المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الرابع: في الإسراء وما يتعلق به - جامع الأصول - جـ ١١

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الميم

- ‌الكتاب الأول: في المواعظ والرقائق

- ‌الفصل الثاني: في المنع من ذلك

- ‌الكتاب الثالث: في المدح

- ‌الكتاب الرابع: في المزح والمداعبة

- ‌الكتاب الخامس: في الموت وما يتعلَّق به أولاً وآخراً

- ‌الباب الأول: في ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وغسله وكفنه

- ‌الفصل الأول: في مرضه وموته

- ‌الفصل الثالث: في دفنه صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب الثاني: في الموت ومقدِّماته، وما يتعلَّق به

- ‌الفصل الأول: في مقدِّمات الموت ونزوله

- ‌الفصل الثاني: في البكاء والنَّوح والحزن

- ‌الفرع الأول: في جواز ذلك

- ‌الفرع الثاني: في النهي عن ذلك

- ‌الفصل الثالث: في الغسل والكفن

- ‌الفصل الرابع: في تشييع الجنازة وحملها

- ‌الصوت والنار معها

- ‌المشي قبل الجنازة وبعدها

- ‌مشي النساء معها

- ‌مشي الراكب معها

- ‌الإسراع بها

- ‌القيام معها ولها

- ‌الفصل الخامس: في الدفن

- ‌الفرع الأول: في دفن الشهداء

- ‌الفرع الثاني: في دفن الموتى، وهيئة القبور

- ‌تعجيل الدفن

- ‌الدفن في الليل

- ‌إدخال الميت القبر

- ‌اللحد والشَّق

- ‌تسوية القبور

- ‌تجصيصها وإعلامها

- ‌نقل الميت

- ‌الدعاء عند الدفن

- ‌أحاديث مفردة

- ‌الفصل السادس: في زيارة القبور

- ‌الفرع الأول: في النهي عنها

- ‌الفرع الثاني: في جواز ذلك

- ‌الفرع الثالث: فيما يقوله زائر القبور

- ‌الفرع الرابع: في الجلوس على القبور والمشي عليها

- ‌الفصل السابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثالث: فيما بعد الموت

- ‌الفصل الأول: في عذاب القبر

- ‌الكتاب السادس: في المساجد وما يتعلَّق بها، وبناءُ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: في بناء مسجدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ومِنْبَرِهِ

- ‌الفصل الثاني: في أحكام تتعلق بالمساجد

- ‌الفرع الأول: في البصاق

- ‌الفرع الثاني: في دخول المرأة المسجد

- ‌الفرع الثالث: في أفعال متفرقة

- ‌الفرع الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها ميم، ولم ترد في حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌الكتاب الأول: في النبوة

- ‌الباب الأول: في أحكام تخص ذاته صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: في اسمه ونسبه

- ‌الفصل الثاني: في مولده وعمره

- ‌الفصل الثالث: في أولاده

- ‌الفصل الرابع: في صفاته وأخلاقه

- ‌النوع الأول: في أحاديث جامعة لأوصاف عِدَّة

- ‌النوع الثاني: في صفة شعره

- ‌النوع الثالث: خاتم النبوة

- ‌النوع الرابع: في مشيه

- ‌النوع الخامس: في كلامه

- ‌النوع السادس: في عَرَقِه

- ‌النوع السابع: في شجاعته

- ‌النوع الثامن: في شيء من أخلاقه

- ‌الباب الثاني: في علاماته صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: فيما كان منها قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الثاني: فيما كان منها بعد مبعثه

- ‌الباب الثالث: في بدء الوحي وكيفية نزوله

- ‌الباب الرابع: في الإسراء وما يتعلَّق به

- ‌الباب الخامس: في معجزاته ودلائل نبوته صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: في إخباره عن المغيبات

- ‌الفصل الثاني: في تكليم الجمادات له، وانقيادها إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الثالث: في زيادة الطعام والشراب

- ‌الفصل الرابع: في إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الخامس: في كَفِّ الأعداء عنه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السابع: في معجزات متفرقة

- ‌الباب الأول: في المقدِّمات

- ‌عائشة

- ‌حفصة

- ‌أم سلمة

- ‌زينب بنت جحش

- ‌أم حبيبة بنت أبي سفيان

- ‌صفيَّة رضي الله عنها

- ‌جويرية رضي الله عنها

- ‌ابنة الجَون

- ‌أحاديث متفرقة

- ‌الفصل الثاني: في الحث على النكاح والترغيب فيه

- ‌الفصل الثالث: في الخِطبة والخُطبة والنظر

- ‌الفصل الرابع: في آداب النكاح

- ‌الباب الثاني: في أركان النكاح

- ‌الفصل الأول: في العقد

- ‌الفرع الأول: في نكاح المتعة

- ‌الفرع الثاني: في نكاح الشِّغار، ونكاح الجاهلية

- ‌الفصل الثاني: في الأولياء والشهود

- ‌الفرع الأول: في حكم الأولياء والشهود

- ‌الفرع الثاني: في الاستئذان والإجبار

- ‌الفرع الثالث: في الكفاءة

- ‌الباب الثالث: في موانع النكاح

- ‌الفصل الأول: في الحرمة المؤبدة

- ‌الفرع الأول: في النسب والصِّهْر

- ‌الفرع الثاني: في الرضاع

- ‌الفصل الثاني: فيما لا يوجب حرمة مؤبدة

- ‌الفرع الأول: في الجمع بين الأقارب

- ‌الفرع الثاني: في المبتوتة والمحلل

- ‌الفرع الثالث: في أمور متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في نكاح المشركات، وإسلام الزوج عليهن

- ‌الباب الرابع: في أحكام متفرقة للنكاح

- ‌الفصل الأول: فيما يفسخ النكاح، ومالا يفسخه

- ‌الفصل الثاني: في العدل بين النساء

- ‌الفصل الثالث: في العزل والغيلة

- ‌الفصل الرابع: في النشوز

- ‌الفصل الرابع: في لواحق الباب

- ‌الفصل الأول: في النهي عن النذر

- ‌الفصل الثاني: في نذر الطاعات وأحكامها

- ‌نذر الصلاة

- ‌نذر الصوم

- ‌الحج

- ‌نذر المال

- ‌الفصل الثالث: في نذر المعصية

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث مشتركة

- ‌الكتاب الرابع: في النية والإخلاص

- ‌الكتاب الخامس: في النصح والمشورة

- ‌الكتاب السادس: في النوم، وهيئته، والقعود

- ‌الكتاب السابع: في النفاق

- ‌الكتاب الثامن: في النجوم

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها نون، ولم تَرِد في حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌الكتاب الأول: في ذكر الهجرتين

- ‌الكتاب الثاني: في الهدية

- ‌الكتاب الثالث: في الهبة

- ‌حرف الواو

- ‌الكتاب الأول: في الوصية

- ‌النوع الأول: في الحث عليها

- ‌النوع الثاني: في وقتها

- ‌النوع الثالث: في مقدارها

- ‌النوع الرابع: في الوصية للوارث

- ‌النوع الخامس: في وصية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌النوع السادس: في أحاديث متفرقة

- ‌النوع السابع: في الوصي واليتيم

- ‌الكتاب الثاني: في الوعد

- ‌الكتاب الثالث: في الوكالة

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها واو، ولم تَرِدْ في حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌الفصل الأول: في لفظ اليمين وما يُحلَفُ به

- ‌الفصل الثاني: فيما نُهي عن الحلف به

- ‌الفصل الثالث: في اليمين الفاجرة

- ‌الفصل الرابع: في موضع اليمين

- ‌الفصل الخامس: في الاستثناء في اليمين

- ‌الفصل السادس: في نقض اليمين، والرجوع عنها

- ‌الفصل السابع: في أحاديث متفرقة

- ‌النية

- ‌اللغو

- ‌التورية

- ‌الإخلاص

- ‌اللجاج

- ‌الفصل الثامن: في الكفارة

- ‌كتاب اللواحق

- ‌الفصل الأول: في أحاديث مشتركة بين آداب النفس

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌الفصل الثاني: في أحاديث مشتركة بين آفات النفس

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌نوع حادي عشر

- ‌نوع ثاني عشر

- ‌نوع ثالث عشر

- ‌الفصل الثالث: في أحاديث مشتركة في آفات اللسان

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرِّقة من كل نوع لا يضمها معنى، ولا يحصرها فَنّ

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر: متفرق

الفصل: ‌الباب الرابع: في الإسراء وما يتعلق به

‌الباب الرابع: في الإسراء وما يتعلَّق به

8866 -

(خ م ت س) قتادة بن دعامة عن أنس عن مالك بن صعصعة: أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أُسْرِيَ به، قال: «بينما أنا في الحَطيم - وربما قال في الحِجْر - مضطجعاً - ومنهم من قال: بين النائم واليقظان - إِذ أتاني آت فَقدّ - قال: فسمعته يقول: فشقَّ (1) - ما بين هذه، فقلت للجارود (2)، وهو إلى جنبي: ما يعني به؟ قال: من ثُغْرة نحره إلى شِعْرَتِهِ، وسمعته يقول: مَن قَصِّه إِلى شِعْرَتِه، فاستخرج قلبي، ثم أُتيتُ بِطَسْت من ذهب مملوءة إيماناً، فَغُسِلَ قَلبي، ثم حُشِي، ثم أعيد، ثم أُتيت بدابَّة دون البغل وفوق الحمار، أبيض، فقال له الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟ فقال أنس: نعم، يَضَعُ خَطْوَهُ عند أقصى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عليه، فانطلق بي جبريل عليه السلام، حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح، فقيل: مَنْ هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مَرْحباً به، فلنعم المجيء جاء، [ففتح] ، فلما خَلَصتُ فإذا فيها آدم، فقال:[هذا] أبوك آدم، فسلِّمْ عليه، فسلمتُ عليه، فردّ السلام، وقال:

⦗ص: 293⦘

مَرْحَباً بالابن الصالح، والنبي الصالح، ثم صَعِد حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قال: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به ونعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصتُ، فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلّم عليهما، فسلّمت فردَّا، ثم قالا: مرحباً بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ثم صَعِدَ بي إلى السماء الثالثة فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به، فنعم المجيء جاء، فلما خَلَصتُ، فإذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ، ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ثم صَعِدَ بي حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، فقال: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خَلَصت، فإذا إدريس، قال: هذا إدريس فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه، فردَّ، ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صَعِدَ بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء، فلما خلصتُ، فإذا هارون، قال: هذا هارون فسلِّمْ عليه، فسلَّمت عليه، فردَّ، ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي

⦗ص: 294⦘

الصالح، ثم صَعِد حتى أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به، فنعم المجيء جاء، فلما خَلَصتُ، فإذا موسى، قال: هذا موسى، فسلِّمْ عليه، فسلَّمت عليه فردَّ، ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما جاوزته بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: أبكي؛ لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي، ثم صَعِدَ بي إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعِثَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيءُ جاء، فلما خلَصتُ، فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوك فسلِّمْ عليه، فسلَّمت عليه، فردَّ السلام، ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رُفِعْتُ إلى سِدْرة المنتهى، فإذا نَبِقُها مثلُ قِلال هَجَر، وإذا وَرَقُها مثل آذان الفِيَلة، قال: هذه سِدْرة المنتهى، فإذا أربعةُ أنهار: نهرانِ باطنان، ونهران ظاهران، فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان: فنهران في الجنة، وأما الظاهران: فالنِّيل والفرات، ثم رُفِعَ لي البيتُ المعمور، ثم أُتِيتُ بإناءٍ من خمر، وإناءٍ من لَبَن، وإناءٍ من عسل، فأخذت اللَّبَن، فقال: هي الفطرة التي أنت عليها وأُمَّتُك، قال: ثم فُرضت عليَّ الصلاة، خمسين صلاةً كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بِمَ أُمرت؟ قلت: أُمِرتُ بخمسين صلاةً كل

⦗ص: 295⦘

يوم، قال: إن أُمَّتَك لا تستطيع خمسين صلاةً كل يوم، وإني والله قد جَرَّبتُ الناس من قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشدَّ المعالجة، فارجع إلى ربَّك فاسأله التخفيف لأُمَّتِك، فرجعتُ فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت، فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلواتٍ كل يوم، فقال مثله، فرجعتُ فأمرتُ بخمس صلواتٍ كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بم أُمرت؟ قلت: بخمس صلوات كل يوم، قال: إن أُمَّتَك لا تستطيع خمس صلواتٍ كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأُمَّتك، قال: سألت ربِّي حتى استحييت، ولكن أرضَى وأُسَلّم، فلما جاوزت، نادى منادٍ: أمضيتُ فريضتي، وخفَّفْت عن عبادي» .

وفي رواية: «بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان» وفيه: «ثم غُسِل البطن بماء زمزم، ثم مُلئ حكمةً وإيماناً» وفيه: «فَرُفِعَ لي البيتُ المعمور، فسألت جبريل؟ فقال: هذا البيتُ المعمور، يصلِّي فيه كلَّ يوم سبعون ألف مَلَكٍ، إِذا خرجوا لم يعودوا آخرَ ما عليهم» وفي آخره: «فخفَّفْتُ عن عبادي، وأجْزِي بالحسنة عشراً» .

وفي أخرى: «بينا أنا عند البيت، بين النائم واليقظان؛ إِذ سمعتُ قائلاً يقول: أحَدُ الثلاثة، بين الرجلين، فأُتيت، فانطُلِق بي، فأُتيتُ

⦗ص: 296⦘

بَطَسْتٍ من ذهب، فيها من ماء زمزم، فشُرِح صدري إلى كذا وكذا - يعني إلى أسفل بطنه» .

وفي أخرى «فأُتيتُ بِطَسْتٍ من ذهب ممتلئٍ حكمةً وإيماناً، فَشُقَّ من النحر إلى مَراقِّ البطن، فَغُسِلَ بماء زمزم» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه النسائي نحوه وأخصَرَ منه، وهذا أتم وأطول. وأخرجه الترمذي إلى قوله:«فغسله بماءِ زمزمَ، ثم أُعيد مكانَه، ثم حُشِيَ إيماناً وحكمة» قال الترمذي: وفي الحديث قصة طويلة، ولم يذكرها (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ثُغْرَة النَّحْر) الثُّغرة: النقرة التي بين الترقوتين.

(القَص) : رأس الصدر، وقيل: وسطه.

(سِدْرة المنتهى) السدر: شجر معروف، وأما سدرة المنتهى فهي شجرة في أقصى الجنة، إليها ينتهي عِلْمُ الأولين والآخرين.

(نَبِقها مثل قِلال هَجَر) النَّبِق: معروف، أراد: ثمرة سدرة المنتهى، و «القلال» جمع قُلَّةٍ، وهي الحُبُّ يسع مزادةً من الماء، ونُسبَتْ إلى «هجر» لأنها تعرف بها.

(1) القائل قتادة.

(2)

قال الحافظ في " الفتح ": لم أر من نسبه من الرواة، ولعله ابن أبي سبرة البصري صاحب أنس.

(3)

رواه البخاري 6 / 217 - 219 في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى:{وهل أتاك حديث موسى. إذ رأى ناراً} ، وباب قول الله تعالى:{ذكر رحمة ربك عبده زكريا} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب المعراج، ومسلم رقم (164) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3343) في التفسير، باب ومن سورة ألم نشرح، والنسائي 1 / 217 و 218 في الصلاة، باب فرض الصلاة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: وقد تقدم.

ص: 292

8867 -

(خ م ت س) أنس بن مالك رضي الله عنه «قال شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر: إنه سمع أنَسَ بن مالك يقول ليلة أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة: أنه جاءه ثلاثة نَفَر - قبل أَن يُوحَى إِليه - (1) وهو نائم في المسجد الحرام، فقال أولهم: أَيُّهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم، فقال آخرهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك الليلة، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى، فيما يَرَى قلبُه وتنام عينه، ولا ينام قلبه - وكذلك الأنبياء تنام عيونُهم، ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه - حتى احتملوه، فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبريل عليه السلام، فشقَّ جبريل ما بين نحره إلى لَبَّته حتى فرغ من صدره وجوفه، وغَسَله من ماء زمزم، حتى أنْقَى جوفه، ثم أُتي بِطَست من ذهبٍ فيه تَوْر من ذهب، محشو إيماناً وحكمة، فَحشى به صدرَه ولغَاديدَهُ - يعني عروقَ حَلْقِه - ثم أطبقه، ثم عرج به إلى السماء الدنيا، فضرب باباً من أبوابها، فناداه أهل السماء: مَنْ هذا؟ قال: جبريل، قال: ومن معك؟ قال: معي محمد، قال: وقد بُعِث إليه؟ قال: نعم، قالوا: فمرحباً به وأهلاً، واستبشر به أهل السماء، لا يعلم أهل السماء ما يريد الله في الأرض حتى يُعلِمهم، فوجد

⦗ص: 298⦘

في السماء الدنيا: آدم عليه السلام، فقال له جبريل: هذا أبوك [آدم] فسلِّم عليه، [فسلَّم عليه] ، ورَدَّ عليه، وقال: مرحباً وأهلاً يا بني، نعم الابن أنت، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يَطَّرِدان، فقال: ما هذان النهران يا جبريل؟ قال: هذا النيل، والفرات - عنصرهما - قال: ثم مضى به في السماء، فإذا هو بنهرٍ آخر عليه قصرٌ من لُؤلُؤ وزَبَرْجَد، فضرب بيده، فإذا هو مسك أذفر، قال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي خَبأ لك ربُّك، ثم عرج به إلى السماء الثانية، فقالت له الملائكة مثل ما قالت الأولى: مَنْ هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد، قالوا: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحباً به وأهلاً، قال: ثم عرج به إلى السماء الثالثة، وقالوا مثل ما قالت الأولى والثانية، ثم عرج به إلى الرابعة، فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى الخامسة، فقالوا مثل ذلك، ثم عرج به إلى السادسة، فقالوا مثل ذلك، ثم عرج به إلى السابعة، فقالوا له مثل ذلك، كلُّ سماء فيها أنبياء قد سَمَّاهم، فأوعيتُ منهم إدريس في الثانية، وهارون في الرابعة، وآخر في الخامسة - ولم أحفظ اسمه - وإبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة، بتفضيل كلام الله تعالى، فقال موسى: ربِّ، لم أظُنّ أن ترفع عليَّ أحداً، ثم علا به فوق ذلك مما لا يعلمه أحد إلا الله، حتى جاء سِدْرة المنتهى، ودَنا الجبَّار ربُّ العزة، فتدلى حتى كان قابَ قوسين أو أدنى (2) ، فأوحى الله إليه فيما يوحى إليه

⦗ص: 299⦘

خمسين صلاةً على أُمَّتك كل يوم وليلة، ثم هبط حتى بلغ موسى، فاحتبسه موسى، فقال: يا محمد ماذا عَهِدَ إِليك ربُّك؟ قال: عَهِدَ إليَّ خمسين صلاةً كلَّ يوم وليلة، قال: إنَّ أُمَّتك لا تستطيع ذلك، فارجع فليخفِّفْ عنك ربُّك وعنهم، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل - كأنه يستشيره في ذلك - فأشار إليه جبريل: أن نعم إن شئت، فعلا به إلى الجبار تعالى، فقال وهو مكانه: يا رب خَفِّفْ عنا، فإن أُمِّتي لا تستطيع هذا، فَوضع عنه عشر صلوات، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه، فلم يزل يردِّده موسى إلى ربِّه حتى صارت إلى خمس صلوات، ثم احتبسه موسى عنه الخمس، فقال: يا محمد، لقد راودتُ بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا، فضعفوا وتركوه، وأُمَّتُك أضعفُ أجساداً وقلوباً وأبداناً وأبصاراً وأسماعاً، فارجع فليخفِّفْ عنك ربك، كُلُّ ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليُشِير عليه، فلا يكره ذلك جبريل، فرفعه عند الخامسة، فقال: يا رب، إن أُمَّتي ضعفاء، أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم، فخفِّف عنا، فقال الجبار: يا محمد، قال: لَبَّيْكَ وسَعْدَيك، قال: لا يُبَدَّلُ القولُ لدَيَّ، كما فرضتُ عليك في أمِّ الكتاب، فكلُّ حسنة بعشر أمثالها، فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمسٌ عليك، فرجع إلى موسى، فقال: كيف فعلت؟ فقال: خَفَّفَ عَنَّا، أعطانا بكلِّ حسنة عشر أمثالها، فقال موسى: قد والله راودتُ بني إسرائيل على أدنَى من ذلك، فتركوه،

⦗ص: 300⦘

فارجع إلى ربِّك فليخفِّفْ عنك أيضاً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا موسى، قد والله استحييتُ من ربي مما أختَلِفُ، قال: فاهبط بسم الله، فاستيقَظَ وهو في المسجد الحرام» . هذا لفظ حديث البخاري.

وأدرج مسلم حديث شريك عن أنس الموقوف عليه على حديث ثابت البُنَاني المسند، وذكر من أول حديث شريك طرفاً، ثم قال:«وساق الحديث نحو حديث ثابت» ، قال مسلم:«وقدم [فيه شيئاً] وأخَّر، وزاد ونقص، وليس في حديث ثابت من هذه الألفاظ إلا ما نورده على نَصِّه» .

أخرجه مسلم وحده من حديث حماد بن سَلَمَة عن ثابت، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُتيتُ بالبراق - وهو دابَّةٌ أبيضُ طويل، فوق الحمار ودون البغل - يضع حافِرَه عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتى أتيتُ بيتَ المقدس، قال: فربطته بالحَلْقةِ التي يَرْبِطُ بها الأنبياء، قال: ثم دخلت المسجد، فصلَّيت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني جبريل بإناء من الخمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل: اخترت الفِطرة، قال: ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل، فقيل: مَن أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومَنْ مَعَكَ؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعِثَ إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بآدم، فرحَّبَ بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل،

⦗ص: 301⦘

قيل: ومَنْ معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، فَفُتحَ لنا، فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم، ويحيى بن زَكريا، فَرَحبَا [بي] ودَعَوا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعِثَ إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف، إذا هو قد أُعْطِيَ شَطر الحسن، قال: فرحّب بي، ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعِثَ إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحّب ودعا لي بخير، قال الله عز وجل:{ورفعناه مكاناً عليّاً} [مريم: 57] ، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومَنْ مَعك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بهارون، فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل، قيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعِثَ إليه؟ قال: قد بُعِثَ إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى عليه السلام، فرحّب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعِثَ إليه،

⦗ص: 302⦘

ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام، مُسنِداً ظهره إلى البيت المعمور، فإذا هو يدخله كلَّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إِليه، ثم ذهب بي إلى سِدرة المنتهى، فإذا أوراقُها كآذان الفِيَلة، وإذا ثَمَرُها كالقلال، قال: فلما غَشِيها من أمر الله عز وجل ما غَشِيَ تَغيَرتْ، فما أحدٌ من خلق الله تعالى يستطيع أن يَنْعَتها من حسنها، فأوحى [الله] إليَّ ما أوحى، ففرض عليَّ خمسين صلاةً في كلِّ يوم وليلة، فنزلتُ إلى موسى، فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربِّك، فاسأله التخفيف، فإن أُمَّتك لا تطيق ذلك، فإني قد بَلَوْتُ بني إسرائيل وخَبَرْتُهُمْ، قال: فرجعتُ إلى ربي، فقلت: يا ربِّ، خَفِّف عن أمتي، فحطّ عني خمساً، فرجعت إلى موسى، فقلت: حَطَّ عني خَمْساً، فقال: إن أُمَّتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربِّك، فاسأله التخفيف، قال: فلم أزل أرجع بين ربِّي تبارك وتعالى، وبين موسى عليه السلام، حتى قال: يا محمد، إنَّهن خمس صلوات كل يوم وليلة، بكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاةً، ومَنْ هَمَّ بحسنةٍ فلم يعملْها كُتِبَتْ له حسنة، فإن عَمِلَها كُتِبَتْ له عشراً، ومَن هَمَّ بسيئةٍ ولم يعملْها لم تكتبْ شيئاً، فإن عملها كُتِبَتْ سيئةً واحدة، قال: فنزلت فانتهيت إلى

⦗ص: 303⦘

موسى فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربِّك فاسأله التخفيف، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قد رجعت إلى ربي حتى استحييتُ منه» .

وأخرج مسلم طرفاً منه، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«أُتيتُ، فانطلقوا بي إلى زمزم، فَشُرِح عن صدري، ثم غُسِلَ بماء زمزم، ثم أنزلت» ، لم يزد مسلم على هذا من هذه الرواية. وقد أتمها أبو بكر البرقاني في كتابه قال: «ثم أُنزِلَتْ طَسْتٌ من ذهب ممتلئة إيماناً وحكمة، فَحُشِي بها صدري، ثم عرج بي الملك إلى السماء الدنيا

» وذكر الحديث على سياق ما سبق من الروايات ونحوها.

وأخرجه النسائي من رواية سعيد بن عبد العزيز [عن يزيد بن أبي مالك] عن أنس نحو هذا الحديث، إلا أن حديثه أخصر وأقل لفظاً، والمعنى واحد، وقال في آخرها:«فرجعت إلى ربي فسألته التخفيف، فقال: إني يوم خلقت السماوات والأرض فَرْضت عليك وعلى أُمَّتك خمسين صلاة، فخمسٌ بخمسين، فقم بها أنت وأُمَّتك، فَعَرَفْتُ أنَّها من الله تبارك وتعالى صِرَّى - يقول: حَتْمٌ - فلم أرجع» .

وفي رواية الترمذي طرف مختصر: «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بالبراق ليلةَ أُسري به مُلْجَماً مُسْرَجاً، فاستصعب عليه، فقال له جبريل: أبمُحَمَّدٍ

⦗ص: 304⦘

تفعل هكذا؟ ما ركبك أحد أكرم على الله منه، فارْفَضَّ عرقاً» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(اللَّبَّة) : موضع وسط القلادة من صدر الإنسان.

(اللَّغاديد) : اللحمات التي بين الحنك وصفحة العنق، واحدها: لُغْدود.

(يَطَّردان) أي: يجريان.

(عنصرهما) العنصر: الأصل الذي يكون منه الشيء.

(مِسك أَذْفَر) : شديد الرائحة.

(التدَلِّي) : النزول من العلو، و «قابُ القوس» : قَدْرُه، والمراد في الحديث: جبريل، وأنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة بهذا القدر.

(المراودَة) : المراجعة، وتكرار القول لمن تريد منه قولاً أو فعلاً، وفي إحدى الروايات:«داورت» فإن كانت كذلك، فالمراد به: الإطافة بالشيء والإلمام به، وهو قريب من الأول.

(صِرَّى) يقال في اليمين: هي مني صِرَّى - بوزن معزى (4) أي: عزيمة وجِدٌّ، وهي مشتقة من: أصررت على الشيء - إذا دمت ولزمته.

⦗ص: 305⦘

(فارفضَّ عرقاً) أي: جرى عرقُه وسال.

(1) قال النووي: في رواية شريك أوهام أنكرها العلماء، من جملتها أنه قال:" قبل أن يوحى إليه " وهو غلط لم يوافق عليه، والإجماع على أن الصلاة فرضت ليلة الإسراء، وفي سياق الحديث جواب جبريل على سؤال خزنة السماوات " نعم بعث إليه "، وقال ابن كثير في التفسير: إن شريك بن عبد الله بن أبي نمر اضطرب في الحديث وساء حفظه ولم يضبطه.

(2)

وهذه الجملة مما يدل على اضطراب هذه الرواية.

(3)

رواه البخاري 13 / 399 - 406 في التوحيد، باب ما جاء في {وكلم الله موسى تكليما} ، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (162) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، والنسائي 1 / 221 في الصلاة، باب فرض الصلاة، والترمذي رقم (3130) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل.

(4)

في المطبوع: شعرى.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (3/148و153) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي (3/286) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد. (1210) قال: حدثني سليمان بن حرب. ومسلم (1/99) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 385) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عفان.

أربعتهم - حسن، وعفان، وسليمان، وشيبان - عن حماد بن سليمة، عن ثابت، فذكره.

* رواية حسن عند أحمد (3/153) وسليمان، وعفان عند النسائي مختصرة على البيت المعمور.

* رواية عفان عند أحمد (3/286) مختصرة على حسن يوسف عليه السلام.

ص: 297

8868 -

(خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو ذرٍّ يُحَدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فُرج سَقْفُ بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل عليه السلام، ففرَج صدري، ثم غسله ماء زمزم، ثم جاء بطَسْتٍ من ذهب ممتلئ حكمةً وإيماناً، فأفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي، فعرج بي إلى السماء، فلما جئنا إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا: افتح، قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فأرسل إليه؟ قال: نعم، ففتح، قال: فلما عَلَوْنا السماء الدنيا، فإذا رجل عن يمينه أسْوِدة، وعن يساره أَسْوِدة، قال: فإذا نظر قِبَلَ يمينه ضَحِكَ، وإذا نظر قِبَلَ شماله بكى، قال: فقال: مَرْحباً بالنبي الصالح، والابن الصالح، قال: قلتُ: يا جبريل مَنْ هذا؟ قال: هذا آدم عليه السلام، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نَسَمُ بَنيه، فأهل اليمين أهل الجنة، والأسوِدة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قِبَلَ يمينه ضَحِكَ، وإذا نظر قِبَلَ شماله بكى، قال: ثم عرج بي جبريل، حتى أتى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح، قال: فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح - فقال أنس بن مالك: فذكر أنه وجد في السماوات: آدم وإدريس وعيسى وموسى وإبراهيم عليهم السلام، [ولم] يُثبتْ كيف منازلهم، غير أنه ذكر [أنه] قد وجد آدم في السماء

⦗ص: 306⦘

الدنيا، وإبراهيم في السماء السادسة - قال: فلما مَرَّ جبريل ورسول الله بإدريس صلوات الله وسلامه عليهم، قال: مَرْحباً بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قال: ثم مَرَّ، فقلت: مَنْ هذا؟ قال: هذا إِدريس، قال: ثم مررت بموسى، فقال: مرحباً بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قال: قلت: مَن هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مَرَرْتُ بعيسى، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح، قال: قلتُ: من هذا؟ قال: هذا عيسى بن مريم، قال: ثم مررت بإبراهيم عليه السلام، قال: مرحباً بالنبي الصالح، والابن الصالح، قال: قلت: من هذا؟ قال: إبراهيم» .

قال ابن شهاب، وأخبرني ابن حزم، أن ابن عباس وأبا حبَّة الأنصاري يقولان: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ثم عرج بي حتى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوى أسمعُ فيه صَرِيفَ الأقلام» . قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، قال: فرجعت بذلك، حتى أمُرَّ بموسى فقال موسى عليه السلام: ماذا فَرَضَ ربك على أمتك؟ قال: قلتُ: فرض عليهم خمسين صلاة، قال لي موسى: فراجع ربّك، فإن أُمَّتك لا تطيق ذلك، فراجعت ربِّي، فوضع شَطْرها، قال: فرجعت إلى موسى فأخبرته، قال: راجع ربك، فإن أُمَّتك لا تطيق ذلك، قال: فراجعت ربي، فقال: هي خمس، وهي خمسون،

⦗ص: 307⦘

لا يُبَدَّلُ القولُ لَدَيَّ، قال: فَرَجَعْتُ إلى موسى، فقال: راجع ربَّك، فقلت: قد استحييتُ من ربِّي، قال: ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المنتهى، فغشيها ألوانٌ، لا أدري ما هي؟ قال: ثم أُدخِلت الجنة، فإذا فيها جنابِذُ اللؤلؤ، وإذا تُرابها المسك» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الجنابذ) : القصور.

(الأسوِدَة) جمع سواد، والسواد: الشخص، إنساناً كان أو غيره أراد: وحوله أشخاص.

(نَسَم بنيه) النسم جمع نَسَمة، وهي كلُّ شيء فيه روح، وقيل:«النسمَة» النفس والروح.

(ظَهَرْتُ لمستوى) أي: علوتُ وارتفعت، وصِرْتُ على ظهره، والمستوَى: المكان المستوي.

(صريف الأقلام) الصريف: الصوت، ومنه: صريف البَكرة، وصريف ناب البعير.

(1) رواه البخاري 1 / 388 - 392 في الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، وفي الأنبياء، باب ذكر إدريس عليه السلام، ومسلم رقم (163) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (1/97) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال حدثنا الليث وفي (2/191و4/164) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله. وفي (4/164) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عنبسة. ومسلم (1/102) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي قال: أخبرنا بن وهب. والنسائي في الكبرى (306) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب.

أربعتهم - الليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك. وعنبسة بن خالد، وابن وهب عن يونس، عن بن شهاب، عن أنس بن مالك، فذكره.

ص: 305

8869 -

(م س ت) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «لَمَّا أُسْرِيَ برسول الله صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ به إِلى سِدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، وإليها ينتهي ما يُعرَج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فَيُقْبَض منها - قال: {إِذ يَغشى السدرة ما يغشى} [النجم: 16] قال: فَرَاشٌ من ذَهَب، قال: فأُعْطِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: أُعطيَ الصلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغُفِرَ لمن لم يُشرك بالله من أمته شيئاً المقحِمَات» أخرجه مسلم والنسائي.

وفي رواية الترمذي قال: «لَمَّا بلغ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سدرةَ المنتهى، قال: انتهى إليها ما يَعْرُج من الأرض، وما ينزل من فوق، فأعطاه الله [عندها] ثلاثاً لم يُعْطَهُنَّ نبي قبله: فُرضت عليه خمس [صلوات] ، وأُعْطِي خوَاتيمَ سورة البقرة، وغَفَرَ لأُمَّته المقحمات ما لم يُشرِكُوا باللهِ شيئاً، قال ابن مسعُود: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يغشى} قال: السدرةُ في السماء السابعة، قال سفيان: فَراش من ذهب، وأشار سفيان بيده فأرعدها» .

وفي رواية «إليها ينتهي علم الخلائق، لا علم لهم بما فوق ذلك» (1) .

⦗ص: 309⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فَراش من ذهب) الفَراش: هذا الحيوان الذي يَرمي نفسه في النار وضوء السراج.

(المقحِمات) : هي الذنوب التي تقحم صاحبها في النار، أي: تلقيه فيها.

(1) رواه مسلم رقم (173) في الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى، والترمذي رقم (3272) في التفسير، باب ومن سورة النجم، والنسائي 1 / 223 و 224 في الصلاة، باب فرض الصلاة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (1/387)(3665) و (1/422)(4011) قال: حدثنا ابن نمير، ومسلم (1/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير، وزهير بن حرب، جميعا عن عبد الله بن نمير والنسائي (1/223) . وفي الكبرى (307) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يحيى بن آدم.

ثلاثتهم - عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، ويحيى بن آدم - قالوا: حدثنا مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي، عن طلحة بن مصرف، عن مرة، فذكره.

* أخرجه الترمذي (3276) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن مرة، فذكره..ليس فيه (الزبير بن عدي) .

ص: 308

8870 -

(ت) زر بن حبيش رحمه الله قال: قلت لحذيفة: «أَصَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس؟ قال: لا، فقلت: بلى، قال: أنت تقول ذلك يا أصلع لي؟ بم تقوله؟ قلتُ: بالقرآن، بيني وبينك القرآن، فقال حذيفة: من احتج بالقرآن [فقد أفلح]- قال سفيان: يقول: قد احتج، وربما قال: قد فَلَج - وأين هو؟ فقرأت {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجدِ الحرام إِلى المسجدِ الأَقْصَى} [الإسراء: 1] قال: أفتراه صلَّى فيه؟ قلت: لا، قال: أَمَا لو صلَّى فيه لَكُتِبَتْ عليكم الصلاة فيه، كما كتبت عليكم الصلاة في المسجد الحرام، ثم قال حذيفة: أُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدابة طويلة الظهر ممدودة - هكذا - خَطْوهُ مَدُّ بَصره، فما زايلا ظَهْرَ البُراق حتى رأيا الجنة والنار، ووعْدَ الآخرة أجمع، ثم رجعا عودَهما على بدئهما، قال: ويتحدثون أنه ربطه لمَ؟ أيَفِر منه؟ إنما سخَّره له عالم الغيب والشهادة» أخرجه الترمذي (1) .

⦗ص: 310⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فلج) فَلَجَ الرجل على خصمه يفلُج فَلْجاً: إذا غلبه وظفر به.

(1) رقم (3146) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الحميدي (448) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مسعر. وأحمد (5/387) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شيبان. وفي (5/390) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/392) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - وفي (5/392) أيضا قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/394) قال: حدثنا (سقط شيخ أحمد) قال: حدثنا حماد بن سلمة. والترمذي (3147) قال: حدثنا بن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن مسعر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 3324) عن محمد بن بشار، عن يحيى، عن سفيان.

أربعتهم - مسعر، وشيبان، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة - عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، فذكره.

* رواية سفيان مختصرة.

ص: 309

8871 -

(ت) بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انتهينا إلى بيت المقدس، قال جبريل كذا بإصبعه فخرق به الحَجَر، وشَدَّ به البراق» أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (3131) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (3132) قال:حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال:حدثنا أبو تميلة، عن الزبير ابن جنادة، عن ابن بريدة، فذكره.

ص: 310

8872 -

(خ م ت) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لما كَذَّبتني قريش قُمتُ في الحِجْرِ، فَجَلَّى الله لي بيتَ المقدس، فطفِقْت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

وزاد البخاري في رواية قال: «لما كَذَّبني قريش حين أُسْرِيَ بي إلى بيت المقدس

» وذكر الحديث (1) .

(1) رواه البخاري 7 / 152 و 153 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب الإسراء، وفي تفسير سورة الإسراء، باب قوله:{أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام} ، ومسلم رقم (170) في الإيمان، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال، والترمذي رقم (3132) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/377) قال:حدثنا يعقوب، قال:حدثنا أبي، عن صالح، وفي (3/377) أيضا قال:حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. والبخاري (5/66) قال:حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث عن عقيل، وفي (6/104) قال: حدثنا أحمد بن صالح،.قال:حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. ومسلم (1/108) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا ليث، عن عقيل، والترمذي (3133) قال:حدثنا قتيبة، قال:حدثنا الليث، عن عقيل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3151) عن قتيبة، عن الليث، عن عقيل.

أربعتهم - صالح، معمر، وعقيل، ويونس - عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.

ص: 310

8873 -

(م س) أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتيت موسى ليلةَ أُسْريَ بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره» أخرجه مسلم والنسائي (1) .

(1) رواه مسلم رقم (2375) في الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام، والنسائي 3 / 215 في قيام الليل، باب ذكر صلاة نبي الله موسى عليه السلام.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه النسائي (3/215) وفي الكبرى (1237) قال: أخبرنا محمد بن علي بن حرب، قال: حدثنا معاذ بن خالد، قال: أنبأنا حماد بن سلمة، عن سليمان التيمي، عن ثابت، فذكره.

ص: 310