الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - بابٌ
المواقيتُ:
مواضعُ وأزمنةٌ معيَّنة، لعبادةٍ مخصوصة.
فميقاتُ أهلِ المدينة: ذو الحُلَيْفَةِ (1). . . . . .
ــ
باب المواقيت
عبارة البيضاوي (2): (المواقيت: جمع ميقات، من الوقت، والفرق بينه وبين المدة والزمان أن المدة المطلقة امتداد حركة الفلك من مبداها (3) إلى منتهاها، والزمان مدة مقسومة، والوقت الزمان المفروض لأمر)، انتهى.
وعلى هذا فالمدة أعمها، والزمان أخص منه، والوقت أخص منهما.
* قوله: (مواضع وأزمنة) ليس هو من قبيل استعمال المشترك [في معنييه،
(1) ذو الحليفة: بضم الحاء المهملة، وفتح اللام تصغير حلفاء نبت معروف بتلك المنطقة، وتعرف الآن بأبيار علي، وتبلغ المسافة بينها وبين المسجد النبوي (13) كيلو متر تقريبًا، ومنها إلى مكة عشر مراحل (420) كيلو متر تقريبًا، فهي أبعد المواقيت عن مكة، وهي ميقات أهل المدينة، ومن أتى عليها من طريقهم.
انظر: توضيح الأحكام للشيخ عبد اللَّه البسام (3/ 285)، مفيد الأنام (1/ 72)، معجم البلدان (1/ 129).
(2)
أنوار التنزيل (1/ 104).
(3)
في "ج" و"د": "مبتدئها".
والشامِ ومصرَ والمغربِ: الجُحْفَةُ (1)، واليمنِ يَلَمْلَم (2)، ونجدِ الحجازِ واليمنِ والطائفِ. . . . . .
ــ
بل من قبيل جمع ألفاظ المشترك] (3) كما نبه عليه بعض الأفاضل (4)، فلا تغفل!.
وجمع بعضهم (5) أسماء المواقيت، وأسماء أهلها في قوله:
(1) الجُحفة: بضم الجيم، وسكون الحاء المهملة، وفتح الفاء بعدها هاء، ويقال لها: مَهْيَعة بفتح الميم والياء مع سكون الهاء، قرية على طريق المدينة خرلة قرب رابغ على يسار الذاهب لمكة، سميت بذلك لأن السيل أجحف بأهلها إلى الجبل الذي هناك فصار الناس يحرمون من رابغ الواقعة عنها ببعد (15) كيلو متر، وتبعد مدينة رابغ عن مكة بمسافة (186) كيلو متر تقريبًا، وتلي ذا الحليفة في البعد عن مكة، ويحرم منها أهل الشام، وأهل أفريقيا الشمالية والغربية.
انظر: توضيح الأحكام (3/ 285)، شرح العمدة (1/ 315)، كتاب: المناسك، وأماكن طرق الحج ص (415)، معجم البلدان (1/ 129).
(2)
يَلَمْلَم: بفتح التحتية أوله، ويقال له: أَلمْلَم بهمزة أوله، وهو أصل يلملم، قلبت الهمزة ياء، ويقال له: يرمرم براءين مهملتين بدل اللامين، فإن أريد به الجبل فمنصرف، وإن أريد به البقعة فغير منصرف، وهو جبل معروف بتهامة بينه وبين مكة مرحلتان، ويسمى هذا المكان اليوم بالسعدية، نسبة إلى بئر حفرتها امرأة تسمى فاطمة السعدية، ويقع ميقات يلملم على الطريق الساحلي المعبد، الذي يصل ساحل المملكة الجنوبي بمكة، على مسافة (120) كيلو متر، وأصبح الإحرام اليوم من الطريق الجديد، حيث صارت ضفة الوادي الجنوبية قرية يحرم الناس منها.
انظر: توضيح الأحكام (3/ 286 - 287)، مفيد الأنام (1/ 75)، معجم البلدان (5/ 504).
(3)
ما بين المعكوفتَين سقط من: "أ".
(4)
لم أقف عليه. وانظر: حاشية الشبراملسي على نهاية المحتاج (3/ 256).
(5)
انظر: الدر المختار (2/ 475)، حاشية الجمل على شرح المنهج (2/ 402)، مفيد الأنام ص (51).
قَرنٌ (1)، والمشرقُ: ذاتُ عِرق (2).
وهذه لأهلِها ولمَنْ مرَّ عليها، ومن منزلُه دونَها فمنه لحجٍّ وعمرةٍ.
ويُحْرِمُ من بمكةَ لحجٍّ منها، ويصحُ من الحلِ ولا دمَ عليه. . . . . .
ــ
عرقُ العراق يلملمُ اليَمَن
…
وذو الحُليفة يُحرمُ المدني
والشام جحفة إن مررت بها
…
ولأهل نجدٍ قرنُ فاسْتبن
* قوله: (ومن منزله دونها فمنه لحج وعمرة)؛ أيْ: مِن منزله، والمراد من بلده.
(1) القَرْن: بالفتح ثم السكون، وآخره نون، يأتي في اللغة على عدة معانٍ، منها: الجبل الصغير، المستطيل المنقطع عن الجبل الكبير، وقرن المنازل هو ميقات أهل نجد والمشرق، ويسمى الآن (السيل الكبير)، وليس هو قرن الثعالب كما توهمه بعضهم بل قرن الثعالب: جبل مشرف على منى قريبًا من مسجد الخيف، بينه وبين المسجد ألف وخمس مئة ذراع، قيل له ذلك لكثرة ما كان يأوي من الثعالب، وقد أزيل رأس الجبل الآن وسوي بالشارع الموازي لجسر الملك خالد، ويطلق عليه اليوم (ربوة منى)، ويبعد السيل الكبير عن مكة بمسافة (78) كيلو متر من بطن الوادي، ويتصل هذا الوادي بوادي محرم المسمى أيضًا قرنًا، وهو أعلى من قرن المنازل، ويقع على طريق الطائف مكة النازل من جبل كرا، والمسافة بينه وبين مكة من المسجد الذي يحرم منه الحجاج والمعتمرون (75) كيلو متر، وليس وادي محرم ميقاتًا مستقلًّا وإنما هو الطريق الأعلى لقرن المنازل.
انظر: توضيح الأحكام (3/ 286)، مفيد الأنام (1/ 76)، أخبار مكة للفاكهي مع تحقيق ابن دهيش (4/ 281 - 282)، معجم البلدان (4/ 377 - 378).
(2)
ذات عِرق: بكسر العين وسكون الراء، قرية تقع في وادي الضريبة، سمي بذلك لوجود جبل صغير فيه، ويقع عن مكة شرقًا بمسافة قدرها (100) كيلو متر، وهذا الميقات مهجور الآن فلا يحرم منه أحد، لعدم وجود الطرق إليه. انظر: الاختيارات الجلية (2/ 473)، معجم البلدان (4/ 107).
ولعمرةٍ من الحل، ويصحُ من مكة وعليه دمٌ ويجزئُه، ومن لم يمرَّ بميقات أحرمَ إذا علم أنه حاذى أقربَه مِنْه.
وسُنَّ أن يحتاطَ، فإن تساويا قُرْبًا فمن أبعدِهِمَا من مكةَ، فإن لم يُحاذِ ميقاتًا أحرم عن مكةَ بمرحلتين (1).
ــ
* قوله: (فمن أبعدهما)؛ أيْ: أحرم من أبعدهما، وفيه نظر، فإن الفرض أنه بينهما ولا يلزم الرجوع لا (2) إلى الأبعد، ولا إلى الأقرب فكيف يتصور هذا.
وقال بعضهم (3) قوله: (فمن أبعدهما)؛ يعني: اعتبارًا؛ أيْ: بأن يعتبر أن إحرامه من الأبعد، وهذا لا فائدة فيه، فالأولى الجواب: بأن المراد أنهما تساويا بالنسبة لمحاذاة المحرم، لكن أحدهما أبعد من الآخر في الإيصال إلى مكة، بأن كان أحدهما مستويًا أو سهلًا، والآخر منحنيًا أو وعرًا. ويدل لذلك عبارة شيخ الإسلام الشافعي في شرح الروض (4) حيث قال "ولو حاذى ميقاتَين أحرم من أقربهما إليه، وإن كان الآخر أبعد إلى مكة، إذ لو كان أمامه ميقات فإنه ميقاته، وإن حاذى ميقاتًا أبعد، فكذا ما هو بقربه فإن استويا في القرب إليه فأبعدهما من مكة يحرم منه، وإن حاذى الأقرب إليها أو لا، كإن كان الأبعد منحرفًا أو وعرًا.
فإن قيل: فإذا استويا في القرب إليه فكلاهما ميقاته؟.
(1) المرحلة: المسافة التي يقطعها المسافر في نحو يوم، وهي تساوي ثمانية فراسخ أو بريدان، ومقدارها بالمتر = 44.352 مترًا، وعليه فالمرحلتان 88.704 مترًا، المصباح المنير (1/ 223) مادة (رحل)، معجم لغة الفقهاء ص (421 - 451).
(2)
"لا" سقط من: "ج" و"د".
(3)
انظر: أسنى المطالب (1/ 461)، حاشية الجمل على شرح المنهج (2/ 399).
(4)
أسنى المطالب (1/ 461).