الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الرابعة: أوصاف الحوض المورود:
ورد في السنة النبوية ذكر أخبار الحوض المورود يوم القيامة، وذكر بعض أوصافه وميزاته:
1 -
من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ»
(1)
.
2 -
آنية الحوض وصفة ماءه:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا آنِيَةُ الْحَوْضِ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا، أَلَا فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ، آنِيَةُ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيْهِ، يَشْخَبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، مَا بَيْنَ عَمَّانَ إِلَى أَيْلَةَ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ»
(2)
.
وفي رواية لمسلم: (وسُئل عن شرابه فقال: «أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ»
(3)
.
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: «أَلَا إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ، كَأَنَّ الْأَبَارِيقَ فِيهِ النُّجُومُ»
(4)
.
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق، باب في الحوض ح (6583)، وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ح (2290).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ح (2300).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ح (2301).
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ح (2305).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إِنَّ فِي حَوْضِي مِنَ الأَبَارِيقِ بِعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ»
(1)
.
وعن جابر رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الْحَوْضُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ - يَعْنِي عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ - وَكِيزَانُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا»
(2)
.
وعن حذيفة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«بَيْنَ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمُضَرَ آنِيَتُهُ أَكْثَرُ، أَوْ قَالَ: مِثْلُ ـ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ»
(3)
.
فهذه الأحاديث والآثار، تثبت جملة من صفات وميزات الحوض المورود يقول العلامة ابن أبي العز: "والذي يتلخص من الأحاديث الواردة في صفة الحوض، أنه حوض عظيم، ومورد كريم، يمد من شراب الجنة، من نهر الكوثر، الذي هو أشد بياضاً من اللبن، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل وأطيب ريحاً من المسك، وهو في غاية الاتساع، عرضه وطوله سواء، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر
(4)
.
3 -
مسافة الحوض كما بين أيلة وصنعاء:
(1)
أخرجه الترمذي في جامعه، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في صفة الحوض ح (2442)، وقال الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من الوجه (4/ 628)
(2)
أخرجه أحمد في المسند، في مسند جابر بن عبد الله ح (15121)(23/ 333)
(3)
أخرجه أحمد في المسند: في مسند حذيفة بن اليمان ح (23317)(29/ 344)
(4)
ابن أبي العز: شرح الطحاوية، وزارة الأوقاف السعودية، ط 1 1418 هـ، ص (210)
هذه إحدى الروايات الواردة في السنة المطهرة في تحديد مسافة الحوض واختلفت الروايات في تحديد مسافة الحوض كالآتي
(1)
:
1 -
أنه ما بين صنعاء وأيلة.
2 -
أنه ما بين صنعاء والمدينة.
3 -
أنه ما بين عدن وعمان.
4 -
أنه ما بين صنعاء وبصرى.
5 -
أنه ما بين أيلة وعدن.
6 -
أنه ما بين الكوفة والحجر الأسود.
7 -
أنه ما بين الكعبة وبيت المقدس.
8 -
أنه ما بين جرباء وأذرح.
9 -
أنه ما بين الجابية وصنعاء.
10 -
أنه ما بين صنعاء ومكة
11 -
أنه ما بين البيضاء وبصرى.
وكذا اختلفت الروايات بالزمان، فقيل: مسيرة شهر، وقيل: شهران وقيل: ثلاثة.
ومع تضافر هذه الروايات الصحيحة في بيان مسافة الحوض، إلا أنه الناظر فيها ربما يجد نوعاً من التضارب بين هذه الروايات، الأمر الذي استدعى العلماء للقيام ببيان أوجه الجمع بين هذه الروايات، مع علمنا ويقيننا بأن النصوص القطعية الثابتة لا تتناقض، وأنه متى حصل هذا التناقض الظاهر، فمرجعه لفهم الناظر لا لصدق المنظور فيه، ولذا صرح أساطين العلماء بأنه مع كثرة الروايات في قدر الحوض ومسافته إلا أنها ليست موجبة للاضطراب
يقول الإمام القرطبي:" ظن بعض الناس أن في هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراباً واختلافاً، وليس كذلك "
(2)
، ولذا قال القاضي عياض عن هذا الاختلاف في الروايات هي:"من اختلاف التقدير، ليس في حديث واحد فيحسب اختلافاً واضطراباً من الرواة، وإنما جاء في أحاديث مختلفة عن غير واحد من الصحابة سمعوه في مواطن مختلفة"
(3)
، ويقول الإمام أحمد القرطبي:" وقد ظن بعض القاصرين، أن ذلك اضطراب، وليس كذلك "
(4)
.
(1)
العيني: عمدة القاري، دار إحياء التراث العربي - بيروت:(23/ 137)، الصالحي: سبل الهدى والرشاد، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 1414 هـ، (12/ 466)
(2)
القرطبي: التذكرة، مكتبة دار المنهاج - الرياض، ط 1 1425 هـ، ص (706).
(3)
القاضي عياض: إكمال المعلم، دار الوفاء -مصر ط 2 - 1425 هـ (6/ 92).
(4)
القرطبي: المفهم، دار ابن كثير - دمشق، ط 5 1431 هـ (6/ 92).