الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع: في إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم
-
8917 -
(خ م س) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلّي عند البيت، وأبو جهل وأصحابٌ له جلوس، وقد نُحِرتْ جَزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيُّكم يقومُ إلى سَلا جَزور بني فلان، فيأخذُه فيضَعُه بين كَتِفَيْ محمدٍ إذا سجد؟ فانبعث أشقَى القوم فأخذه، فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضَعَهُ بين كتفيه، فاستضحكوا، وجعل بعضُهم يميل على بعض، وأنا قائم أنظر، فلو كانت لي مَنَعةٌ طَرَحتُهُ عن ظهر رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمةَ فجاءت - وهي جُوَيْرِيَة - فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تَسُبُّهم، فلما قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته، ثم دعا عليهم - وكان إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً - ثم قال: اللهم عليك بقريش - ثلاث مرات - فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال: اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعُتْبة بن ربيعة، وشيبةَ بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأميةَ بن خلف، وعُقْبةً بن أبي مُعَيْط، وذكر السابع - ولم أحفظه - قال: فوالذي بعث محمداً بالحق، لقد
⦗ص: 366⦘
رأيتُ الذين سَمَّى صَرْعَى، ثم سُحِبُوا إلى القَليب، قليب بَدْر» .
وفي رواية «فأشهدُ بالله لقد رأيتُهم صرعى، قد غَيَّرتهم الشمس، وكان يوماً حارّاً» وقال بعض الرواة: «الوليد بن عتبة» غلط في هذا الحديث.
وفي رواية «ذكر السابع، وهو عمارة بن الوليد» وفيها «فَيَعْمِد إلى فَرْثها ودَمها وسلاها، فيجيء به، ثم يُمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي مختصراً (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السلا) : الذي يكون فيه الولد في بطن أمه، وقيل: هو الكَرِش.
(الجزور) : البعير ذكراً كان أو أنثى، إلا أن اللفظة مؤنثة.
(المنعة) : القوة والشِّدَّة التي يمتنع بها الإنسان على من يريده بأذى أو غيره.
(القَليب) : البئر التي هي غير مطوية.
(الفَرْث) : ما يكون في الكرش.
(1) رواه البخاري 1 / 301 - 303 في الوضوء، باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته، وفي سترة المصلي، باب المرأة تطرح عن المصلي شيئاً من الأذى، وفي الجهاد، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، وباب طرح المشركين في البئر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة، وفي المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، ومسلم رقم (1794) في الجهاد، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين، والنسائي 1 / 161 و 162 في الطهارة، باب فرث ما يؤكل لحمه يصيب الثوب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/393)(3722) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/393)(3723) قال: حدثنا خلف، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/397)(3775) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. وفي (1/417)(3962) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/69) و (4/127) قال: حدثنا عبدان بن عثمان، قال: أخبرني أبي، عن شعبة. وفي (1/69) قال: حدثني أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شريح بن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه. وفي (1/138) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق السرماري، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (4/53) قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/57) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/94) قال: حدثني عمرو بن خالد، قال: حدثنا زهير. ومسلم (5/179) قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي، قال: حدثنا عبد الرحيم - يعني ابن سليمان -، عن زكريا. وفي (5/180) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا سفيان. وفي (5/181) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا زهير. والنسائي (1/161) . وفي الكبرى (288) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا خالد - يعني ابن مخلد - قال: حدثنا علي - وهو ابن صالح. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9484) عن أحمد بن سليمان، عن جعفر بن عون، عن سفيان. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث عن شعبة. وابن خزيمة (785) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
سبعتهم - شعبة، وإسرائيل، وزهير، ويوسف بن إسحاق، وسفيان، وزكريا بن أبي زائدة، وعلي بن صالح - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره.
(*) رواية زهير مختصرة على: «استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، فدعا على نفر من قريش، على شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي جهل بن هشام، فأشهد الله، لقد رأيتهم صرعى، قد غيرتهم الشمس، وكان يوما حارّا» .
8918 -
(خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رجل نصرانيٌّ (1) أسلم، فقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانياً، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعله آية، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، لما هَرَب منهم نبشوا عن صاحبنا، فألقوه، فحفروا له وأعمقوا ما استطاعوا، فأصبحوا وقد لفظته الأرض، فقالوا مثل الأول، فحفروا له وأعمقوا، فلفظته الثالثة فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه بين حجرين، ورضموا عليه الحجارة» . أخرجه البخاري، ومسلم إلى قوله:«فألقوه» .
⦗ص: 368⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَفَظَتْه) الأرض أي: ألقتْهُ من بطنها إلى ظهرها.
(رضَموا) عليه الحجارة، أي: جمعوها عليه، والرِّضام: الحجارة.
(قَصَم) الله عنقه، أي: دَقَّها.
(نبذته) المنبوذ: المُلقى المرميُّ على وجه الأرض، ونبذتُه أنا: ألقيتُه.
(1) في نسخ البخاري المطبوعة: نصرانياً.
(2)
رواه البخاري 6 / 460 في الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم رقم (2781) في المنافقين في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/346) قال: حدثنا أبو معمر. قال: قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا عبد العزيز، فذكره.
8919 -
وفي رواية قال: «تُوُفِّي أبي وعليه دَيْنٌ، فعرضتُ على غُرَمائه أن يأخذوا التمر بما عليه، فأبَوا، ولم يَرَوْا أنَّ فيه وَفاء، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: إذا جَدَدته فوضعته في المِرْبَد آذِنِّي، فلما جَدَدْتُه
⦗ص: 369⦘
ووضعتُه في المربد آذنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء ومعه أبو بكر وعمر، فجلس عليه ودعا بالبركة فيه، ثم قال: ادعُ غرماءك فأوفهم، فما تركتُ أحداً له دَيْنٌ على أبي إلا قضيته، وفَضَلَ ثلاثة عشر وسقاً: سبعة عجوة، وستة لون - أو ستة وسبعة - فوافيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم المغرب، فذكرت ذلك له، فضحك، وقال: ائتِ أبا بكر وعمر فأخبرهما فأخبرتُهما، فقالا: لقد علمنا إذْ صَنَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع أن سيكون» .
وقال في رواية: «صلاة العصر» وفي رواية «صلاة الظهر» .
وفي أخرى قال: «تُوُفِّي عبد الله بن عمرو بن حَرام وعليه دَيْنٌ، فاستعنتُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يَضَعوا من دَيْنِهِ، فطلب إليهم، فلم يفعلوا، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب، فَصَنِّف تمرك أصنافاً: العجوة على حِدَة، وَعذق زيد على حدة، ثم أرسِلْ إلَيَّ، ففعلت، ثم أرسلتُ إليه، فجلس على أعلاه - أو في وسطه - ثم قال: كِلْ للقوم، فَكِلتُ لهم، حتى أوفيتهم الذي لهم، وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء» . وفي رواية «فما زال يَكِيلُ لهم حتى أَدَّى» .
وفي أخرى نحوه، وفيه زيادة، قال جابر: «أُصِيبَ عبد الله، وترك عيالاً ودَيناً، فطلبتُ إلى أصحاب الدَّيْن أن يَضَعوا بعضاً، فأبوا، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فاستشفعت به عليهم، فأبوا، فقال: صَنِّف تمرك، كلَّ شيء على
⦗ص: 370⦘
حدة، ثم أحضرهم، حتى آتيَك، ففعلت، ثم جاء فقعد معه، وكال لكل رجلٍ حتى استوفى، وبقي التمر مكانه، كأنه لم يُمَسّ، وغزوتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم على ناضح لنا، فأزحَفَ الجمل، فتخلَّف عليَّ، فوكَزَهُ
…
ثم ذكر نحو ما تقدَّم من أمر الجمل، وبيعه وسؤاله عَمَّا تزوَّج، وجوابه وإتيانه أهلَهُ، ولوم خاله له
…
وفي آخره: فلما قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم غَدَوْتُ إليه بالجمل، فأعطاني ثمن الجمل، والجملَ وسَهْمي مع القوم» .
وفي أخرى: «أن أباه توفي وعليه دَيْن، قال: فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبي ترك عليه دَيناً، وليس عندي إلا ما يُخرِج نخلُه، ولا يبلغ
⦗ص: 371⦘
ما يخرج سنتين ما عليه، فانطلِقْ معي لكيلا يُفحِشَ عليَّ الغرماء، فمشى حول بَيْدر من بيادر التمر، فدعا، ثم أخَّر، ثم جلس عليه، فقال: تمزَّعوه، فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم» .
وفي أخرى: «أن أباه قتل يوم أحُد شهيداً، فاشتد الغرماء في حقوقهم، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فكلّمته، فسألهم أن يقبلوا ثمر حائطي، ويُحَلِّلوا أبي، فأبوْا، فلم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطي، ولم يكسره لهم، ولكن قال: سأغدو عليك، فغدا علينا حين أصبح، وطاف في النخل، ودعا في ثمرها بالبركة، فجدَدْتُها، فقضيتهم حقوقهم، وبقي لنا من ثمرنا بقية، ثم جئت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر وهو جالس: اسْمَعْ يا عمر، فقال عمر: ألَاّ يكون قد علمنا أنك رسولُ الله، والله إنك لرسول الله» هذه روايات البخاري. وفي رواية أبي داود «أن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وَسْقاً لرجل من اليهود، فاستنظره جابر فأبى، فكلّم جابر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له إليه، فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكلَّم اليهوديَّ ليأخذ ثمر نخله بالذي له عليه فأبى عليه فكلَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُنْظِرَه
…
وساق الحديث» كذا ذكره أبو داود، وأخرج النسائي معظم روايات البخاري. وله في أخرى قال: «كان ليهودي على أبي تمر، فقتل يوم أحد، وترك
⦗ص: 372⦘
حديقتين، وتمرُ اليهوديِّ يستوعب ما في الحديقتين، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هل لك أن تأخذ العام نصفَه، وتؤخِّر نصفه؟ فأبى اليهوديُّ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هل لك أن تأخذَ الجداد؟ فأبى، قال: فآذِّني، فآذنته، فجاء هو وأبو بكر، فجعل يُجَدّ ويُكال من أسفل النخل، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدعو بالبركة، حتى وفَينا جميع حقه من أصغَرِ الحديقتين، ثم أتيتهم برطبٍ وماءٍ فأكلوا وشربوا، ثم قال: هذا من النعيم الذي تُسألون عنه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاستنظرَه) الاستنظار: طلبُ التأخير إلى وقت آخر، وأنظرتُه: أخَّرتُه.
(الجداد) : قطع ثمر النخل، وهو الصرام.
(على حدة) : منفرداً، يعني كل جنس وحده.
(عَذْق زيد) : نوع من التمر بالمدينة معروف، وكذلك اللِّيْنَة والعجوة، وقيل:«اللِّينة، واللون» واحد الألوان، وهو عند أهل المدينة:
⦗ص: 373⦘
كل تمر ليس بعجوة، وقيل:«اللينة» جميع النخل من غير استثناء، والأول أشبه.
(المِربد) : موضع التمر الذي يُجْمَع فيه.
(البَيْدَرة) : جمع الثمرة في البَيْدر، وهو المكان الذي تجمع فيه قبل نَقْلِها إلى البيوت، وكذلك موضع الغَلَاّت يسمى بَيْدراً.
(أغريت) فلاناً بفلان: إذا حملته على قصده، والمراد: أنهم لَجُّوا في مطالَبَتي وألَحَّوا.
(تمزَّعوه) أي: تفرَّقوه واقتسِموا.
(1) رواه البخاري 4 / 288 في البيوع، باب الكيل على البائع والمعطي، وفي الاستقراض، باب إذا قضى دون حقه أو حلله فهو جائز، وباب إذا قاص أو جازفه في الدين تمراً بتمر أو غيره، وباب الشفاعة في وضع الدين، وفي الصلح، باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث والمجازفة في ذلك، وفي الوصايا، باب قضاء الوصي ديون الميت بغير محضر من الورثة، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، والنسائي 6 / 245 و 246 في الوصايا، باب قضاء الدين قبل الميراث، وأبو داود رقم (2884) في الوصايا، باب ما جاء في الرجل يموت وعليه دين وله وفاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه البخاري (3/154) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس. وأبو داود (2884) قال: حدثنا محمد بن العلاء، أن شعيب بن إسحاق حدثهم. وابن ماجة (2434) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق. كلاهما - أنس، وشعيب - عن هشام بن عروة.
2-
وأخرجه البخاري (3/245) قال: حدثني محمد بن بشار. والنسائي (6/246) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما - ابن بشار، وابن المثنى - عن عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله.
كلاهما - هشام، وعبيد الله - عن وهب بن كيسان، فذكره.
8920 -
(خ) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كان بالمدينة يهوديٌّ، وكان يُسلِفُني في تمري إلى الجداد، وكانت لجابر الأرض التي بطريق رُومة، فَخَنَسَتِ النَّخْلُ عاماً، فجاءني يهوديٌّ عند الجداد، ولم أجِدَّ منها شيئاً، فجعلت أستنظره إلى قابل، فيأبى، فأُخْبِرَ بذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لأصحابه: امشوا نستنظرْ لجابر من اليهوديِّ، فجاءوني في نخلي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلِّم اليهوديَّ، ويقول: لا أُنظِر، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فطاف بالنخل، ثم جاءه فكلَّمه فأبى، فقمت، فجئتُ بقليل رطب، فوضعته بين يدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأكل، ثم قال: أين عَرِيشُكَ يا جابر؟ فأخبرته، فقال: افرش لي فيه، ففرشته، فدخل فرقد، ثم استيقظ، فجئته
⦗ص: 374⦘
بقبضة أخرى، فأكل منها، ثم قام فكلَّم اليهوديَّ، فأبى عليه، فقام في الرِّطاب، وطاف في النخل الثانية، ثم قال: يا جابر، جُدَّ واقضِ، فوقعتُ في الجداد، فجددت منها ما قضيته، وفَضَلَ مثله، فخرجتُ حتى جئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فبشَّرته، فقال: أشهد أني رسولُ الله» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فخنَسَتِ النَّخْلُ) أي: أن النخل تأخَّرت عن قبول الإبَّار، ولم يؤثِّرْ فيها التأبير الكامل، فلم تستكمل حملها.
(1) 9 / 491 و 492 في الأطعمة، باب الرطب والتمر، وانظر شرح الحديث وتحقيق جملة " فخنست النخل " في " الفتح ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7/103) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. قال: حدثني أبو حازم، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، فذكره.
8921 -
(م) أبو هريرة رضي الله عنه قال: «كنتُ أدعو أمّي إلى الإسلام، وهي مشركة، فدعوتُها يوماً، فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام، فتأبى عليَّ، فدعوتُها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله تعالى أن يَهْدِيَ أُمَّ أبي هريرة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهدِ أُمَّ أبي هريرة، فخرجتُ مُستبشراً بدعوة النبيِّ، فلما جئت فَصِرتُ إلى الباب وقَرُبتُ منه، فإذا هو مُجافٌ، فسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَميَّ، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعتُ خَضْخَضة الماء، فاغْتَسَلتْ ولبسَتْ دِرْعَها، وعجِلَتْ عن خمارها، ففتحتِ الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهدُ
⦗ص: 375⦘
أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله، قال: فرجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتُه وأنا أبكي من الفرح، فقلت: يا رسول الله، أبشر فقد استجاب الله دعوتك، وهدى أُمَّ أبي هريرة، فحمد الله وقال خيراً، قال: فقلت: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ أن يُحبِّبَنِي [أنا] وأُمِّي إلى عباده المؤمنين، ويحبِّبهم إلينا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حبّبْ عُبيدَكَ هذا - يعني أبا هريرة - وأُمَّه إلى عبادك المؤمنين، وحبّبْ إليهما المؤمنين، فما خَلْقٌ من مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أجَفْتُ الباب) : إذا أغلقته، فهو مُجاف.
(خَشْفَ قَدَمَيّ) الخشَف والخشفة: الصوت والحركة.
(1) رقم (2491) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/319) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري في «الأدب المفرد» (34) قال: حدثنا أبو الوليد، وهشام بن عبد الملك. ومسلم (7/165) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا عمر بن يونس اليمامي.
ثلاثتهم - عبد الرحمن، وأبو الوليد، وعمر بن يونس - قالوا: حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي كثير، يزيد بن عبد الرحمن، فذكره.
8922 -
(خ م ت) السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: «ذهبَت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابنَ أختي وجِعٌ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، فتوضأ فشربتُ من وَضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرتُ إلى خاتم النُّبوَّةِ بين كتفيه مثل زِرّ الحجَلة» .
وقال الجعيد: رأيتُ السائبَ بن يزيد ابن أربع وتسعين جَلْداً معتدلاً،
⦗ص: 376⦘
فقال: «قد علمتُ ما مُتِّعْتُ به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي إلى قوله:«زِرّ الحجلة» (1) .
(1) رواه البخاري 1 / 257 في الوضوء، باب استعمال فضل وضوء الناس، وفي الأنبياء، باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم، وباب خاتم النبوة، وفي المرضى، باب من ذهب بالصبي المريض ليدعى له، وفي الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم، ومسلم رقم (2345) في الفضائل، باب إثبات خاتم النبوة، والترمذي رقم (3646) في المناقب، باب رقم (23) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1- أخرجه البخاري (1/59) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس. وفي (4/227) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. وفي (7/156) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة. وفي (8/94) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (7/86) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد. والترمذي (3643) . وفي «الشمائل» (16) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3794) عن قتيبة بن سعيد. خمستهم - عبد الرحمن، ومحمد بن عبيد الله، وإبراهيم بن حمزة، وقتيبة، ومحمد بن عباد - عن حاتم بن إسماعيل.
2-
وأخرجه البخاري (4/226) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى.
كلاهما - حاتم، والفضل - عن الجعد بن عبد الرحمن، فذكره.
8923 -
(ت) أبو زيد بن أخطب رضي الله عنه قال: «مسح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيده على وجهي، ودعا لي» «قال عَزْرَةُ: فلقد رأيته بعد ما عاش عشرين ومائة سنة، وليس في لحيته إلا شُعيرات تُعدُّ بِيض» . أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (3633) في المناقب، باب رقم (10) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 341، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/77) قال: حدثنا حرمي بن عمارة. وفي (5/341) قال: حدثنا أبو عاصم. والترمذي (3629) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عاصم.
كلاهما - حرمي، وأبو عاصم - قالا: حدثنا عزرة بن ثابت، قال: حدثنا علباء بن أحمر، فذكره.
8924 -
(د) يزيد بن عبد الرحمن رحمه الله قال: «رأيتُ أثرَ ضَرْبة في ساق سلمة، فقلت: ما هذه؟ قال: أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأُتي بي النبي صلى الله عليه وسلم، فنفث فيَّ ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة» أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (3894) في الطب، باب كيف الرقى، والحديث عند البخاري 7 / 364 في المغازي، باب غزوة خيبر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (39: 12) عن مكي بن إبراهيم، وأبو داود في الطب (19: 5) عن أحمد بن أبي سريج الرازي، عن مكي «بن إبراهيم» .
كلاهما عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. «تحفة الأشراف 4/47» .