المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المسألة الثالثة: ظن المتكلمين أن القول بالبعث والمعاد لا يعرف إلا بإثبات نظرية الجوهر الفرد: - الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

[مازن بن محمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الأستاذ الدكتور صلاح إبراهيم عيسى

- ‌الإهداء

- ‌شكر

- ‌مقدمة

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌سبب اختيار العنوان، وما امتازت به العقيدة الواسطية عن غيرها:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌(خطة البحث):

- ‌(منهج البحث):

- ‌الباب الأول الإيمان باليوم الآخر حقيقته، وحتميته، وأهميته، وأدلته، والرد على منكريه

- ‌الفصل الأول اليوم الآخر

- ‌المبحث الأول: الإيمان باليوم الاخر

- ‌المطلب الأول: التعريف باليوم الآخر

- ‌المسألة الأولى: معنى كلمة (اليوم):

- ‌المسألة الثانية: معنى كلمة (الآخر):

- ‌المسألة الثالثة: معنى (اليوم الآخر):

- ‌المطلب الثاني: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الأولى: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الثانية: أسماء اليوم الآخر:

- ‌المطلب الثالث: سبب تسمية اليوم الآخر بهذا الاسم:

- ‌المبحث الثاني حكم الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الأولى: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الثانية: قصرُ المتكلمين أدلة إثبات اليوم الآخر في السمعيات فقط:

- ‌المسألة الثالثة: ظنُّ المتكلمين أن القول بالبعث والمعاد لا يعرف إلا بإثبات نظرية الجوهر الفرد:

- ‌المطلب الثاني اتفاق الشرائع على الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الثالث القدر المجزئ من الإيمان باليوم الآخر

- ‌المبحث الثالث الترتيب بين أركان الإسلام

- ‌المطلب الأول التلازم والترابط بين الأركان:

- ‌المطلب الثاني سر الاقتران بين ركني الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر

- ‌المبحث الرابع اختلاف موازيين الدنيا وقوانينها عن موازين الآخرة وقوانينها

- ‌المطلب الأول اختلاف قوانين الدنيا عن قوانين الاخرة وسننها

- ‌المطلب الثاني أمثلة تبين حقيقة الاختلاف في الموازيين والقوانين الدنيوية والأخروية

- ‌المبحث الخامس أقسام الناس في الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول مذهب أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني مذهب طوائف أهل الكلام في اليوم الآخر

- ‌المبحث السادس: الأدلة الإجمالية لإثبات اليوم الآخر

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول أدلة القرآن الكريم على إثبات اليوم الآخر، (الأدلة النقلية)

- ‌المطلب الثاني الأدلة العقلية على إثبات اليوم الآخر

- ‌1 - دليل العدالة:

- ‌2).2 -دليل الحكمة:

- ‌3 - دليل الفطرة:

- ‌الفصل الثاني: اليوم الآخر في الكتاب والسنة

- ‌المبحث الأول (اليوم الآخر في الكتاب العظيم)

- ‌المطلب الأول: المميزات العامة لطريقة القرآن الكريم في البيان:

- ‌المطلب الثاني اليوم الآخر في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى صور عناية القرآن الكريم باليوم الآخر:

- ‌المسألة الثانية: أسباب العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المسألة الثالثة: نتائج العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المبحث الثاني: اليوم الآخر في السنة النبوية المطهرة

- ‌المطلب الأول صور العناية النبوية باليوم الاخر

- ‌المطلب الثاني أسباب عناية السنة النبوية باليوم الآخر

- ‌الفصل الثالث: اليوم الآخر عند الأديان والمِلل والنِحل

- ‌المبحث الأول اختلاف الناس في أمر البعث والمعاد

- ‌المطلب الأول أقوال الناس في المعاد

- ‌المطلب الثاني الشبه المتوهمة لإنكار البعث

- ‌المسألة الأولى: حكاية القرآن الكريم لشبه المنكرين للبعث والمعاد:

- ‌المسألة الثانية أسباب استبعاد المنكرين للبعث والمعاد

- ‌المسألة الثالثة الدلائل اليقينية الدالة على البعث والمعاد:

- ‌المسألة الرابعة شبهات منكري البعث:

- ‌المبحث الثاني: مشركو العرب والبعث

- ‌المطلب الأول العرب الجاهليون وإنكار البعث:

- ‌المطلب الثاني إيمان بعض الجاهليين بالبعث:

- ‌المبحث الثالث: اليهود واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله موسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني عقيدة الآخر في العهد القديم والأسفار:

- ‌المبحث الرابع: النصارى واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله عيسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني المعاد في العهد الجديد:

- ‌المبحث الخامس: الفلاسفة واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول الفلاسفة وانحراف طرائقهم في المعاد والشرائع:

- ‌المطلب الثاني قول الفلاسفة في المعاد:

- ‌المبحث السادس: عقيدة اليوم الآخر عند بعض الأديان الوضعية

- ‌المطلب الأول قدماء المصريين واليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني بعض الديانات الهندية واليوم الآخر

- ‌الباب الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر على ضوء العقيدة الواسطية

- ‌الفصل الأول: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من الموت إلى ما قبل البعث

- ‌المبحث الأول الموت، حقيقته، والآثار الواردة فيه

- ‌المطلب الأول: تعريف الموت لغة واصطلاحاً

- ‌المسألة الأولى: تعريف الموت لغة:

- ‌المسألة الثانية تعريف الموت في الاصطلاح

- ‌المطلب الثاني الموت في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى أوجه اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت:

- ‌المسألة الثانية أسباب اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المسألة الثالثة نتائج اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المبحث الثاني الحياة البرزخية:

- ‌المطلب الأول: فتنة القبر:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على حصول الفتنة في القبور:

- ‌المسألة الثانية: تواتر الأخبار والنصوص في إثبات فتنة القبر:

- ‌المسألة الثالثة معنى فتنة القبر

- ‌المسألة الرابعة بعض المسائل المتعلقة بفتنة القبر

- ‌المطلب الثاني عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع أهل السنة على وقوع عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الثانية تواتر النصوص الشرعية في إثبات عذاب القبر:

- ‌المسألة الثالثة أدلة إثبات عذاب القبر

- ‌المسألة الرابعة المنكرون لعذاب القبر

- ‌المسألة الخامسة شبهات المنكرين لعذاب القبر

- ‌أ. شبه نقلية:

- ‌ب. شبهة عقلية:

- ‌الفصل الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من البعث إلى دخول الجنة أو النار

- ‌المبحث الأول قيام الساعة وإعادة الأرواح للأجساد

- ‌المطلب الأول: قيام القيامة الكبرى

- ‌تمهيد:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على القيامة الكبرى:

- ‌المسألة الثانية: دلائل القرآن والسنة على القيامة الكبرى:

- ‌المطلب الثاني إعادة الأرواح للأجساد (البعث)

- ‌المطلب الثالث صفة قيام الناس من قبورهم:

- ‌المسألة الأولى: حكاية بعض أقوال العلماء في حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثالثة: جاء في وصف بعث الخليقة يوم القيامة، أنه يبعثون حفاة عراة غرلاً بهما

- ‌المبحث الثاني: أحداث القيامة الكبرى

- ‌المطلب الأول دنو الشمس ولجوم العرق

- ‌المطلب الثاني إثبات الميزان

- ‌‌‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الثانية: أدلة ثبوته في الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: المنكرون للميزان:

- ‌المسألة الرابعة: صفات الميزان:

- ‌المسألة الخامسة: هل الميزان واحد أم هناك موازين متعددة؟ وما الموزون فيه؟ وهل هو خاص للمؤمنين

- ‌المطلب الثالث نشر الدواوين

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في نشر صحف الأعمال يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: الأدلة من الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: كيفية أخذ الكتب يوم القيامة:

- ‌المطلب الرابع لحساب يوم القيامة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحساب يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الحساب في الآخرة:

- ‌أ - الأدلة القرآنية على إثبات الحساب:

- ‌ب - أدلة السنة في إثبات الحساب:

- ‌المسألة الثالثة: حساب الأنبياء وسؤالهم عليهم الصلاة والسلام:

- ‌المسألة الرابعة: حساب الكفار:

- ‌المطلب الخامس الحوض المورود

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الثانية: المخالفون في الحوض:

- ‌المسألة الثالثة: أدلة إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الرابعة: أوصاف الحوض المورود:

- ‌المسألة الخامسة: سؤالات العلماء عن الحوض:

- ‌المطلب السادس الصراط

- ‌المسألة الأول: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الصراط:

- ‌أدلة إثبات الصراط من القرآن الكريم:

- ‌أدلة السنة المطهرة في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثالثة: المخالفون في الصراط:

- ‌(أ) قالوا: لا فائدة من نصب الصراط إلا العبور عليه

- ‌(ب) إنكار أن يكون الصراط (أحد من السيف وأدق من الشعر)

- ‌المسألة الرابعة: صفات الصراط:

- ‌المطلب السابع القنطرة بين الجنة والنار

- ‌المطلب الثامن أول من يستفتح باب الجنة ، وأول الأمم دخولاً إلى الجنة:

- ‌المطلب التاسع الشفاعة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الشفاعة:

- ‌المسألة الثانية: الشفاعات التي ذكرها الإمام ابن تيمية:

- ‌المسألة الثالثة: الأدلة العامة على إثبات الشفاعة في الآخرة:

- ‌(أ) الأدلة المثبتة للشفاعة من القرآن الكريم:

- ‌(ب) الأدلة المثبتة للشفاعة في الآخرة من السنة المطهرة:

- ‌المسألة الرابعة: المخالفون في أمر الشفاعة يوم الدين:

- ‌المبحث الثالث: تفاصيل أخبار اليوم الآخر

- ‌تمهيد:

- ‌1 - المطلب الأول: اتفاق السلف على مسائل الآخرة:

- ‌2).2 -المطلب الثاني: أن إثبات المعاد من المشتركات بين الأمم والشرائع:

- ‌3 - المطلب الثالث: صفة العلم الموروث عن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام:

- ‌الباب الثالث: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌الفصل الأول: اهتمام القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ببيان أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول: الإنسان سيد هذا الكون

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول مظاهر تكريم الإنسان

- ‌المطلب الثاني علاقة الإنسان بغيره: بالخالق، وبالكون، وبمثله، وبالدنيا، وبالآخرة

- ‌المسألة الأولى: علاقة الإنسان بخالقه:

- ‌المسألة الثانية: علاقة الإنسان بالكون:

- ‌المسألة الثالثة: علاقة الإنسان بالإنسان:

- ‌المسألة الرابعة: علاقة الإنسان بالحياة الدنيا:

- ‌المسألة الخامسة: علاقة الإنسان بآخرته:

- ‌(أ) نصوص القرآن الكريم في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة، قال الله تعالى:

- ‌(ب) نصوص السنة المطهرة في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة:

- ‌المبحث الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك، في ضوء نصوص القرآن والسنة

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء السنة النبوية المطهرة

- ‌الفصل الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد

- ‌المطلب الأول: الثراء المعرفي الموجب للأثر التعبدي وغيره:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية التعبدية

- ‌1 - الإخلاص لله تعالى:

- ‌2 - الرغبة في الآخرة، وإيثارها على الدنيا:

- ‌3 - أن ذكر الآخرة سبب من أسباب نجاة العبد:

- ‌4 - الخوف من الله تعالى:

- ‌5 - رجاء ما عند الله عز وجل:

- ‌6 - محبة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام:

- ‌7 - حفظ الجوارح والأعضاء عن المحارم:

- ‌8 - يورث مراقبة الله جل وعلا:

- ‌9 - سبب لصلاح القلب:

- ‌10 - أنه يوجب تعزيز التقوى في نفس الفرد:

- ‌المطلب الثالث أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية النفسية

- ‌1 - قبول الحق وعدم رده:

- ‌2 - عدم الخوف من المستقبل:

- ‌3 - الاستقامة على شرع الله تعالى:

- ‌4 - تعلق القلب بالله وحده سبحانه:

- ‌5 - تماسك المسلم عن السقوط والانهيار:

- ‌6 - التسليم والرضا بكل ما يجري من المقادير:

- ‌7 - الشعور بالراحة والطمأنينة:

- ‌8 - تسلية المؤمن عما يفوته من أمور الدنيا، وتخفيف الهموم والأحزان:

- ‌9 - الشعور بالسعادة وإحياء الأمل في النفوس:

- ‌10 - صمود الجوارح أما الرغبات النفسية:

- ‌11 - أنه يرى الموت نعمة كالحياة:

- ‌المطلب الرابع أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - البعد عن سيء الأخلاق:

- ‌2 - يورث المحبة والتواد بين المسلمين:

- ‌3 - يمنع الظلم:

- ‌4 - يربي المؤمن على تخطي المواقف الصعبة:

- ‌5 - بذل النفوس رخيصة في سبيل الله:

- ‌6 - يغرس في النفس الإقدام والسعي نحو أبواب البر والخير:

- ‌7 - يورث علو الهمة في الطاعات:

- ‌8 - يورث محاسبة النفس:

- ‌9 - التوبة إلى الله عز وجل:

- ‌خلاصة المطلب:

- ‌المبحث الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمع

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية التعبدية

- ‌1 - ينمي روح التآخي، ويزيد الألفة بين أفراد المجتمع:

- ‌2 - أن يأخذ الإنسان ما له، ويؤدي ما عليه:

- ‌3 - رد الحق لأهله (رد المظالم):

- ‌4 - الشعور بالطمأنينة والأمن الدائمين:

- ‌5 - مصدر من مصادر القوة للأفراد لمواجهة الباطل:

- ‌6 - القناعة في الدنيا، والرغبة فيما عند الله تعالى:

- ‌7 - تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين:

- ‌8 - قمع النفس عن الحرام والتزهيد فيه:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - حفظ الأخلاق:

- ‌2 - ينمي في الأفراد حب البذل والعطاء:

- ‌3 - أداء الحقوق:

- ‌4 - أنه سبب لحل جميع المشكلات:

- ‌5 - انخفاض معدلات الجريمة:

- ‌الخاتمة:

- ‌التوصيات:

- ‌تراجم لبعض الأعلام الوارد ذكرهم في البحث:

- ‌المراجع

الفصل: ‌المسألة الثالثة: ظن المتكلمين أن القول بالبعث والمعاد لا يعرف إلا بإثبات نظرية الجوهر الفرد:

ومن هنا قال الإمام ابن تيمية: " وأما المعتزلة والفلاسفة والكرامية وغيرهم، وكثير من أهل الحديث والفقه من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم، وكثير من الصوفية، وسلف الأمة وأئمتها: فيجعلون المعاد أيضا من العقليات، ويثبتونه بالعقل "

(1)

.

* * *

‌المسألة الثالثة: ظنُّ المتكلمين أن القول بالبعث والمعاد لا يعرف إلا بإثبات نظرية الجوهر الفرد:

بيان هذه المسألة في النقاط التالية:

1 -

معنى هذه النظرية:

إن البحث في نظرية الجوهر الفرد عند المتكلمين، تعتبر من دقيق الكلام الذي يبحث عن هذا العالم في مادته، وصفاته، وتحولاته، وتفاعلاته، وحركاته وسكناته، والمكان والزمان، والوجود والعدم، والصفات الطبيعية والظاهرية، ونحو ذلك، فخرجوا برؤية شاملة قامت على جملة مبادئ وأسس عقلية واصطلحوا على تسمية هذه المباحث التي تُعنى بالأمور الطبيعية بدقيق الكلام. في حين اصطلحوا على تسمية المباحث المتعلقة بالإلهيات وما يتبعه من مسائل القدر والمعاد، بجليل الكلام.

ومن المبادئ الأساسية عند المتكلمين في مباحث دقيق الكلام، مبدأ التجزئة والانفصال، وهو ما يعرف بالجواهر الفردة، والتي تقوم على تصور أن الأشياء يمكن أن تتجزأ أجزاء حتى تصير إلى جزء لا يتجزأ، وهو الوحدة الأساسية لبناء ذلك الشيء.

(2)

(1)

ابن تيمية: شرح الأصفهانية، المكتبة العصرية - بيروت، ط 1 - 1425 هـ، ص (8).

(2)

انظر: محمد باسل الطائي: مذهب الذرية عند المتكلمين المسلمين، مقال من قسم الفيزياء، من جامعة اليرموك، اربد - الأردن، ص (3)، ونقد ابن رشد لمذهب الذرية عند المتكلمين، مقال من قسم الفيزياء من جامعة اليرموك، اربد - الأردن، ص (4 - 5)

ص: 67

وقد قسم المتكلمون المحدثات إلى: جسم، وجوهر

(1)

، وعرض. والجواهر - عند المتكلمين - لها خصائص وأحوال. وبعيدا عن الخوض في هذه الخصائص والأحوال، فإن الأجسام عند المتكلمين لها خصيصة الانقسام والتجزئة إلى ما لا نهاية. وهذا الجزء الذي تتوقف عنده، يُعرف عندهم بالجوهر الفرد.

وقد أشار الإمام ابن تيمية إلى أن لفظ الجوهر " ليس من لغة العرب، وإنما هو معرب "

(2)

على ما قيل، وأن الموجودات على تقسيم المتكلمين تنقسم إلى جوهر وعرض،"وهؤلاء منهم من يريد بالجوهر المتحيز، فيكون الجسم المتحيزعندهم جوهرا، وقد يريدون به الجوهر الفرد الذي لا يتجزأ "

(3)

.

فالجوهر الفرد أو المفرد هو: الجزء الذي لا يمكن تقسيمه، أي: لا يقبل القسمة والانقسام مطلقا، ويقال له: الجزء الذي لا يتجزأ، أي: لا ينحل.

ويراد بالمفرد: أي: الجزء المتفرد الذي لا ينقسم إلى جزئين فصاعدا

(4)

، فلو أنك قسمت الشيء إلى قسمين، وتتابع هذا التقسيم، فلا بد أن يصل إلى جزء لا ينقسم، هذا الجزء الذي لا ينقسم، ولا يقبل التجزئة يسمونه: الجوهر الفرد. وهم يرون أن جميع الأجسام متركبة من الجواهر الفردة، وأن الجواهر متماثلة

(5)

" فالجوهر لدى المتكلمين: هو الجزء الفرد المتميز الذي لا ينقسم، أما المنقسم فيسمونه جسما لا جوهرا. ولهذا السبب يمتنعون عن إطلاق اسم الجوهر على المبدأ الأول "

(6)

.

2 -

نشأة القول بالجوهر الفرد عند المتكلمين:

(1)

الجسم والجوهر في اللغة بمعنى واحد. والفلاسفة يطلقون الجسم على: ما له مادة، والجوهر على: ما لا مادة له. وأما عند جمهور المتكلمين: فهو مركب من أجزاء متناهية لا تتجزأ بالفعل، ولا بالوهم وتسمى تلك الأجزاء، جواهر فردة. الكفوي: الكليات: (345)، ابن حزم: الفِصل: (5/ 44).

(2)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (9/ 298).

(3)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (9/ 299).

(4)

الخميس: شرح الرسالة التدمرية: ص (194).

(5)

أحمد عبداللطيف: شرح الرسالة التدمرية: ص (355).

(6)

مفاهيم إسلامية: مجموعة مؤلفين - موقع وزارة الأوقاف المصرية: ص (286).

ص: 68

نشأ القول بالجوهر الفرد عند المتكلمين، نتيجة ما عُرف عن الفلاسفة من القول بعدم التناهي في الأجزاء المنقسمة. وقد اختلف متقدمو الفلاسفة عن متأخريهم في أصل العالم؟

فمتقدموهم على أن أصل العالم مادي، في حين زعم متأخروهم أن أصل العالم الجواهر الفردة، أو الذرات التي لا نهاية لعددها وحدِّها، وهي غير قابلة للتغير والفساد، وعُلم هذا القول عن انكساغوريس، ديموقريطس

وهيرقليطس، وأبيقور

(1)

.

واتفق المتكلمون مع متأخري الفلاسفة على القول بالجواهر الفردة، إلا أن الفرق " بين قول المتكلمين في الجواهر الفردة، وبين قول ديموفريطس وأبيقور وغيرهما، هو أن أهل الكلام يرون حدوثه، ويستدلون به على حدوث العالم ويرى اليونان أنه قديم "

(2)

.

فإثبات نظرية الجوهر الفرد عند المتكلمين، " مرتبط بالقول بتناهي الأجسام فهو يؤيد قولهم بحدوث العالم حين يردون على الفلاسفة. وتأتي فكرة الجوهر الفرد، في مقابل ما ذهب إليه النظام، من القول بإمكان تجزؤ الأجسام إلى ما لا نهاية، مما يؤدي إلى تقرير القول بقدم العالم "

(3)

.

قال القاضي أحمد نكري: " وإنما ذهب المتكلمون إلى إثبات الجوهر الفرد وتركيب الجسم منه، ونفي الهيولى؛ لئلا يلزم قِدم العالم، والعالم بجميع أجزائه محدث عندهم "

(4)

.

(1)

الخلف: قول الفلاسفة اليونان الوثنيين في توحيد الربوبية، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، عدد 120، 1423 هـ، ص (206)، الطائي: نقد ابن رشد لمذهب الذرية، مقال من قسم الفيزياء، من جامعة اليرموك، اربد - الأردن، ص (4)

(2)

عبدالرحيم السلمي: حقيقة التوحيد: ص (189).

(3)

الغصن: دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية: ص (275)، الرديعان: عقيدة الأشاعرة: ص

(572) انظر: ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (7/ 126 - 8/ 320).

(4)

نكري: دستور العلماء: (1/ 207).

ص: 69

وقد نص البعض على أن أصول القول الجوهر الفرد مستورد من أصول يونانية، وقيل: إن أصوله هندية، وقيل: هو من بقايا مذاهب الغنوصية

(1)

.

3 -

القول بالبعث والمعاد مبني على نظرية الجوهر الفرد:

ظن المتكلمون " أن القول بإثبات الصانع، وبأنه سيخلق السموات والأرض، وبأنه يقيم القيامة، ويبعث الناس من القبور، لا يتم إلا بإثبات الجوهر الفرد، فجعلوه أصلا للإيمان بالله واليوم الآخر "

(2)

. فهنا يُبيِّن شيخ الإسلام أن الأصل الذي بنى عليه المتكلمون إثبات المبدأ والمعاد، هو القول بإثبات الجوهر الفرد، ثم فرعوا عليه من المقالات التي يعلم العقلاء فسادها ببديهة العقل

(3)

.

وبيَّن الإمام ابن القيم هذه الحقيقة فقال: " وأما اليوم الآخر فإن جمهورهم بنوه على إثبات الجوهر الفرد، وقالوا: لا يتأتى التصديق بالمعاد إلا بإثباته "

(4)

.

ويقول التفتازاني في تقرير هذه القضية: " ومبنى هذا الأصل عند المتكلمين أن أجزاء الجسم ليست إلا الجواهر الفردة "، ثم يقول فيما يتعلق بأحكام الجسم:" أن الأجسام متماثلة، أي متحدة الحقيقة، وإنما الاختلاف في العوارض وهذا أصل يبتني عليه كثير من من قواعد الإسلام، كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد "

(5)

.

وذكر شيخ الإسلام عن الإمام الرازي قوله: " قال من قال من هؤلاء: إن إثبات المعاد موقوف على ثبوت الجوهر الفرد، وهذا قول أبي عبدالله الرازي وغيره "

(6)

.

(1)

الرديعان: عقيدة الأشاعرة: ص (575)، الشهري: السببية عند الأشاعرة ك: (106)، الشهرستاني: الملل والنحل: (2/ 139).

(2)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (2/ 243).

(3)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية،:(2/ 243 - 246)، ابن تيمية: منهاج السنة،:(2/ 140).

(4)

ابن القيم: الصواعق المرسلة: (3/ 987).

(5)

التفتازاني: شرح المقاصد: (1/ 318).

(6)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (2/ 246).

ص: 70

وقال الطوفي: " سمعت بعض مشايخنا، يحكي عن بعض مشايخه أنه كان يقول: إن ثبت القول بالجوهر الفرد، أمكن القول بالمعاد، وبعث الأجساد وإلا فلا "

(1)

.

ولا شك أن هذا القول وأمثاله، مما جر الويلات على عقائد المسلمين فإنهم جعلوه أصلا للإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، وأنه دين المسلمين الذي يُعد منكره خارجا عن الدين، يقول الإمام ابن تيمية:" وأعجب من هذا أنهم يجعلون إثبات الجوهر الفرد دين المسلمين، حتى يُعد منكره خارجا عن الدين "

(2)

، ويقول أيضا:" وبعض المصنفين في الكلام، يجعل إثبات الجوهر الفرد هو قول المسلمين، وأن نفيه هو قول الملحدين "

(3)

.

ومن العجب أن المتكلمين حكوا الإجماع على إثبات الجوهر الفرد:

يقول الإمام الجويني: " اتفق الإسلاميون على أن الأجسام تتناهى في تجزيئها حتى تصير أفرادا، وكل جزء لا يتجزأ، فليس له طرف وحد شائع لا يتميز "

(4)

ويقول البغدادي: " واجمعوا على ان كل جَوْهَر جُزْء لَا يتَجَزَّأ واكفروا النظام والفلاسفة الَّذين قَالُوا بانقسام كل جُزْء الى أَجزَاء بِلَا نِهَايَة لَان هَذَا يقتضى الا تكون اجزاؤها محصورة عِنْد الله تَعَالَى وَفِي هَذَا رد قَوْله: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)} [الجن:28] "

(5)

.

ويقول التفتازاني: " نعم في إثبات الجوهر الفرد نجاة عن كثير من ظلمات الفلاسفة، مثل إثبات الهيولى والصورة المؤدي إلى قدم العالم، ونفي حشر الأجساد "

(6)

.

(1)

الطوفي: شرح مختصر الروضة: ت: د. عبدالله التركي (3/ 257).

(2)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (2/ 248).

(3)

ابن تيمية: منهاج السنة النبوية: (2/ 138)، ابن تيمية: تعارض العقل والنقل: (1/ 303 - 8/ 93).

(4)

الجويني: الشامل في أصول الدين: (1/ 49)، انظر: ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (2/ 248)، ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (17/ 316)، ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (5/ 391).

(5)

البغدادي: الفرق بين الفرق:، ص (316).

(6)

التفتازاني: شرح العقائد النسفية:،ص (98)، الرديعان: عقيدة الأشاعرة:، ص (573)

ص: 71

وقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه الإجماع المدعى، وقال ضمن ردوده على من حكى هذا الإجماع:" وهذا لأن هؤلاء لم يعرفوا من الأقوال المنسوبة إلى المسلمين إلا ما وجدوه في كتب شيوخهم أهل الكلام المحدث في الدين الذي ذمه السلف والأئمة "

(1)

.

وقال أيضا: " ولكن حاكي هذا الإجماع لما لم يعرف أصول الدين إلا ما في كتب الكلام، ولم يجد إلا من يقول بذلك، اعتقد هذا إجماع المسلمين: "

(2)

.

فهذه الإجماعات التي تُحكى لا قيمة لها؛ لأنهم قد يحكون الإجماع على ما يعتقدونه من لوازم أقوالهم، يقول شيخ الإسلام في معرض الرد على أمثال هذه الإجماعات: " وهذا القول الذي يحكيه هذا وأمثاله من إجماع المسلمين أو إجماع المليين في مواضع كثيرة، يحكونه بحسب ما يعتقدونه من لوازم أقوالهم، وكثير من الإجماعات التي يحكيها أهل الكلام هي من هذا الباب فإن أحدهم قد يرى أن صحة الإسلام لا تقوم إلا بذلك الدليل، وهم يعلمون أن المسلمين متفقون على صحة الإسلام، فيحكون الإجماع على ما يظنونه من لوازم الإسلام، كما يحكون الإجماع على المقدمات التي يظنون أن صحة الإسلام مستلزمة لصحتها، وأن صحتها من لوازم صحة الإسلام

أو يكونون لم يعرفوا من المسلمين إلا قولين أو ثلاثة، فيحكون الإجماع على نفي ما سواها "

(3)

.

4 -

رد نظرية الجوهر الفرد:

من الأمور التي تُقوِّض

(4)

نظرية الجوهر الفرد، وتنقضها وتقضي عليها ما يلي:

(1)

ابن تيمية: منهاج السنة النبوية: (2/ 138).

(2)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (17/ 316).

(3)

ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (8/ 95)، ابن تيمية: النبوات: (1/ 479).

(4)

قوَّض: قال ابن فارس: " القاف والواو والضاد، كلمة تدل على نقض بناء، يُقال: قوَّضت البناء: نقضته من غير هدم " معجم مقاييس اللغة: (5/ 41)، وانظر: الفراهيدي: العين: (5/ 185).

ص: 72

أ- أن هذه النظرية مبنية على أسس متهالكة، لا قوام لها. ولذا أصبح المتكلمون أنفسهم في حيرة تجاه هذه النظرية، وقد صرح إمام الحرمين الجويني، بأن هذه المسألة من محارات العقول

(1)

، هذا جانب، وجانب آخر وهو أن أذكياء الطوائف من هؤلاء المتكلمين قد توقفوا في آخر أمرهم عن إثبات الجوهر الفرد؛ قال الإمام ابن تيمية:" وأذكياء المتأخرين، مثل أبي الحسين البصري، وأبي المعالي الجويني، وأبي عبدالله الرازي، كانوا متوقفين في آخر أمرهم في إثبات الجوهر الفرد "

(2)

، وقال في موضع آخر:" ثم هؤلاء الذين ادعوا توقف الإيمان بالله واليوم الآخر على ثبوته، قد شكوا فيه، وقد توقفوا في آخر عمرهم كإمام المتأخرين من المعتزلة أبي الحسين البصري وإمام المتأخرين من الأشعرية أبي المعالي الجويني، وإمام المتأخرين من الفلاسفة والمتكلمين أبي عبد الله الرازي "

(3)

.

فهؤلاء الذين حاروا في هذه مسألة الجوهر الفرد " توقفوا فيها تارة، وإن كانوا قد يجزمون بها أخري، فإن الواحد من هؤلاء تارة يجزم بالقولين المتناقضين في كتابين أو كتاب واحد، وتارة يحار فيها، مع دعواهم أن القول الذي يقولونه قطعي برهاني عقلي لا يحتمل النقيض "

(4)

.

(1)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (3/ 203 - 4/ 132)، ابن تيمية: منهاج السنة: (2/ 569 - 575)

(2)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (3/ 230 - 4/ 391) ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (8/ 321)

(3)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (2/ 251).

(4)

ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (1/ 158).

ص: 73

فأمثال هذه النظريات العقلية التي سلكوها بعقولهم، وظنوا موافقتها للشرع، انتهت بهم إلى الحيرة والاضطراب، يقول الإمام ابن القيم: " أما المتكلمون الذين عدلوا عن الاستدلال بالأدلة السمعية إلى الأدلة العقلية، في المسائل الكبار كمسألة حدوث العالم،

ومسألة الجوهر الفرد، وهل الأجسام مركبة منه أم لا؟ ومسالة الكلام وحقيقته، وأضعاف ذلك من المسائل التي عولوا فيها على مجرد عقل أفضلهم، وأشدهم حيرة وتناقضا واضطرابا فيها لا يثبت له فيها قول، بل تارة يقول بالقول ويجزم به، وتارة يقول بضده ويجزم به، وتارة يحار ويقف وتتعارض عنده الأدلة العقلية "

(1)

ومما يدل على التناقض حيال هذه النظرية:

أن المتكلمين " لما كان أصل رأيهم في ابتداء الخلق إثبات الجوهر الفرد وجعلوه أيضًا في المعاد والبعث، ولكن اختلفوا بين رأيين:

أحدهها: تعدم الجواهر ثم تعاد.

الثاني: تتفرق الأجزاء ثم تجتمع.

ولكن هذين الرأيين أثارا صعوبات أمامهم، في مواجهة الفلاسفة المنكرين لبعث الأبدان، حيث تساءل هؤلاء الفلاسفة عن الآتي:

(1)

- الإنسان الذي يأكله حيوان، وذلك الحيوان أكله إنسان آخر، فإن الأجزاء في هذه الأجساد قد اختلطت.

(2)

- إن الإنسان يتحلل دائمًا، فما الذي يعاد، أهو الذي كان وقت الموت؟ فإن أجيب بالإيجاب، لزم أن يعاد على صورة ضعيفة، وهو خلاف ما جاءت به النصوص، وإن كان غير ذلك ليس بعض الأبدان بأولى من بعض أي أنها تتفاوت في القوة والضعف.

واضطر المتكلمون أمام هذه الصعوبات إلى القول: بأن الله تعالى يخلق بدنًا آخر تعود إليه الروح، فالمقصود تنعيم الروح وتعذيبها سواء كانت في هذا البدن أو في غيره.

(1)

ابن القيم: الصواعق المرسلة: (2/ 663)، ابن تيمية: الفتاوى الكبرى،:(6/ 557)، ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (1/ 159)، محمد ملكاوي: عقيدة التوحيد في القرآن: ص (316).

ص: 74

وهذا أيضًا يخالف النصوص الصريحة بإعادة هذا البدن، كما يخالف عقائد السلف للأجسام التي يشاهد حدوثها أنه يقلبها ويحيلها من جسم إلى جسم

(1)

ب - أن السواد الأعظم من المسلمين على إنكار هذه النظرية، فقد " أطبق أئمة الإسلام على ذم من بنى دينه على الكلام في الجواهر والأعراض "

(2)

.

فهذه النظرية التي اعتمدوا عليها قد أنكرها " أئمة السلف، والفقهاء، وأهل الحديث، والصوفية، وجمهور العقلاء، وكثير من طوائف أهل الكلام كالهشامية، والضرارية، والنجارية، والكلابية، وكثير من الكرامية

(3)

.

والقول بمعاد الأبدان مما اتفق عليه أهل الملل، فكيف يكون القول بمعاد الأبدان مستلزما للقول بالجوهر الفرد؟ "

(4)

.

وبهذا يُعلم بطلان ما ذهب إليه بعض المتكلمين من أن القول بإثبات الجوهر الفرد هو مذهب المسلمين، وربما ذكر إجماع المسلمين عليه، فإنه " قول لم يقل به أحد من سلف الأمة ولا جمهور الأمة؛ بل جمهور الأمة حتى من طوائف أهل الكلام ينكرون الجوهر الفرد وتركب الأجسام من الجواهر"

(5)

. ومن الفلاسفة المتأخرين الذين فندوا هذه النظرية ابن رشد الحفيد

(6)

.

(1)

مطصفى حلمي: منهج علماء الحديث والسنة في أصول: ص (193)، ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (4/ 135)، ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (5/ 425 - 17/ 246).

(2)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (2/ 251).

(3)

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الكرامية لهم في إثبات الجوهر الفرد قولان. انظر: درء تعارض العقل والنقل: 1411 هـ (4/ 106)، مجموع الفتاوى:(5/ 428)، شرح حديث النزول،:ص (75).

(4)

ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (4/ 135)، ابن تيمية: منهاج السنة: (2/ 165 - 259)، ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (17/ 244 - 322)

(5)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (17/ 244)،ابن القيم: الصواعق المرسلة: (4/ 1315)، ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (1/ 284).

(6)

باسل الطائي: نقد ابن رشد لمذهب الذرية عند المتكلمين، مقال من قسم الفيزياء، من جامعة اليرموك، اربد - الأردن، ص (1)

ص: 75

ج - أن هذه النظرية لا زالت عاجزة عن تفسير بعض قضاياها، " مثل مسألة ما إذا كانت الذرات ذات ثقل، ومسألة المصدر الأصلي للحركة ومسألة الضرورة، فما زالت موضعا للتخمين "

(1)

.

د - مما استدل به شيخ الإسلام على فساد هذه النظرية، أن ما يسمونه بالجوهر الفرد ممتنع وجوده على تفسير المتكلمين له، فيقول: " وإذا كان لكل شيء مخلوق قيام وقدر، دل ذلك على فساد قول من أثبت الجوهر الفرد، ومن قال: العرض لا يبقى زمانين.

فإن الذين يقولون بالجوهر الفرد يثبتون شيئا لا تتميز يمينه عن يساره، ولا يعرف بالحس، وهو ممتنع وجوده، فإن وجود ما لا يتميز منه جانب عن جانب ممتنع، وإنما يفرضونه في الذهن.

وعلى قولهم لا قدر له، والله تعالى قد جعل لكل شيء قدرا، فما لا قدر له لم يخلق، بل هو ممتنع "

(2)

.

وانطلق شيخ الإسلام من هذا التفسير للجواهر الفردة، المخالفة للعقل في الرد عليهم فقال:" وأما مخالفة العقل: فإثبات الجوهر الفرد، إثبات شيء موجود لا يتميز منه شيء عن شيء، فإذا وضع جوهر بين جوهرين، فإن كان الذي يماس هذا الجانب فقد التقى الجوهران، وإن كان غيره فقد ثبت الانقسام "

(3)

.

ويذهب الإمام ابن تيمية إلى مذهب آخر للرد عليهم، وإبطال نظريتهم في الجوهر الفرد، وذلك أن مذهب القائلين بالجواهر الفردة: أن الذوات لا تستحيل عندهم، بل تلك الجواهر التي كانت في الأول هي بعينها في الثاني! وذكر الإمام أن الفقهاء متفقون على استحالة بعض الأجسام إلى بعض كاستحالة العذرة إلى رماد، والخنزير إلى ملح.

(4)

(1)

مصطفى حلمي: منهج علماء الحديث: ص (189).

(2)

ابن تيمية: جامع المسائل: (5/ 168).

(3)

ابن تيمية: جامع المسائل: (5/ 172)، ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (4/ 160).

(4)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (17/ 248).

ص: 76

ثم قال رحمه الله تعالى: " فنحن نشاهد الهواء يستحيل ماء إذا وضع في الزجاج ونحوه ثلج صار عليه ماء يقطر، ومعلوم أن الثلج لم يثقب الزجاج بل الهواء الذي أحاط به برد فاستحال ماء، كما يحيل الله سحابا وماء

وكذلك الهواء يستحيل نارا، فإذا قرب ذبالة المصباح إلى النار أوقد، مع أنه لم يخرج من تلك النار شيء، ولكن الهواء المحيط بالذبالة استحال نارا لما سخن سخونة شديدة. فالهواء يبرد فيستحيل ماء، ويسخن فيستحيل نارا "

(1)

.

فيرى شيخ الإسلام أن الأجزاء إذا تصغرت استحالت، فأجزاء الماء إذا تصغرت فإنها تستحيل فتصير هواء، فما دامت موجودة فإنه يتميز منها جانب عن جانب، فلا يوجد شيء لا يتميز بعضه عن بعض

(2)

. على أن علماء الفيزياء الذرية، والكيمياء الحيوية، في موافقة ومواءمة مع هذه القضية.

فعلم الكيمياء الحديث، يقوم على تحويل بعض المركبات المعينة، ذات الصفات الخاصة، إلى مركبات أخرى ذات خصائص وصفات مختلفة عن الأولى. وعلم الفيزياء الذرية يقرر إمكانية تحطيم الذرة، وتحويلها إلى عناصر أخرى، بل وتحويلها إلى طاقة، وهذا كله موافق لما ذهب إليه شيخ الإسلام إلى استحالة الأجزاء متى تصغرت.

هـ - ظهور آلة تحطيم الجوهر الفرد، يقول الشيخ الشعراوي: " لم يكن أحد يعرف أن هناك ما هو أصغر من الذرة، وكنا جميعاً حتى ما قبل الحرب العالمية الأولى، لا نعلم أن هناك شيئاً أصغر من الذرة، وكان العلماء يعتقدون أن الذرة هي الجزء الذي لا يتجزَّأ؛ لأنها أصغر ما يقع عليه البصر فضرب الله مثلاً

بالأقل في زمن نزول القرآن.

(1)

ابن تيمية: جامع المسائل: (5/ 172).

(2)

ابن تيمية: منهاج السنة النبوية: (2/ 210)، ابن أبي العز: شرح الطحاوية: ص (406).

ص: 77

ولما تقدم العلم بعد الحرب العالمية الأولى، واخترعت ألمانيا آلةً لتحطيم الذرة، قيل عنها: إنها آلة تحطيم الجوهر الفرد، أي: الشيء الذي لا ينقسم وهذه الآلة مكونة من اسطوانتين مثل اسطوانتي عَصَّارة القصب، والمسافة بين الاسطوانتين لا تكاد تُرَى، وحين حَطَّمت ألمانيا ما قيل عنه «الجوهر الفرد» تحول إلى ما هو أقل منه، وتفتَّتت الذرّة "

(1)

، ونجحوا، وأصبح هناك شيء آخر أقل من الذرة.

والعلم الحديث يُؤكد " أن الأجسام مركبة من ذرات، لكن الذرات ليست متماثلة، فليست ذرة الأكسجين هي ذرة الهيدروجين، ولا ذرة الحديد هي ذرة الزئبق. ثم إن هذه الذرات ليست هي أصغر شيء، بل هي مركبة من إليكترون، ونيكترون، ونواة، ففيها شحنات كهربائية متعادلة "

(2)

. ولذا قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: " جاء العلم الحديث ففتت الذرة وجعل لها أجزاء "

(3)

، وقال د. الزنيدي:" ثم انهارت نظرية الجوهر الفرد وتجزأ الجزء الذي لا يتجزأ إلى طاقة، حينما فجرت الذرة، وكان هذا انهياراً لعلم الكلام القائم على هذه النظرية، ولو كان علم الكلام هو الحامل للواء الإسلام حينما فجرت الذرة، لكان ذلك سلاحاً بيد أعداء الإسلام، لتأكيد بطلانه نتيجة هذا الفساد لأساسه "

(4)

.

و- أن هذه النظرية مخالفة للعقل والحس والفطرة، كإنكار الأسباب والزعم بأن الأجسام متماثلة في الجواهر مختلفة في الأعراض فقط، فمثلاً الثلج مماثل للنار من كل وجه، ولذا فقد أبطل بعضهم علم الهندسة لأجل هذه النظرية ومن هنا يقول التفتازاني:" إن الأجسام متماثلة، أي متحدة الحقيقة، وإنما الاختلاف بالعوارض، وهذا أصل يبتني عليه كثير من قواعد الإسلام كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد "

(5)

.

5 -

الخلاصة:

(1)

الشعراوي: تفسير الشعراوي، - الخواطر-:(4/ 2245 - 10/ 6019).

(2)

أحمد عبداللطيف: شرح الرسالة التدمرية: ص (355).

(3)

الشنقيطي: أضواء البيان: (9/ 69).

(4)

عبدالله السهلي: نقد المواقف في علم الكلام بحث محكم في كلية دار العلوم - القاهرة، 200 م ص (21).

(5)

التفتازاني: شرح المقاصد: (1/ 318).

ص: 78

أن عقيدة اليوم الآخر والمعاد، عقيدة حق لا ريب فيها، جاءت نصوصها متوافرة متضافرة في الكتاب والسنة، دونما أي إشارة إلى نظرية الجوهر الفرد. في حين بنى المتكلمون هذه العقيدة على نظرية الجوهر الفرد، فخالفوا بذلك الحس والعقل والقرآن، حين زعموا: أن أحدا لا يعلم حدوث عين من الأعيان بالمشاهدة، ولا بضرورة العقل، وأنما يعلم ذلك بالاستدلال ويقولون: لا يشهد أن الله تعالى أحدث في هذا العالم شيئا من الجواهر، وإنما أحدث تأليفها وتركيبها فقط، قالوا: وكذلك المعاد، لأنه سبحانه يفرق أجزاء العالم، وهو إعدامه ثم يُؤلفها ويجمعها، وهو المعاد.

وهم بهذا خالفوا جمهور العقلاء من الطوائف حين قالوا: " بأن الرب جل وعلا، لا يزال يحدث الأعيان، كما دل على ذلك الحس والعقل والقرآن. فإن الأجسام الحادثة بالمشاهدة، ذواتها وأجزاؤها حادثة بعد إن لم تكن جواهر مفرقة فاجتمعت، ومن قال غير ذلك فقد كابر الحس والعقل، فإن كون الإنسان والحيوان مخلوقا محدثا كائنا بعد أن لم يكن، أمر معلوم بالضرورة لجميع الناس، وكل أحد يعلم أنه حدث في بطن أمه بعد أن لم يكن، وأن عينه حدثت كما قال الله تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9)} [مريم:9]، وليس هذا عندهم مما يستدل عليه، بل يستدل به، كما هي طريقة القرآن، فإنه جعل حدوث الإنسان وخلقه دليلا لا مدلولا عليه "

(1)

.

وخلاصة الأمر كما يقول الإمام ابن تيمية: " ومعلوم أن أكثر العقلاء من بني آدم، لا يتصور الجوهر الفرد، والذين يتصورونه أكثرهم لا يثبتونه والذين أثبتوه إنما يثبتونه بطرق خفية طويلة بعيدة، فيمتنع أن يكون اللفظ الشائع في اللغة التي ينطق بها خواصها وعوامها، أرادوا به هذا. وقد علم بالاضطرار، أن أحدا من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، لم ينطق بإثبات الجوهر الفرد ولا بما يدل على ثبوته عنده، بل ولا العرب قبلهم، ولا سائر الأمم الباقين على الفطرة، ولا أتباع الرسل "

(2)

.

(1)

ابن القيم: مفتاح دار السعادة: (2/ 199).

(2)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجموع الفتاوى:(17/ 321).

ص: 79

فهذه المسألة قطعا ليست من أصول الدين، وإذا لم تكن من أصول الدين فإن المتكلمين " إذا أثبتوا من أصول الدين، ما يعلم بالاضطرار أنه ليس من أصول الدين، لزم قطعًا تغيير الدين وتبديله. ولهذا زاد أهل هذا الفن في الدين ونقصوا منه علمًا وعملاً، وإذا كان كذلك لم يكن الخوض في هذه المسألة مما يبنى عليه الدين، بل مسألة من مسائل الأمور الطبيعية، كالقول في غيرها من أحكام الأجسام الكلية "

(1)

، ومن هنا " أطبق أئمة الإسلام على ذم من بنى دينه على الكلام في الجواهر والأعراض "

(2)

.

فالنجاة التمسك بما كان عليه الصدر الأول، الذين كانوا " أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأحسنها حالا، وأقومها هديا. فإنهم جاؤوا بما يكفي وما يشفي، ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه "

(3)

، ولذا " قال أَبُو الوفاء بْن عقيل لبعض أصحابه: أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعرض، فَإِن رضيت أن تكون مثلهم فكن، وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بَكْر وعمر، فبئس مَا رأيت "

(1)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (2/ 251)

(2)

ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (2/ 251)

(3)

انظر البنا: الفتح الرباني: (22/ 170) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: (1/ 96)، ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (4/ 158).

ص: 80