المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الكتاب الثاني من حرف النون: في النكاح، وفيه أربعة أبواب ‌ ‌الباب - جامع الأصول - جـ ١١

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الميم

- ‌الكتاب الأول: في المواعظ والرقائق

- ‌الفصل الثاني: في المنع من ذلك

- ‌الكتاب الثالث: في المدح

- ‌الكتاب الرابع: في المزح والمداعبة

- ‌الكتاب الخامس: في الموت وما يتعلَّق به أولاً وآخراً

- ‌الباب الأول: في ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وغسله وكفنه

- ‌الفصل الأول: في مرضه وموته

- ‌الفصل الثالث: في دفنه صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الثاني: في الموت ومقدِّماته، وما يتعلَّق به

- ‌الفصل الأول: في مقدِّمات الموت ونزوله

- ‌الفصل الثاني: في البكاء والنَّوح والحزن

- ‌الفرع الأول: في جواز ذلك

- ‌الفرع الثاني: في النهي عن ذلك

- ‌الفصل الثالث: في الغسل والكفن

- ‌الفصل الرابع: في تشييع الجنازة وحملها

- ‌الصوت والنار معها

- ‌المشي قبل الجنازة وبعدها

- ‌مشي النساء معها

- ‌مشي الراكب معها

- ‌الإسراع بها

- ‌القيام معها ولها

- ‌الفصل الخامس: في الدفن

- ‌الفرع الأول: في دفن الشهداء

- ‌الفرع الثاني: في دفن الموتى، وهيئة القبور

- ‌تعجيل الدفن

- ‌الدفن في الليل

- ‌إدخال الميت القبر

- ‌اللحد والشَّق

- ‌تسوية القبور

- ‌تجصيصها وإعلامها

- ‌نقل الميت

- ‌الدعاء عند الدفن

- ‌أحاديث مفردة

- ‌الفصل السادس: في زيارة القبور

- ‌الفرع الأول: في النهي عنها

- ‌الفرع الثاني: في جواز ذلك

- ‌الفرع الثالث: فيما يقوله زائر القبور

- ‌الفرع الرابع: في الجلوس على القبور والمشي عليها

- ‌الفصل السابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثالث: فيما بعد الموت

- ‌الفصل الأول: في عذاب القبر

- ‌الكتاب السادس: في المساجد وما يتعلَّق بها، وبناءُ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: في بناء مسجدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ومِنْبَرِهِ

- ‌الفصل الثاني: في أحكام تتعلق بالمساجد

- ‌الفرع الأول: في البصاق

- ‌الفرع الثاني: في دخول المرأة المسجد

- ‌الفرع الثالث: في أفعال متفرقة

- ‌الفرع الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها ميم، ولم ترد في حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌الكتاب الأول: في النبوة

- ‌الباب الأول: في أحكام تخص ذاته صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: في اسمه ونسبه

- ‌الفصل الثاني: في مولده وعمره

- ‌الفصل الثالث: في أولاده

- ‌الفصل الرابع: في صفاته وأخلاقه

- ‌النوع الأول: في أحاديث جامعة لأوصاف عِدَّة

- ‌النوع الثاني: في صفة شعره

- ‌النوع الثالث: خاتم النبوة

- ‌النوع الرابع: في مشيه

- ‌النوع الخامس: في كلامه

- ‌النوع السادس: في عَرَقِه

- ‌النوع السابع: في شجاعته

- ‌النوع الثامن: في شيء من أخلاقه

- ‌الباب الثاني: في علاماته صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: فيما كان منها قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الثاني: فيما كان منها بعد مبعثه

- ‌الباب الثالث: في بدء الوحي وكيفية نزوله

- ‌الباب الرابع: في الإسراء وما يتعلَّق به

- ‌الباب الخامس: في معجزاته ودلائل نبوته صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: في إخباره عن المغيبات

- ‌الفصل الثاني: في تكليم الجمادات له، وانقيادها إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الثالث: في زيادة الطعام والشراب

- ‌الفصل الرابع: في إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الخامس: في كَفِّ الأعداء عنه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السابع: في معجزات متفرقة

- ‌الباب الأول: في المقدِّمات

- ‌عائشة

- ‌حفصة

- ‌أم سلمة

- ‌زينب بنت جحش

- ‌أم حبيبة بنت أبي سفيان

- ‌صفيَّة رضي الله عنها

- ‌جويرية رضي الله عنها

- ‌ابنة الجَون

- ‌أحاديث متفرقة

- ‌الفصل الثاني: في الحث على النكاح والترغيب فيه

- ‌الفصل الثالث: في الخِطبة والخُطبة والنظر

- ‌الفصل الرابع: في آداب النكاح

- ‌الباب الثاني: في أركان النكاح

- ‌الفصل الأول: في العقد

- ‌الفرع الأول: في نكاح المتعة

- ‌الفرع الثاني: في نكاح الشِّغار، ونكاح الجاهلية

- ‌الفصل الثاني: في الأولياء والشهود

- ‌الفرع الأول: في حكم الأولياء والشهود

- ‌الفرع الثاني: في الاستئذان والإجبار

- ‌الفرع الثالث: في الكفاءة

- ‌الباب الثالث: في موانع النكاح

- ‌الفصل الأول: في الحرمة المؤبدة

- ‌الفرع الأول: في النسب والصِّهْر

- ‌الفرع الثاني: في الرضاع

- ‌الفصل الثاني: فيما لا يوجب حرمة مؤبدة

- ‌الفرع الأول: في الجمع بين الأقارب

- ‌الفرع الثاني: في المبتوتة والمحلل

- ‌الفرع الثالث: في أمور متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في نكاح المشركات، وإسلام الزوج عليهن

- ‌الباب الرابع: في أحكام متفرقة للنكاح

- ‌الفصل الأول: فيما يفسخ النكاح، ومالا يفسخه

- ‌الفصل الثاني: في العدل بين النساء

- ‌الفصل الثالث: في العزل والغيلة

- ‌الفصل الرابع: في النشوز

- ‌الفصل الرابع: في لواحق الباب

- ‌الفصل الأول: في النهي عن النذر

- ‌الفصل الثاني: في نذر الطاعات وأحكامها

- ‌نذر الصلاة

- ‌نذر الصوم

- ‌الحج

- ‌نذر المال

- ‌الفصل الثالث: في نذر المعصية

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث مشتركة

- ‌الكتاب الرابع: في النية والإخلاص

- ‌الكتاب الخامس: في النصح والمشورة

- ‌الكتاب السادس: في النوم، وهيئته، والقعود

- ‌الكتاب السابع: في النفاق

- ‌الكتاب الثامن: في النجوم

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها نون، ولم تَرِد في حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌الكتاب الأول: في ذكر الهجرتين

- ‌الكتاب الثاني: في الهدية

- ‌الكتاب الثالث: في الهبة

- ‌حرف الواو

- ‌الكتاب الأول: في الوصية

- ‌النوع الأول: في الحث عليها

- ‌النوع الثاني: في وقتها

- ‌النوع الثالث: في مقدارها

- ‌النوع الرابع: في الوصية للوارث

- ‌النوع الخامس: في وصية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌النوع السادس: في أحاديث متفرقة

- ‌النوع السابع: في الوصي واليتيم

- ‌الكتاب الثاني: في الوعد

- ‌الكتاب الثالث: في الوكالة

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها واو، ولم تَرِدْ في حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌الفصل الأول: في لفظ اليمين وما يُحلَفُ به

- ‌الفصل الثاني: فيما نُهي عن الحلف به

- ‌الفصل الثالث: في اليمين الفاجرة

- ‌الفصل الرابع: في موضع اليمين

- ‌الفصل الخامس: في الاستثناء في اليمين

- ‌الفصل السادس: في نقض اليمين، والرجوع عنها

- ‌الفصل السابع: في أحاديث متفرقة

- ‌النية

- ‌اللغو

- ‌التورية

- ‌الإخلاص

- ‌اللجاج

- ‌الفصل الثامن: في الكفارة

- ‌كتاب اللواحق

- ‌الفصل الأول: في أحاديث مشتركة بين آداب النفس

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌الفصل الثاني: في أحاديث مشتركة بين آفات النفس

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌نوع حادي عشر

- ‌نوع ثاني عشر

- ‌نوع ثالث عشر

- ‌الفصل الثالث: في أحاديث مشتركة في آفات اللسان

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرِّقة من كل نوع لا يضمها معنى، ولا يحصرها فَنّ

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر: متفرق

الفصل: الكتاب الثاني من حرف النون: في النكاح، وفيه أربعة أبواب ‌ ‌الباب

الكتاب الثاني من حرف النون: في النكاح، وفيه أربعة أبواب

‌الباب الأول: في المقدِّمات

، وفيه أربعة فصول

الفصل الأول: في زواج رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهن

‌عائشة

8941 -

(خ م ت) عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أُريتكِ في المنام ثلاث ليال، جاءني بكِ الملَكُ في سَرَقةٍ من حرير، فيقول: هذه امرأتُكَ، فأكشفُ عن وجهكِ، فإذا أنتِ هي، فأقول: إِن يَكُ من عند الله يُمضِهِ» وفي رواية: «أُرِيتُكِ في المنام مرتين..» وذكر نحوه. أخرجه البخاري ومسلم.

وفي رواية الترمذي: «أنَّ جبريلَ جاء بصورتها في خِرقة حريرٍ خضراءَ

⦗ص: 403⦘

إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: هذه زوجتُكَ في الدنيا والآخرة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(السّرَقة) : واحدة السَّرق، وهي الشُقَق البيض من الحرير خاصة.

(1) رواه البخاري 7 / 175 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها، وفي النكاح، باب نكاح الأبكار، وباب النظر إلى المرأة قبل التزويج، وفي التعبير، باب كشف المرأة في المنام، وباب ثياب الحرير في المنام، ومسلم (2438) في فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله عنها، والترمذي رقم (3875) في المناقب، باب من فضل عائشة رضي الله عنها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (6/41) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (6/128) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (6/161) قال: حدثنا حماد بن أسامة. والبخاري (5/71) قال: حدثنا معلى. قال: حدثنا وهيب. وفي (7/6) و (9/46) . قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبوأسامة. وفي (7/18) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (9/46) قال: حدثنا محمد. قال: أخبرنا أبو معاوية. ومسلم (7/134) قال: حدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع. جميعا عن حماد بن زيد. واللفظ لأبي الربيع. قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة.

خمستهم - عبد الله بن إدريس. ووهيب بن خالد. وأبو أسامة حماد بن أسامة. وحماد بن زيد. وأبو معاوية الضرير - عن هشام بن عروة. عن أبيه. فذكره.

ص: 402

8942 -

(خ) عروة بن الزبير (1) رضي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم «خطب عائشة إلى أبي بكر، فقال له أبو بكر: إنما أنا أخوك، فقال: أنت أخي في دِين الله وكتابه، وهي لي حلال» أخرجه البخاري هكذا مرسلاً (2) .

(1) في المطبوع: عائشة وهو خطأ.

(2)

9 / 106 في النكاح، باب تزويج الصغار من الكبار، قال الحافظ في " الفتح ": قال الإسماعيلي: ليس في الرواية ما ترجم به الباب، وصغر عائشة عن كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم معلوم من غير هذا الخبر، ثم الخبر الذي أورده مرسل، فإن كان يدخل مثل هذا في الصحيح، فيلزمه في غيره من المراسيل، قلت: - القائل ابن حجر - الجواب عن الأول يمكن أن يؤخذ من قول أبي بكر: إنما أنا أخوك، فإن الغالب في بنت الأخ أن تكون أصغر من عمها وأيضاً فيكفي ما ذكر في مطابقة الحديث للترجمة ولو كان معلوماً من خارج، وعن الثاني: أنه وإن كان صورة سياقه الإرسال فهو من رواية عروة في قصة وقعت لخالته عائشة وجده لأمه أبي بكر، فالظاهر أنه حمل ذلك عن خالته عائشة، أو عن أمه أسماء بنت أبي بكر، وقال ابن عبد البر: إذا علم لقاء الراوي لمن أخبر عنه ولم يكن مدلساً، حمل ذلك على سماعه ممن أخبر عنه ولو لم يأت بصيغة تدل على ذلك، ومن أمثلة ذلك رواية مالك عن ابن شهاب عن عروة في قصة سالم مولى أبي حذيفة. قال ابن عبد البر: هذا يدخل في المسند للقاء عروة عائشة وغيرها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وللقائه سهلة زوج أبي حذيفة أيضاً، وقال الحافظ: وأما الإلزام: فالجواب عنه أن

⦗ص: 404⦘

القصة المذكورة لا تشتمل على حكم متأصل فوقع فيها التساهل في صريح الاتصال، فلا يلزم من ذلك إيراد جميع المراسيل في الكتاب الصحيح، نعم الجمهور على أن السياق المذكور مرسل، وقد صرح بذلك الدارقطني وأبو مسعود وأبو نعيم والحميدي.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (ح 5081) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث. عن يزيد. عن عراك. فذكره.

قلت: الحديث ظاهره الإرسال. انظر كلام الحافظ في «الفتح» على هذا الحديث.

ص: 403

8943 -

(خ) عائشة رضي الله عنها قالت: «قلت: يا رسول الله أَرأيتَ لو نزلتَ وادياً فيه شجر قد أُكل منها، ووجدتَ شجراً لم يؤكل منها، في أَيِّها كنت تُرتِع بَعِيرَك؟ قال: في التي لم يُرتَعْ منها» يعني: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بِكراً غيرها. أخرجه البخاري (1) .

وقد أخرج الحميديُّ هذه الأحاديث الثلاثة حديثاً واحداً في المتفق عليه بين البخاري ومسلم، وكل واحد منها منفرد برأسه مستقل بمعناه، ثم الثاني والثالث من أفراد البخاري.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الرتْع) : الاتِّساع في الخِصْب، ورتَعَ البعير، وأرتعه صاحبه: أرسله في المرعى، واختاره له.

(1) 9 / 104 في النكاح، باب نكاح الأبكار.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (7/6) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال: حدثني أخي. عن هشام بن عروة. عن أبيه. فذكره.

ص: 404

8944 -

(خ م د س) عائشة رضي الله عنها قالت: «تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج، فوُعِكْتُ، فتمرَّق شعري، فوفَّى جُمَيْمةً، فأتتني أُمِّي - أُمُّ رومان - وإني لفي أُرجوحة، ومعي صواحب لي، فأتيتُها لا أدري ما تريد مني؟

⦗ص: 405⦘

فأخذتْ بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنْهَجُ، حتى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسي، ثم أخذتْ شيئاً من ماءٍ فَمَسَحَتْ به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نِسوةٌ من الأنصار في البيت، فَقُلْنَ: على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتْني إليهن، فأصلحْنَ من شأني، فلم يَرُعْنِي إلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم[ضحى] ، فأسلمنني إليه، وأنا يومئذ بنتُ تسع سنين» .

وفي رواية نحوه، إلا أنَّ فيه «فأخذتْ بيدي، فأوقَفَتْني على الباب، فقلت: هَهْ، هَهْ، حتى ذهب نَفَسي» وفيه: «فغسلنَ رأسي، وأصلحنني، فلم يَرُعني إلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنني إليه» .

وفي أخرى «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين، وأُدْخِلَتْ عليه وهي بنت تسع، ومكثت عنده تسعاً» .

وفي أخرى «عن عروة» ولم يقل: «عن عائشة» مثله.

وفي أخرى عن عروة قال: «توفيت خديجةُ قبلَ مَخرَجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، فلبث سنتين - أو قريباً من ذلك - ونكح عائشة وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين» .

وهذا أيضاً موقوف على عروة. أخرجه البخاري ومسلم.

ولمسلم عن عائشة: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع سنين،

⦗ص: 406⦘

وَزُفَّتْ إليه وهي بنت تسع سنين، ولُعَبُهَا معها، ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة» . وفي أخرى «تزوجها وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة» .

وفي رواية أبي داود قالت: «تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة سبع - زاد في رواية: أو ست - ودخل بي وأنا ابنة تسع» .

وفي أخرى له قالت: «لما قَدِمنا المدينةَ جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة، وأنا مُجَمَّمةٌ، فذهبن بي، وهيّأنني وَصَنعْنَني، ثم أتين بي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت تسع سنين» .

وفي رواية بهذا الحديث، قالت:«وأنا على أُرجوحة، ومعي صواحبي، فأدخلنني بيتاً، فإذا نسوة من الأنصار، فقلن: على الخير والبركة» .

وفي أخرى قالت: «فَقَدِمنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوالله إني لَعَلَى أُرْجُوحَة بين عَذْقين، فجاءتني أُمِّي، فأنزلتني ولي جُمَيْمة..» وساق الحديث.

وفي رواية النسائي قالت: «تزوج بي النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست، وبنى بي وأنا بنت تسع» .

وفي أخرى: «تزوجني لتسع سنين، وصحبتُه تسعاً» .

⦗ص: 407⦘

وفي أخرى: «تزوجها وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة» .

وفي أخرى: «تزوجني وأنا ابنة تسع سنين وأنا ألعب بالبنات» (1) .

وفي رواية ذكرها رزين نحواً من ذلك، وفيه:«فلم أنشَبْ أن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل، وذلك ضُحى، ثم أُهدِي إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لَبَنٌ، فقال للنسوة: اشربنَ منه، واسقين صاحبتكم - يعنيني - فقلن: ما نريد، واستحيين، فقال: لا تجمعن جُوعاً وكَذِباً، اشرَبنْ منه، فَشَرِبْنَ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(تمرَّق) الشعر، وامَّرَقَ: سقط وانتشر من مرض أو عِلَّةٍ تَعرِض له.

(جُمَيْمة) تصغير الجُمَّة، وجُمَّة الإنسان: مجمع شَعر ناصيته.

⦗ص: 408⦘

(وفَى) : إذا كثر.

(هَهْ هَهْ) حكاية تتابع النفَسِ من التهيج، وقيل: أرادت حكاية صوت البكاء.

(العَذق) بفتح العين: النخلة نفسها.

(مجمَّمة) لها جُمَّة، كما يكون شعر الصغار.

(1) رواه البخاري 7 / 175 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، وفي النكاح، باب إنكاح الرجل ولده الصغار، وباب تزويج الأب ابنته من الإمام، وباب الدعاء للنساء اللاتي يهدين العروس وللعروس، وباب من بنى بامرأة وهي بنت تسع سنين، وباب البناء بالنهار بغير مركب ولا نيران، ومسلم رقم (1422) في النكاح، باب تزويج الأب البكر الصغيرة، وأبو داود رقم (2121) في النكاح، باب في تزويج الصغار ورقم (4933) و (4934) و (4935) و (4936) و (4937) في الأدب، باب في الأرجوحة، والنسائي 6 / 82 في النكاح، باب إنكاح الرجل ابنته الصغيرة.

(2)

رواه أحمد في " المسند " 6 / 438 و 452 و 453 و 458 من حديث أسماء بنت يزيد بن السكن مطولاً ومختصراً بإسنادين، وابن ماجة مختصراً رقم (3298) في الأطعمة، باب عرض الطعام، وقواه المنذري في " الترغيب والترهيب " 4 / 29، وله شاهد عند الطبراني في " الصغير والكبير "، فهو حديث صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (231) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/118) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: أخبرنا عبد الرحمن. وفي (6/280) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (2266) قال: أخبرنا إسماعيل بن خليل. قال: أخبرنا علي بن مسهر. والبخاري (5/70) و (7/27 و 28) قال: حدثنا حدثني فروة بن أبي المعزاء. قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (7/22) قال: محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا معلى بن أسد. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (4/141 و 142) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: وجدت في كتابي: عن أبي أسامة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبدة. هو ابن سليمان. وأبو داود (2121) قال: حدثنا سليمان بن حرب وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4933 و 4935) . قال: حدثنا مووسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. وفي (4933 و 4936) قال: حدثنا بشر بن خالد. قال: أخبرنا أبو أسامة. وفي (4934) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد. قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (1876) قال: حدثنا سويد بن سعيد. قال: حدثنا علي بن مسهره. والنسائي (6/82) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا أبو معاوية. (ح) وأخبرنا محمد بن النضر بن مساور. قال: حدثنا جعفر بن سليمان. وفي (6/131) قال: أخبرنا محمد بن آدم. عن عبدة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16677) عن محمد بن رافع. عن عبد الرزاق. عن معمر. جميعهم - سفيان بن عيينة. وعبد الرحمن بن أبي الزناد. وحماد بن سلمة. وعلي بن مسهر. وحماد بن أبو أسامة. وسفيان الثوري. ووهيب. وأبو معاوية. وعبدة بن سليمان. وحماد بن زيد. وجعفر بن سليمان. ومعمر - عن هشام بن عروة.

2 -

وأخرجه مسلم (4/142) قال: حدثنا عبد بن حميد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16677) عن محمد بن رافع. كلاهما - عبد بن حميد. ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. عن الزهري.

كلاهما - هشام بن عروة. والزهري - عن عروة بن الزبير. فذكره.

* وأخرجه البخاري (5/71) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. عن هشام. عن أبيه. قال: توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك. ونكح عائشة وهي بنت ست سنين ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين. مرسل.

* وأخرجه البخاري (7/27) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة. قال: حدثنا سفيان. عن هشام بن عروة. عن عروة. تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي ابنة ست. وبنى بها وهي ابنة تسع. ومكثت عنده تسعا. «مرسل» .

ص: 404