الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس: في نقض اليمين، والرجوع عنها
9298 -
(خ م د ت س) عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الرحمن، لا تسأل الإِمارة، فإنك إن أتَتْكَ عن مسألة وُكِلْتَ إليها، وإن أتتك عن غير مسألة أُعِنْتَ عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها فائْتِ الذي هو خير، وكَفِّر عن يمينك» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وفي رواية أبي داود: لم يذكر حديث «الإمارة» وأول حديثه: «إذا
⦗ص: 668⦘
حلفت» وله في أخرى «فكفِّرْ عن يمينك، ثم ائتِ الذي هو خير» .
وللنسائي أيضاً قال: «إذا حلف أحدُكم على يمين، فرأى غيرها خيراً منها فليكفِّر عن يمينه، ولينظر الذي هو خير فليأته» (1) .
(1) رواه البخاري 11 / 452 في الأيمان، باب قول الله تعالى:{لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} ، ومسلم رقم (1652) في الأيمان، باب ندب من خلف يميناً فرأى غيرها خيراً منها أن يأتي الذي هو خير، وأبو داود (3277) و (3278) في الأيمان، باب الرجل يكفر قبل أن يحنث، والترمذي رقم (1529) في الأيمان، باب ما جاء فيمن حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، والنسائي 7 /10 و 11 في الأيمان، باب الكفارة قبل الحنث، وباب الكفارة بعد الحنث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/61) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور، ويونس. وفي (5/62) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا يونس. وفي (5/62) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا المبارك. وفي (5/62) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، وفي (5/62) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا هشام. وفي (5/63) قال: حدثنا أسود بن عامر، وعفان، قالا: حدثنا جرير بن حازم. وفي (5/63) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا المبارك. والدارمي (2351) قال: أخبرنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (2352) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن يونس. والبخاري (8/159) قال: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (8/183) قال: حدثني محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس. قال: أخبرنا ابن عون. وفي (9/79) قال: حدثنا حجاج بن منهال قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (9/79)، قال: حدثنا أبو معمر، قال حدثنا عبد الوراث قال: حدثنا يونس. ومسلم (5/86)(6/5) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (5/86 و87) قال: حدثني علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا هشيم، عن يونس، ومنصور، وحميد (ح) وحدثنا أبو كامل الحجدري قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سماك بن عطية، ويونس بن عبيد، وهشام بن حسان في آخرين (ح) وحدثنا عبيد الله ابن معاذ، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن سعيد، عن قتادة. وفي (6/5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن يونس (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا هشيم، عن يونس، ومنصور، وحميد (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سماك بن عطية، ويونس بن عبيد، وهشام بن حسان، وأبو داود (2929و 3277) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس، ومنصور. وفي رواية (3278) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، الترمذي (1529) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن يونس، وعبد الله بن أحمد (5/62) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حماد بن زيد، قال: حدثنا سماك بن عطية، ويونس بن عبيد، والنسائي (7/10) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا جرير ابن حازم. (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى القطعي، عن عبد الأعلى - وذكر كلمة معناها - حدثنا سعيد، عن قتادة، وفي (7/11) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا منصور، ويونس وفي (7/11)، (8/225) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن عون. وفي (7/12) قال: أخبرنا محمد بن قدامة في حديثه عن جرير، عن منصور. وفي (8/225) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس.
جميعهم - منصور بن زاذان، ويونس بن عبيد، ومبارك بن فضالة، وعبد الله بن عون، وهشام بن حسان،، وجرير بن حازم، وحميد الطويل، وسماك بن عطية، وسليمان التيمي، وقتادة، ومنصور بن المعتمر- عن الحسن، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة، واللفظ للبخاري (8/159) .
9299 -
(م ط ت) أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَلَفَ على يمين، فرأى غيرها خيراً منها، فليكفِّر عن يمينه، وليفعل» زاد في رواية «الذي هو خير» .
وفي رواية قال: «أعْتمَ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله فوجد الصِّبية قد ناموا، فأتاه أهله بطعامه، فحلف لا يأكل من أجل صِبْيَتِهِ، ثم بدا له فأكل، فأتَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ حَلَفَ على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأتها وليكفِّر عن يمينه» . أخرجه مسلم. وأخرج الموطأ والترمذي الأولى (1) .
⦗ص: 669⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَعْتَم) الإنسان: إذا دخل في العَتَمة، وهي ظلمة أول الليل.
(1) رواه مسلم رقم (1650) في الأيمان، باب ندب من حلف يميناً فرأى غيرها خيراً منها أن يأتي الذي هو خير، والموطأ 2 / 478 في الأيمان، باب ما تجب فيه الكفارة من الأيمان، والترمذي رقم (1530) في الأيمان، باب ما جاء في الكفارة قبل الحنث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (295) . وأحمد (2/361) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (5/85) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني مالك. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا ابن أبي أويس، قال: حدثني عبد العزيز بن المطلب. (ح) وحدثني القاسم بن زكريا. قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان، يعني ابن بلال. والترمذي (1530) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12738) عن قتيبة، عن مالك.
ثلاثتهم - مالك، وعبد العزيز بن المطلب، وسليمان بن بلال - عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
9300 -
(خ م د س) أبو موسى [الأشعري]رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني والله إن شاء الله لا أحْلِفُ على يمين فأرى غيرها خيراً منها، إلا كفَّرتُ عن يميني، وأتيتُ الذي هو خير - أو قال: إلا أتيت الذي هو خير، وكفَّرت عن يميني» . أخرجه أبو داود.
وعند النسائي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض يمين أحلِف عليها فأرى غيرها خيراً منها، إلا أتيته» .
وفي رواية البخاري ومسلم نحو هذه التي للنسائي، وزاد فيها: «فأمر لنا
⦗ص: 670⦘
بثلاث ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى» وفيها: «وإني والله إِن شاء الله لا أحلف على يمين، ثم أرى غيرها خيراً منها، إِلا كفَّرت عن يميني، وأتيتُ الذي هو خير» .
زاد في رواية: «وأتيتُ الذي هو خير، وكفَّرت عن يميني» .
⦗ص: 671⦘
وقد أخرج النسائي حديث «الدجاج» مفرداً (1) ، وهو مذكور في «كتاب الطعام» من حرف الطاء.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نستحمله) استحملت الإنسان: إذا طلبت منه شيئاً تركبه، أو تحمل عليه مَتَاعَك.
(الذود) من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى التسع من الإناث خاصة، وقيل: ليس للإناث به اختصاص، إنما اللفظة مؤنثة.
(الذُّرَى) : الأسنمة، وصفها أنها «غرّ» أي: أنها بيض حسان لسمنها.
(تلكَّأت) في الأمر: إذا توقفت فيه فلم تفعله.
(1) رواه البخاري 11 / 402 في الأيمان، باب قول الله تعالى:{لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} ، ومسلم رقم (1649) في الأيمان، باب ندب من حلف يميناً فرأى غيرها خيراً منها أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه، وأبو داود رقم (3276) في الأيمان، باب الرجل يكفر قبل أن يحنث، والنسائي 7 / 9 و 10 في الأيمان، باب الكفارة قبل الحنث، وفي الصيد والذبائح، باب إباحة أكل لحوم الدجاج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/398) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والبخاري (8/159 و182) قال: حدثنا أبو النعمان. وفي (8/182) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (5/82) قال: حدثنا خلف بن هشام وقتيبة بن سعيد ويحيى بن حبيبب الحارثي، وأبو داود (3276) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (2107) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي (7/9) قال: أخبرنا قتيبة.
ستتهم - سليمان، وأبو النعمان، وقتيبة، وخلف، ويحيى، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد، عن غيلان ابن جرير، عن أبي بردة، فذكره.
9301 -
(م س) تميم بن طرفة (1) الطائي رضي الله عنه قال: «جاء سائل إلى عَدِيِّ بن حاتم يسأله نفقة - أو في ثمن خادم، أو في بعض ثمن خادم - فقال: ليس عندي ما أعطيك، إلا دِرْعي، ومِغْفَري، فأكتبُ إلى أهلي أن
⦗ص: 672⦘
يُعطوكَها، قال: فلم يَرْضَ، فغضب عَدِيّ، فقال: أما والله لا أُعطيكَ شيئاً، ثم إنَّ الرجل رَضِيَ، فقال: أما والله لولا أني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حَلَفَ على يمين، ثم رأى أتقى لله منها فليأت التَّقْوى، ما حَنِثتُ في يميني» .
وفي أخرى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا حَلَف أحدكم على اليمين، فرأى خيراً منها فليكفِّرها، وليأت الذي هو خير» أخرجه مسلم. وأخرج النسائي الرواية الثانية.
وله في أخرى: «فليأتِ الذي هو خير وليتركْ يمينه» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المِغْفَر) : زَرَدٌ يلبس على الرأس.
(1) في المطبوع: تميم بن طارق، وهو خطأ، والتصحيح من نسخ مسلم والنسائي المطبوعة وكتب الرجال.
(2)
رواه مسلم رقم (1651) في الأيمان، باب ندب من حلف يميناً فرأى غيرها خيراً أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه، والنسائي 7 / 11 في الأيمان، باب الكفارة بعد الحنث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/256) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال: حدثني سماك. وفي (4/257) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. قال: أخبرني عبد العزيز بن رفيع. وفي (4/258) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا سماك. وفي (4/259) قال: حدثنا محمد بن، جعفر قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت عبد العزيز بن رفيع. ومسلم (5/85 و86) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن عبد العزيز، يعني ابن رفيع (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن رفيع. (ح) وحدثني محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن طريف البجلي، قالا: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن عبد العزيز بن رفيع. (ح) وحدثنا محمد بن طريف، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الشيباني، عن عبد العزيز بن رفيع. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا سماك بن حرب وابن ماجة (2108) قال: حدثنا علي بن محمد، وعبد الله بن عامر بن زرارة، قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد العزيز بن رفيع. والنسائي (7/11) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر بن عياش، عن عبد العزير بن رفيع. (ح) وأخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عبد العزيز بن رفيع.
كلاهما - سماك، وعبد العزيز - عن تميم بن طرفة، فذكره.
9302 -
(س) أبو الأحوص عن أبيه قال: «قلت: يا رسول الله، أرأيتَ ابنَ عَمٍّ لي، آتيه أسأله، فلا يعطيني ولا يَصِلني، ثم يحتاج إليَّ فيأتيني فيسألني، وقد حلفت أن لا أعطيَه ولا أصِلَه؟ فأمرني أن آتِيَ الذي هو خَيْرٌ وأُكَفِّر عن يميني» أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 11 في الأيمان، باب الكفارة بعد الحنث، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/11) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، قال:حدثنا أبو الزعراء، عن عمه أبي الأحوص، عن أبيه، فذكره.
9303 -
(خ) عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان أبو بكر يحنَث قَطٌّ في يمين، حتى نزلت كفَّارة اليمين، فلما نزلت حَنِثَ إذا رأى غيرها خيراً منها، وكفَّر» .
وفي أخرى «إلا قَبِلْتُ رُخصَةَ الله، وفعلتُ الذي هو خير» . أخرجه البخاري (1) .
(1) 11 / 451 و 452 في الأيمان، باب قوله تعالى:{لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في صحيحه (4114) قال:حدثنا أحمد بن أبي رجاء، حدثنا النضر، عن هشام، قال: أخبرني أبي، فذكره.
9304 -
(خ د م) عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: «إن أصحاب الصُّفَّة كانوا ناساً فقراء، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة: مَنْ كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس، بسادس - أو كما قال- وإن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعشرة، قال: فهو أنا وأبي وأُمي - ولا أدري هل قال: وامرأتي - وخادم [بين] بيتنا وبيت أبي بكر، وإن أبا بكر تعشَّى عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية: حتى نَعسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته:
⦗ص: 674⦘
ما حَبَسك عن أضيافك - أو قالت: ضيفِك؟ - قال: أو ما عَشَّيتيهم؟ قالت: أبَوْا حتى تجيء، وقد عَرَضُوا عليهم [فَغَلَبُوهم]، قال: فذهبت أنا فاختبأت،
فقال: يا غُنْثَر، فجدَّع وسَبَّ، وقال: كلوا، لا هنيئاً (1)، وقال: واللهِ لا أطعمه أبداً، قال: وايم الله، ما كنا نأخذ من لُقمةٍ إلا رَبا من أسفلها أكثرَ منها، حتى شَبِعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر، فإذا هي كما هي، أو أكثر، فقال لامرأته: يا أخت بني فِراس، ما هذا؟ قالت: لا، وقُرَّة عيني، لهي الآن أكثرُ منها قبل ذلك بثلاث مرات، فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان ذلك من الشيطان - يعني يمينه - ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأصبحت عنده، قال: وكان بيننا وبين قوم عهد، فمضى الأجل فتفرَّقنا اثني عشر رَجُلاً، مع كل رجل منهم أناس - والله أعلم كم مع كل رجل؟ - فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال» .
وفي رواية قال: «جاء أبو بكر بضيفٍ له - أو أضياف له - فأمسَى عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلما جاء، قالت له أمي: احتُبِستَ عن ضيفك - أو أضيافِكَ - الليلة، فقال: أما عَشَّيْتِيهِمْ؟ فقالت: عرضنا عليه - أو عليهم - فأبَوْا، أو أبى، فغضب أبو بكر، فسَبَّ وجَدَّع، فحلف لا يطعَمه، فاختبأت أنا، فقال: يا غُنْثَر، فحلفتْ المرأةُ لا تطعَمه، فحلف الضيف - أو الأضياف - أن لا يطعَمه - أو لا يطعَموه - حتى يطعَمه، فقال أبو بكر: هذه من الشيطان،
⦗ص: 675⦘
فدعا بالطعام فأكل وأكلوا، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا رَبَتْ من أسفلها أكثر منها، فقال: يا أخت بني فِراس، ما هذا؟ فقالت: وقُرَّةِ عيني إنها الآن لأكثر [منها] قبل أن نأكل، فأكلوا، وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه أكل منها» .
زاد في رواية «فلما أصبح غدا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، بَرُّوا وحَنثْتُ، قال - وأخبره - فقال: بل أنت أَبَرُّهم وأخيَرُهم، قال: ولم
⦗ص: 676⦘
تبلغني كفَّارة» . أخرجه البخاري ومسلم.
زاد في رواية قال: «ولم يبلغني كفَّارة» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غُنْثَر) روي بضم الغين وفتحها، وهو من الغثارة، وهي الجهل،
⦗ص: 677⦘
وقيل: هو من الغَنْثرة، وهي شرب الماء من غير عطش، وذلك من الحمق، وقيل:«غنثر» كلمة يقولها الغَضِبُ إذا ضاق صدره من شيء جرى على غير ما أراده، قال بعض أهل اللغة: أحسبه الثقيل الوخِم.
وقد ذكر الزمخشري: أنها رويت بالعين المهملة مفتوحة والتاء المعجمة بنقطتين: وهو الذباب الأزرق، شبهه به تحقيراً له، ويجوز أن يكون شبَّهه به لكثرة أذاه.
(فجدَّع) المجادعة: المخاصمة.
(ربا) الشيء يربو: إذا زاد وارتفع.
(بَرَّ) الرَّجُلُ فهو بارٌّ: إذا صَدَق.
(حنِث) في اليمين: إذا نقض ما حلف عليه وخالفه.
(1) إنما قاله لما حصل له من الحرج والغيظ بتركهم العشاء بسببه.
(2)
في نسخ البخاري المطبوعة: ويلكم، ما أنتم؟ لم لا تقبلون عنا قراكم؟ .
(3)
رواه البخاري 2 / 61 في مواقيت الصلاة، باب السمر مع الأهل والضيف، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم رقم (2057) في الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره، وأبو داود رقم (3270) و (3271) في الأيمان، باب فيمن حلف على طعام لا يأكله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-
أخرجه أحمد (1/197)(1702) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (1/197)(1704) قال: حدثنا عارم، وعفان، قالا: حدثنا معتمر بن سليمان. وفي (1/198)(1712) قال: حدثنا عارم، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. وفي (1/198)(1713) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، والبخاري (1/156) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. وفي (4/236) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا معتمر. وفي (8/41) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي ومسلم (6/130) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، وحامد بن عمر البكراوي، ومحمد بن عبد الأعلى القيسي، كلهم عن المعتمر..
كلاهما - محمد بن أبي عدي، ومعتمر - عن سليمان التيمي.
2-
وأخرجه البخاري (8/40) قال: حدثنا عياش بن الوليد، قال: حدثنا عبد الأعلى. ومسلم (6/131) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا سالم بن نوح العطار. وأبو داود (3270) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (3271) قال: حدثنا بن المثنى، قال: حدثنا سالم بن نوح، وعبد الأعلى.
ثلاثتهم - عبد الأعلى، وسالم بن نوح، وإسماعيل بن علية - عن سعيد الجريري.
كلاهما - سليمان التيمي، وسعيد الجريري - عن أبي عثمان، فذكره.
* في رواية إسماعيل بن علية، عن الجريري، عن أبي عثمان، أو عن أبي السليل.
9305 -
(د) سعيد بن المسيب رحمه الله «أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث، فسأل أحدهما أخاه القسمةَ، فقال له الآخر: إن عُدتَ تسألني القسمة فكل مالي في رِتاج الكعبة، فعاد يسأله، فأتى عمر، فقال له: إن الكعبة لَغَنِيَّةٌ عن مالك، كفِّر عن يمينك، وكلّم أخاك، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يمين عليك، ولا نَذْرَ في معصية الرب، ولا في قطيعة الرحم، ولا فيما لا تمْلك» أخرجه أبو داود (1) .
⦗ص: 678⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرِّتاج) : الباب، يقال: جعلت مالي في رِتاج الكعبة، أي: جعلته لها، وليس المراد الباب نفسه، وإنما المعنى: أن يكون ماله هَدْياً إلى الكعبة أو في كسوتها والنفقة عليها.
(1) رقم (3272) في الأيمان، باب اليمين في قطيعة الرحم، وإسناده حسن، ولكن في سماع سعيد بن المسيب من عمر خلاف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3272) قال: حدثنا محمد بن المنهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا حبيبب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، فذكره..