الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الهاء
(1)
ويشتمل على ثلاثة كتب
كتاب الهجرة، كتاب الهدية، كتاب الهبة
الكتاب الأول: في ذكر الهجرتين
9203 -
(خ) عائشة رضي الله عنها قالت: «لَمْ أَعْقِلْ أبوَيَّ قَطُّ إلا وهما يدينان الدِّينَ، ولم يمرَّ علينا يومٌ إلا يأتينا فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طَرَفَي النهار، بُكْرَةً وعَشِيّةً، فلما ابْتُليَ المسلمون، خرج أبو بكر مهاجراً نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغَ بَرْكَ الغِماد، لَقِيَهُ ابنُ الدُّغُنَّة (2) - وهو سيد القارَة - فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، وأريد أن أَسِيحَ في الأرض فأعبدَ ربي، فقال ابن الدُّغُنَّة: فإن مِثْلَكَ يا أبا بكر لا يَخْرُج ولا يُخْرَج، إنك تكْسِبُ المعدُومَ، وتَصِلُ الرحم، وتحمل الكَلّ، وتَقْرِي الضيف، وتُعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، فارجع فاعْبُدْ رَبّك ببلدك، فرجع،
⦗ص: 584⦘
وارتحَلَ معه ابنُ الدُّغُنَّة، فطاف ابن الدُّغُنَّة [عَشِيَّةً] في أشراف كفار قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخْرُجُ مثلُه [ولا يُخْرَج] أَتُخْرِجُونَ رَجُلاً يكْسِب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكَلّ، ويَقْري الضيف، ويعين على نوائب الحق؟ فلم تُكَذِّب قريش بجوار ابن الدُّغُنَّة - وفي رواية: فأنفذت قريش جوار ابنِ الدُّغُنَّة - وآمنوا أبا بكر، وقالوا لابن الدُّغُنَّة: مُرْ أبا بكر فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ في داره، وليُصَلِّ فيها، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يَسْتَعْلِنْ به، فإنا نخشى أَن يَفْتِنَ نساءنا وأبناءنا، فقال ذلك ابن الدُّغُنَّة لأبي بكر، فلبث أبو بكر بذلك يَعْبُدُ ربه في داره، ولا يَسْتَعْلِن بصلاته، ولا يقرأ في غير داره، ثم بَدَا لأبي بكر، فابتَنَى مسجداً بفناء داره، وكان يصلِّي فيه [ويقرأ القرآن] ، فيتَقَصَّفُ (3) عليه نساء المشركين وأبناؤهم [وهم] يُعجَبون منه، وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجُلاً بَكَّاء، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابنِ الدُّغُنَّة، فقَدِمَ عليهم، فقالوا: إنَّا كُنَّا أَجَرْنا أبا بكر بجوارك على أن يعبدَ ربه في داره، فقد جاوز ذلك، فابتنى مسجداً بفناء داره، فأَعْلَنَ بالصلاة والقراءة فيه، وإنَّا قد خشينا أن يَفْتِنَ نساءنا وأبناءنا، فانْهَهُ (4) ، فإن أحبَّ أن يقتصِر على أن يعبدَ ربه في داره فَعَل، وإن أبى إلا أن يُعلِنَ بذلك، فَسَلْهُ أن يَرُدَّ إليك ذِمَّتَك، فإنا قد كَرِهْنا أن نُخْفِرَك، ولَسْنا مُقِرِّين لأبي بكر الاستعلانَ، قالت عائشة: فأتى ابنُ
⦗ص: 585⦘
الدُّغُنَّة إِلى أبي بكر، فقال: قد عَلِمْتَ الذي عاقَدْتُ لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترْجِعَ إِليَّ ذِمَّتي، فإني لا أُحِبُّ أن تسمعَ العربُ أني قد أُخْفِرْتُ ذِمَّتي في رجلٍ عَقَدْتُ له، فقال له أبو بكر: فإني أردُّ إليك جِوَارَك، وأرضى بجوار الله - والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة - فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم للمسلمين: إني أُرِيتُ دارَ هِجْرَتِكم، سَبَخَةً ذاتَ نَخْلٍ بين لابَتَيْن - وهما الْحَرَّتَان - فهاجَرَ مَنْ هاجَر قِبَلَ المدينة، ورجع عامَّةُ مَنْ كان بأرض الحبشة إلى المدينة، وتَجَهَّزَ أبو بكر قِبَلَ المدينة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:[على رِسْلِكَ] فإني أرجو أن يُؤذَنَ لي، فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: نعم، فحَبَس أبو بكر نَفْسَه على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم[ليصحبه] وعَلَفَ راحِلَتَيْنِ كانتا عنده مِنْ وَرَق السَّمُر - وهو الخَبَط - أربعة أشهر» .
قال ابن شهاب: قال عروة: قالت عائشة: «فبينا نحن يوماً جُلُوسٌ في بيت أبي بكر في نَحْرِ الظَّهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعاً، في ساعةٍ لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فِداً له أبي وأُمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أَمرٌ، قالت: فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاستأذَن، فأذِن له، فدخل، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أَخْرِج مَنْ عِندك، فقال أبو بكر: إنما هم أهلك - بأبي أنت يا رسولَ الله - قال: فإني قد أُذِنَ لي في الخروج، قال أبو بكر: الصحابة، بأبي أنتَ يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: نعم، قال أبو بكر: فَخُذْ - بأبي أنت يا رسولَ الله
⦗ص: 586⦘
إحدى راحلَتَيَّ هاتين، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: بالثمن، قالت [عائشة] : فجهَّزنا [هما] أَحَثَّ الجَهاز، ووضعنا لهما سُفْرَةً في جِرَاب، فقطَعَتْ أسماءُ بنت أبي بكر قِطْعَةً من نِطاقها، فَرَبَطَتْ به على فَمِ الجرابِ، فبذلك سُمِّيَتْ ذاتَ النِّطاق (5)، قالت: ثم لَحِقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بِغَارٍ في جبل ثَور، فكَمَنَا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلامٌ شابٌّ ثَقِفٌ لَقِن، يَدَّلج من عندهما بسَحَر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمراً يُكادان به إلا وَعَاهُ، حتى يأتيَهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعَى عليهما عامر بن فُهَيرة - مولى أبي بكر - مِنْحَةً من غَنم، فيُريحها عليهما حين تذهب ساعةٌ من العِشاء، فيبيتان في رِسْلٍ - وهو [لَبَنُ] منحتِهما ورضيفُهما - حتى يَنْعِق بها عامر بن فُهيرة بِغَلَس، يفعل ذلك [في] كلِّ ليلةٍ من تلك الليالي الثلاث، واستأجر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رَجُلاً مِنْ بني الدِّيل - وهو من بني عبد بن عديّ - هادِياً خِرِّيتاً - والخِرِّيت: الماهرُ بالهداية - قد غَمَسَ حِلْفاً في آل العاص بن وائل السَّهمي، وهو على دِين كُفَّار قريش، فأمِنَاه، فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غارَ ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما، فأتاهما صُبح ثلاث، فارتحلا وانطلق معهما ابن فهيرة، والدليل الدِّيلْي، فأخذ بهم طَرِيقَ السواحل» وفي رواية «طريق السَّاحل» .
قال ابن شهاب: فأخبرني عبد الرحمن بن مالك المُدْلِجِيُّ - وهو ابن
⦗ص: 587⦘
أخي سُراقة بن جُعْشُم - أن أباه أخبره: أنه سمع سُرَاقة بن جُعْشُمٍ يقول: «جاءنا رُسُل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دِيةَ كُلِّ واحد منهما من قتله أو أسره، فبينا أنا جالسٌ في مجلس قومي بني مُدْلج، أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس، فقال: يا سُرَاقة، إني قد رأيتُ آنفاً أسْوِدَةً بالسّاحل، أُراها محمداً وأصحابه، قال سراقة: فعرفتُ أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيتَ فلاناً وفلاناً انطلقوا بأعيننا، [يبتغون ضالَّةً لهم] ، ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قُمتُ فدخلت، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أَكَمَة، فتحبسها عليَّ، وأخَذْتُ رُمْحي، فخرجت به من ظهر البيت، فخططت بزُجّهِ الأرض، وخفَضْتُ عاليَه، حتى أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تُقْرِّب بي، حتى دنوتُ منهم، فعَثَرتْ بي فرسي، فَخَرَرْتُ عنها، فقمت فأهويتُ بيدي إلى كنانتي فاستخرجتُ منها الأزلام، فاستقسمتُ بها: أضُرُّهم أم لا؟ فخرج الذي أكره، فركبت فرسي - وعصيتُ الأزلام - تُقرِّب بي، حتى [إذا] سمعتُ قراءةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يُكثِر الالتفات: ساخَتْ يَدَا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زَجَرتها فَنَهضَتْ، فلم تكد تُخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يَدَيْهَا عُثَان ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمتُ بالأزلام، فخرج الذي أكره فناديتُهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في
⦗ص: 588⦘
نفسي - حين لقيتُ ما لقيتُ مِنَ الحبس عنهم - أن سَيَظْهَرَ أمْرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: إنَّ قومَكَ قد جعلوا فيك الدِّيَةَ - وأخبرتُهم أخبار ما يريد الناس بهم - وعَرضْتُ عليهم الزادَ والمتاع، فلم يَرْزَآني شيئاً، ولم يسألاني، إلا أن قال: أخْفِ عَنّا ما استطعتَ، فسأَلته أن يكتبَ لي كتابَ أمْنٍ، فأمر عامرَ بن فُهَيرة، فكتب لي في رُقعةٍ من أدَم، ومضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم» .
قال ابن شهاب: فأخبرني عروةُ بن الزبير: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لَقِيَ الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجاراً قافِلِينَ من الشام، فكسا الزبيرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابَ بياضٍ، وسمع المسلمون بالمدينة بمخرَج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يَغْدُون كل غَداة إلى الْحَرَّة فينتظرونه، حتى يردَّهم حَرُّ الظَّهيرة، فانقلبوا يوماً بعدما أطالُوا انتظارهم، فلما آوَوْا إلى بيوتهم أوفَى رَجُلٌ من يهود على أُطُمٍ من آطامهم لأمرٍ ينظر إليه، فَبَصُرَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مِبيَّضين، يزولُ بهم السراب، فلم يملك اليهوديُّ أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جَدُّكم الذي تنتظرون، قال: فثار المسلمون إلى السلاح، فَتلَقَّوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرّة، فَعَدَل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر للناس، وجلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صامِتاً، فَطَفِقَ مَنْ جاء من الأنصار مِمَّن لم يَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُحيِّي أبا بكر حتى
⦗ص: 589⦘
أصابت الشمسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر حتى ظَلَّلَ عليه بردائه، فعرفَ الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، فَلَبِثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضعَ عشرةَ ليلة، وأسْسَ المسجدَ الذي أُسِّسَ على التقوى، وصَلَّى فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثم ركِبَ راحِلتَهُ فسارَ يمشي معه الناسُ، حتى بَرَكَتْ عند مسجدِ الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يُصَلِّي فيه يومئذ رِجَالٌ من المسلمين، وكان مِرْبَداً للتمر، لِسَهْل وسُهَيْل - غلامين يتيمين في حَجْرِ أسْعَدَ بن زُرارة - فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين بَرَكَتْ راحِلَتُهُ: هذا إن شاء الله المنزلُ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين، فساومهما بالمِرْبد ليتخذه مسجداً، فقالا: بل نَهَبُه لك يا رسولَ الله، [فأبى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يقبلَه منهما هِبَةً حتى ابتاعه منهما] ثم بناه مسجداً، وطفق [رسولُ الله]صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللَّبِنَ في بنيانه، ويقول وهو ينقل اللَّبِن:
هذا الحِمَالُ لا حِمَالُ خَيْبَرْ
…
هذا أَبَرُّ ربَّنا وأطهر
ويقول:
اللهمَّ إنَّ الأجرَ أجرُ الآخرةْ
…
فارحم الأنصارَ والمهاجرةْ
فتمثَّل بِشِعْرِ رجل من المهاجرين، لم يسمَّ لي.
قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثَّل ببيت شعر تامٍّ غيرِ هذه الأبيات. أخرجه بطوله البخاري.
⦗ص: 590⦘
وأخرج أيضاً منه طرفاً، أوله قال:«هاجَرَ إِلى الحبشة نفرٌ من المسلمين، وتجهّز أبو بكر مهاجراً، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: على رِسْلِك، فإني أرجو أن يُؤذَن لي، فقال أبو بكر: أوَ ترجوه بأبي أنت؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» وذكر نحواً مما قَدَّمنا إلى قوله: «واستأجر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رَجُلاً من بني الدِّيْل» .
وأخرج منه طرفاً آخر، قالت: «استأذن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أبو بكر في الخروج حين اشتدّ عليه الأذى، فقال له: أقِمْ، فقال: يا رسول الله، أتطمع في أن يؤذَنَ لكَ؟ فكان [رسولُ الله صلى الله عليه وسلم] يقول: إني لأرجو ذلك، قالت: فانتظره أبو بكر، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ ظُهْراً، [فناداه] فقال له: أخرِجْ مَنْ عندك، قال أبو بكر: إنما هما ابنتاي، فقال: أشعَرْتَ أنه قد أُذِنَ لي في الخروج؟ فقال: يا رسولَ الله الصُّحْبة، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: الصحبة، فقال: يا رسولَ الله عندي ناقتان، [قد] كنت أعددتهما للخروج، فأعطَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم إحداهما، وهي الْجَدْعاء، فركبا فانطلقا، حتى أتيا الغار - وهو بثور - فتواريا فيه، وكان عامر بن فُهيرة غلاماً لعبد الله بن الطفيل بن سَخْبرة، أخو عائشة لأمها، وكانت لأبي بكر مِنْحةٌ، فكان يَرُوحُ بها ويغدو عليهم، ويصبح فيدَّلج إليهما، ثم يَسرَحُ، فلا يفطن له أحدٌ من الرِّعاء، فلما خرجا خرج معهما يُعقبانه، حتى قدما المدينة، فقُتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة.
⦗ص: 591⦘
قال هشام: فأخبرني أبي قال: لما قُتل الذين ببئر معونة، وأُسِرَ عمرو بن أميةَ الضَّمْري، قال له عامرُ بنُ الطفيل: مَنْ هذا؟ - وأشار إلى قتيل - فقال له عمرو بن أمية: هذا عامرُ بن فُهَيرة، فقال: لقد رأيتُه بَعدَ ما قُتِلَ رُفِعَ إلى السماء، حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وُضع، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم خبرُهم فنعاهم، فقال: إنَّ أصحابكم قد أُصِيبوا، وإنهم قد سألوا ربَّهم، فقالوا:[ربَّنا] أَخبِرْ عنّا إخوانَنا بما رضينا عنك، ورضيتَ عنا، فأخبرهم عنهم، وأُصيب فيهم يومئذ عروةُ بن أسماء بن الصلت، ومنذر بن عمرو» .
⦗ص: 592⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدِّين) : الطاعة.
(بَرك الغِماد) بفتح الباء وكسر الغين، ويروى بضمها: اسم موضع بينه وبين مكة خمسُ ليالٍ مما يلي ساحل البحر، وقيل: هو بلد يمان.
(القارَة)[بتخفيف الراء] : قبيلة، سُمِّي أبوهم بذلك حيث قال: دَعَوْنا قارَةً، لا تُنفِرونا
…
فنُجفِلَ مثلَ إجفالِ الظليم
(تَكسب المعدوم) فيه قولان، أحدهما: أنه لسعده وحَظَّه من الدنيا لا يتعذَّر عليه كسبُ كُلَّ شيءٍ معدوم متعذِّر على سواه، والثاني: أنه لا يُملِّك الشيءَ المعدوم المتعذِّرَ مَنْ لا يقدِر عليه، فهو يصف إحسانه وكرمه وعموم فضله، يقال: كَسَبْتُ مالاً، وكَسَبْت فلاناً مالاً، وأَكْسَبتُه مالاً، و «الكَلّ» ما يثقل حمله، من صلات الأرحام، والقيام بالعيال، وقِرَى الأضياف، ونحو ذلك، ولهذا قرن هذه الأشياء بقوله:«تَكسب المعدوم» والقول الثاني من القولين هو القول، إذ به يحصل الفضل، لا بالأول.
(نوائب الحق) النوائب: ما ينوب الإنسان من المغارم، وقضاء الحقوق لمن يقصده ويُؤمِّله.
⦗ص: 593⦘
(فأنا لك جارٌ) أي: حامٍ وناصرٌ ومُدَافِع.
(ولا يستعلن به) : الاستعلان والإعلان: الإظهار.
(تقصَّف) الناس عليه، أي: ازدحموا.
(الذِّمَّة) : العَهْدُ والأمان.
(أخفرتُ الرجل) : إذا نَقَضْتَ عهدَه.
(سبخة) : السَّبخ من الأرض: الموضع الذي لا يكاد يُنبت لمُلوحته، وقلَّما يوافق إلا للنخيل.
(اللَاّبة) : الحَرَّة، والحرَّة: الأرض ذات الحجارة السود.
(على رِسْلك) بكسر الراء: على هِينَتِك.
(الراحلة) : البعير القويُّ على الأحمال والسَّيْر.
(الظهيرة) : أشدُّ الحرّ، و «نحرُها» : أوائلها.
(النِّطاق) : أن تشدَّ المرأة وسطها بحبل أو نحوه، وترفعَ ثوبها من تحته، فتعطفَ طرفاً من أعلاه على أسفله، لئلا ينال الأرض.
(ثَقِف) : ثَقُفَ الرجل ثقافةً، أي صار حاذقاً خفيفاً، فهو ثَقْف، مثال ضَخُم، فهو ضَخْم، وثَقِف أيضاً فهو ثَقِف، وثَقُفٌ، مثل حَذِرٍ وحَذُر، أي: صار حاذقاً فطناً، ويقال: ثقفت فلاناً في الحرب: إذا لقيته قائماً به، ملائماً له، والمراد: أنه ثابت المعرفة بما يحتاج إليه.
⦗ص: 594⦘
(لَقِنٌ) اللَّقِنُ: سريع الفهم.
(أدلج) يدلج: إذا سار من أول الليل، وادّلج يدّلج - بتشديد الدال -: إذا سار من آخره.
(كدت) الرجل أكيده: إذا طلبتَ له الغوائل ومكرتَ به.
(مِنحة) الأصل في المنحة: أن يجعل الرجل لبن ناقته أو شاتِه لآخر وقتاً ما، ثم يقع ذلك في كل ما يرزقه المرء ويعطاه، والمنحة والمنيحة واحد، يقال:«ناقة منوح» : إذا بقي لبنها بعدما تذهب ألبان الإبل، فكأنَّها أعطت أصحابها اللبن، ومنحتهم إياه.
(فيريحها) الرَّواح: ذَهاب العشيِّ، وهو من زوال الشمس إلى الليل.
(في رِسْلٍ) الرِّسل، بكسر الراء وسكون السين: اللَّبَن.
(الرضيف) : اللبن المرضوف، وهو الذي جعل فيه الرضفة، وهي الحجارة المحماة.
(نعق الراعي بالغنم) أصل النعيق للغنم، يقال: نعق الراعي بالغنم: إذا دعاها لترجع إليه.
(بغلس) الغلس: ظلام آخر الليل.
(غمس) فلان حِلْفاً في آل فلان، أي: أخذ بنصيب من عقدهم وحلفهم، والحِلْف: التحالف.
⦗ص: 595⦘
(أسودة) : جمع سواد، وهو الشخص.
(الأكمة) : الرَّابية المرتفعة عن الأرض من جميع جوانبها.
(قَرَّبَ) الفرسُ يُقرِّب تقريباً: إذا عَدَا عَدْواً دون الإسراع، وله تقريبان أدنى وأعلى.
(الكنانة) : كالخريطة المستطيلة من جلود تجعل فيها السهام، وهي الجعبة.
(الأزلام) : القداح، واحدها: زُلَم، وزَلَم - بفتح الزاي وضمها، وفتح اللام فيهما - و «القِدْحُ» : السهم الذي لا نَصْل له ولا ريش، وكان لهم في الجاهلية هذه الأزلام، مكتوب عليها الأمر والنهي، وكان الرجل منهم يَضَعُها في كنانته أو في وعائه، ثم يُخرج منها عند عزيمته على أمر ما اتفق له من غير قصد، فإن خرج الآمِرُ مضى على عزمه، وإن خرج الناهي انصرف.
(الاستقسام) أصل الاستقسام: طلب ما قسم الله له من الأقسام، و «القَسْم» : النصيب المغيب عنه عند طلبه، وذلك محمود إذا طلب من جهته [سبحانه] ، وكان أهل الجاهلية يطلبون ما غيب عنهم من ذلك من جهة الأزلام، فما دَلَّتهم عليه فعلوه.
(ساخت) قوائم الدابة في الأرض: غاصت فيها.
(عُثنان) العُثنان: الغبار، وأصله الدخان، وجمع عواثن، على غير قياس.
(الساطع) : المرتفع في الجو منتشراً.
⦗ص: 596⦘
(ما رزأت فلاناً شيئاً) أي: ما أصبت منه شيئاً، والمراد: أنهما لم يأخذا منه شيئاً.
(قافلين) القافل: الراجع من سفره.
(أوفَى) : أشرف واطَّلع.
(آطامهم) الأُطُم: بِنَاءٌ مرتفع.
(مبيِّضين) بكسر الياء، أي: هم ذوو ثياب بيض، ومنه المسوِّد بكسر الواو للابس السواد، ولذلك قيل لأصحاب الدعوة العباسية: المسوِّدة.
(يزول بهم) زال بهم السراب، أي: ظهرت حركتهم فيه للعين.
(المِربد) : البيدر الذي يوضع فيه التمر.
(الحِمال) بكسر الحاء: من الحمل، والذي يحمل من خيبر هو التمر، ولعله عنى: أن هذا في الآخرة أفضل من ذلك ثواباً وأحسن عاقبة.
(أعقبت) الرجل على راحلته: إذا رَكِبَ مرة وركبت أخرى، كأنه ركب عقيب ركوبك.
(1) في بعض النسخ تقديم حرف الواو وما يشتمل عليه على حرف الهاء.
(2)
قال الحافظ في " الفتح ": بضم المهملة والمعجمة وتشديد النون عند أهل اللغة، وعند الرواة بفتح أوله وكسر ثانيه وتخفيف النون.
وقال في " القاموس ": دُغُنّة، كَحُزقّة، أم ربيعة بن رفيع الذي أجار أبا بكر رضي الله عنه، أو هي ككلمة، أو كحزمة والصحيح الأول.
(3)
وفي بعض النسخ: فيتقذف.
(4)
في المطبوع: فائته.
(5)
في بعض النسخ: ذات النطاقين، وكلاهما صواب.
(6)
رواه البخاري 7 / 180 - 193 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، وفي المساجد، باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس، وفي البيوع، باب إذا اشترى متاعاً أو دابة فوضعه عند البائع أو مات قبل أن يقبض، وفي الإجارة، باب استئجار المشركين عند الضرورة أو إذا لم يوجد أهل الإسلام،
⦗ص: 592⦘
وباب إذا استأجر أجيراً ليعمل له بعد ثلاثة أيام أو بعد شهر أو بعد سنة جاز، وفي الكفالة، باب جوار أبي بكر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعقده، وفي المغازي، باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة، وفي اللباس، باب التصنع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 -
أخرجه أحمد (6/198) قال: حدثنا عبد الرزاق. عن معمر. والبخاري (1/128 و 3/116 و 126 و 5/73) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (3/116 و 7/187 و 8/26) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا هشام، عن معمر. وأبو داود (4083) قال: حدثنا محمد بن داود بن سفيان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وابن خزيمة (265 و 2518) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد.
ثلاثتهم - معمر، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري.
2 -
وأخرجه أحمد (6/212) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا أبان العطار. والبخاري (3/90) قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء. قال: أخبرنا عللي بن مسهر. وفي (5/135) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. ثلاثتهم - أبان، وعلي، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة.
كلاهما - الزهري، وهشام - عن عروة، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة، وأثبتنا لفظ رواية عقيل، عند البخاري (5/73) .
9204 -
(خ م) البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «جاء أبو بكر إلى أبي في منزله، فاشترى منه رَحْلاً، فقال لعازب: ابعث مَعِي ابنَكَ يحمله معي إلى منزلي، فقال لي أبي: احمله فحملته، وخرج أبي معه يَنتَقِد ثمنَه، فقال له أبي: يا أبا بكر كيف صنعتما ليلةَ سَرَيتَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، أسَرْيَنا ليلتنا كلَّها، حتى قام قائمُ الظَّهيرة، وخلا الطريق فلا يمرُّ فيه
⦗ص: 597⦘
أحد، حتى رُفِعَتْ لنا صَخْرةٌ طويلة لها ظِلٌّ لم تأتِ عليه الشمس بعدُ، فنزلنا عندها، فأتيتُ الصخرةَ فسوَّيتُ بيديّ مكاناً ينام فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ظِلِّها، ثم بسطتُ عليه فَروَةً، ثم قلت: نَمْ يا رسولَ الله، وأنا أنفُضُ لك ما حولَك، فنام، وخرجتُ أنْفُضُ ما حوله، فإذا أنا بِراعٍ مقبلٍ بغنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أردنا فلقيته، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من أهل المدينة، فقلت: أفي غنمك لبَنٌ؟ قال: نعم، قلت: أفتحلب لي؟ قال: نعم فأخذ شاة، فقلت له: انْفُض الضَّرع من الشعر والتراب والقَذَى - قال: فرأيتُ البراءَ يضرب بيده على الأخرى ينفض - فحلب لي في قَعْبٍ معه كُثْبَةً من لبن، قال: ومعي إِداوة أَرتَوِي فيها للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ليشربَ منها ويتوضأ، قال: فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فشرب منها وتوضَّأ، وكرهتُ أن أوقِظَهُ من نومه، فوقفتُ قد استيقظ، - وفي رواية: فوافقته استيقظ - فصَبَبْتُ على اللَّبَنِ من الماء حتى برد أسفَلُهُ، فقلت: يا رسولَ الله، اشربْ من هذا اللبن، قال: فشرب حتى رضيتُ، ثم قال: ألَمْ يأْنِ للرَّحيل؟ قلتُ: بلى، قال: فارتحلنا بعد ما زالتِ الشمس، وأتبَعَنَا سُراقة بنُ مالك ونحن في جَلْدٍ من الأرض، فقلت: يا رسولَ الله، أُتِينا، فقال: لا تَحْزَنْ، إنَّ الله معنا، فدعا عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فارتَطَمَتْ فَرَسُهُ إلى بطنها - أُري - فقال: إني قد علمتُ أنكما [قد] دعوتما عَلَيَّ، فادعوا لي، واللهُ لَكُمَا أن أُردَّ عنكما الطَلَبَ، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الله، فنجا، فرجع
⦗ص: 598⦘
لا يلقَى أحداً إلا قال: كُفِيتمْ ما هاهنا، فلا يلقى أحداً إلا ردَّه، [قال] : وَوَفَى لنا» .
زاد في رواية: «أن سراقة قال: وهذه كِنانتي، فخذ سهماً منها، فإنك ستمرُّ على إبلِي وغلماني بمكان كذا وكذا، فخذ منها حاجَتَكَ، قال: لا حاجةَ لي في إبلك، فَقَدِمْنا المدينةَ ليلاً، فتنازعوا: أيُّهم ينزِل عليه [رسولُ الله] فقال: أنزِلُ على بني النجار أخوال عبد المطلب، أُكرِمهم بذلك، فَصَعِدَ الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرّق الغلمان والخَدَم في الطرق، ينادون: يا محمد يا رسولَ الله، يا محمد يا رسولَ الله» . وفي رواية أخرى: «جاء محمد رسولُ الله» .
زاد في أخرى: وقال البراء: «فدخلت مع أبي بكر على أهله، فإذا عائشةُ ابنَتُهُ مُضْطجِعَةٌ، قد أصابتها حُمَّى، فرأيتُ أباها يُقَبِّل خدَّها، ويقول: كيف أنتِ يا بُنَيَّة؟» .
وفي أخرى زيادة: أن البراء قال: «قال أبو بكر - يعني لما خرج مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة - مَرَرْنَا براعٍ، وقد عَطِشَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر الصِّدِّيق: فأخذتُ قَدَحاً فحلبت فيه لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم كُثْبَةً من لَبَنٍ، فأتيته بها، فشرب حتى رَضِيتُ» .
⦗ص: 599⦘
هكذا وقع مَفْصُولاً من حديث الرَّحْل. أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرَّحْل) سرج البعير - وهو الكور - وقد يراد به القَتب والحداجة.
(قائم الظهيرة) : أشد الحرِّ وسط النهار، وقائمها: وقت استواء الشمس في وسط السماء.
(كُثبة) الكُثْبَة: القليل من اللبن.
(أرتوي) فيها الماء، أي: أحمله للوضوء والشرب.
(ألم يأنِ) : ألم يقرب ويجئ وقت الرواح.
(الجَلد) : الأرض الغليظة الصلبة.
(أُتينا) أُتِيَ الرجل، أي: قصد وطلب، والمراد: أنهم لحقونا وأدركونا.
(فارتَطَمَتْ) ارتطمت في الوحل: إذا نشبت فيه ولم تكد تتخلص، وارتطم الرجل في أمره: إذا سُدّت عليه مذاهبه.
(1) رواه البخاري 7 / 200 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وفي اللقطة، باب من عرف اللقطة ولم يدفعها إلى السلطان، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الأشربة، باب شرب اللبن، ومسلم رقم (2009) في الزهد، باب في حديث الهجرة ويقال له: حديث الرحل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
متفق عليه:
1 -
أخرجه أحمد (1/2)(3) قال: حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد - يعني العنقزي -. والبخاري (3/166) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر. وفي (3/166 و 5/3) قال: حدثنا عبد الله بن رجاء. ومسلم (8/237) قال: وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل. أربعتهم - عمرو، والنضر، وعبد الله، وعثمان - عن إسرائيل.
2 -
وأخرجه أحمد (1/9)(50) مختصرا، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/78) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (7/141) قال: حدثني محمود، قال: أخبرنا النضر. ومسلم (6/104) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - محمد بن جعفر «غندر» ، والنضر، ومعاذ - قال النضر: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا شعبة.
3 -
وأخرجه البخاري (4/245) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحراني. ومسلم (8/236) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. كلاهما - أحمد، والحسن - قالا: حدثنا زهير.
4 -
وأخرجه البخاري (5/82) قال: حدثنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شريح بن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه.
أربعتهم - إسرائيل، وشعبة، وزهير بن معاوية، ويوسف - عن أبي إسحاق الهمداني، قال: سمعت البراء، فذكره.
9205 -
(خ م ت)[أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه قال] : قال أبو بكر: «نظرتُ إلى أقدام المشركين ونحن في الغار على رؤوسنا،
⦗ص: 600⦘
فقلت: يا رسولَ الله، لو أنَّ أحدَهم نظر إلى قَدَمَيه أبْصَرَنَا تحت قدميه، فقال: يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين اللهُ ثالثهما؟» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
(1) رواه البخاري 7 / 9 و 10 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب المهاجرين وفضلهم، وباب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وفي تفسير سورة براءة، باب قوله:{ثاني اثنين إذ هما في الغار} ، ومسلم رقم (2381) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه، والترمذي رقم (3095) في التفسير، باب ومن سورة التوبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/4)(11) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (2) قال: أخبرني حبان بن هلال. والبخاري (5/4) قال: حدثنا محمد بن سنان. وفي (5/83) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (6/83) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا حبان. ومسلم (7/108) قال: حدثني زهير بن حرب، وعبد بن حميد، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال عبد الله: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا حبان بن هلال. والترمذي (3096) قال: حدثنا زياد بن أيوب البغدادي، قال: حدثنا عفان بن مسلم.
أربعتهم - عفان، وحبان بن هلال، ومحمد، وموسى - قالوا: حدثنا همام - وهو ابن يحيى - قال: حدثنا ثابت البناني، قال: حدثنا أنس بن مالك، فذكره.
9206 -
(خ) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «أقبَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى المدينة وهو مُرْدِفٌ أبا بكر، وأبو بكر شيخ يُعرَف، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم شابٌّ لا يُعْرَفُ، فيلقى الرجلُ أبا بكر، فيقول: يا أبا بكر، من هذا الرجل الذي بين يَدَيكَ؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، فيحسِب الحاسب: إنما يعني به الطريق، وإنما يعني به سبيلَ الخير، فالتفت أبو بكر، فإذا هو بِفَارِسٍ قد لحقهم، فقال: يا رسولَ الله، هذا فارس قد لحقنا، فالتَفَتَ نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم اصرعْه، فصرعَتْهُ فَرَسُهُ، ثم قامت تُحَمْحِمُ، فقال: يا نبيَّ الله، مُرْنِي بما شئت، قال: تَقِفُ مكانك، لا تتركنَّ أحداً يلحق بنا، فكان أولَ النهار جاهداً على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم -وآخرَه مَسلَحَةً له، فنزل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جانب الحَرَّة، ثم بعث إلى الأنصار، فجاؤوا [إلى نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر] ، فسلّموا عليهما، وقالوا: اركبا آمنين
⦗ص: 601⦘
مطاعين، فركب نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وحَفُّوا دونهما بالسلاح، فقيل في المدينة: جاء نبيُّ الله، جاء نبي الله، وأشرفوا ينظرون، ويقولون:[جاء نبيُّ الله] فأقبل يَسِيرُ حتى نزل [جانِبَ] دار أبي أيوب الأنصاري فإنه لَيُحَدِّث أهله، إذ سمع به عبدُ الله بن سَلام - وهو في نخل لأهله يخترف لهم - فعجِل أن يضع الذي يخترف لهم، فجاء وهي معه، فسمع من نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ بيوت أهلنا أقرب؟ فقال أبو أيوب: أنا يا نبيَّ الله، هذه داري، وهذا بابي، قال: فانطلقْ، فهيِّئ لنا مَقيلاً، قال: قوما على بركة الله، فلما جاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جاء عبدُ الله بن سلام، فقال: أشهد أنك رسولُ الله، وأنك جئت بالحق، وقد عَلِمَتْ يهودُ أني سَيِّدُهم وابنُ سيِّدِهم، وأعلمُهم وابنُ أعلمِهم، فادْعُهم، فاسألهم عَنِّي قبل أن يعلموا أنِّي قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمتُ قالوا فِيَّ ما ليس فِيَّ، فأرسل إليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم[فأقبلوا فدخلوا عليه] فقال: يا معشر اليهود، ويلكم، اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسولُ الله حقاً، وأني جئتكم بحق، فأسْلِمُوا، قالوا: ما نَعلَمُهُ - قالها ثلاث مرار - قال: فأيُّ رجلٍ فيكم ابنُ سَلام؟ قالوا: ذاك سيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا، وأعلمُنا وابنُ أعْلَمِنَا، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشى لله، ما كان ليْسلم - قالها ثلاث مرار، وردُّوا عليه - فقال: يا ابن سلام،
⦗ص: 602⦘
اخرج عليهم، فخرج عليهم، فقال: يا معشر اليهود، اتَّقُوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أنهُ رسولُ الله جاء بحق، قالوا: كَذَبْتَ فأخْرَجَهُم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جاهداً) الجاهد: المبالغ الباذل غاية ما يقدر عليه.
(مَسْلَحة) المسلَحة: قوم ذو سلاح، والمسلَحة أيضاً: كالثغر والمرقب: وهو الموضع الذي يقيم فيه قوم يحفظون من وراءهم من العَدُوّ، لئلا يهجموا عليهم، ويدخلوا إليهم، وهو بالأعجمية: اليَزَك.
(الاخترافُ) : اجتناء الثمر من الشجر.
(1) 7 / 195 - 197 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/211) . والبخاري (7915) قال: حدثني محمد.
كلاهما - أحمد، ومحمد - قالا: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد العزيز. فذكره.
9207 -
(خ) البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «أول من قَدِمَ علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مُصعَب بنُ عُمَير، وابنُ أُمِّ مَكتوم، فجعلا يُقْرآننا القرآن، ثم جاء عَمَّار وبلالٌ وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم فما رأيتُ أهلَ المدينة فَرِحُوا بشيء فرَحَهم به، حتى رأيت الولائد والصبيانَ يقولون: هذا رسولُ الله قد جاء، فما جاء حتى قرأ {سَبِّح اسمَ ربِّك الأعلى} في سُوَرٍ
⦗ص: 603⦘
مثلها من المفصَّل» أخرجه البخاري (1) .
(1) 7 / 203 و 204 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وأصحابه إلى المدينة، وفي تفسير سورة {سبح اسم ربك الأعلى} ، وفي فضائل القرآن، باب تأليف القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/284) قال: حدثنا عفان. وفي (4/291) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/83 و 6/228) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (5/84) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (6/208) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرني أبي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1879) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد.
خمستهم - عفان، وابن جعفر «غندر» ، وأبو الوليد، وعثمان والد عبدان، وخالد - عن شعبة، عن أبي إسحاق، فذكره.
9208 -
(ت) جرير [بن عبد الله - رضي] الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى أوحى إِليَّ: أيَّ هؤلاء الثلاثة نزلْتَ، فهي دارُ هجرتك: المدينة، أو البحرين، أو قِنِّسرين» أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (3919) في المناقب، باب فضل المدينة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3923) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن عيسى بن عبيد، عن غيلان بن عبد الله العامري، عن أبي زرعة بن عمرو، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن موسى.
9209 -
(خ م) أبو موسى [الأشعري]رضي الله عنه قال: «بلغَنا مَخْرَجُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وأخوان لي، أنا أصغرهم، أحدهما أبو بُرْدة، والآخر: أبو رُهْم - إما قال: في بِضْعَةٍ وإما قال: في ثلاثة وخمسين، أو اثنين وخمسين رَجُلاً من قومي - قال: فركبنا سفينة، فألقَتْنَا سفينتُنا إلى النجاشيّ بالحبشة، فوافَقْنَا جعفرَ بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعثَنا هاهنا، وأمرنا بالإقامة [فأقيموا معنا]، قال: فأقمنا معه حتى قَدِمْنا جميعاً، قال: فوافَيْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسْهَم لنا - أو قال: فأعطانا منها - وما قسم لأحدٍ غاب عن فتح خيبر منها شيئاً إلا لمنْ شَهِدَ معه، إلا لأصحاب
⦗ص: 604⦘
سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معهم، قال: فكان ناسٌ من الناس يقولون لنا - يعني لأهل السفينة -: سبقناكم بالهجرة، قال: فدخلتْ أسماءُ بنتُ عُمَيْس - وهي ممن قَدِمَ معنا - على حفصةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشيّ فيمن هاجر [إليه] ، فدخل عمرُ على حفصة، وأسماءُ عندها، فقال عمر حين رأى أسماء:[من هذه؟ قالت: أسماءُ] بنتُ عُمَيْس، فقال عمر: آلحبشيةُ هذه؟ آلبَحريةُ هذه؟ فقالت أسماء: نعم، فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقُّ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم منكم، فغضبتْ، وقالت كلمة: يا عمر، كَلا والله، كنتم مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يُطعم جائعَكم، ويَعِظُ جاهلكم، وكنا في دار - أو أرض - البُعَداء البُغَضاء في الحبشة، وذلك في الله وفي رسوله، وايْمُ الله لا أطعَمُ طعاماً، ولا أَشْرَب شراباً حتى أذكر ما قلتَ لرسول الله، ونحن كُنَّا نُؤذَى ونخاف، وسأذكر ذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأسأله، ووالله لا أكذِبُ ولا أَزِيغ، ولا أَزِيد على ذلك، قال: فلما جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبيَّ الله، إن عمر قال كذا وكذا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ليس بأحقَّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرةٌ واحدة، ولكم أنتم - أهلَ السفينة – هجرتان. قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحابَ السفينة يأتوني أرسالاً يسألوني عن هذا الحديث، ما مِنَ الدنيا شيء هُمْ به أفرحُ ولا أعظمُ في أنفسهم مما قال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
⦗ص: 605⦘
قال أبو بردة: فقالت لي أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنَّه ليستعيد هذا الحديث مِنِّي» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الزيغ) : الميل عن الحق والعدول عنه.
(أرسالاً) أي: فرقاً فرقاً، وجماعة جماعة.
(1) رواه البخاري 7 / 371 - 373 في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الجهاد، باب من الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوزان النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة الحبشة، ومسلم رقم (2502) في فضائل الصحابة، باب من فضائل جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وأهل سفينتهم رضي الله عنهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 -
أخرجه أحمد (4/394) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/412) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد.
كلاهما - وكيع وأبو عبد الرحمن - عن المسعودي، عن عدي بن ثابت.
2 -
وأخرجه أحمد (4/405) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا حفص بن غياث. والبخاري (4/110) و (5/64 و 174) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (5/175) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، سمع حفص بن غياث. ومسلم (7/171) قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري، ومحمد بن العلاء الهمداني، قالا: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2725) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (1559) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص بن غياث. والنسائي في «فضائل الصحابة» (283) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - حفص بن غياث، وأبو أسامة - قالا: حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة.
كلاهما - عدي بن ثابت، وبريد - عن أبي بردة، فذكره.
(*) رواية عدي بن ثابت، وموسى بن عبد الرحمن، ليس فيها قصة فتح خيبر.
(*) رواية حفص بن غياث، وأبي داود مختصرة على قصة فتح خيبر والقسمة لأهل السفنية.
9210 -
(س) كثير بن مرة رحمه الله أنَّ أبا فاطمة حدَّثه أنه قال: « [يا رسولَ الله، حدَّثْني بعمل أستقيم عليه وأعملُه، قال] له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: عليك بالهجرة، فإنه لا مِثل لها» أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 145 في البيعة، باب الحث على الهجرة، وإسناده حسن، وهو جزء من حديث طويل رواه الطبراني.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/145) قال: أخبرني هارون بن محمد بن بكار بن بلال، عن محمد - وهو ابن عيسى بن سميع -، قال: حدثنا زيد بن واقد، عن كثير بن مرة أن أبا فاطمة حدثه، فذكره.
9211 -
(س) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر من المهاجرين؛ لأنهم هَجَرُوا دارَ المشركين وكان من الأنصار مهاجرون؛ لأن المدينة كانت دارَ شرك، فجاؤوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ العقبة» أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 144 و 145 في البيعة، باب تفسير الهجرة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/144) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا مبشر بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن جابر بن زيد. قال: قال ابن عباس. فذكره.
9212 -
(س) عبد الله بن السعدي رضي الله عنه قال: «وفدنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كُلُّنا يطلب حاجة، وكنتُ آخرَهم دُخولاً على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسولَ الله، إني تركت مَنْ خلفي وهم يزعمون أنَّ الهجرة انقطعت، قال: لن تنقطعَ الهجرِةُ ما قُوتِلَ الكفّار» . أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 146 في البيعة، باب الاختلاف في انقطاع الهجرة، وفي سنده الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي وهو كثير التدليس والتسوية، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/147) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا مروان بن محمد. وفي الكبرى «الورقة 117 - أ» قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة.
كلاهما - مروان، وعمرو - عن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن حسان بن عبد الله الضمري، فذكره.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: حسان بن عبد الله الضمري ليس بالمشهور.
* أخرجه النسائي (7/146) قال: أخبرنا عيسى بن مساور، قال: حدثنا الوليد، عن عبد الله بن العلاء ابن زبر، عن بسر بن عبيد الله، عن أبيء إدريس الخولاني، عن عبد الله بن واقد السعدي، فذكره. ليس فيه «حسان بن عبد الله الضمري» .
9213 -
(د) معاوية [بن أبي سفيان]رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تنقطعُ الهجرةُ حتى تنقطعَ التوبة، ولا تنقطعُ التوبةُ حتى تَطْلُعَ الشمسُ من مَغْرِبها» أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (2479) في الجهاد، باب في الهجرة هل انقطعت، وفي سنده أبو هند البجلي، وهو مجهول ولكن رواه أحمد في " المسند " 1 / 192 من طريق آخر عن عبد الله بن السعدي، بأطول منه، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/99) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (2516) قال: حدثنا الحكم بن نافع. وأبو داود (2479) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى. والنسائي في الكبرى «الورقة 117 - أ» قال: أخبرنا عيسى بن مساور، قال: حدثنا الوليد.
أربعتهم - يزيد، والحكم، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم - عن حريز بن عثمان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، عن أبي هند البجلي، فذكره.
9214 -
(س) يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: «جئتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي أمية يوم الفتح، فقلتُ: يا رسول الله، بايعْ أبي على الهجرة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أُبايعُهُ على الجهاد، وقد انقطعت الهجرة» . أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 145 في البيعة، باب ذكر الاختلاف في انقطاع الهجرة، وفي سنده عمرو بن عبد الرحمن بن أمية التميمي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: لا يعرف وأبوه عبد الرحمن بن أمية أيضاً، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: لا يعرف، أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/223) قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. قال: حدثني عقيل بن خالد. وفي (4/223) قال: حدثنا هارون. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث. وفي (4/223) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا فليح. والنسائي (7/141) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: حدثنا ابن رهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث. وفي (7/145) قال: أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جده. قال: حدثني عقيل.
ثلاثتهم - عقيل، وعمرو، وفليح - عن ابن شهاب، أن عمرو بن عبد الرحمن بن أمية بن أخي يعلى بن أمية حدثه أن أباه أخبره، فذكره.
9215 -
(خ) مجاهد [بن جبر المكي]رحمه الله قال: قلت لابن عمر: أريد أن أهاجر إلى الشام، فقال:«لا هِجْرةَ بعد الفتح - أو قال: بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولكن جِهادٌ ونِيَّة، فانطلقْ فاعْرِضْ نَفْسَك، فإن وجدتَ شيئاً وإلا رجعت» أخرجه البخاري (1) .
(1) 8 /20 في المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأصحابه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في «صحيحه» (4309) قال: حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد بن جبر المكي، قال: قلت لابن عمر، فذكره.
9216 -
(خ م) عطاء بن أبي رباح رحمه الله قال: «زُرْتُ عائشة مع عبيد بن عُمَير الليثيّ - وهي مجاورة بثَبير - فسألتها عن الهجرة؟ فقالت: لا هجرةَ اليوم؛ كان المؤمنون يفِرّ أحدُهم بدِينه إلى الله عز وجل وإلى رسوله مخافةَ أَنْ يُفْتَن عنه، فأما اليوم: فقد أظهر الله الإسلام، فالمؤمن يَعْبُدُ ربَّهُ حيث شاء، ولكن جِهادٌ ونِيَّة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
(1) رواه البخاري 8 / 20 في المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، وفي الجهاد، باب لا هجرة بعد الفتح، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، ومسلم رقم (1864) في الإمارة، باب المتابعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد والخير، وبيان معنى " لا هجرة بعد الفتح ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/92) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: قال عمرو وابن جريج. وفي (5/72 و 193) قال: حدثنا إسحاق بن يزيد. قال: حدثنا يحيى بن حمزة. قال: حدثني الأوزاعي.
ثلاثتهم - عمرو بن دينار، وابن جريج، والأوزاعي - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
9217 -
(س) عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «لا هجرةَ بعد وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 146 في البيعة، باب الاختلاف في انقطاع الهجرة، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/146) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة، عن يحيى بن هانئ، عن نعيم بن دجاجة، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول، فذكره.
9218 -
(س) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
⦗ص: 608⦘
قال رجل: «يا رسولَ الله، أيُّ الهجرة أفضل؟ قال: أن تَهْجُر ما كَرِه ربُّك وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: الهِجرةُ هجرتان: هجرةُ الحاضِر، وهِجرةُ البادي، فأما البادي: فيجيب إذا دُعي، ويطيع إذا أُمِرَ، وأما الحاضر: فهو أعظمهما بليَّةً وأعظمها أجراً» أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 144 في البيعة، باب هجرة البادي، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/144) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
9219 -
(خ) أبو عثمان النهدي رحمه الله قال: «سمعتُ ابنَ عمر يَغْضَبُ إذا قيل له: إنَّه هاجر قبل أبيه، قال ابن عمر: قَدِمْتُ أنا وعمر على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فوجدناه قائلاً، فرجعنا إلى المنزل، فأرسلني عمر، فقال: اذهب فانظر: هل استيقظ؟ فوجدتُه قد استيقظ، فبايعته، ثم انطلقتُ إلى عمر، فجئنا نُهروِل، فبايعه، ثم بايعتُه» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القائل) : الذي أقام وقت شدة الحرّ، إما في مكان أو بيت، لينكسر الحرّ ويخرج أو يسير.
(1) 7 / 199 و 200 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3916) قال: حدثنا محمد بن الصباح - أو بلغني عنه - حدثنا إسماعيل، عن عاصم، عن أبي عثمان، قال: سمعت ابن عمر. فذكره.
9220 -
(خ) سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: «ما عَدُّوا مِنْ مبعث رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته، ما عَدُّوا إلا من مَقْدَمِه المدينة» . أخرجه البخاري (1) .
(1) 7 / 209 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب التاريخ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/87) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز، عن أبيه، فذكره.