الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتاب الخامس: في الموت وما يتعلَّق به أولاً وآخراً
وفيه ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول: في ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وغسله وكفنه
، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في مرضه وموته
8528 -
(خ) عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة، ما أزال أجِدُ أَلَم الطعام الذي أكَلْتُ بخيبرَ، وهذا أوانُ وجدتُ انقطاع أبْهَرِي من ذلك السّم»
⦗ص: 60⦘
أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأبهر) : عرق مستبطن الصلب، والقلب متصل به، فإذا انقطع مات صاحبه.
(1) تعليقاً 8 / 99 في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ في " الفتح ": وصله البزار والحاكم والإسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد عن يونس بهذا الإسناد، وقال البراز: تفرد به عنبسة عن يونس أي بوصله، وإلا فقد رواه موسى بن عقبة في المغازي عن الزهري، لكنه أرسله، وله شاهدان مرسلان أيضاً أخرجهما إبراهيم الحربي في " غرائب الحديث " له، أحدهما من طريق يزيد بن رومان، والآخر من رواية أبي جعفر الباقر، وللحاكم موصولاً من حديث أم مبشر قالت: قلت: يا رسول الله ما تتهم بنفسك فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكله بخيبر، وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات، فقال: وأنا لا أتهم غيرها، وهذا أوان انقطاع أبهري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في المغازي باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم وقال الحافظ: وصله البزار والحاكم والإسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد، عن يونس بهذا الإسناد.
8529 -
⦗ص: 61⦘
وفي رواية: قالت: «أولُ ما اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونةَ، فاستأذن أزواجَه أن يُمرَّض في بيتي، فأذِنّ له
…
» الحديث.
أخرجه البخاري ومسلم.
ولهما في رواية عبيد الله بن عبد الله قال: «دخلتُ على عائشةَ، فقلت لها: ألا تحدِّثيني عن مرض رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: بلى، ثَقُلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال: أصَلَّى الناسُ؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسولَ الله، قال: ضَعُوا لي ماء في المِخْضَب، قال: ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لِيَنُوءَ، فأُغْمِيَ عليه، ثم أفاق، فقال: أصَلَّى الناسُ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسولَ الله، قال: ضعوا لي ماء في المِخْضَبِ، قالت: ففعلنا، فاغْتَسَلَ، ثم ذهب لِيَنُوءَ، فأُغْمِيَ عليه، ثم أفاق، فقال: أصَلَّى الناسُ؟ فقلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسولَ الله، قال: ضَعُوا لي ماء في المِخْضَبِ، فاغتسل، ثم ذهب لينوءَ، فأُغميَ عليه، ثم أفاق، فقال: أصلَّى الناس؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك، قال: والناس عُكُوفٌ في المسجد ينتظرون رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاءِ الآخرةِ قالت: فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر: أن يُصلِّي بالناس، فأتاه الرسول، فقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تُصلِّي بالناس، فقال: أبو بكر - وكان رجلاً رقيقاً - يا عمر، صَلِّ بالناس، فقال عمر: أنتَ أحقُّ بذلك، قالت: فصلَّى بهم أبو بكر تلك الأيامَ، ثم إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 62⦘
وَجَدَ من نَفسِهِ خِفَّة، فخرج بين رَجُلين - أحدهما: العباس- لصلاة الظهر وأبو بكر يصلِّي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخَّر، فأَومأ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أن لا تتأخَّرْ، وقال لهما: أجْلِساني إلى جنبه، فأجْلَساه إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلِّي وهو يأتمُّ بصلاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والناس يُصَلُّون بصلاةِ أبي بكر، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قاعد» .
(1) في المطبوع جعل هذا الحديث والذي بعده حديثاً واحداً، وانظر تخريج الحديث في نهاية الحديث الذي بعده، فإنهما من حديث عائشة رضي الله عنها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (233) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/34) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/38) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/117) قال: حدثنا إبراهيم وعلي بن إسحاق. قالا: أخبرنا ابن المبارك، عن معمر ويونس. وفي (6/228) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. والبخاري (1/61) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (1/169) و (3/207) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا هشام بن يوسف، عن معمر. وفي (4/99) قال: حدثنا حبان بن موسى ومحمد. قالا: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر ويونس. وفي (6/13) قال: حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (7/165) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر، ويونس. ومسلم (2/21) قال: حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/22) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب ابن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. وابن ماجة (1618) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16309) عن محمد بن منصور، عن سفيان. (ح) وعن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن معمر ويونس.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس، وشعيب، وعقيل بن خالد - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
أخرجه أحمد (6/210) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/224) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (1/96) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثني أبي. وفي (1/182) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. وفي (1/182) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (2/22) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية. وفي (2/23) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي. قال: أخبرنا ابن مسهر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (1232) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/99) وفي الكبرى (818) قال: أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (1616) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا سلم أيضا. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1618) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة.
سبعتهم - وكيع، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وعبد الله بن داود، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس، وشعبة - عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
أخرجه أحمد (6/228) . ومسلم (2/22) قال: حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16061) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق بن راهويه.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، وإسحاق بن راهويه - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. قال: قال الزهري: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر، فذكره.
8530 -
(خ م ت س) عائشة رضي الله عنها «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه، يقول: أيْنَ أنا غداً - يريدُ يومَ عائشةَ - فأَذِن له أزواجُه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشةَ حتى مات عندها، قالت عائشةُ: فمات في اليوم الذي كان يدور عَلَيَّ فيه في بيتي، فقبضه الله عز وجل وإنَّ رأسَه لَبَيْنَ نَحْري وسَحْري، وخالَط رِيقُه رِيقي، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر، ومعه سواك يَستَن به، فنظر إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: أعْطِني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضمتُهُ، ثم مضغتُه،
⦗ص: 63⦘
فأعطيتُه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فاستَنَّ به وهو مستَنِد إلى صَدْرِي» هذا لفظ حديث البخاري، وهو أكملها.
وفي أخرى «ودُفِنَ في بيتي» .
وفي أخرى: قالت: «ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وإنَّه لَبَيْنَ حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شِدَّة الموت لأحد أبداً بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
وفي أخرى: قالت: «تُوفيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي، وبين
⦗ص: 64⦘
سَحْري ونحري، وكانت إحدانا تُعَوِّذُهُ بدعاءٍ إذا مَرِض، فذْهبتُ أُعَوِّذه، فرفع رأسه إلى السماء، وقال: في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى، ومرَّ عبد الرحمن بنُ أبي بكر وفي يده جريدةٌ رَطْبة، فنظر إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فظننتُ أنَّ له بها حاجة، فأخذتُها فمضغتُ رأسها ونفضتُها، فدفعتُها إليه، فاستنَّ بها كأَحسن ما كان مُسْتنّاً، ثم ناولنيها، فسَقَطَتْ يده - أو سقطت من يده - فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا، وأوَّل يوم من الآخرة» .
وفي أخرى نحوه، إلا أنَّه قال: قالت: «دخل عبد الرحمن بسواك، فضعف النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه، فمضغتُه، ثم سَنَنْتُه به» .
⦗ص: 65⦘
وقد أخرج الترمذي من هذا الحديث بطوله طَرَفاً قال: قالت: «رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو بالموت، وعنده قدَح فيه ماء، وهو يُدخِلُ يده في القدَح ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: اللهم أعنِّي على غَمَراتِ الموتِ، وسكراتِ الموتِ» .
وله طرف آخر، قالت:«ما أغبِطُ أحداً بِهَوْنِ موتٍ بعد الذي رأيتُ من شِدَّةِ موتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» .
وأخرج النسائي منه طرفاً، قالت:«ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين حاقِنتي وذاقِنتي، ولا أكره شِدَّةَ الموتِ لأحد أبداً بعدما رأَيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم» (1) .
⦗ص: 66⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يمرَّض) مرَّضتُ العليل: إذا عالجتَهُ وداريتَهُ.
(أوكيتهنَّ) الأوكية: جمع وِكاءٍ، وهو ما تُشَدُّ به القِربةُ من خيطٍ ونحوه.
(مِخْضَب) المخضَب كالإجَّانة.
(سَحْراً) السَّحْر: الرِّئَةُ، وأرادت: أنه مات عندها في حِضنها.
(لينوء) ناء بالشيء ينوءُ: إذا نهضَ به.
(عُكُوف) العُكوف: جمع عاكف، وهو المقيم في المكان الملازِم له.
(رقيق) رجل رقيق، أي ضعيف لَيِّن الجانب.
(يَسْتَنُّ) الاستنان: التّسوُّك بالسواك.
(فقصمته) القصم بالصاد المهملة: الكسر، يقال: قصمتُ الشيء: إذا كسرتَه، والقضم بالضاد المعجمة: مِنْ قَضْم الدابة شعيرها، يقال: قَضَمتِ الدابة شعيرها، والفصم بالفاء والصاد المهملة: أن يتصدَّع الشيء من غير تبيُّنٍ، فإذا بان: فهو بالقاف والصاد المهملة. قال الحميدي: والذي في حديث عائشة أقرب إلى القضم - بالقاف والضاد المعجمة - لأنه مضغٌ وتليين لما اشتد من السواك، والفصم بالفاء والصاد المهملة، قريب من ذلك، قال: والذي رويناه: فبالقاف والضاد المعجمة، والله أعلم بما قالتْه، أو بما قاله الراوي عنها.
⦗ص: 67⦘
قلت: ومما يدل على صحة ما رواه الحميديُّ: أنه قد جاء في باقي الروايات «فمضغته» وفي أخرى: «أُلَيِّنُه؟» وهو بمعنى القضم، بالقاف والضاد المعجمة.
(أبَدَّه) بالباء المعجمة بواحدة، أي مدّه إليه كأنه أعطاه بَدَّة من بصره، وهي النَّصيب والحظُّ.
(الرفيق الأعلى) : الأنبياء الذين يسكنون أعلى علِّيين، وهو اسم جاء على فعيل، ومعناه: الجماعة.
(حاقنتي وذاقنتي) الحاقنة: ما سفل من البطن، والذاقنة: طرف الحلقوم الناتئ، وقيل: الحاقنة: المطمئن من الترقوة والحلق، والذاقنة: نُقْرَةُ الذَّقن.
(رَكوة - علبة) قال الأزهريُّ: الرَّكوة: شبه تَوْرٍ من أدم، وجمعها: رِكاء، والعلبة: مخلب من جلد، قاله الجوهري، كالقدح يحلب فيه.
(1) رواه البخاري 8 / 106 في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الوضوء، باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة، وفي الجماعة، باب حد المريض أن يشهد الجماعة، وباب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، وباب من قام إلى جنب الإمام لعلة، وباب إنما جعل الإمام ليؤتم به، وباب من أسمع الناس تكبير الإمام، وباب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم، وباب إذا بكى الإمام في الصلاة، وفي الهبة، باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها، وفي الجهاد، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى:{لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي الطب، باب اللدود، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع، ومسلم رقم (418) في الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر، والترمذي رقم (978) و (979) في الجنائز، باب ما جاء في التشديد عند الموت، والنسائي 4 / 6 و 7 في الجنائز، باب شدة الموت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/15) و (8/133) قال: حدثني محمد بن عبيد بن ميمون. قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد. قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (6/48) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. وفي (6/160) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال: حدثنا محمد بن شريك. والبخاري (4/99) قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: حدثنا نافع. وفي (6/16) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
ثلاثتهم - أيوب، ومحمد بن شريك، ونافع بن عمر الجمحي - عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، فذكرته. ليس فيه ذكوان مولى عائشة.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وأخرجه أحمد (6/200) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح، عن معمر. والبخاري (2/5 و 128 و 6/16 و 7/44) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني سليمان بن بلال. وفي (2/128) قال: حدثني محمد بن حرب. قال: حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا. وفي (5/37) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (7/137) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: وجدت في كتابي: عن أبي أسامة.
أربعتهم - معمر، وسليمان، وأبو مروان، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة. قال: أخبرني أبي، فذكره.
وأخرجه أحمد (6/274) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى «الورقة 92 -ب» قال: أخبرني محمد بن وهب الحراني. قال: حدثنا محمد بن سلمة.
كلاهما - إبراهيم بن سعد، والد يعقوب، ومحمد بن سلمة - عن ابن إسحاق، قال: حدثني يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
8531 -
(خ م ط ت) عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح: إنَّه لن يُقبَضَ نبيٌّ حتى يُرَى مقعَدُه من الجنة، ثم يُحَيَّا - أو يُخَيّر- قالت عائشة: فلما نُزِلَ به - ورأسُه على فخذي - غُشِيَ عليه، ثم أفاق، فأشْخَص بصرَه إلى السقف، ثم قال: اللهم الرفيقَ الأعلى، قلتُ: إذاً لا يختارُنا، قالت: وعَرَفْتُ أنَّه الحديثُ الذي كان يحدِّثنا به وهو صحيح، في قوله: إنه لم يُقْبض نبيٌّ قطّ حتى يُرى مَقعَدُه من الجنة،
⦗ص: 68⦘
ثم يخيَّر، قالت عائشة: فكانتْ تلك آخرَ كلمةٍ تَكَلَّم بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، قوله: اللهم الرفيقَ الأعلى» .
وفي أخرى قالت: «لما مَرِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه جعل يقول: في الرفيق الأعلى» وفي أخرى قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما مِن نبيٍّ يَمْرَض إلا خيِّر بين الدنيا والآخرة، وكان في شكواه الذي قُبض فيه: أخذتْهُ بُحَّةٌ شديدة، فسمعته يقول: {مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النَّبييِّن والصِّدِّيقين والشُّهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أُولئك رفيقاً} [النساء: 69] فعلمتُ أنه خُيِّر» .
⦗ص: 69⦘
وفي أخرى قالت: «شَخَصَ بصرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال: في الرفيق [الأعلى] » . أخرجه البخاري ومسلم، إلا الثانية والآخرة، انفرد بهما البخاري.
وأخرج الموطأ نحواً من الأُولى، وأخرج السادسة الموطأ أيضاً والترمذي (1) .
(1) رواه البخاري 8 / 15 في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وباب آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة النساء، باب {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين} ، وفي المرضى، باب تمني المريض الموت، وفي الدعوات، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم الرفيق الأعلى "، وفي الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومسلم رقم (2444) في الفضائل، باب في فضل عائشة رضي الله عنها، والموطأ 1 / 238 و 239 في الجنائز، باب جامع الجنائز، والترمذي رقم (3490) في الدعوات، باب الاستعاذة من عذاب القبر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 89.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/89) . والبخاري (6/12) .
كلاهما - أحمد، والبخاري - قالا: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. قال: قال عروة بن الزبير، فذكره.
أخرجه البخاري (8/93) قال: حدثنا سعيد بن عفير. وفي (8/132) قال: حدثني يحيى بن بكير. ومسلم (7/137) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال: حدثني أبي.
ثلاثتهم - سعيد، ويحيى، وشعيب بن الليث - عن الليث بن سعد. قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب. قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم، فذكروه.
(*) وأخرجه البخاري (6/18) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: حدثنا عبد الله. قال: قال يونس: قال الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب في رجال أهل العلم نحوه ليس فيه «عروة بن الزبير» .
وأخرجه أحمد (6/274) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، قال ابن إسحاق: وقال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
8532 -
(خ م ت) عائشة رضي الله عنها قالت: «ما رأيتُ الوجَعَ على أحد أشدَّ منه على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
(1) رواه البخاري 10 / 96 في المرضى، باب شدة المرض، ومسلم (2570) في البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو غير ذلك، والترمذي رقم (2399) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 173، وابن ماجة رقم (1622) في الجنائز، باب ما جاء في ذكر مرض النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/181) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (7/149) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (8/13) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا. وقال عثمان: حدثنا جرير. وفي (8/14) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: أخبرني أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر. كلهم عن شعبة (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع. قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا مصعب بن المقدام. كلاهما عن سفيان. وابن ماجة (1622) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا مصعب بن المقدام. قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17609) عن إبراهيم بن محمد التيمي البصري، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان.
ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن مسروق، فذكره.
(*) وأخرجه الترمذي (2397) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أخبرنا شعبة. عن الأعمش. قال: سمعت أبا وائل يقول: قالت عائشة، فذكرته. ليس فيه «مسروق» .
8533 -
(خ م) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «لمَّا حُضِر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب- قال النبيُّ
⦗ص: 70⦘
صلى الله عليه وسلم: هَلُمُّوا أكتبْ لكم كتاباً لن تَضِلُّوا بعده، فقال عمر - وفي رواية: قال بعضهم -: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد غَلبَ عليه الوَجَعُ، وعندكم القرآن، حَسْبُكم كتابُ الله، فاختلف أهلُ البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرِّبوا يكتبْ لكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر - وفي رواية: فمنهم من يقول غير ذلك - فلما أكثروا اللَّغَطَ والاختلاف: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قوموا عني، قال: فكان ابنُ عباس يقول: إن الرَّزِيَّة كلَّ الرَّزيَّةِ: ما حال بين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولَغَطِهم» .
وفي رواية قال: «قُومُوا عَني، فلا ينبغي عندي التنازعُ، فخرج ابن عباس وهو يقول: إنَّ الرَّزِيَّة كل الرَّزيَّة ما حالَ بينَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه» .
وفي أخرى قال: قال ابنُ عباس: «يومُ الخميس، وما يومُ الخميس؟ - زاد في رواية: ثم بكى حتى بَل دمعُه الحصا - قلتُ: يا أبا عباس، ما يومُ الخميس؟ قال: اشتد برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فقال: ائتوني بِكَتِف أكتبْ لكم كتاباً لا تضلُّوا بعده أبداً، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبيٍّ تنازع - فقالوا: ما شأنه؟ هَجَر؟ استفهِموه، فذهبوا يَرُدُّون عليه، فقال: ذَروني، دَعُوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، فأمرهم - وفي رواية: فأوصاهم
⦗ص: 71⦘
بثلاث فقال: أَخرِجُوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوَفْد بنحو ما كنتُ أُجِيزُهم، وسكت عن الثالثة - أو قال: فنسيتُها - قال سفيان: هذا من قول سليمان - هو ابن أبي مسلم الأحول - وفي رواية: ونسيتُ الثالثة» .
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه مسلم أيضاً مختصراً (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللَّغَطُ) : الضَّجَّةُ واختلاف الأصوات.
(الرَّزِيَّة) : المصيبة التي تنزل بالإنسان من الشدائد.
(هجر) الهَجْر بالفتح: الهَذَيان، وهو النطق بما لا يفهم، يقال: هَجَرَ فلان: إذا هَذَى، وأَهْجَرَ: إذا نطق بالفحش، والهُجْرُ- بالضم-: الفحش في النطق.
(أجيزوا الوَفد) الوفد: الذين يقصدون الملوك في طلب حوائجهم ويأتونهم من مهمَّاتهم، وإجازتُهم: إعطاؤهم الجائزة، وهي ما يُعْطَونَ من العطاء والصِّلَة، وقد تقدَّم شرح ذلك مستقصى فيما مضى من الكتاب.
(1) رواه البخاري 8 / 103 في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي العلم، باب كتابة العلم، وفي الجهاد، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة، وباب إخراج اليهود من جزيرة العرب، باب قول المريض: قوموا عني، وفي الاعتصام، باب كراهية الخلاف، ومسلم رقم (1637) في الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/293)(1676) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا شيبان، عن ليث، عن طاوس، فذكره.
1 -
أخرجه أحمد (1/324)(2992) قال: حدثني وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. والبخاري (1/39) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب. كلاهما - جرير، وابن وهب - عن يونس.
2 -
وأخرجه أحمد (1/336)(3111) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (6/11) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (7/155 و 156) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا هشام (ح) وحدثني عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (9/137) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا هشام. ومسلم (5/76) قال: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5841) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وهشام - عن معمر.
كلاهما - يونس، ومعمر - عن الزهري، عن عبيد الله بن عتبة، فذكره.
1 -
أخرجه الحميدي (526) . وأحمد (1/222)(1935) . والبخاري (4/85) قال: حدثنا قبيصة. وفي (4/120) قال: حدثنا محمد. وفي (6/11) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (5/75) قال: حدثنا سعيد بن منصور. وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. وأبو داود (3029) قال: حدثنا سعيد بن منصور. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5517) عن محمد بن منصور. تسعتهم- الحميدي، وأحمد، وقبيصة، ومحمد بن سلام، وقتيبة، وسعيد، وأبو بكر، وعمرو، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول.
2 -
وأخرجه أحمد (1/355)(3336) . ومسلم (5/75) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5524) عن محمد بن عبد الله المخرمي.
ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، ومحمد - عن وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف.
كلاهما - سليمان، وطلحة - عن سعيد بن جبير، فذكره.
8534 -
(خ س) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لمَّا ثَقُلَ
⦗ص: 72⦘
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، جعل يتغَشَّاه الكَربُ، فقالت فاطمةُ: وا كَرْبَ أبَتَاهُ؟! فقال لها: ليس على أبيك كَرْبٌ بعد اليوم، فلما مات قالت: يا أبَتَاهُ، أجاب رباً دعاه، يا أَبَتَاه، جَنَّةُ الفِرْدَوسِ مأواه، يا أبَتَاه، إلى جبريلَ نَنْعاه، فلما دُفِن قالت: يا أنس، كيف طابتْ أنفسُكم أن تَحثُوا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الترابَ؟» أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي «أنَّ فاطمةَ بكتْ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حين مات، فقالت: يا أبتاه، مَنْ ربِّه ما أدناه؟ يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه، جَنَّةُ الفردوس مأواه؟ (1) » .
(1) رواه البخاري 8 / 113 في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، والنسائي 4 / 13 في الجنائز، باب في البكاء على الميت، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 197، والدارمي 1 / 40 و 41، وابن ماجة رقم (1629) في الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه عبد بن حميد (1364) قال: حدثني سليمان بن حرب. والدارمي قال: أخبرنا أبو النعمان. والبخاري (6/18) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (1630) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة.
ثلاثتهم - سليمان، وأبو النعمان، وأبو أسامة - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره.
وأخرجه أحمد (3/141) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (3/141) أيضا. قال: حدثنا خلف. كلاهما - أبو النضر، وخلف - قالا: حدثنا المبارك، هو ابن فضالة.
وأخرجه ابن ماجة (1629) . والترمذي في «الشمائل» (397) قالا: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير أبو الزبير.
كلاهما - المبارك، وعبد الله بن الزبير - عن ثابت، فذكره.
8535 -
(خ) أنس (1) رضي الله عنه «أنَّ العباسَ مَرَّ بمجلس فيه قوم من الأنصار يبكون، حين اشتدَّ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فقال لهم: ما يُبكيكم؟ فقالوا: ذكرنا مَجْلِسَنَا من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فدخل العباسُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فعَصَب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسَه بعصابة دَسْماءَ - أو قال: بحاشيةِ بُرد - وخرج وصَعِدَ المنبر، وخَطَبَ النَّاس وأثنى على الأنصار خيراً، وأوصى بهم، ثم قال: إنَّ الله خيَّرَ عبداً بين الدنيا
⦗ص: 73⦘
وبين ما عندَه، فاختار العبد ما عنده، فبكى أبو بكر، وقال: يا رسولَ الله، فديناك بآبائنا وأُمَّهاتنا، فقلنا: ما لهذا الشيخ يبكي أن ذَكَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبداً خيَّره الله بين الدنيا وما عنده، فاختارَ العبد ما عنده؟ فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هو المخيَّرَ، وكان أبو بكر أَعْلَمَنَا» (2) .
أخرجه البخاري إلى قوله: «فَصَعِدَ المنبر» .
ثم قال: ولم يَصعدهُ بعدَ ذلك اليوم، فَحمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال:«أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشِي وعَيْبَتي، وقد قَضَوُا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من مُحْسِنهِم، وتجاوزوا عن مسيئهم» (3) والباقي ذكره رزين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دسماء) الدُّسْمَة: لون بين الغُبرة والسواد.
(1) في المطبوع من جامع الأصول بتحقيق الشيخ حامد الفقي: أبو سعيد الخدري، وهو خطأ.
(2)
هذه الرواية التي ذكرها رزين في منتصف الحديث عند البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، رواها البخاري 1 / 464 في الصلاة، باب الخوخة والممر في المسجد، وفي الفضائل، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:" سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر ".
(3)
رواه البخاري 7 / 91 و 92 في فضائل الأنصار، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:" اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم "، ورواه مسلم مختصراً رقم (2510) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار، بلفظ:" إن الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس سيكثرون ويقلون، فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/43) . والنسائي في «فضائل الصحابة» (241) قال: أخبرنا محمد بن يحيى أبو علي المروزي، قال: حدثنا شاذان بن عثمان أخو عبدان قال: حدثنا أبي، قال: أخبرنا شعبة، عن هشام بن زيد. فذكره.
8536 -
(ط) أم سلمة رضي الله عنها قالت: «ما صَدَّقتُ بموتِ
⦗ص: 74⦘
رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعتُ وَقْعَ الكرازِينِ» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكرازين) جمع كَرزِين، وهو الفَأس.
(1) 1 / 231 بلاغاً في الجنائز، باب ما جاء في دفن الميت، وإسناده منقطع، قال ابن عبد البر: لا أحفظه عن أم سلمة متصلاً، وإنما هو عن عائشة، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وهو تقصير، فقد رواه الواقدي عن ابن أبي سبرة عن الحليس بن هشام عن عبد الله بن موهب عن أم سلمة نحوه..، وفي " التقريب " عبد الله بن موهب عن أم سلمة، كذا وقع في أحكام عبد الحق وهو وهم، والصواب: عثمان بن عبد الله بن موهب، قال الزرقاني: وقول عائشة أخرجه ابن سعد من طريق عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت صوت المساحي ليلة الأربعاء في السحر. أقول: ورواه أحمد في " المسند " 6 / 62 و 274.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك بلاغا في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/93) .
8537 -
() عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي (1)، «قيل له: متى هاجرتَ؟ قال: خَرجنا من اليمن مهاجرين، فقَدِمْنا الجُحْفةَ، فأقبل راكبٌ، فقلت له: الخبرُ؟ فقال: دفنَّا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم منذ خمس» أخرجه
…
(2) .
(1) في الأصل: أبو الحسين الصنابحي، وفي المطبوع: عبد الرحمن بن عبيد الصنابحي، وكلاهما خطأ، والصواب ما أثبتنا: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، ويكنى أبا عبد الله، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق، وهو تابعي، لأنه لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحاديثه مرسلة.
(2)
كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه البخاري، ورمز له في أوله بحرف (خ) وهو خطأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين. وقال محقق النسخة المطبوعة: في المطبوع: أخرجه البخاري ورمز له في أوله بحرف (خ) وهو خطأ.
الفصل الثاني: في غسله وكفنه صلى الله عليه وسلم
8538 -
…
(1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وتيناً) الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.
⦗ص: 76⦘
(صُحاريَّين) صُحار: قرية باليمن تنسب إليها الثياب، وقال الخطَّابيُّ: الصحرةُ: حُمْرَةٌ خفيفة كالغبرة، يقال: ثوبٌ أصحر، وصُحاري، وقيل: إنَّ الأصحر: ما كان لونُه لون الصحراء من الأرض.
(الحِبَرة) واحدة الحِبَر، وهي الثياب المنقوشة الموشيَّة.
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وانظر الحديث الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
8539 -
(د) عبَّاد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: «سمعتُ عائشةَ رضي الله عنها تقول: لما أرادوا غَسلَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: والله لا ندري، أنُجَرِّدُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه، كما نُجَرِّدُ موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله تبارك وتعالى عليهم النَّوْمَ، حتى ما منهم رَجُلٌ إلا وذَقْنه في صدرِهِ، ثم كلَّمهم مُكَلِّم من ناحية البيت - لا يدرون من هو -: اغْسِلوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابُهُ، فقاموا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فغسلوه وعليه قميصُه، يَصبُّون الماءَ فوقَ القميص، ويَدْلُكُونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشةُ رضي الله عنها تقول: لو استقبلتُ مِنْ أمري ما استدبرتُ ما غَسلَه إلا نِساؤُه» . أخرجه أبو داود (1) .
(1) رواه أبو داود رقم (3140) في الجنائز، باب في ستر الميت عند غسله، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 267، والحاكم 3 / 59 و 60 وصححه على شرط مسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/267) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. وأبو داود (3141) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا محمد بن سلمة. وابن ماجة (1464) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد - والد يعقوب -، ومحمد بن سلمة، وأحمد بن خالد - عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره.
8540 -
(خ م ط ت د س) عائشة رضي الله عنها «أنَّ رسولَ الله
⦗ص: 77⦘
صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ في ثلاثة أثواب بيضٍ سَحُوليَّة من كُرْسُف، ليس فيها قميصٌ ولا عِمامة» .
وفي أخرى نحوه، وزاد «أما الحُلَّةُ، فإنما شُبِّه على الناس فيها، إنها اشتُرَِيتْ ليُكفَّنَ فيها، فتُرِكَتِ الحلَّةُ، وكفِّنَ في ثلاثة أثواب بيض سَحولية فأخذها عبد الله بنُ أبي بكر، فقال: لأحبِسَنّها حتى أُكَفِّنَ فيها نفسي، ثم قال: لو رضيها الله عز وجل لنبيِّه صلى الله عليه وسلم لكفَّنَه فيها، فباعها وتصدَّق بثمنها» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي أخرى لمسلم عن أبي سلمةَ بنِ عبد الرحمن قال: «سألتُ عائشةَ: في كم كُفِّنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: في ثلاثة أثواب سحوليةِ» .
وفي أخرى لهما: «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين تُوُفِّي - سُجِّي ببُردٍ حِبَرة» .
وأخرج الموطأ والنسائي الرواية الأولى، وفي بعض الروايات:«ثلاثة أثواب سُحْل» .
⦗ص: 78⦘
وفي رواية الترمذي: «فذكروا لعائشة قولهم، في ثوبين وبُرْدٍ حبَرة، فقالت: قد أُتِي بالبُرْد ولكنَّهم ردُّوه، ولم يكفِّنوه فيه» .
وأخرج أبو داود والنسائي رواية الترمذي.
وفي أخرى لأبي داود: قالت «أدْرِجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ثوب حِبَرة، ثم أُخِّر عنه» .
وفي أخرى له «كُفِّنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب يمانيَّة بيض ليس فيها قميصٌ ولا عِمَامَة» .
وفي أخرى للنسائي: «كُفِّن في ثلاثة أثواب يمانِّية بيض سَحُول كُرْسُف» .
وأخرج أبو داود الرواية الآخرة من روايات البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَحوليَّة) سَحول: قرية باليمن تنسب إليها الثياب، وقيل: السَّحولية: المقصورة كأنها نُسبَتْ إلى السحول، وهو القصَّار، لأنه يَسْحَلُها، أي: يغسلها، وروي بضم السين، كأنه نسب إلى السُّحول جمع سُحُل، وهو الثوب الأبيض، وقيل: هو الثوب من القطن، وفي هذا النسب نظر من حيث إنه
⦗ص: 79⦘
نسب إلى الجمع، وقد ذكر أن اسم القرية اليمانية [سُحُول] بضم السين.
(الكُرسف) : القطن، وقد وصف به، كقولهم: مررت بحيَّةٍ ذراعٍ.
(1) رواه البخاري 3 / 108 في الجنائز، باب الثياب البيض للكفن، وباب الكفن بغير قميص، وباب الكفن ولا عمامة، وباب موت يوم الاثنين، ومسلم رقم (941) في الجنائز، باب في كفن الميت، والموطأ 1 / 223 في الجنائز، باب ما جاء في كفن الميت، والترمذي رقم (996) في الجنائز، باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (3151) في الجنائز، باب في الكفن، والنسائي 4 / 35 في الجنائز، باب كفن النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (156) . وأحمد (6/40) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/45) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/118) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: أخبرنا عبد الرحمن. وفي (6/132) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/165) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (6/192) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/203 و 214) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1495) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (1507) قال: أخبرنا النضر بن شميل. والبخاري (2/95) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وفي (2/97) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا إسماعيل. قال: حدثنا مالك. وفي (2/127) قال: حدثنا معلى بن أسد. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (3/49) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي. قال: أخبرنا علي بن مسهر. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حفص بن غياث وابن عيينة وابن إدريس وعبدة ووكيع (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (3151) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3152) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حفص. وابن ماجة (1469) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حفص بن غياث. والترمذي (996) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي «الشمائل» (393) قال: حدثنا محمد بن حاتم. قال: حدثنا عامر بن صالح. والنسائي (4/35) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حفص جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية محمد بن خازم، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وحماد بن سلمة، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، ومعمر، والنضر بن شميل، وعبد الله بن المبارك، وسفيان الثوري، ووهيب، وعلي بن مسهر، وحفص بن غياث، وعبدة بن سليمان، وعبد العزيز بن محمد، وعامر بن صالح - عن هشام بن عروة.
2 -
وأخرجه أحمد (6/231) . والنسائي (4/35) قال: أخبرنا إسحاق. كلاهما - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه - عن عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري.
3 -
وأخرجه أحمد (6/264) قال: حدثنا مسكين بن بكير، عن سعيد - يعني ابن عبد العزيز -. قال: مكحول حدثني.
ثلاثتهم - هشام بن عروة، والزهري، ومكحول - عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
8541 -
(د) عامر [بن شرحبيل الشعبي]رحمه الله قال: «غَسَّل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عليٌّ، والفضلُ، وأسامةُ، وهم أدخلوه في قبره، قال: وحدَّثني مُرَحَّب - أو ابن أبي مُرَحَّب - أنها أدْخلوا معهم عبد الرحمن بنَ عَوف، فلما فرغ عليٌّ، قال: إنما يلي الرجلَ أهلُه» .
وفي رواية عن الشعبي عن أبي مُرَحَّبٍ «أنَّ عبد الرحمن بنَ عَوْف نزل في قبر النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: كأني أنظرُ إليهم أربعة» أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (3209) و (3240) في الجنائز، باب كم يدخل القبر، وهو مرسل صحيح، وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه عند الحاكم 1 / 364، وعند البيهقي 4 / 53، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3209) قال: حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، فذكره.