الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع: في صفاته وأخلاقه
قد تقدَّم فيما مضى من الكتاب شيء كثير من صفاته وأخلاقه متفرَّقاً في الأبواب التي أوجب ذِكْره فيها.
ونذكر في الفصل ما لم يختص بباب من تلك الأبواب المتقدِّمة، وينقسم هذا الفصل إلى ثمانية أنواع.
النوع الأول: في أحاديث جامعة لأوصاف عِدَّة
8784 -
(ت) إِبراهيم بن محمد - من ولد علي - قال: «كان عَلِيٌّ يَصِفُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يكن بالطويل الممغَّط، ولا بالقصير المتردِّد، كان رَبْعةً من القوم، ولم يكن بالجَعْدِ القَطِطِ، ولا بالسَّبطِ، كان جَعداً رَجِلاً، ولم يكن بالمُطَهَّمِ ولا بالمكَلْثَم، كان أسيلَ الخدّ، وكان أبيض مُشْرَباً بحمرة، أَدْعَجَ، أَهْدَب الأشفار، ذا مَسْرُبة، شَثْن الكف والقدمين، جليل المُشاش والكَتَد، إذا التفت التَفَتَ معاً، وإِذا مشى يَتَكَفَّأ تَكفُّؤاً، كأنَّما يَنْحَطّ من صَبَبٍ، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجودُ الناس صدراً، وأشجعهم قلباً، وأصدقهم لهجة، وألينهم عَريكة،
⦗ص: 225⦘
وأكرمهم عِشْرة، من رآه بَديهة هَابَهُ، ومن خالطه فعرفه أحبَّه، يقول ناعته: لم أرَ قبله ولا بعده مثلَه، ولا يَسْرُدُ الحديث سَرداً، يتكلم بكلام فَصْل، يفهمه من سمعه» هذه الرواية ذكرها رزين. والذي جاء في كتاب الترمذي: هذا لفظه قال: «لم يكن بالطويل الممغَّط، ولا بالقصير المتردِّد، كان رَبْعة من القوم، ولم يكن بالجعد القَطِط، ولا بالسَّبِط، كان جَعْداً رجلاً، لم يكن بالمطهَّم ولا بالمكلثَم، وكان في وجهه تدوير، أبيض مُشْرَب بحمرة، أدعجُ العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتَد، أجرد، ذو مسرُبة، شَثْنُ الكَفَّين والقدمين، إذا مشى تقلَّع، كأنما يمشي في صَبَب، وإذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة - وهو خاتم النبيين - أجود الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمُهم عِشْرة، من رآه بَديهةً هابَهُ، ومن خالطه معرفةً أحبه، يقول ناعِتُهُ: لم أر قبله ولا بعده مثله» .
وللترمذي في رواية أخرى عن عليٍّ قال: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير، شَثْنُ الكفين والقدمين، ضخمُ الكراديس، طويلُ المسرُبَةِ، إذا مشى تَكفَّا تكفِّياً، كأنما انحطّ من صبب، لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم» (1) .
⦗ص: 226⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الممَّغَط) بتشديد الميم وبالغين المعجمة: هو الرجل البائن الطول، والمحدِّثون يقولونه بتشديد الغين.
(المتردِّد) : الذي تردَّد بعض خلقه على بعض، فهو مجتمع.
(رجل رَبْعَة) : معتدل القامة، بين الطويل القصير.
(شعر قَطِط) : شديد الجعودة.
(شعر سَبِط) : سائل ليس فيه شيء من الجعودة.
(شعر رَجِل) : إذا لم يكن شديد الجعودة، ولا شديد السبوطة، بل بينهما.
(المطهّم) : الفاحش السِمَنِ، وقيل: المنتفخ الوجه الذي فيه جهامة، وقيل: هو النحيف الجسم الدقيقُهُ، وقيل: الطُهْمة في اللون: أن تجاوز السمرة إلى السواد، ووجه مطَّهم: إذا كان كذلك.
(المكلثَم) : المستدير الوجه، ولا يكون إلا مع كثرة اللحم.
(الإسالة في الخد) : الاستطالة، وأن لا يكون مرتفعاً.
(الدَعج في العين) : شدة سوادها.
(أهدب الأشفار) : الذي شعر أجفانه كثير مستطيل.
(أشفار العين) : منابت الشعر المحيط بالعين.
⦗ص: 227⦘
(المسْرُبة) : الشعر النابت علي وسط الصد نازلاً إلى آخر البطن.
(الشَثْن الكف) : الغليظ الكف، وهو مدح في الرجل، لأنه أشد لقبضهم، وأصبر لهم على المراس.
(جليل المشاش) : عظيم رؤوس العظام: كالركبتين والمرفقين والمنكبين ونحو ذلك، و «المشاش» جمع مُشاشة، وهي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.
(الكَتَد) : الكاهل.
(التكفؤ) : الميل في المشي إلى قُدَّام، كما تتكفأ السفينة في جريها، والأصل فيه الهمز، فترك.
(كأنما ينحط من صَبَب) قريب من التكفؤ، أي: كأنه ينحدر من موضع عال، وفي رواية أبي داود «صبوب» قال الخطابي: إذا فتحت الصاد كان اسماً لما يُصبّ على الإنسان من ماء ونحوه، كالطَّهور والغَسول والقَطور، ومن رواه بالضم: فعلى أنه جمع الصبَب، وهو ما انحَدَر من الأرض، قال: وقد جاء في أكثر الروايات «كأنما يمشي في صبب» قال: وهو المحفوظ.
(اللهجة) : اللسان.
(فلان ليِّن العريكة) : سلس القياد، لين المقادة.
(سرد الحديث يسرُده) : إذا تابعه، وأسرع في النطق به.
⦗ص: 228⦘
(كلامه فصل) : قاطع لا تردُّد فيه ولا تتعتع.
(تقلَّع في مشيه) : كأنه يقلع رجله من وَحْلٍ.
(الكراديس) : كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس، والجمع الكراديس، نحو الركبتين والمنكبين والوركين.
(1) رواه الترمذي رقم (3641) و (3642) في المناقب، باب رقم (18) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3638) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي حليمة -من قصر الأحنف -وأحمد بن عبدة الضبي، وعلي بن حجر المعنى واحد قالوا: حدثنا عيسى بن يونس. حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ليس إسناده بمتصل.
8785 -
(خ م ط ت) ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت أنس بن مالك يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كان رَبعة من القوم، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمْهَق، ولا بالآدم، ليس بجَعْد قَطِط، ولا سبِط رَجِل، أُنزل عليه وهو ابن أربعين سنة، فلبث بمكة عشر سنين ينزلُ عليه الوحي، وبالمدينة عشراً، وتوفاه الله على رأس ستين، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرةً بيضاء، قال ربيعة: فرأيتُ شَعرَه، فإذا هو أحمر، فسألتُ؟ فقيل: احْمَرَّ مِنَ الطيب» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الموطأ إِلى قوله: «شعرة بيضاء» وأخرجه الترمذي كذلك، وفي ألفاظه نقص.
وللبخاري عن أنس، أو عن أبي هريرة قال:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَخْم القدمين، حسن الوجه، لم أر بعدَه مثله» .
وفي رواية عن أنس: «ضخم اليدين، لم أر بعدَه مثله، وكان شعر النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً، لا جَعداً ولا سَبْطاً» .
⦗ص: 229⦘
وفي أخرى: «كان ضخم الرأس والقدمين، لم أر بعده ولا قبله مثله، وكان سَبِط الكفين» .
وفي أخرى: «شَثْنَ الكفين والقدمين» .
وفي رواية عن أنس - أو عن جابر بن عبد الله - قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ضخم الكفين والقدمين، لم أر بعده شَبَهاً له» .
وللترمذي أيضاً قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَبْعَة، ليس بالطويل ولا بالقصير، حَسَنَ الجسم، أسمر اللون، وكان شعره ليس بجعد ولا سبط، إذا مشى يتكفأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أزهر) : مستنير، وهو أحسن الألوان، والزهرة: البياض النيّر.
(الأمهق) : الأبيض الكريه البياض، كلون الجصّ.
(الآدم) : الشديد السمرة.
(1) رواه البخاري 6 / 412 و 413 في الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي اللباس، باب الجعد، ومسلم رقم (2347) في الفضائل، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه وسنه، والموطأ 2 / 919 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3627) في المناقب، باب رقم (6) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه مالك «الموطأ» (573) . والبخاري (4/228) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (7/207) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/87) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والترمذي (3623) . وفي «الشمائل» قال: حدثنا قتيبة. وفي (3623) أيضا. و «الشمائل» (383) قال الترمذي: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (833) عن قتيبة. خمستهم - ابن يوسف، وإسماعيل، ويحيى، وقتيبة، ومعن - عن مالك.
2 -
وأخرجه أحمد (3/130) قال: حدثنا أنس بن عياض.
3 -
وأخرجه أحمد (3/148) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.
4 -
وأخرجه أحمد (3/185) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان.
5 -
وأخرجه أحمد (3/240) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي. ومسلم (7/87) قال: حدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا خالد بن مخلد. كلاهما - الخزاعي، وخالد - عن سليمان بن بلال.
6 -
وأخرجه البخاري (4/227) قال: حدثني ابن بكير، قال: حدثني الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال.
7 -
وأخرجه مسلم (7/87) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
سبعتهم - مالك، وأنس بن عياض، وعبد العزيز، وسفيان، وسليمان، وسعيد بن أبي هلال، وإسماعيل - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره.
وأخرجه أحمد (3/125) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (7/208) قال: حدثني عمرو بن علي، قال: حدثنا معاذ بن هانئ. كلاهما - عبد الصمد، ومعاذ - قالا: حدثنا همام.
2 -
وأخرجه البخاري (7/208) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا جرير بن حازم.
كلاهما - همام، وجرير - عن قتادة، فذكره.
- ورواية أبي هريرة:
أخرجها أحمد (2/468) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/468) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت رجلا، قال: سمعت أبا هريرة. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الكفين.
* وأخرجه البخاري (7/208) قال: حدثني عمرو بن علي، قال: حدثنا معاذ بن هانئ، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أو عن رجل، عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم القدمين، حسن الوجه، لم أر بعده مثله.
8786 -
(م ت) جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَليع الفم، أَشْكَل العينين، منهوس العقبين، ضخم القدمين»
⦗ص: 230⦘
قيل لِسِمَاك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم. قيل: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين. قيل: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب. أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي قال: «ضليع الفم، أشكل العينين، منهوس العقب» ولم يذكر: ما ضليع الفم
…
إِلخ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضليع الفم) : عظيمه.
(الشُّكلة في العين) : حمرة تكون في البياض، والشهلة: حمرة في سوادها.
(منهوس القدمين والعقبين) : خفيف لحمهما، وأصله: أن النَّهْس - بالسين المهملة - أخذ اللحم بأطراف الأسنان - وبالشين المعجمة - أخذه بالأضراس.
(1) رواه مسلم (2339) في الفضائل، باب صفة فم النبي صلى الله عليه وسلم وعينيه وعقبيه، والترمذي رقم (3649) في المناقب، باب رقم (25) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/86 و 88) قال: حدثنا أبو قطن. وفي (5/103) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (7/84) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، والترمذي (3646) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو قطن. وفي (3647) . و «الشمائل» (9) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال: حدثني أبو عمرو العنبري عبيد الله بن معاذ بن معاذ، قال: حدثنا أبي.
ثلاثتهم - أبو قطن، وابن جعفر، ومعاذ -قالوا: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، فذكره.
8787 -
(م ت) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلتُ لأبي الطفيل: «رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، كان أبيض مليح الوجه» .
وفي رواية قال: «رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما على وجه الأرض اليومَ
⦗ص: 231⦘
رجلٌ رآه غيري، قال: قلتُ: فكيف رأيتَه؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مَلِيحاً مُقَصَّداً» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود مثله، وقال:«كان أبيض مليحاً، إذا مشى كأنه يهوي في صَبُوب» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَهوِي) : ينزل ويتدلَّى، وتلك مشية القويِّ من الرجال، يقال: هَوَى الشيءُ يهوي هَوِيّاً - بفتح الهاء - إذا نزل من فوق إلى أسفل، وهو يهوي هُويّاً - بضم الهاء - إذا صَعِد.
(المقصّد) : الذي ليس بجسيم ولا قصير، وقيل: هو من الرجال نحو الرَّبْعة.
(1) رواه مسلم (2340) في الفضائل، باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه، وأبو داود رقم (4864) في الأدب، باب في هدي الرجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/454) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري في «الأدب المفرد» (790) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا محمد بن سلام، عن يزيد بن هارون. ومسلم (7/84) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا خالد بن عبد الله (ح) وحدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. وأبو داود (4864) قال: حدثنا حسين بن معاذ بن خليف، قال: حدثنا عبد الأعلى. والترمذي في «الشمائل» (14) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، ومحمد بن بشار، قالا: أخبرنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - يزيد، وخالد، وعبد الأعلى - عن الجريري، فذكره.
8788 -
(خ م د ت س) البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس وجهاً، وأحْسَنَه خَلْقاً، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير» .
وفي رواية قال: «كان مَرْبُوعاً، بعيد ما بين المنكبَينِ، له شعَر يبلغ شَحْمة أُذنيه، رأيتُه في حُلَّةٍ حمراء، لم أر شيئاً قطُّ أحسنَ منه» .
⦗ص: 232⦘
وفي رواية «ما رأيتُ أحداً أحسنَ في حُلَّةٍ حمراء من النبي صلى الله عليه وسلم» .
قال البخاري: وقال بعض أصحابي عن مالك بن إسماعيل: «إِنَّ جُمَّتَهُ لتضرِبُ قريباً من مَنْكِبيه» قال أبو إسحاق: سمعته يحدّثُهُ غير مرة، ما حَدَّثَ به قطُّ إلا ضَحِك.
وفي أخرى «عظيم الجُمَّةِ، إِلى شحمة أُذُنيْه» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثانية.
وله في أخرى قال: «ما رأيت من ذي لِمّة سوداء أحسنَ في حُلّةٍ حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ورأيت لِمّتَهُ تضرب قريباً من مَنكِبَيْهِ» .
وأخرج الترمذي: «ما رأيتُ أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن جُمَّته لتضرب ما بين منكبيه، لم يكن بالقصير ولا بالطويل، بعيد ما بين المنكبين» (1) .
⦗ص: 233⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللِّمَّة) : الشعر الذي ألَمّ بالمنكبين، أي: قاربهما.
(كثّ اللحية) : كثير شعرها.
(الجُمَّة) : الشعر الواصل إلى المنكبين.
(1) رواه البخاري 6 / 415 و 416 في الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2337) في الفضائل، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان أحسن الناس وجهاً، وأبو داود رقم (4183) و (4184) و (4185) و (4186) في الترجل، باب ما جاء في الشعر، والترمذي رقم (3639) في المناقب، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 8 / 183 في الزينة، باب اتخاذ الجمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/228) قال: حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله. ومسلم (7/83) قال: حدثنا أبو كريب.
كلاهما - أحمد، وأبو كريب - قالا: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، فذكره.
8789 -
(خ ت) البراء بن عازب رضي الله عنه سُئل: «أكان وَجْهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر» أخرجه البخاري والترمذي (1) .
(1) رواه البخاري 6 / 416 في الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3640) في المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/281) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. والدارمي (65) . والبخاري (4/228) قالا - البخاري، والدارمي - حدثنا أبو نعيم. والترمذي (3636) . وفي «الشمائل» (11) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - أحمد بن عبد الملك، وأبو نعيم، وحميد - قالوا: حدثنا زهير عن أبي إسحاق، فذكره.
8790 -
(ت) جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كان في سَاقَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمُوشة، وكان لا يضحك إِلا تَبَسُّماً، وكنتُ إذا نظرتُ إليه قلتُ: أكحل العينين، وليس بأكحل صلى الله عليه وسلم» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رجل أحمش الساقين) : دقيقهما، وكذلك: حَمْش الساقين.
[[ (الكَحَل في العين) : سواد يكون في مغارز الأجفان خِلْقة.]]
(1) رقم (3648) في المناقب، باب ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/105) قال: حدثنا سريج بن النعمان. والترمذي (3645) . وفي «الشمائل» (226) قال: حدثنا أحمد بن منيع. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال: حدثني شجاع بن مخلد أبو الفضل..
ثلاثتهم - سريج، وأحمد، وشجاع - قالوا: حدثنا عباد بن العوام، عن الحجاج - وهو ابن أرطأة - عن سماك بن حرب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
8791 -
(خ م ت) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان
⦗ص: 234⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللون، كأن عَرَقَهُ اللؤلؤ، إِذا مشى تَكَفّأ، وما مَسِسْتُ ديباجة ولا حريرة أليَن من كَفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شَمِمْتُ مِسْكَة ولا عَنْبَرَة أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم» .
وفي أخرى قال: «ما شممتُ عنبراً قط ولا مِسْكاً ولا شيئاً أطيب من ريح النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مَسِسْتُ قط ديباجة، ولا حريراً ألْيَنَ مَسَّاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم» أخرجه مسلم.
وفي رواية البخاري قال: «ما مَسِسْتُ حريراً ولا ديباجاً ألْيَنَ من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ ريحاً قط، ولا عَرْفاً أطيبَ من ريح أو عَرْفِ النبي صلى الله عليه وسلم» .
(1) رواه البخاري 10 / 420 في الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه سلم، ومسلم رقم (2330) في الفضائل، باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم ولين مسه، والترمذي رقم (2016) في البر والصلة، باب ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/228) قال: حدثنا يونس وحسن بن موسى. وفي (3/270) قال: حدثنا عفان، والدارمي (62) قال: أخبرنا حجاج بن منهال. ومسلم (7/81) قال: حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي قال: حدثنا حبان.
خمستهم - يونس، وحسن، وعفان، وحجاج، وحبان - قالو: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت، فذكره.
- وفي رواية أخرى:
أخرى أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1363) قال: حدثني سليمان بن حرب. والدارمي (63) قال: أخبرنا أبو النعمان. والبخاري (4/230) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ثلاثتهم - يونس، وسليمان، وأبو النعمان - عن حماد بن زيد.
2 -
وأخرجه أحمد (3/222) . وعبد بن حميد (1268) . ومسلم (7/81) قال: حدثني زهير بن حرب. ثلاثتهم - أحمد، وعبد، وزهير - قالوا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة.
كلاهما - حماد، وسليمان - عن ثابت.
- والرواية الثالثة:
أخرجها مسلم (7/81) والترمذي (2015) . وفي «الشمائل» (345) فذكره.
* قال - مسلم، والترمذي -: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، فذكره.