَ الغمام، وتُفتَح لها أبواب السماء، ويقول الرب تبارك وتعالى: وعِزَّتي
⦗ص: 13⦘
لأنْصُرَنَّك ولو بعد حين» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الملاط) : الطين الذي يجعل بين ساقي البناء، ويُمْلَط به الحائط، أي: يُصلَح.
(1) رقم (2528) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 305 و 445، وابن ماجة رقم (1752) في الصيام، باب في الصائم لا ترد دعوته، وابن حبان رقم (894)" موارد "، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل، وقد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي هريرة. أقول: ولفقراته شواهد، فهو حسن بشواهده، وقد تقدم الحديث برقم (8028) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2526) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن حمزة الزيات، عن زياد الطائي، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل، وقد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي مُدَلِّه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: أخرجه الحميدي (1150) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/304) قال: حدثنا أبو كامل وأبو النضر. قالا: حدثنا زهير. وفي (2/305) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا زهير. وفي (2/443 و 445 و 477) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سعدان الجهني. وعبد بن حميد (1420) قال: حدثنا سليمان بن داود، عن زهير بن معاوية. والدارمي (2824) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن سعدان الجهني. وابن ماجة (1752) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع، عن سعدان الجهني. والترمذي (3598) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن سعدان القبي. وابن خزيمة (1901) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي. قال: أخبرنا عمرو بن قيس الملائي.
أربعتهم - سفيان، وزهير بن معاوية، وسعدان الجهني القبي، وعمرو بن قيس - عن سعد بن عبيد أبي مجاهد الطائي، قال: حدثني أبو المدله، مولى أم المؤمنين، فذكره.
(*) رواية سعدان الجهني عند أحمد (2/443) مختصرة على: «الإمام العادل لا ترد دعوته» وروايته عند أحمد (2/477) مختصرة على: «الصائم لا ترد دعوته» .
8475 -
(ت) شداد بن أوس رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الكَيِّس مَنْ دانَ نفسَه، وعَمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفَسَهُ هَواهَا وتمنَّى على الله» أخرجه الترمذي.
وقال: قوله: «دان نفسه» يعني: حاسَبَها في الدنيا قبل أن يُحاسَب يوم القيامة (1) .
(1) رواه الترمذي رقم (2461) في صفة القيامة، باب رقم (26) ، ورواه أيضاً أحمد، وابن ماجة والحاكم، وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم الغساني، وهو ضعيف، ومدار الحديث عليه، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/124) قال: ثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. وابن ماجة (4260) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك الحمصي، قال: حدثنا بقية بن الوليد. والترمذي (2459) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا ابن المبارك.
ثلاثتهم - ابن المبارك، وبقية، وعيسى بن يونس - عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، فذكره.
8476 -
(ت س) أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادِرُوا بالأعمال سبعاً: هل تُنْظَرون إلا فَقْراً مُنْسياً، أو غِنى مُطغياً،
⦗ص: 14⦘
أو مَرَضاً مُفسِداً، أو هَرَماً مُفنِداً، أو موتاً مُجْهِزاً، والدجالَ؟ والدَّجَّالُ شَرُّ غائبٍ يُنَتظَرُ، والساعةَ؟ والساعةُ أدْهَى وأمرُّ، ثم قال: ألا وأكثروا من ذكر هادم اللذات» هكذا ذكره رزين.
والذي أخرجه الترمذي مثله إلى قوله: «أدهى وأمرُّ» وقال فيه: «هل تنظرون إلا إلى فقر» (1) .
وأخرج ذكر هادم اللذات، حديثاً مفرداً، وكذلك أخرج النسائي ذكر هادم اللذات مفرداً (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مجهَزاً) موت مجهز: أي: سريع عجل.
(1) رواه الترمذي رقم (2307) في الزهد، باب ما جاء في المبادرة بالعمل، وفي سنده محرز بن هارون وهو متروك، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث الأعرج عن أبي هريرة إلا من حديث محرز بن هارون.
(2)
رواه الترمذي رقم (2308) في الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت، والنسائي 4 / 4 في الجنائز باب كثرة ذكر الموت، وهو حديث صحيح لشواهده الكثيرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2306) قال: حدثنا أبو مصعب، عن محرز بن هارون، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث الأعرج، عن أبي هريرة، إلا من حديث محرز بن هارون. وقد روى بشر بن عمر وغيره عن محرز بن هارون هذا. وقد روى معمر هذا الحديث عمن سمع سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وقال: تنتظرون.
8477 -
(ط) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لإنسانٍ: «إنك في زمانٍ كثيرٌ فقهاؤه، قليلٌ قُرَّاءه، تُحفَظ فيه حدودُ القرآن، وتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ، قليلٌ مَنْ يَسأل، كثيرٌ من يُعطِي، يُطيلون فيه الصلاة، ويُقْصرون فيه الخطبةَ، يُبَدُّون أعمالهم قبل أهوائهم، وسيأتي على الناس زمان، قليل فقهاؤه،
⦗ص: 15⦘
كثيرٌ قرّاؤه، تحفَظ فيه حروف القرآن، وتضيّع حدودُه، كثيرٌ مَنْ يسأل، قليل من يُعطي، يُطيلون فيه الخُطْبَةَ، ويُقْصِرون الصلاة، ويُبَدَّون فيه أهواءهم قبل أعمالهم» أخرجه الموطأ (1) .
(1) رواه الموطأ 1 / 173 في قصر الصلاة، باب جامع الصلاة، وإسناده منقطع، ورواه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن مسعود بلفظ: كيف بكم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، وتتخذ سنة، فإن غيرت يوماً قيل: هذا منكر، قيل: ومتى ذلك؟ قال: إذا قلت أمناؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت قراؤكم، وتفقه لغير الدين، والتمست الدنيا بعمل الآخرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه مالك (419) قال: عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود.
8478 -
() علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبُّر، ولا في عبادة ليس فيها فِقْه، الفقيهُ كلُّ الفقيه: من لم يُقَنِّط النَّاسَ مِنْ رحمة الله، ولم يُؤمِنهُمْ [من] مَكْرِ الله، ولم يَدَعِ القرآن رغبةً عنه إلى ما سواه» أخرجه
…
(1) .
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الدرامي موقوفاً 1 / 89 في المقدمة، باب من قال: العلم الخشية وتقوى الله، وإسناده ضعيف، ورواه الدارمي عن الحسن البصري بلفظ: إنما الفقيه: الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين، وقد أخرجه الدارمي (1/89) بإسناد ضعيف.
8479 -
() شقيق بن عبد الله قال: كان ابن مسعود ينادي: «السرائر السرائرَ التي يَخْفَينَ على الناس، وهنَّ عند الله بَوَادٍ، فإن الخير لا يَبلى، والشرَ لا يُنْسَى، والدَّيان لا يموت» أخرجه
…
(1) .
(1) كذا في الأصول بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين، وقد وقفت عليه من قول الربيع بن خثيم، أخرجه البيهقي في «الشعب» (5/459) .
8480 -
() حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: «الخمرُ جِماعُ الإثم، والنِّساءُ حبائلُ الشيطان، وحُبُّ الدُّنيا رأسُ كلِّ خطيئة» (1) .
قال: وسمعته يقول: «أخِّروا النساء حيث أخَّرَهُنَّ الله» أخرجه
…
(2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جماع الإثم) جماع الأمر والشيء، أي: مجمعه ومَظِنَّته.
⦗ص: 17⦘
(الحبائل) : الأشراك التي للصائد.
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وكذلك ذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 184 من حديث حذيفة وقال: ذكره رزين ولم أره في شيء من أصوله. أقول: أما الفقرة الأولى منه " الخمر جماع الإثم " فقد رواها الدارمي من حديث عقبة بن عامر، والطبراني في " الأوسط " من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ " الخمر أم الخبائث "، وثبت عند أحمد من حديث معاذ بلفظ:" ولا تشربن خمراً فإنه رأس كل فاحشة "، وعند ابن ماجة من حديث أبي الدرداء بلفظ:" ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر " قال السخاوي في " المقاصد ": وشواهد هذا المعنى كثيرة. وأما الفقرة الثانية " والنساء حبائل الشيطان "، فقد رواه أبو نعيم في " الحلية " عن ابن مسعود، والديلمي عن عبد الله بن عامر وعقبة بن عامر، والتيمي في ترغيبه، والخرائطي في " اعتلال القلوب " عن زيد بن خالد الجهني، كلهم مرفوعاً به، ورواه أيضاً القضاعي في " الشهاب "، قال المناوي في " فيض القدير ": قال شارحه العامري: صحيح، وأما الفقرة الثالثة " حب الدنيا رأس كل خطيئة " فلم يثبت في المرفوع، بل هو من كلام الحسن البصري رحمه الله.
(2)
كذا في الأصل البياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه رقم (5115) موقوفاً على ابن مسعود بأطول من هذا، وإسناده صحيح، وصحح إسناده الحافظ في " الفتح ". أقول: ولم يثبت رفعه، والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول.
راجع «الترغيب» (3/257)، المشكاة (5212) وقال: رواه رزين، قال العلامة ناصر الدين الألباني: والجملة الأخيرة منه رواها عبد الرزاق، كما في «نصب الراية» عن عبد الله بن مسعود موقوفا عليه، وأفاد أنه لا أصل له مرفوعا.
قلت: وبنحوه عن عبد الله بن عمرو، راجع «المقاصد الحسنة 201 و 202» .
8481 -
(م) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشرَ النساءِ تَصَدَّقْنَ، وأكْثِرْنَ الاستغفارَ، فإنِّي رأيتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النار، قالت امرأة منهن جَزْلة: ما لنا أكثرَ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعنَ، وتَكْفُرنَ العشيرَ، ما رأيتُ من ناقِصَات عَقْلٍ ودين أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ منكن، قالت: ما نقصانُ العقل والدِّين؟ قال: شهادةُ امرأتين بشهادةِ رجلٍ، وتمكثُ الأيام لا تُصَلِّي» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجزلة) التامة، ويجوز أن تكون ذات كلام جَزْل، أي: قويٍّ شديد.
(العشير) : المعاشر، والمراد به: الزوج، وكفرهنَّ إياه: جحدهنَّ إحسانَه إليهنَّ.
(1) رقم (79) في الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بنقصان الطاعات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.
8482 -
(م ت) أبو هريرة رضي الله عنه مثله، وفي آخره «قالت: يا رسولَ الله، وما نقصانُ العقل والدِّين؟ قال: أمَّا نقصانُ العقل، فشهادة امرأتين تَعْدِل شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتمكثُ الليالي ما تُصلِّي، وتُفْطِر في رمضان، فهذا نقصانُ الدِّين» أخرجه مسلم.
⦗ص: 18⦘
وفي رواية الترمذي «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فَوَعَظَهم، ثم قال: يا معشر النساء
…
» وذكر الحديث (1) .
(1) رواه مسلم رقم (80) في الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات، والترمذي رقم (2616) في الإيمان، باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/373) قال: حدثنا سليمان. ومسلم (1/61) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة وابن حجر. والنسائي في الكبرى «الورقة 125» قال: أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (2461) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي.
أربعتهم - سليمان بن داود، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي سعيد المقبري، فذكره.
8483 -
(ط) مالك بن أنس رحمه الله بلغه أن عيسى بنَ مريم كان يقول: «لا تُكْثِرُوا الكلام بغيرِ ذِكْرِ الله، فَتَقْسوَ قلوبُكم، فإن القَلْبَ القاسيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذُنُوب الناس كأنَّكم أربابٌ، وانظروا في ذُنُوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناسُ مُبْتَلى ومعافى، فارحَمُوا أهلَ البلاءِ، واحْمَدوا الله على العافِيةِ» أخرجه الموطأ (1) .
(1) 2 / 986 بلاغاً في الكلام، باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله، وإسناده معضل، أقول: وأول الحديث إلى قوله: فإن القلب القاسي بعيد من الله، ثبت مرفوعاً عند الترمذي وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع.
8484 -
() مالك بن أنس رحمه الله أن لقمان قال لابنه: «يا بُنَيَّ إن الناسَ قد تطاول عليهم ما يُوعَدُون، وهم إلى الآخرةِ سِرَاعاً يذهَبُون، وإنَّك قد استدبرتَ الدنيا منذ كنتَ، واستَقْبَلتَ الآخرةَ، وإن داراً تَسِيرُ إليها: أقربُ إليك من دار تخرج عنها» أخرجه
…
(1) .
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
8485 -
() عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب قال يوماً في خُطْبَتِهِ: «تعلمون أيُّها الناسُ: أنَّ الطَمَعَ فَقْرٌ، وأن اليأسَ غِنى، وأن المرءَ إذا يئس
⦗ص: 19⦘
من شيء من أمور الدنيا استغنى عنه»
…
(1) .
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
8486 -
(خ) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى لنا يوماً الصلاةَ، ثم رَقِيَ المنبِرَ، فأشار بيده قِبَلَ قِبْلَةِ المسجدِ، فقال: أُرِيتُ الآن - منذُ صلّيتُ لكم الصلاةَ - الجنةَ والنارَ مُمَثَّلَتَيْنِ في قُبُلِ هذا الجِدَارِ، فلم أرَ كاليومِ في الخير والشر» أخرجه البخاري (1) .
(1) 2 / 193 في صفة الصلاة، باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، وفي المساجد، باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة، وفي الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (749) قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا فليح، قال: حدثنا هلال بن علي، عن أنس، فذكره.
8487 -
(ت) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها» أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (2604) في صفة جهنم، باب رقم (10) ، وإسناده ضعيف، وقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " الأوسط " عن أنس، وقال المناوي: قال الهيثمي: إسناد الطبراني هذا حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2601) قال: حدثنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من حديث يحيى بن عبيد الله، ويحيى بن عبيد الله ضعيف عند أكثر أهل الحديث، تكلم فيه شعبة، ويحيى بن عبيد الله هو ابن موهب، وهو مدني.
8488 -
(ط) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب - وخرجتُ معه، حتى إذا دخل حائطاً فسمعته يقول وبيني وبينَه جدار، وهو في جوف الحائط - «عمرُ بنُ الخطاب، أميرُ المؤمنين؟ بخٍ بخٍ، والله يا ابنَ الخطاب لَتَتَّقِيَنَّ الله، أو لَيُعَذِّبنَّكَ» أخرجه الموطأ (1) .
⦗ص: 20⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحائط) البستان، وقيل: هو الذي يكون محوطاً عليه.
(1) 2 / 992 في الكلام، باب ما جاء في التقى، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (4/530) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، فذكره.
8489 -
(ط) عبد الله بن أبي بكر [بن محمد بن عمرو بن حزم]«أنَّ أبا طلحة الأنصاريَّ كان يصلِّي في حائطه، فطار دبْسِيٌّ، فَطَفِقَ يتردَّدُ يلتمس مَخْرَجاً، فلا يجدُ، فأعجبه ذلك، فَتَبِعَهُ بصره ساعة، ثم رجع إلى صلاته، فإذا هو لا يدري كم صلَّى؟ فقال: لقد أصابني في مالي هذا فِتْنَة، فجاء إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فذكر له الذي أصابه في صلاته، وقال: يا رسولَ الله، هو صدقةٌ فَضَعهُ حيث شئتَ» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدُبْسِيُّ) : طائر صغير، قيل: هو ذكر اليمام.
(1) 1 / 98 في الصلاة، باب النظر في الصلاة إلى ما يشغلك عنها، وإسناده منقطع، قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أعلمه يروى من غير هذا الوجه، وهو منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (1/291) عن عبد الله بن أبي بكر. فذكره.
8490 -
(ط) وعنه [عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم] «أن رجلاً من الأنصار كان يصلي في حائط له بالقُفِّ - وَادٍ من أودية المدينة - في زمان الثمرِ، والنخلُ قد ذُلِّلتْ، وهي مُطَوَّقة بثمرِها، فنظر إليها فأعجبته، ثم رجع إلى صلاته، فإذا هو لا يدري كم صلَّى؟ فقال: لقد أصابني في مالي هذا فتنة، فجاء عثمانَ - وهو يومئذ خليفة - فذكر ذلك له، وقال: هو صدقة،
⦗ص: 21⦘
فاجعله في سُبُلِ الخير، فباعه [عثمانُ] بخمسين ألفاً، فَسُمِّيَ ذلك المالُ: الخمسينَ» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذُلِّلت) قُرِّبت وأدنيت، وقيل: هي التي لا تمتنع على طالبها.
(1) 1 / 99 في الصلاة، باب النظر في الصلاة إلى ما يشغلك عنها، وإسناده منقطع أيضاً، وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (1/291) عن عبد الله بن أبي بكر. فذكره.
8491 -
() فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «المجاهِدُ مَن جاهَدَ نفسه» أخرجه
…
(1) .
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع أخرجه: رزين، وقد رواه الترمذي رقم (1621) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من مات مرابطاً، وأحمد في " المسند " 6 / 20 و 22، وإسناده حسن، وقال الترمذي: وحديث فضالة حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/20) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح. وفي (6/20) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا رشدين. وفي (6/22) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال: أخبرنا حيوة بن شريح. وأبو داود (2500) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. والترمذي (1621) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا حيوة بن شريح. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11038) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح.
ثلاثتهم - حيوة، ورشدين بن سعد، وعبد الله بن وهب - عن أبي هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وفي المطبوع أخرجه رزين. وقال الترمذي: حديث فضالة حديث حسن صحيح.
الكتاب الثاني: في المزارعة
قد تقدَّم في «كتاب البيع» - من حرف الباء - أحاديث تتعلَّق بهذا المعنى لاشتراكها في المعنى مع غيرها، ونذكر في هذا الكتاب ما يخصُّ المزارعةَ وكِراءَ الأرض بالغَلَّة والذهب والفضة.
وينقسم هذا الكتاب إلى فصلين
أحدهما في الجواز، والآخر: في المنع منه
الفصل الأول: في جواز ذلك
8492 -
(خ م د ت س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعطى خَيْبَرَ بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زَرْع، فكان يُعِطي أزواجه كُلَّ سنةٍ مائةَ وَسْق، وثمانين وَسْقاً من تمْر، وعشرين وَسْقاً من شعير، فلما وَلِيَ عمرُ، وقُسِمَ خَيْبُر، خيَّر أزواجَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن يُقْطِعَ لَهُنَّ الأرضَ والماءَ، أوَ يَضْمنَ لَهُنَّ الأوساق في كل عام، فاخْتَلَفنَ، فمنهن مَن اختار
⦗ص: 23⦘
الأرضَ والماءَ، ومنهنَّ من اختار الأوساق كُلَّ عام، فكانت عائشةُ وحفصةُ ممن اختارتا الأرضَ والماءَ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج البخاري طرفاً «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعطى خَيبر اليهودَ: أنْ يعملُوها ويْزَرَعُوها، ولهم شطْرُ ما يخرُجُ منها» .
وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الأولى «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عامَلَ [أهْلَ] خيبرَ بشطرِ ما يخرج منها من زَرْعٍ أو ثَمَر» .
وأَخرج أبو داود والنسائي الرواية الآخرة (1) .
(1) رواه البخاري 5 / 10 و 11 في المزارعة، باب المزارعة بالشطر ونحوه، وباب إذا لم يشترط السنين في المزارعة، وباب المزارعة مع اليهود، وفي الإجارة، باب إذا استأجر أرضاً فمات أحدهما، وفي الشركة، باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة، وفي الشروط، باب الشروط في المعاملة، وفي المغازي، باب معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر، ومسلم رقم (1551) في المساقاة، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع، وأبو داود رقم (3408) و (3409) في البيوع، باب في المساقاة، والترمذي رقم (1383) في الأحكام، باب ما ذكر في المزارعة، والنسائي 7 / 53 في المزارعة، باب اختلاف الألفاظ المأثورة في المزارعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/17)(4663) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/22)(4732) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/37)(4946) قال: حدثنا حماد بن أسامة. والدارمي (2617) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والبخاري (3/137) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس بن عياض. وفي (3/138) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/138) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (5/26) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا يحيى - وهو القطان -. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا علي - وهو ابن مسهر -. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (3408) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2467) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وسهل بن أبي سهل، وإسحاق بن منصور، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والترمذي (1383) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى بن سعيد القطان، وابن نمير، وحماد بن أسامة، وأنس بن عياض، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مسهر - عن عبيد الله بن عمر.
2 -
وأخرجه أحمد (2/157)(6469) قال: حدثنا حماد بن خالد، عن عبد الله.
3-
وأخرجه البخاري (3/123 و 184 و 249 و 5/179) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية بن أسماء.
4 -
وأخرجه مسلم (5/26) قال: حدثني أبو الطاهر. وأبو داودد (3008) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. كلاهما - أبو الطاهر، وسليمان بن داود - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد الليثي.
5-
وأخرجه مسلم (5/27) قال: حدثنا ابن رمح. وأبو داود (3409) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (7/53) قال: أخبرنا قتيبة. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا شعيب بن الليث. ثلاثتهم - ابن رمح، وقتيبة، وشعيب بن الليث - عن الليث بن سعد، عن محمد بن عبد الرحمن - يعني ابن غنج -.
خمستهم - عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وجويرية بن أسماء، وأسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الرحمن - عن نافع، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة.
وأخرجه أحمد (2/30)(4854) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن نافع، فذكره.
8493 -
وفي رواية بمعناه، وفيه - بعد قوله:«صفراءَ وبيضَاءَ» - «يعني الذهبَ والفضةَ» . وفي أخرى قال: «فَحَزرَ النخل، قال: فأنا إلِيَّ جَزَازَ النخلِ، وأُعطيكم نصفَ الذي قلتُ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صفراء وبيضاء) الصفراء: الذهب، والبيضاء: الفضة.
(يصرم) صَرْم النخل، وصِرامها: قطف الثمار.
⦗ص: 25⦘
(جزاز) : جداد النخل بالدالين المهملتين: قطف الثمار، وهو المعروف، والذي قد جاء في هذا الحديث: بالزاي المعجمة، وإن صحت الرواية فيكون من الجزّ، وهو قصُّ الشعر والصوف من الغنم ونحوه.
(1) رقم (3410) و (3411) و (3412) في البيوع، باب في المساقاة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 -
أخرجه أحمد (1/250)(2255) قال: حدثنا سريج بن النعمان. وابن ماجة (2468) قال: حدثنا إسماعيل بن توبة. كلاهما - سريج، وإسماعيل - قالا: حدثنا هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة.
2 -
وأخرجه أبو داود (3410) قال: حدثنا أيوب بن محمد الرقي، قال: حدثنا عمر بن أيوب. وفي (3411) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء. وابن ماجة (1820) قال: حدثنا موسى بن مروان الرقي، قال: حدثنا عمر بن أيوب. كلاهما - عمر بن أيوب، وزيد بن أبي الزرقاء- عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران.
كلاهما - الحكم، وميمون - عن مقسم، فذكره.
رواية الحكم مختصرة على: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى خيبر أهلها على النصف، نخلها وأرضها» .
(*) أخرجه أبو داود (3412) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا كثير - يعني ابن هشام- عن جعفر بن برقان، قال: حدثنا ميمون، عن مقسم، أن النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فذكره مرسلا ليس فيه «ابن عباس» .
8494 -
(س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول: «كانت المَزَارعُ تُكرَى على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أنَّ لرب الأرض ما على ربيع السّاقي من الزرع، وطائفةً من التّبْن، لا أدري كم هو؟» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الربيع) : النهر الصغير، وجمعه أربعاء، مثل: نصيب وأنصباء، وإضافته إلى الساقي: من إضافة الموصوف إلى الصفة، أي: النهر الذي يَسقي الزرع، ووجه الحديث: أنهم كانوا يُكرُون الأرض بشيء معلوم، ويشترطون بعد ذلك على مكتريها ما ينبت على الأنهار، والتبنَ.
(1) 7 / 53 في المزارعة، باب اختلاف الألفاظ المأثورة في المزارعة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/53) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا شعيب بن الليث، عن أبيه، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نافع، فذكره.
(*) حديث سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما -قال:
8495 -
(ط) محمد بن شهاب رحمه الله «سأل سالمَ بنَ عبد الله عن كِرَاءِ المزارع؟ فقال: لا بأس بها بالذهب والوَرِقِ، قال ابن شهابِ: فقلت له: أرأيتَ [الحديثَ] الذي يُذْكَر عن رِافع بنِ خَديج؟ فقال: أكَثرَ رافِع، ولو كانت لي مزرعة أكريتُها» أخرجه الموطأ (1) .
(1) 2 / 711 في كراء الأرض، باب ما جاء في كراء الأرض، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/472) عن ابن شهاب، فذكره.
8496 -
(ط) مالك بن أنس رحمه الله بلغهُ «أنَّ عبد الرحمن بنَ عوف تكارى أرضاً، فلم تزل في يديه بِكِرَاء حتى مات، قال ابنه: فما كنتُ أُراها إلا لنا، من طُول ما مكَثَتْ في يديه، حتى ذكرها لنا عند موته فأمَرنَا بقَضاء شيء كان عليه من كرائها ذهب أو ورق» أخرجه الموطأ (1) .
(1) بلاغاً 2 / 712 في كراء الأرض، باب ما جاء في كراء الأرض، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك بلاغا عن عبد الرحمن بن عوف في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/473) .
8497 -
(د ت س) عمرو بن دينار رحمه الله قال: سمعتُ ابنَ عمر يقول: «ما كُنَّا نرى بالمزارعةِ بأساً، حتى سمعتُ رافعَ بنَ خَديج يقول: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه، فذكرتهُ لِطَاوُس، فقال: قال ابنُ عباس: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يَنْهَ عنها، ولكن قال: لِيَمْنَحْ أحدُكم أرَضه أخاه خيرٌ له من أن يأخذ خَرْجاً معلوماً» .
أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي المسند منه فقط.
وفي رواية النسائي: قال مجاهد: «أخذتُ بيد طاوس حتى أدخلتُه على ابنِ رافعِ بنِ خَديج، فحدَّثه عن أبيه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أنَّه نهى عن كراء الأرض، فأبى طاوس، فقال: سمعتُ ابنَ عباس لا يرى بذلك بأساً» (1) .
⦗ص: 27⦘
وفي رواية ذكرها رزين قال: قلتُ لطاوس: «لو تركتَ المخابرةَ، فإنَّهم يزعمون أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه، فقال لي: أي عمرو، فإني أُعِينُهم، وإنَّ أَعَلَمهم - يعني ابنَ عباس - أخبرني أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يَنْهَ عنه، ولكنْ قال: إنْ يمنحْ أحدُكم أخاه خيرٌ له من أن يأخذَ خرْجاً معلوماً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَرجاً) الخَرْج والخراج: معروف.
(المخابرة) : المزارعة على نصيب معيَّن، ويقال: إن أصله من خيبر، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرَّ خيبر في يد أهلها من النصف من ثمارها وزرعهم، فقيل: خابرهم، أي: عاملهم في خيبر.
(1) رواه أبو داود رقم (3389) في البيوع، باب في المزارعة، والترمذي رقم (1385) في الأحكام، باب من المزارعة، والنسائي 7 / 34 و 35 في المزارعة، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(2)
هذه الرواية هي عند البخاري 5 / 11 في الحرث والمزارعة، باب إذا لم يشترط السنين في المزارعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 -
أخرجه الحميدي (405) . وأحمد (2/11) و (3/463) و (4/142) . ومسلم (5/21) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن ماجة (2450) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح. خمستهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، وهشام، وابن الصباح - قالوا: حدثنا سفيان «ابن عيينة» .
2 -
وأخرجه أحمد (1/234) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (5/21) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. وأبو داود (3389) قال: حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (7/48) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: أنبأنا وكيع. كلاهما - وكيع، ومحمد بن كثير - قال وكيع: حدثنا، وقال محمد: أخبرنا سفيان «الثوري» .
3 -
وأخرجه أحمد (3/465) . ومسلم (5/21) قال: حدثني علي بن حجر، وإبراهيم بن دينار. ثلاثتهم - أحمد، وابن حجر، وإبراهيم - قالوا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم - هو ابن علية - قال: أخبرنا أيوب.
4 -
وأخرجه مسلم (5/21) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع العتكي. والنسائي (7/48) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. ثلاثتهم - يحيى بن يحيى، وأبو الربيع، وابن عربي - عن حماد بن زيد.
5-
أخرجه النسائي (7/48) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن خالد، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج.
خمستهم - ابن عيينة، والثوري، وأيوب، وحماد، وابن جريج - عن عمرو بن دينار، فذكره.
8498 -
(د س) عروة بن الزبير رحمه الله قال: قال زيدُ بنُ ثابت: «يَغْفِرُ الله لرافعِ بن خَديج، أنا والله أعلم بالحديث منه، إنما أتاه رجُلان من الأنصار قد اقتتلا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنْ كان هذا شأنُكم فلا تُكْرُوا المزارعَ، فَسَمِعَ قوله: لا تُكْرُوا المزارعَ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
⦗ص: 28⦘
وفي رواية ذكرها رزين عن هشام بن عروة عن أبيه قال: «لم يَنْهَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المخابرة، قال هشام: فسمع ذلك رافعُ بنُ خَدِيج، فقال: نهى عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال عروةُ وزيدُ بن ثابت لرافع: إنما أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلان. وذكر الحديث» .
(1) رواه أبو داود رقم (3390) في البيوع، باب في المزارعة، والنسائي 7 / 50 في المزارعة، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع، وفي سنده الوليد بن أبي الوليد، وهو لين الحديث، كما قال الحافظ في " التقريب ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/182 و 187) قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (3390) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن علية (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر. وابن ماجة (2461) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. والنسائي (7/50) قال: أخبرنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3730) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل. (ح) وعن عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع.
ثلاثتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وبشر بن المفضل، ويزيد - عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) روايتا النسائي في الكبرى، قال:«الوليد بن الوليد» .
8499 -
(خ) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قالت الأنصار للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «اقسم بيننا وبين إخواننا النخيلَ، قال: لا، فقالوا: تَكْفُونا المؤونةُ ونشْرَككم في الثمرة؟ فقالوا: سمعنا وأطعنا» .
وفي رواية: قالت الأنصار: «اقسم بيننا وبينهم النخلَ
…
» وذكره، ولم يذكر فيه النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري (1) .
(1) 5 / 6 و 7 في المزارعة، باب إذا قال: اكفني مؤونة النخل أو غيره وتشركني في الثمر، وفي الشروط، باب الشروط في المعاملة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3/136 و 249) . وفي «الأدب المفرد» (561) قال: حدثنا أبو اليمان «الحكم بن نافع» . قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/39) قال: حدثنا الصلت بن محمد أبو همام. قال: سمعت المغيرة بن عبد الرحمن. والنسائي في «فضائل الصحابة» (216) قال: أخبرنا أحمد بن حفص. قال: حدثنا أبي. قال: حدثني إبراهيم، عن موسى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13738) عن عمران بن بكار، عن علي بن عياش، عن شعيب.
ثلاثتهم - شعيب بن أبي حمزة، والمغيرة، وموسى بن عقبة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
8500 -
(خ س) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «إن أمْثَلَ ما أنتم صانعون: أن يُؤَاجِرَ أحدُكم أرَضهُ بالذهب والوَرقِ» .
أخرجه النسائي، وأخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
(1) رواه النسائي 7 / 53 في المزارعة، باب اختلاف الألفاظ المأثورة في المزارعة، وإسناده صحيح ورواه البخاري تعليقاً 5 / 19 في المزارعة، باب كراء الأرض بالذهب والفضة، وقد وصله النسائي كما تقدم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة، باب كراء الأرض بالذهب والفضة. (5/31) . وأخرجه النسائي (7/53) حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت معمرا، عن عبد الكريم الجزري، قال: قال سعيد بن جبير، فذكره.
8501 -
(س) حنظلة بن قيس رضي الله عنه قال: «سألتُ رافعَ
⦗ص: 29⦘
ابنَ خَديج عن كِرَاءِ الأرض البيضاء بالذهبِ والفضةِ؟ فقال: حلال لا بأس به، ذلك فرضُ الأرض» أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 44 في المزارعة، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/44) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي في حديثه، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن حنظلة بن قيس، فذكره.
8502 -
(خ) قيس بن مسلم رحمه الله عن أبي جعفر، قال:«ما كان بالمدينة أهلُ بيتِ هجرة إلا يزارعون على الثلث والربع، وزارع عليّ، وسعد بن مالك، وابنُ مسعود» .
وعن القاسم وعروة مثله، وزاد:«وآلُ أبي بكر، وآلُ عثمان، وآلُ عليّ، وابنُ سيرينَ» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
(1) تعليقاً 5 / 8 في المزارعة، باب المزارعة بالشطر ونحوه، قال الحافظ في " الفتح ": وهذا الأثر وصله عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري، قال: أخبرنا قيس بن مسلم به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة باب المزارعة بالشطر ونحوه. (5/13) .
8503 -
() عبد الرحمن بن الأسود قال: «كنت أُشَارِكُ عبد الرحمن بنَ يزيد في الزراعةِ، وعَامَلَ عمرُ الناسَ على: إنْ جاء عمرُ بالبَذْر من عنده: فله الشَّطْرُ، وإن جاؤوا بالبَذر: فلهم كذا» أخرجه
…
(1) .
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه البخاري، وقد رواه البخاري 5 / 9 في المزارعة، باب المزارعة بالشطر ونحو، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة، وروى النسائي من طريق أبي إسحاق عبد الرحمن بن الأسود قال: كان عماي يزارعان بالثلث والربع وأنا شريكهما، وعلقمة والأسود يعلمان فلا يغيران.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة باب المزارعة بالشطر ونحوه (5/13) وقال الحافظ: وصله ابن أبي شيبة، والنسائي من طريق إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، فذكره.