المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول مظاهر تكريم الإنسان - الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

[مازن بن محمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الأستاذ الدكتور صلاح إبراهيم عيسى

- ‌الإهداء

- ‌شكر

- ‌مقدمة

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌سبب اختيار العنوان، وما امتازت به العقيدة الواسطية عن غيرها:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌(خطة البحث):

- ‌(منهج البحث):

- ‌الباب الأول الإيمان باليوم الآخر حقيقته، وحتميته، وأهميته، وأدلته، والرد على منكريه

- ‌الفصل الأول اليوم الآخر

- ‌المبحث الأول: الإيمان باليوم الاخر

- ‌المطلب الأول: التعريف باليوم الآخر

- ‌المسألة الأولى: معنى كلمة (اليوم):

- ‌المسألة الثانية: معنى كلمة (الآخر):

- ‌المسألة الثالثة: معنى (اليوم الآخر):

- ‌المطلب الثاني: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الأولى: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الثانية: أسماء اليوم الآخر:

- ‌المطلب الثالث: سبب تسمية اليوم الآخر بهذا الاسم:

- ‌المبحث الثاني حكم الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الأولى: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الثانية: قصرُ المتكلمين أدلة إثبات اليوم الآخر في السمعيات فقط:

- ‌المسألة الثالثة: ظنُّ المتكلمين أن القول بالبعث والمعاد لا يعرف إلا بإثبات نظرية الجوهر الفرد:

- ‌المطلب الثاني اتفاق الشرائع على الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الثالث القدر المجزئ من الإيمان باليوم الآخر

- ‌المبحث الثالث الترتيب بين أركان الإسلام

- ‌المطلب الأول التلازم والترابط بين الأركان:

- ‌المطلب الثاني سر الاقتران بين ركني الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر

- ‌المبحث الرابع اختلاف موازيين الدنيا وقوانينها عن موازين الآخرة وقوانينها

- ‌المطلب الأول اختلاف قوانين الدنيا عن قوانين الاخرة وسننها

- ‌المطلب الثاني أمثلة تبين حقيقة الاختلاف في الموازيين والقوانين الدنيوية والأخروية

- ‌المبحث الخامس أقسام الناس في الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول مذهب أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني مذهب طوائف أهل الكلام في اليوم الآخر

- ‌المبحث السادس: الأدلة الإجمالية لإثبات اليوم الآخر

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول أدلة القرآن الكريم على إثبات اليوم الآخر، (الأدلة النقلية)

- ‌المطلب الثاني الأدلة العقلية على إثبات اليوم الآخر

- ‌1 - دليل العدالة:

- ‌2).2 -دليل الحكمة:

- ‌3 - دليل الفطرة:

- ‌الفصل الثاني: اليوم الآخر في الكتاب والسنة

- ‌المبحث الأول (اليوم الآخر في الكتاب العظيم)

- ‌المطلب الأول: المميزات العامة لطريقة القرآن الكريم في البيان:

- ‌المطلب الثاني اليوم الآخر في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى صور عناية القرآن الكريم باليوم الآخر:

- ‌المسألة الثانية: أسباب العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المسألة الثالثة: نتائج العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المبحث الثاني: اليوم الآخر في السنة النبوية المطهرة

- ‌المطلب الأول صور العناية النبوية باليوم الاخر

- ‌المطلب الثاني أسباب عناية السنة النبوية باليوم الآخر

- ‌الفصل الثالث: اليوم الآخر عند الأديان والمِلل والنِحل

- ‌المبحث الأول اختلاف الناس في أمر البعث والمعاد

- ‌المطلب الأول أقوال الناس في المعاد

- ‌المطلب الثاني الشبه المتوهمة لإنكار البعث

- ‌المسألة الأولى: حكاية القرآن الكريم لشبه المنكرين للبعث والمعاد:

- ‌المسألة الثانية أسباب استبعاد المنكرين للبعث والمعاد

- ‌المسألة الثالثة الدلائل اليقينية الدالة على البعث والمعاد:

- ‌المسألة الرابعة شبهات منكري البعث:

- ‌المبحث الثاني: مشركو العرب والبعث

- ‌المطلب الأول العرب الجاهليون وإنكار البعث:

- ‌المطلب الثاني إيمان بعض الجاهليين بالبعث:

- ‌المبحث الثالث: اليهود واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله موسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني عقيدة الآخر في العهد القديم والأسفار:

- ‌المبحث الرابع: النصارى واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله عيسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني المعاد في العهد الجديد:

- ‌المبحث الخامس: الفلاسفة واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول الفلاسفة وانحراف طرائقهم في المعاد والشرائع:

- ‌المطلب الثاني قول الفلاسفة في المعاد:

- ‌المبحث السادس: عقيدة اليوم الآخر عند بعض الأديان الوضعية

- ‌المطلب الأول قدماء المصريين واليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني بعض الديانات الهندية واليوم الآخر

- ‌الباب الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر على ضوء العقيدة الواسطية

- ‌الفصل الأول: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من الموت إلى ما قبل البعث

- ‌المبحث الأول الموت، حقيقته، والآثار الواردة فيه

- ‌المطلب الأول: تعريف الموت لغة واصطلاحاً

- ‌المسألة الأولى: تعريف الموت لغة:

- ‌المسألة الثانية تعريف الموت في الاصطلاح

- ‌المطلب الثاني الموت في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى أوجه اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت:

- ‌المسألة الثانية أسباب اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المسألة الثالثة نتائج اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المبحث الثاني الحياة البرزخية:

- ‌المطلب الأول: فتنة القبر:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على حصول الفتنة في القبور:

- ‌المسألة الثانية: تواتر الأخبار والنصوص في إثبات فتنة القبر:

- ‌المسألة الثالثة معنى فتنة القبر

- ‌المسألة الرابعة بعض المسائل المتعلقة بفتنة القبر

- ‌المطلب الثاني عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع أهل السنة على وقوع عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الثانية تواتر النصوص الشرعية في إثبات عذاب القبر:

- ‌المسألة الثالثة أدلة إثبات عذاب القبر

- ‌المسألة الرابعة المنكرون لعذاب القبر

- ‌المسألة الخامسة شبهات المنكرين لعذاب القبر

- ‌أ. شبه نقلية:

- ‌ب. شبهة عقلية:

- ‌الفصل الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من البعث إلى دخول الجنة أو النار

- ‌المبحث الأول قيام الساعة وإعادة الأرواح للأجساد

- ‌المطلب الأول: قيام القيامة الكبرى

- ‌تمهيد:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على القيامة الكبرى:

- ‌المسألة الثانية: دلائل القرآن والسنة على القيامة الكبرى:

- ‌المطلب الثاني إعادة الأرواح للأجساد (البعث)

- ‌المطلب الثالث صفة قيام الناس من قبورهم:

- ‌المسألة الأولى: حكاية بعض أقوال العلماء في حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثالثة: جاء في وصف بعث الخليقة يوم القيامة، أنه يبعثون حفاة عراة غرلاً بهما

- ‌المبحث الثاني: أحداث القيامة الكبرى

- ‌المطلب الأول دنو الشمس ولجوم العرق

- ‌المطلب الثاني إثبات الميزان

- ‌‌‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الثانية: أدلة ثبوته في الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: المنكرون للميزان:

- ‌المسألة الرابعة: صفات الميزان:

- ‌المسألة الخامسة: هل الميزان واحد أم هناك موازين متعددة؟ وما الموزون فيه؟ وهل هو خاص للمؤمنين

- ‌المطلب الثالث نشر الدواوين

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في نشر صحف الأعمال يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: الأدلة من الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: كيفية أخذ الكتب يوم القيامة:

- ‌المطلب الرابع لحساب يوم القيامة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحساب يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الحساب في الآخرة:

- ‌أ - الأدلة القرآنية على إثبات الحساب:

- ‌ب - أدلة السنة في إثبات الحساب:

- ‌المسألة الثالثة: حساب الأنبياء وسؤالهم عليهم الصلاة والسلام:

- ‌المسألة الرابعة: حساب الكفار:

- ‌المطلب الخامس الحوض المورود

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الثانية: المخالفون في الحوض:

- ‌المسألة الثالثة: أدلة إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الرابعة: أوصاف الحوض المورود:

- ‌المسألة الخامسة: سؤالات العلماء عن الحوض:

- ‌المطلب السادس الصراط

- ‌المسألة الأول: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الصراط:

- ‌أدلة إثبات الصراط من القرآن الكريم:

- ‌أدلة السنة المطهرة في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثالثة: المخالفون في الصراط:

- ‌(أ) قالوا: لا فائدة من نصب الصراط إلا العبور عليه

- ‌(ب) إنكار أن يكون الصراط (أحد من السيف وأدق من الشعر)

- ‌المسألة الرابعة: صفات الصراط:

- ‌المطلب السابع القنطرة بين الجنة والنار

- ‌المطلب الثامن أول من يستفتح باب الجنة ، وأول الأمم دخولاً إلى الجنة:

- ‌المطلب التاسع الشفاعة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الشفاعة:

- ‌المسألة الثانية: الشفاعات التي ذكرها الإمام ابن تيمية:

- ‌المسألة الثالثة: الأدلة العامة على إثبات الشفاعة في الآخرة:

- ‌(أ) الأدلة المثبتة للشفاعة من القرآن الكريم:

- ‌(ب) الأدلة المثبتة للشفاعة في الآخرة من السنة المطهرة:

- ‌المسألة الرابعة: المخالفون في أمر الشفاعة يوم الدين:

- ‌المبحث الثالث: تفاصيل أخبار اليوم الآخر

- ‌تمهيد:

- ‌1 - المطلب الأول: اتفاق السلف على مسائل الآخرة:

- ‌2).2 -المطلب الثاني: أن إثبات المعاد من المشتركات بين الأمم والشرائع:

- ‌3 - المطلب الثالث: صفة العلم الموروث عن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام:

- ‌الباب الثالث: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌الفصل الأول: اهتمام القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ببيان أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول: الإنسان سيد هذا الكون

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول مظاهر تكريم الإنسان

- ‌المطلب الثاني علاقة الإنسان بغيره: بالخالق، وبالكون، وبمثله، وبالدنيا، وبالآخرة

- ‌المسألة الأولى: علاقة الإنسان بخالقه:

- ‌المسألة الثانية: علاقة الإنسان بالكون:

- ‌المسألة الثالثة: علاقة الإنسان بالإنسان:

- ‌المسألة الرابعة: علاقة الإنسان بالحياة الدنيا:

- ‌المسألة الخامسة: علاقة الإنسان بآخرته:

- ‌(أ) نصوص القرآن الكريم في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة، قال الله تعالى:

- ‌(ب) نصوص السنة المطهرة في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة:

- ‌المبحث الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك، في ضوء نصوص القرآن والسنة

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء السنة النبوية المطهرة

- ‌الفصل الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد

- ‌المطلب الأول: الثراء المعرفي الموجب للأثر التعبدي وغيره:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية التعبدية

- ‌1 - الإخلاص لله تعالى:

- ‌2 - الرغبة في الآخرة، وإيثارها على الدنيا:

- ‌3 - أن ذكر الآخرة سبب من أسباب نجاة العبد:

- ‌4 - الخوف من الله تعالى:

- ‌5 - رجاء ما عند الله عز وجل:

- ‌6 - محبة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام:

- ‌7 - حفظ الجوارح والأعضاء عن المحارم:

- ‌8 - يورث مراقبة الله جل وعلا:

- ‌9 - سبب لصلاح القلب:

- ‌10 - أنه يوجب تعزيز التقوى في نفس الفرد:

- ‌المطلب الثالث أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية النفسية

- ‌1 - قبول الحق وعدم رده:

- ‌2 - عدم الخوف من المستقبل:

- ‌3 - الاستقامة على شرع الله تعالى:

- ‌4 - تعلق القلب بالله وحده سبحانه:

- ‌5 - تماسك المسلم عن السقوط والانهيار:

- ‌6 - التسليم والرضا بكل ما يجري من المقادير:

- ‌7 - الشعور بالراحة والطمأنينة:

- ‌8 - تسلية المؤمن عما يفوته من أمور الدنيا، وتخفيف الهموم والأحزان:

- ‌9 - الشعور بالسعادة وإحياء الأمل في النفوس:

- ‌10 - صمود الجوارح أما الرغبات النفسية:

- ‌11 - أنه يرى الموت نعمة كالحياة:

- ‌المطلب الرابع أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - البعد عن سيء الأخلاق:

- ‌2 - يورث المحبة والتواد بين المسلمين:

- ‌3 - يمنع الظلم:

- ‌4 - يربي المؤمن على تخطي المواقف الصعبة:

- ‌5 - بذل النفوس رخيصة في سبيل الله:

- ‌6 - يغرس في النفس الإقدام والسعي نحو أبواب البر والخير:

- ‌7 - يورث علو الهمة في الطاعات:

- ‌8 - يورث محاسبة النفس:

- ‌9 - التوبة إلى الله عز وجل:

- ‌خلاصة المطلب:

- ‌المبحث الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمع

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية التعبدية

- ‌1 - ينمي روح التآخي، ويزيد الألفة بين أفراد المجتمع:

- ‌2 - أن يأخذ الإنسان ما له، ويؤدي ما عليه:

- ‌3 - رد الحق لأهله (رد المظالم):

- ‌4 - الشعور بالطمأنينة والأمن الدائمين:

- ‌5 - مصدر من مصادر القوة للأفراد لمواجهة الباطل:

- ‌6 - القناعة في الدنيا، والرغبة فيما عند الله تعالى:

- ‌7 - تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين:

- ‌8 - قمع النفس عن الحرام والتزهيد فيه:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - حفظ الأخلاق:

- ‌2 - ينمي في الأفراد حب البذل والعطاء:

- ‌3 - أداء الحقوق:

- ‌4 - أنه سبب لحل جميع المشكلات:

- ‌5 - انخفاض معدلات الجريمة:

- ‌الخاتمة:

- ‌التوصيات:

- ‌تراجم لبعض الأعلام الوارد ذكرهم في البحث:

- ‌المراجع

الفصل: ‌المطلب الأول مظاهر تكريم الإنسان

‌المطلب الأول مظاهر تكريم الإنسان

الإنسان هو الإنسان الأول بعينه، في خصائصه وتراكيبه وميزاته، "كائن عاقل، يدرك ويتصور، ويفهم ويستنتج ويحكم"

(1)

.

تربع هذا الكائن على عرش الكائنات الأخرى، وعلا قمة البسيطة، فإذا ما جئت توازن بين هذه المخلوقات، وجدت هذا الإنسان أكرمها، وأفضلها، وأعلاها منزلة، ومقاماً، وشرفاً، لمِا أودعه الله تعالى من خصائص، ووهبه من صفات، ولمِا أعده من جليل الغايات، التي لا تصل إلى مثلها سائر الكائنات

(2)

. وقد حكى الله جل وعلا حالات هذا المخلوق والكائن العجيب، فقال سبحانه وتعالى:{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)} [الإنسان:1 - 3].

(1)

أحمد علوش: دعوة الرسل عليهم السلام، مؤسسة الرسالة، ط 1 1423 هـ، ص (488)

(2)

عبد الكريم عثمان: معالم الثقافة الإسلامية، مؤسسة الأنوار - الرياض، ط 7 1416 هـ، ص (15)

ص: 567

فقد" ذكر الله في هذه السورة الكريمة، أول حالة الإنسان، ومبتدأها ومتوسطها، ومنتهاها، فذكر أنه مرّ عليه دهر طويل، وهو الذي قبل وجوده وهو معدوم، بل ليس مذكوراً، ثم لما أراد الله تعالى خلقه خلق أباه من طين ثم جعل نسله متسلسلاً (من نطفة أمشاج) أي: ماء مهين مستقذر (نبتليه) بذلك لنعلم هل يرى حاله الأولى ويتفطن لها، أم ينساها وتغره نفسه؟ فأنشأه الله، وخلق له القوى الباطنة والظاهرة، كالسمع، والبصر، وسائر الأعضاء، فأتمها له، وجعلها سالمة؛ ليتمكن بها من تحصيل مقاصده، ثم أرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، وهداه الطريق الموصلة إلى الله ورغبة فيها، وأخبره بماله عند الوصول إلى الله، ثم أخبره بالطريق الموصلة إلى الهلاك ورهبه منها، وأخبره بماله إذا سلكها، وابتلاه بذلك، فانقسم

الناس إلى شاكر لنعمة الله عليه، قائم بما حمله الله من حقوقه، وإلى كفور لنعمة الله عليه"

(1)

.

والمتتبع لسور القرآن الكريم، وأحاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، يجد أكبر أوجه التكريم لهذا المخلوق العظيم عند الله تعالى فالإنسان مخلوق مكرّم، وقد تناول القرآن الكريم هذا التكريم في مناسبات عدة، وبأساليب متنوعة، كلها تُعطي دلالة أكيدة، لمركز هذا الكائن ومسئولية في الحياة

(2)

.

ومن الآيات الكريمة التي قررت مبدأ التكريم للبشرية على حد سواء قوله جل في علاه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)} [الإسراء:70].

(1)

السعدي: تفسير الكريم الرحمن، مؤسسة الرسالة، ط 1 1420 هـ، ص (900)

(2)

أبو اليزيد العجمي: حقيقة الإنسان بين القرآن وتصور العلوم، دورية دعوة الحق، العدد (22) 1404 هـ، ص (68).

ص: 568

ومن العجيب، أن الرب سبحانه وتعالى قال في مفتتح هذه الآية:(ولقد كرمنا) فنسب التكريم إليه، وهذا تشريف وتكريم من نوع خاص لهذا المخلوق العجيب، وقال:{كَرَّمْنَا} ولم يقل: أكرمنا؛ لأنها أشد مبالغة من الأخرى

(1)

، وهذه دلالة واضحة على كمال التكريم.

وقال جل وعلا في الآية: {كَرَّمْنَا} ، من الكرم الذي هو ضد اللؤم، والله جل وعلا هو الكريم، كثير الخير، الجواد المنعم المتفضل، هو اسم جامع لكل ما يحمد، فالله كريم حميد الفعال

(2)

. فما يُعطى لهذا المخلوق، إنما هو من كرم الكريم، ومن كرمه جل وعلا قال:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} فهو تكريم شامل، يقول العلامة أبو السعود في هذه الآية:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} :

قاطبة، تكريماً شاملاً، لبرهم وفاجرهم"

(3)

.

وأورد بعضهم في المقام إيراداً مفاده: كيف أطلق ذكر الكرامة على الكل، وفيهم الكافر المهان؟

واُجيب عنه من وجهين

(4)

:

أحدهما: أنه عامل الكل معاملة المكرم بالنعم الوافرة.

والثاني: أنه لما كان فيهم من هو بهذه الصفة، أجرى الصفة على جماعتهم، كقوله تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110]، ويشهد للأول قول إبراهيم لما دعا للمؤمنين خاصة:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)} [البقرة:126].

(1)

ابن الجوزي: زاد المسير، دار الكتاب العربي - بيروت، ط 1 1422 هـ (3/ 39).

(2)

الأزهري: تهذيب اللغة: (10/ 132)، ابن منظور، لسان العرب:(12/ 510).

(3)

أبو السعود: إرشاد العقل السليم: (5/ 186) ،

(4)

ابن الجوزي: زاد المسير، دار الكتاب العربي - بيروت، ط 1 1422 هـ (3/ 39).

ص: 569

يقول الإمام السمعاني:" دعا إبراهيم أن يرزق من الثمرات المؤمنين خاصة {قَالَ وَمَنْ كَفَرَ}

يقول الله: والكافرين أيضاً؛ وذلك أن الله سبحانه وتعالى وعد الرزق للخلق كافة، مؤمنهم وكافرهم"

(1)

، فاشتملت آية التكريم، على جملة من إفضال الباري على هذا المخلوق دون ما سواه، فكرمه على سائر المخلوقات فقال سبحانه وتعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} .

فهذا اللفظ القرآني الفاضل، حمل في طياته صور التكريم، وضُمِّنَ في فحواه مدار التعظيم، لهذا الكائن الكريم. وقد أفاض العلماء في بيانها، والإشارة إليها، بأوجه متنوعة، وأحرف مختلفة، كلها تتفق على معنى التكريم والتشريف لهذا المخلوق الكريم على خالقه. وما ذُكر وأُشير إليه في بيان معنى هذا التكريم، فإنما هو على سبيل التمثيل لا الحصر، يقول الإمام أبو حيان:" وما جاء عن أهل التفسير من تكريمهم وتفضيلهم بأشياء ذكرها، هو على سبيل التمثيل لا الحصر في ذلك"

(2)

.

ومع أن الإمام القرطبي جزم بأن مدار التكريم هو العقل فقال: "والصحيح الذي يعول عليه، أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف، وبه يعرف الله، ويفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه وتصديق رسله"

(3)

،إلا أنه لا يمنع حمل الآية على ما هو أعم، مما له دلالة على تكريم هذا المخلوق والكائن العجيب.

فمما قيل في معنى الإكرام ووجه التكريم

(4)

:

1 -

كرمناهم: بأن جعلنا لهم عقولاً، وتمييزاً، ونطقا.

2 -

كرمناهم: بأن جعلنا منهم خيرا أمة أخرجت للناس.

3 -

كرمناهم: بأن يأكلوا ما يتناولونه من الطعام والشراب بأيديهم، وغيرهم يتناوله بفمه.

4 -

كرمناهم: بالأمر والنهي.

5 -

كرمناهم: بأن سخرنا جميع الخلق لهم.

(1)

السمعاني: تفسير القرآن، دار الوطن - الرياض، ط 1 1418 هـ (1/ 138).

(2)

أبو حيان: البحر المحيط، دار الفكر - بيروت، 1420 هـ، ت: صدقي جميل، ص (7/ 84).

(3)

القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية - القاهرة، ط 2 - 1384 هـ، (10/ 294).

(4)

الماوردي: النكت والعيون (3/ 257)، ابن الجوزي: زاد المسير: (3/ 39) ،

ص: 570

6 -

كرمناهم: بتعديل القامة، وانتصابها، وامتدادها.

7 -

كرمناهم: بحسن الصورة.

8 -

كرمناهم: بالكلام والخط.

وجماع الأمر: أنهم كرموا على جميع المخلوقات، من البهائم، والسباع والجن، والشياطين، بما أعطوا من التمييز، وبصر من الهدى

(1)

.

وهنا يشير الجاحظ إلى وجه من أوجه هذا التكريم، وهو ما من الله جل وعلا به لهذا الكائن من إمكان النطق، والتعبير عما تجيش به نفسه، فقال: "فاعلم أن الكلام من أسباب الخير، لا من أسباب الشر.

والكلام أبقاك الله، سبيل التمييز بين الناس والبهائم، وسبب المعرفة لفضل الآدميين على سائر الحيوان، قال الله عز وجل:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الإسراء:70]، كرمهم باللسان وجملهم بالتدبر ولو لم يكن الكلام، لما استوجب أحد النعمة، ولا أقام على أداء ما وجب عليه من الشكر سببا للزيادة، وعلة لامتحان قلوب العباد، والشكر بالإظهار في

القول، والإبانة باللسان، ولا يعرف الشكر إلا بهما"

(2)

.

فكرم الله جل وعلا الإنسان بهذه المكارم، ووهبه هذه الأعطيات والمواهب مع تفضيله على كثير ممن خلق تفضيلاً، "فعُلم بهذه الآية: أن الإنسان صفوة العالم، وخلاصته، وسلالته، وخاصته، ونخبته، وثمرته، وزبدته"

(3)

.

(1)

* من اللطيف ما ذكره كمال الدين الأنباري في علة كون الأصل في الجمع السالم لمن يعقل، فإن قيل: إن الأصل في الجمع السالم أن يكون لمن يعقل؟ قيل: تفضيلاً لهم؛ لأنهم المقدمون على سائر المخلوقات بتكريم الله تعالى لهم، وتفضيله إياهم. أسرار العربية:66.

(2)

الجاحظ: رسائل الجاحظ، مكتبة الخانجي - القاهرة، 1384 هـ، (4/ 236).

(3)

برهان الدين الوطواط: مباهج الفكر، ت: عبدالرزاق الحربي، (1/ 1).

ص: 571

وفي الجمع في هذه الآية الكريمة، من التكريم في أولها، والتفضيل في آخرها وجه بديع: وذلك "أن الله تعالى كرم الإنسان على سائر الحيوان بأمور خلقية ذاتية طبيعية، مثل: العقل، والنطق، والخط، وحسن الصورة ثم إنه سبحانه وتعالى عرفه بواسطة ذلك العقل والفهم، اكتساب العقائد الصحيحة، والأخلاق الفاضلة، فالأول هو التكريم، والثاني هو التفضيل"

(1)

.

ومن أوجه التكريم نشأت خصائص التكليف، فخصائص الإنسان في القرآن الكريم تتمثل في جهتين:

1 -

جهة التكليف والمسؤولية، وما يتبع ذلك من أخلاق.

2 -

وجهة العقل، وما يتبع ذلك من العلم.

وبالمسؤولية والعلم، يتميز الإنسان عن سائر المخلوقات

(2)

، وبقدر تمسكه بالتكاليف الشرعية، يكون شعوره بالطمأنينة، والسعادة، والرضا، والقناعة ملازماً له في حياته، مع أن ملاك أمر الإنسان العاقل في هذه المسألة أمور ثلاثة

(3)

:

(أ) الاعتدال في الإقبال على الدنيا.

(ب) أن يدرك حقيقة رسالته في الحياة، وهي أن يُعمر الحياة بالمثل العليا من إيمان بالله تعالى، وتواصي بالحق، وتعامل بالحب والإيثار.

(ج) أن يروض نفسه على التفاؤل، والبشر، والابتسام، والتسامح.

وبعد هذا البيان، نقف على بعض مظاهر التكريم الإلهي للإنسان فيما يلي:

1/ أن الله جل وعلا خلق الإنسان الأول، آدم عليه الصلاة والسلام، بيده الشريفة، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء الأشياء فأي إكرام بعد هذا الإكرام.

2/ أن الله جل وعلا خلقه في أحسن صورة، وأجمل منظر، يقول سبحانه وتعالى:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)} [التين:4].

(1)

الخازن: لباب التأويل، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 1415 هـ (3/ 138)

(2)

عبد المعطي بيومي: خصائص الإنسان في القرآن الكريم: بحث منشور في موقع المؤلف على الشبكة العنكبوتية، منشور في حولية كلية أصول الدين: العدد (8) بتاريخ 1411 هـ.

(3)

محمد الهاشمي: ومضات الخاطر، دار البشائر - بيروت، ط 1 1408 هـ، ص (187)

ص: 572

يقول ابن عباس رضي الله عنهما: يعني: في أعدل خلق

(1)

.

وقال سبحانه وتعالى في موضع آخر: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار: 6 - 8].

يقول الإمام ابن أبي زمنين:" {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ} يعني: سوى خلقك {فَعَدَلَكَ} يعني: اعتدال الخلق أي: جعل عينيك سواء، ويديك سواء ورجليك سواء، وجنبيك سواء"

(2)

.

3/ أن الله جل وعلا، مكنه من أدوات التكليف من العقل الذي يميز به والجوارح التي يؤدي بها.

4/ أن الله جل وعلا سخر له ما في الأرض، وهيأ له الحياة بما تناسبه ليكون خليفة في الأرض، يحكم بما أراد الله تعالى وشرع.

5/ أن الله جل وعلا أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأنزل عليهم الكتب:{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء:165]، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ العُذْرُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ المُبَشِّرِينَ وَالمُنْذِرِينَ «

(3)

.

6/ أن الله عز وجل، حرر الإنسان من رق كل العبوديات البشرية، وعلقه به سبحانه وتعالى، ولم يجعل بينه وبين خلقه وسائط، قال جل وعلا:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} البقرة 186.

وقال جل في علاه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} [غافر:60].

(1)

مجاهد: تفسير مجاهد ت: د. محمد أبو النيل، ص (737)

(2)

ابن أبي زمنين: تفسير القرآن العزيز، الفاروق الحديثة - القاهرة، ط 1 1423 هـ (5/ 104)

(3)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا شخص أغير من الله ح (7416)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب التوبة ح (2760).

ص: 573

7/ أن الله عز وجل، حرره كذلك من الخوف من المستقبل، وعزز في نفسه أركان التوحيد، وعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر، فقال سبحانه:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)} [الحديد:22].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « ..... وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ «

(1)

.

8/ أن الله عز وجل، حرره كذلك من رق الخرافات التي تستولي على مناط التشريف والتكليف، وذلك أن ينظر، ويتدبر، ويتأمل، بما وهب له من عقل؛ ليصل إلى الحق، ويتحرر من عبودية الخلق.

9/ أن الله عز وجل، ساوى بين أفراد الإنسان في الحقوق والواجبات، ولم يفرق بينهم على أساس الصورة الظاهرة، وإنما على أساس الصورة الباطنة

وذلك بقدر ما في الباطن والظاهر من عمل، والتزام بالشرع المطهر، يقول جل وعلا:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [الحجرات:13]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)

(2)

.

يقول الإمام ابن رجب:" يكون كثير ممن له صورة حسنة، أو مال، أو جاه أو رياسة في الدنيا، قلبه خراباً من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك قلبه مملوء من التقوى، فيكون أكرم عند الله تعالى"

(3)

.

(1)

أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب في القدر ح (4699).

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه،:تاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم ح (2564).

(3)

ابن رجب: جامع العلوم والحكم، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط 7 1422 هـ (2/ 276)

ص: 574

فنظر الرب جل وعلا يكون إلى القلوب، التي هي محل التقوى، وأوعية العلم والجواهر، وكنوز المعرفة، "فيا عجباً ممن يهتم بوجهه، الذي هو محمل نظر الخلق، فيغسله، وينظفه من ا لقذر والدنس، ويزينه بما أمكن لئلا يطلع فيه مخلوق على عيب، ولا يهتم بقلبه الذي هو محل نظر الخالق، فيظهره ويزينه؛ لئل يطلع ربه على دنس، أو غيره فيه، وعليه: فلا عبرة بحسن الظاهر، وزخرف اللسان، مع خبث الجنان"

(1)

.

9/ أن الله عز وجل، جعل من طبيعة تكوين هذا المخلوق، الأنس والوئام والمحبة والانسجام، والود والسلام، يقول تعالى:{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (61)}

[الأنفال:61] حتى يستطيع أن يتعايش مع غيره في ود وأمان وسلام، وجعل كل ما يتجافى مع طبيعة الأنس فيه مرفوض مذموم، من العداوة والبغضاء، والحقد والحسد والجفاء، والظلم والاعتداء

(2)

.

10/ أن الله عز وجل، جعله أهلاً لحبه ورضاه، وأرشده في القرآن الكريم إلى ما يجعله خليقاً بهذا الحب.

11/ أن الله عز وجل، جعله في معينة وقربه، وحفظه من السوء، متى كان قريباً من الله تعالى، متمسكاً بدينه

(3)

.

12/ أن الله عز وجل، أعد للمطيعين منهم من الكرامة في دار المقامة، ما لا يخطر على قلب، ولم تره عين، مع ما يحظون فيها، من التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم، ويحظون بالرضوان، والفضل العظيم، والنعيم المقيم.

وبذا نعرف أنه ليست " هناك قيمة مادية في هذه الأرض، تعلو على قيمة الإنسان، أو تهدد من أجلها قيمته"

(4)

.

(1)

المناوي: فيض القدير، المكتبة التجارية الكبرى - مصر، ط 1 1356 هـ (5/ 49)

(2)

انظر: على مصطفى صبح: المذاهب الأدبية، مكتبة تهامة - جدة، ط 1 1404 هـ، ص (87).

(3)

ابن حميد: نضرة النعيم، دار الوسيلة - جدة، ط 4 (4/ 1139 - 1141).

(4)

سيد قطب: خصائص التصور الإسلامي، دار الشروق، 1995 م، ص (124).

ص: 575