الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن القعقاع، حدثنى أبو طلق العائذى، سمعت عمرو بن معد يكرب يقول: لقد رايتنا فى الجاهلية ونحن إذا حججنا البيت نقول:
هذى زبيد قد أتتك قسرًا
…
تعدو بها مضمَّراتٌ شزرًا
يقطعن خبتًا وجبالاً وعرا
…
قد تركو الأصنام خلوا صفرا
قال: ونحن اليوم نقول كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ [لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَبَّيْكَ] إِنَّ الْحَمْدَ والْنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ» .
قال البزار: لم يرو غيره، وليس إسناده بالثابت (1) .
(1) كشف الأستار: 2/14؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الصغير والكبير والأوسط، وفيه شرقى بن قطامى، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 3/222.
1417- (عمرو بن ميمون الأزدى: أبو عبد الله)
(1)
أدرك الجاهلية، وأسلم فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدى إلى عامله الزكاة، وصحب معاذا باليمن، وعمر دهرًا طويلاً، وحج مائة حجة، ويقال سبعين/ حجة، ومات سنة خمس وسبعين وقد تجاوز المائة بسنتين.
وقد روى البخارى فى أيام الجاهلية عن نعيم بن حماد، عن هشيم، عن حصين، عن عمرو بن ميمون، قال: رأيت فى الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت، فرجموها، ورجمتها معهم (2) .
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/275؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثالث من حرف العين: 3/118؛ وأخرجه البخارى فى التابعين، وقال: عمرو بن ميمون الأودى، التاريخ الكبير: 7/367.
(2)
الخبر أخرجه البخارى فى مناقب الأنصار (باب القسامة فى الجاهلية) : فتح البارى: 7/156؛ وأخرجه فى التاريخ الكبير: 6/367.
ذكره شيخنا فى الأطراف (1) .
والعجب أنه ليس بصحابى. وأنه لم يرو حديثًا، وقد رويت هذه القصة عن عمرو بن ميمون مطولة بأبسط مما هنا. قال ابن الأثير: ولكن مدار إسنادها على عبد الملك بن مسلم، وعيسى بن حطان، وليسا مما يحتج بهما ثم قال: وهذا عند جماعة من أهل العلم منكر إضافة الزنا والحد إلى غير مكلفٍ. قال: ولو صح لكانوا من الجن لأنهم مكلفون (2) .
قلت: القصة صحيحة، قد رواها البخارى كما رأيت، وقد قال بعضهم: لعل هؤلاء القردة كانوا مما مسخ من اليهود، ففى شريعة التوارة الرجم من اليهود الذين كانوا باليمن. فقد كان بها خلق من اليهود، وعندهم شىء كثير من القردة مجاورون لهم فى أرضهم. وعند القردة ذكاءٌ وفطنة، وهو يحاكى بنى آدم فى طباع كثيرة فى الغيرة والأنفة، مذكور مشهورٌ فى أماكنه، والله أعلم (3) .
* (عمرو بن النعمان بن مقرن)(4)
«سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» (5) .
ويقال: النعمان بن عمرو كما سيأتى.
(1) تحفة الأشراف: 8/172؛ وقد أورد البخارى له خبرًا آخر: أن معاذ رضي الله عنه لما قدم اليمن صلى بهم الصبح. . . فتح البارى: 8/65.
(2)
أسد الغابة: 4/276.
(3)
لقد أطال ابن حجر فى مناقشة هذا الخبر وأطاب، فتح البارى: 7/160.
(4)
له ترجمة فى أسد الغابة: 4/276؛ والإصابة: 2/524؛ والاستيعاب: 2/531.
(5)
الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 7/39؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير أبى خالد الوالبى وهو ثقة، مجمع الزوائد: 8/73.