المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المسألة الثانية: الشفاعات التي ذكرها الإمام ابن تيمية: - الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

[مازن بن محمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الأستاذ الدكتور صلاح إبراهيم عيسى

- ‌الإهداء

- ‌شكر

- ‌مقدمة

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌سبب اختيار العنوان، وما امتازت به العقيدة الواسطية عن غيرها:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌(خطة البحث):

- ‌(منهج البحث):

- ‌الباب الأول الإيمان باليوم الآخر حقيقته، وحتميته، وأهميته، وأدلته، والرد على منكريه

- ‌الفصل الأول اليوم الآخر

- ‌المبحث الأول: الإيمان باليوم الاخر

- ‌المطلب الأول: التعريف باليوم الآخر

- ‌المسألة الأولى: معنى كلمة (اليوم):

- ‌المسألة الثانية: معنى كلمة (الآخر):

- ‌المسألة الثالثة: معنى (اليوم الآخر):

- ‌المطلب الثاني: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الأولى: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الثانية: أسماء اليوم الآخر:

- ‌المطلب الثالث: سبب تسمية اليوم الآخر بهذا الاسم:

- ‌المبحث الثاني حكم الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الأولى: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الثانية: قصرُ المتكلمين أدلة إثبات اليوم الآخر في السمعيات فقط:

- ‌المسألة الثالثة: ظنُّ المتكلمين أن القول بالبعث والمعاد لا يعرف إلا بإثبات نظرية الجوهر الفرد:

- ‌المطلب الثاني اتفاق الشرائع على الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الثالث القدر المجزئ من الإيمان باليوم الآخر

- ‌المبحث الثالث الترتيب بين أركان الإسلام

- ‌المطلب الأول التلازم والترابط بين الأركان:

- ‌المطلب الثاني سر الاقتران بين ركني الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر

- ‌المبحث الرابع اختلاف موازيين الدنيا وقوانينها عن موازين الآخرة وقوانينها

- ‌المطلب الأول اختلاف قوانين الدنيا عن قوانين الاخرة وسننها

- ‌المطلب الثاني أمثلة تبين حقيقة الاختلاف في الموازيين والقوانين الدنيوية والأخروية

- ‌المبحث الخامس أقسام الناس في الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول مذهب أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني مذهب طوائف أهل الكلام في اليوم الآخر

- ‌المبحث السادس: الأدلة الإجمالية لإثبات اليوم الآخر

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول أدلة القرآن الكريم على إثبات اليوم الآخر، (الأدلة النقلية)

- ‌المطلب الثاني الأدلة العقلية على إثبات اليوم الآخر

- ‌1 - دليل العدالة:

- ‌2).2 -دليل الحكمة:

- ‌3 - دليل الفطرة:

- ‌الفصل الثاني: اليوم الآخر في الكتاب والسنة

- ‌المبحث الأول (اليوم الآخر في الكتاب العظيم)

- ‌المطلب الأول: المميزات العامة لطريقة القرآن الكريم في البيان:

- ‌المطلب الثاني اليوم الآخر في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى صور عناية القرآن الكريم باليوم الآخر:

- ‌المسألة الثانية: أسباب العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المسألة الثالثة: نتائج العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المبحث الثاني: اليوم الآخر في السنة النبوية المطهرة

- ‌المطلب الأول صور العناية النبوية باليوم الاخر

- ‌المطلب الثاني أسباب عناية السنة النبوية باليوم الآخر

- ‌الفصل الثالث: اليوم الآخر عند الأديان والمِلل والنِحل

- ‌المبحث الأول اختلاف الناس في أمر البعث والمعاد

- ‌المطلب الأول أقوال الناس في المعاد

- ‌المطلب الثاني الشبه المتوهمة لإنكار البعث

- ‌المسألة الأولى: حكاية القرآن الكريم لشبه المنكرين للبعث والمعاد:

- ‌المسألة الثانية أسباب استبعاد المنكرين للبعث والمعاد

- ‌المسألة الثالثة الدلائل اليقينية الدالة على البعث والمعاد:

- ‌المسألة الرابعة شبهات منكري البعث:

- ‌المبحث الثاني: مشركو العرب والبعث

- ‌المطلب الأول العرب الجاهليون وإنكار البعث:

- ‌المطلب الثاني إيمان بعض الجاهليين بالبعث:

- ‌المبحث الثالث: اليهود واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله موسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني عقيدة الآخر في العهد القديم والأسفار:

- ‌المبحث الرابع: النصارى واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله عيسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني المعاد في العهد الجديد:

- ‌المبحث الخامس: الفلاسفة واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول الفلاسفة وانحراف طرائقهم في المعاد والشرائع:

- ‌المطلب الثاني قول الفلاسفة في المعاد:

- ‌المبحث السادس: عقيدة اليوم الآخر عند بعض الأديان الوضعية

- ‌المطلب الأول قدماء المصريين واليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني بعض الديانات الهندية واليوم الآخر

- ‌الباب الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر على ضوء العقيدة الواسطية

- ‌الفصل الأول: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من الموت إلى ما قبل البعث

- ‌المبحث الأول الموت، حقيقته، والآثار الواردة فيه

- ‌المطلب الأول: تعريف الموت لغة واصطلاحاً

- ‌المسألة الأولى: تعريف الموت لغة:

- ‌المسألة الثانية تعريف الموت في الاصطلاح

- ‌المطلب الثاني الموت في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى أوجه اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت:

- ‌المسألة الثانية أسباب اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المسألة الثالثة نتائج اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المبحث الثاني الحياة البرزخية:

- ‌المطلب الأول: فتنة القبر:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على حصول الفتنة في القبور:

- ‌المسألة الثانية: تواتر الأخبار والنصوص في إثبات فتنة القبر:

- ‌المسألة الثالثة معنى فتنة القبر

- ‌المسألة الرابعة بعض المسائل المتعلقة بفتنة القبر

- ‌المطلب الثاني عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع أهل السنة على وقوع عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الثانية تواتر النصوص الشرعية في إثبات عذاب القبر:

- ‌المسألة الثالثة أدلة إثبات عذاب القبر

- ‌المسألة الرابعة المنكرون لعذاب القبر

- ‌المسألة الخامسة شبهات المنكرين لعذاب القبر

- ‌أ. شبه نقلية:

- ‌ب. شبهة عقلية:

- ‌الفصل الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من البعث إلى دخول الجنة أو النار

- ‌المبحث الأول قيام الساعة وإعادة الأرواح للأجساد

- ‌المطلب الأول: قيام القيامة الكبرى

- ‌تمهيد:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على القيامة الكبرى:

- ‌المسألة الثانية: دلائل القرآن والسنة على القيامة الكبرى:

- ‌المطلب الثاني إعادة الأرواح للأجساد (البعث)

- ‌المطلب الثالث صفة قيام الناس من قبورهم:

- ‌المسألة الأولى: حكاية بعض أقوال العلماء في حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثالثة: جاء في وصف بعث الخليقة يوم القيامة، أنه يبعثون حفاة عراة غرلاً بهما

- ‌المبحث الثاني: أحداث القيامة الكبرى

- ‌المطلب الأول دنو الشمس ولجوم العرق

- ‌المطلب الثاني إثبات الميزان

- ‌‌‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الثانية: أدلة ثبوته في الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: المنكرون للميزان:

- ‌المسألة الرابعة: صفات الميزان:

- ‌المسألة الخامسة: هل الميزان واحد أم هناك موازين متعددة؟ وما الموزون فيه؟ وهل هو خاص للمؤمنين

- ‌المطلب الثالث نشر الدواوين

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في نشر صحف الأعمال يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: الأدلة من الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: كيفية أخذ الكتب يوم القيامة:

- ‌المطلب الرابع لحساب يوم القيامة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحساب يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الحساب في الآخرة:

- ‌أ - الأدلة القرآنية على إثبات الحساب:

- ‌ب - أدلة السنة في إثبات الحساب:

- ‌المسألة الثالثة: حساب الأنبياء وسؤالهم عليهم الصلاة والسلام:

- ‌المسألة الرابعة: حساب الكفار:

- ‌المطلب الخامس الحوض المورود

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الثانية: المخالفون في الحوض:

- ‌المسألة الثالثة: أدلة إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الرابعة: أوصاف الحوض المورود:

- ‌المسألة الخامسة: سؤالات العلماء عن الحوض:

- ‌المطلب السادس الصراط

- ‌المسألة الأول: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الصراط:

- ‌أدلة إثبات الصراط من القرآن الكريم:

- ‌أدلة السنة المطهرة في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثالثة: المخالفون في الصراط:

- ‌(أ) قالوا: لا فائدة من نصب الصراط إلا العبور عليه

- ‌(ب) إنكار أن يكون الصراط (أحد من السيف وأدق من الشعر)

- ‌المسألة الرابعة: صفات الصراط:

- ‌المطلب السابع القنطرة بين الجنة والنار

- ‌المطلب الثامن أول من يستفتح باب الجنة ، وأول الأمم دخولاً إلى الجنة:

- ‌المطلب التاسع الشفاعة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الشفاعة:

- ‌المسألة الثانية: الشفاعات التي ذكرها الإمام ابن تيمية:

- ‌المسألة الثالثة: الأدلة العامة على إثبات الشفاعة في الآخرة:

- ‌(أ) الأدلة المثبتة للشفاعة من القرآن الكريم:

- ‌(ب) الأدلة المثبتة للشفاعة في الآخرة من السنة المطهرة:

- ‌المسألة الرابعة: المخالفون في أمر الشفاعة يوم الدين:

- ‌المبحث الثالث: تفاصيل أخبار اليوم الآخر

- ‌تمهيد:

- ‌1 - المطلب الأول: اتفاق السلف على مسائل الآخرة:

- ‌2).2 -المطلب الثاني: أن إثبات المعاد من المشتركات بين الأمم والشرائع:

- ‌3 - المطلب الثالث: صفة العلم الموروث عن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام:

- ‌الباب الثالث: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌الفصل الأول: اهتمام القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ببيان أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول: الإنسان سيد هذا الكون

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول مظاهر تكريم الإنسان

- ‌المطلب الثاني علاقة الإنسان بغيره: بالخالق، وبالكون، وبمثله، وبالدنيا، وبالآخرة

- ‌المسألة الأولى: علاقة الإنسان بخالقه:

- ‌المسألة الثانية: علاقة الإنسان بالكون:

- ‌المسألة الثالثة: علاقة الإنسان بالإنسان:

- ‌المسألة الرابعة: علاقة الإنسان بالحياة الدنيا:

- ‌المسألة الخامسة: علاقة الإنسان بآخرته:

- ‌(أ) نصوص القرآن الكريم في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة، قال الله تعالى:

- ‌(ب) نصوص السنة المطهرة في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة:

- ‌المبحث الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك، في ضوء نصوص القرآن والسنة

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء السنة النبوية المطهرة

- ‌الفصل الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد

- ‌المطلب الأول: الثراء المعرفي الموجب للأثر التعبدي وغيره:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية التعبدية

- ‌1 - الإخلاص لله تعالى:

- ‌2 - الرغبة في الآخرة، وإيثارها على الدنيا:

- ‌3 - أن ذكر الآخرة سبب من أسباب نجاة العبد:

- ‌4 - الخوف من الله تعالى:

- ‌5 - رجاء ما عند الله عز وجل:

- ‌6 - محبة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام:

- ‌7 - حفظ الجوارح والأعضاء عن المحارم:

- ‌8 - يورث مراقبة الله جل وعلا:

- ‌9 - سبب لصلاح القلب:

- ‌10 - أنه يوجب تعزيز التقوى في نفس الفرد:

- ‌المطلب الثالث أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية النفسية

- ‌1 - قبول الحق وعدم رده:

- ‌2 - عدم الخوف من المستقبل:

- ‌3 - الاستقامة على شرع الله تعالى:

- ‌4 - تعلق القلب بالله وحده سبحانه:

- ‌5 - تماسك المسلم عن السقوط والانهيار:

- ‌6 - التسليم والرضا بكل ما يجري من المقادير:

- ‌7 - الشعور بالراحة والطمأنينة:

- ‌8 - تسلية المؤمن عما يفوته من أمور الدنيا، وتخفيف الهموم والأحزان:

- ‌9 - الشعور بالسعادة وإحياء الأمل في النفوس:

- ‌10 - صمود الجوارح أما الرغبات النفسية:

- ‌11 - أنه يرى الموت نعمة كالحياة:

- ‌المطلب الرابع أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - البعد عن سيء الأخلاق:

- ‌2 - يورث المحبة والتواد بين المسلمين:

- ‌3 - يمنع الظلم:

- ‌4 - يربي المؤمن على تخطي المواقف الصعبة:

- ‌5 - بذل النفوس رخيصة في سبيل الله:

- ‌6 - يغرس في النفس الإقدام والسعي نحو أبواب البر والخير:

- ‌7 - يورث علو الهمة في الطاعات:

- ‌8 - يورث محاسبة النفس:

- ‌9 - التوبة إلى الله عز وجل:

- ‌خلاصة المطلب:

- ‌المبحث الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمع

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية التعبدية

- ‌1 - ينمي روح التآخي، ويزيد الألفة بين أفراد المجتمع:

- ‌2 - أن يأخذ الإنسان ما له، ويؤدي ما عليه:

- ‌3 - رد الحق لأهله (رد المظالم):

- ‌4 - الشعور بالطمأنينة والأمن الدائمين:

- ‌5 - مصدر من مصادر القوة للأفراد لمواجهة الباطل:

- ‌6 - القناعة في الدنيا، والرغبة فيما عند الله تعالى:

- ‌7 - تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين:

- ‌8 - قمع النفس عن الحرام والتزهيد فيه:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - حفظ الأخلاق:

- ‌2 - ينمي في الأفراد حب البذل والعطاء:

- ‌3 - أداء الحقوق:

- ‌4 - أنه سبب لحل جميع المشكلات:

- ‌5 - انخفاض معدلات الجريمة:

- ‌الخاتمة:

- ‌التوصيات:

- ‌تراجم لبعض الأعلام الوارد ذكرهم في البحث:

- ‌المراجع

الفصل: ‌المسألة الثانية: الشفاعات التي ذكرها الإمام ابن تيمية:

فهذا طرف من أقوال الأئمة في إثبات الشفاعة على وجه الجملة، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية، ثلاث شفاعات للنبي صلى الله عليه وسلم: وهي من الشفاعات التي اتفقت على إثباتها الأمة، ودلت عليها دلائل السنة، على أن ثمة أنواع من الشفاعة، يذكرها الأئمة في هذا الباب، غير ما ذكره الإمام ابن تيمية، وفي بعضها تداخل

(1)

.

يقول الإمام ابن كثير:"وقد استقصى هذه الشفاعات، الإمام أبو بكر بن خزيمة في آخر كتاب التوحيد، وكذلك أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السنة له

وقد جمع الوليد بن مسلم عليه مجلداً، وقد أفردت اسناده في جزء"

(2)

.

‌المسألة الثانية: الشفاعات التي ذكرها الإمام ابن تيمية:

1 -

الشفاعة العظمى، وهي الشفاعة في أهل الموقف حتى يقضى بينهم وهذه الشفاعة حكى الأئمة الإجماع عليها، وأنها من خصائص الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، ودلت عليها دلائل الكتاب والسنة.

يقول الإمام ابن خزيمة:" باب ذكر الشفاعة، التي خص الله بها النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء صلى الله عليهم، وهي الشفاعة الأولى التي يشفع بها لأمته؛ ليخلصهم الله من الموقف الذي قد جمعوا فيه يوم القيامة"

(3)

.

ويقول الإمام ابن حبان: "ذكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما يشفع في القيامة، عند عجز الأنبياء عنها في ذلك اليوم "

(4)

.

(1)

انظر: العيني: عمدة القاري، دار إحياء التراث العربي - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (2/ 127)، ابن أبي العز: شرح الطحاوية، وزارة الأوقاف السعودية، ط 1 1418 هـ، ص (202) القرطبي: التذكرة، دار المنهاج - الرياض، ط 1 1415 هـ، ص (606)، ابن كثير: النهاية،، دار الجيل - بيروت، 1408 هـ (2/ 202) ابن حجر: فتح الباري، دار المعرفة - بيروت، 1379 هـ (11/ 428)، الذهبي: إثبات الشفاعة، أضواء السلف، ط 1 1420 هـ، ص (20)

(2)

ابن كثير: الفصول في السيرة، مؤسسة علوم القرآن، ط 3 1403 هـ، (283)

(3)

ابن خزيمة: التوحيد، مكتبة الرشد - الرياض، ط 5 1414 هـ، (2/ 589).

(4)

ابن حبان: صحيح ابن حبان، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط 1 1408 هـ (14/ 377).

ص: 523

ويقول العلامة السفاريني عن هذه الشفاعة:" لكن هذه الشفاعة العظمى مجمع عليها، لم ينكرها أحد ممن يقول بالحشر، إذ هي للإراحة من طول الوقوف، حين يتمنون الانصراف من موقفهم ذلك ولو إلى النار "

(1)

.

وهذه الشفاعة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم يقول الإمام ابن الملقن في كتاب الخصائص:" أن له صلى الله عليه وسلم شفاعات: أولاهن: الشفاعة العظمى في الفصل بن أهل الموقف، حين يفزعون إليه بعد الأنبياء، كما ثبت في الصحيح في حديث الشفاعة"

(2)

.

وهنا يتبادر سؤال وهو: متى كانت هذه الشفاعة خاصة لنبينا صلى الله عليه وسلم فلِمَ لم يلهم الناس المجيء إلى صاحبها؟

يقول الحافظ ابن حجر: "ولعل الله تعالى أنساهم ذلك؛ للحكمة التي تترتب عليه، من إظهار فضل نبينا صلى الله عليه وسلم"

(3)

.

واستدل الأئمة على إثبات هذه الشفاعة بما يلي:

أ. قال الله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)} [الإسراء:79].

ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، تفسير المقام المحمود بالشفاعة العظمى يقول:"إن الناس يصيرون يوم القيامة جثاً، كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع لنا، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود "

(4)

.

وهذا القول هو الصحيح في تفسير (المقام المحمود) وهو الذي دلت عليه الدلائل، وعليه جمهور الصحابة ومن بعدهم، حتى بالغ الإمام الواحدي وحكى فيه إجماع المفسرين

(5)

.

وقد حكاه الإمام ابن عبد البر كذلك

(6)

.

(1)

السفاريني: لوامع الأنوار، مكتبة الخافقين - دمشق، ط 2 - 1402 هـ (2/ 208).

(2)

ابن الملقن: غاية السول، دار البشائر - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، ص (263).

(3)

ابن حجر: فتح الباري، دار المعرفة - بيروت، 1379 هـ (11/ 441).

(4)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، ح (4718) دار طوق النجاة، ط 1 1422 هـ.

(5)

الواحدي: التفسير الوسيط، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 1415 هـ (3/ 122).

(6)

ابن عبد البر: الاستذكار، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 1421 هـ (2/ 520).

ص: 524

يقول الإمام ابن رجب: "والمقام المحمود: فسر بالشفاعة، وقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس، وغيرهم"

(1)

.

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال:«إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ القِيَامَةِ، حَتَّى يَبْلُغَ العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ، ثُمَّ بِمُوسَى، ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» وَزَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ:«فَيَشْفَعُ لِيُقْضَى بَيْنَ الخَلْقِ، فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ البَابِ، فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقَامًا مَحْمُودًا، يَحْمَدُهُ أَهْلُ الجَمْعِ كُلُّهُمْ»

(2)

.

يقول الإمام ابن كثير بعد أن ساق هذا الحديث:" فهذه هي الشفاعة العظمى، التي يمتاز بها عن جميع الرسل أولي العزم، بعد أن يسأل كل واحد منهم أن يقوم فيها، فيقول لست هناكم، اذهبوا إلى فلان، فلا يزال الناس من رسول إلى رسول، حتى ينتهوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا لها، فيذهب فيشفع في أهل الموقف كلهم عند الله تعالى؛ ليفصل بينهم، ويريح بعضهم من بعض"

(3)

.

وساق العلامة الألباني حديث ابن عمر، وذكر سياقه من كتاب التوحيد لابن خزيمة، ثم قال:"وهذا حديث عزيز في المقام المحمود، وأنه شفاعته صلى الله عليه وسلم الخاصة به"

(4)

.

(1)

ابن رجب: فتح الباري، مكتبة الغرباء - المدينة النبوية، ط 1 1417 هـ (5/ 275)

(2)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب من سأل الناس تكثرا ح (1475).

(3)

ابن كثير: الفصول في السيرة، مؤسسة علوم القرآن، ط 3 1403 هـ، (284).

(4)

الألباني: السلسلة الصحيحة، مكتبة المعارف - الرياض، ط 1 (5/ 590).

ص: 525

وأخرج الإمام الترمذي في جامعه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)} [الإسراء: 79] وسئل عنها قال: «هي الشفاعة»

(1)

.

وقال العلامة الألباني:" حديث صحيح، وإسناده ضعيف، وحسنه الترمذي؛ لأن له شاهداً من حديث كعب بن مالك

عن كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ وَيَكْسُونِي رَبِّي تبارك وتعالى حُلَّةً خَضْرَاءَ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي، فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ فَذَاكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ» ، إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات. وقد صرح بقية بالتحديث، فأمنا بذلك من شر تدليسه. على أنه قد تابعه محمد بن حرب

ثنا الزبيدي به"

(2)

.

وبعد أن رجح الإمام الطبري القول بأن المقصود بقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)} أنها الشفاعة، ساق الأدلة الدالة على ذلك

(3)

.

واستدل بعض الأئمة على ثبوت الشفاعة العظمى للنبي صلى الله عليه وسلم، بما ثبت في الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي:

وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ»

(4)

.

(1)

أخرجه الترمذي في جامعه أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة بني إسرائيل ح (3137)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، مكتبة البابي - مصر، ط 2 - 1395 هـ (5/ 303)

(2)

الألباني: ظلال الجنة في تخريج السنة، المكتب الإسلامي، ط 1 1400 هـ (2/ 364)

(3)

الطبري: جامع البيان، مؤسسة الرسالة، ط 1 1420 هـ، ت: أحمد محمد شاكر، ص (17/ 529)

(4)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ح (438) ، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ح (521).

ص: 526

يقول الإمام ابن دقيق العيد:" قوله: صلى الله عليه وسلم: وأعطيت الشفاعة (للعهد) وهو ما بينه صلى الله عليه وسلم، من شفاعته العظمى، وهي شفاعته في إراحة الناس من طول القيام، بتعجيل حسابهم، وهي شفاعة مختصة به صلى الله عليه وسلم، ولا خلاف فيها"

(1)

.

ويقول الإمام النووي:" قوله صلى الله عليه وسلم: وأعطيت الشفاعة، هي الشفاعة العامة التي تكون في المحشر، بفزع الخلائق إليه، صلى الله عليه وسلم؛ لأن الشفاعة في الخاصة جُعلت لغيره أيضاً "

(2)

.

ويقول الإمام العراقي: "وأما تخصيصه بالشفاعة، فالمراد: الشفاعة العامة التي تكون في الحشر، عندما يفزع الناس للأنبياء، فكلهم يقول: لست لها حتى يأتوا نبينا صلى الله عليه وسلم، فيقول: أنا لها، فأما الشفاعة الخاصة، فقد ثبتت لغيره من الأنبياء، والملائكة، والمؤمنين"

(3)

.

(2)

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة:

وهذه الشفاعة خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم، ابتداء دون غيره في موقف القيامة، وقد نص جماعات من أهل العلم على ثبوت هذه الشفاعة مع توافر الأدلة وتضافرها على إثبات هذا النوع من الشفاعة.

وممن نص من أهل العلم على ثبوت هذه الشفاعة: الذهبي، وابن رجب

وابن كثير، وابن القيم، وابن أبي العز

(4)

.

وهذه الشفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم فيتقدم لها حين يحبس المؤمنون على القنطرة فيشفع لهم بدخول الجنة. وأدلة ثبوت هذا النوع من الشفاعة:

ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ فِي الْجَنَّةِ وَأَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا»

(5)

.

(1)

ابن دقيق العيد: إحكام الأحكام، مطبعة السنة المحمدية، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (1/ 153)

(2)

النووي: شرح مسلم، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط 2 - 1392 هـ (5/ 4).

(3)

العراقي: طرح التثريب، مكتبة الباز - مكة، ط 1 1424 هـ (2/ 112)

(4)

انظر: الذهبي: إثبات الشفاعة، أضواء السلف، ط 1 1420 هـ، ص (20)، ابن رجب: فتح الباري، (2/ 214)، ابن كثير: النهاية (2/ 208)، ابن أبي العز: شرح الطحاوية، ص (290).

(5)

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان ح (196).

ص: 527

وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ»

(1)

.

وعنه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيًّا مَا يُصَدِّقُهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ»

(2)

.

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، في الشفاعة، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ البَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ»

(3)

.

(3)

الشفاعة فيمن استحق النار، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - في الواسطية -:" وأما الشفاعة الثالثة: فيشفع فيمن استحق النار، وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم، فيشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها "

(4)

.

تضمن كلام شيخ الإسلام إثبات نوعين من أنواع الشفاعة، وهي الشفاعة في أهل الكبائر:

أ. الشفاعة لأناس استحقوا النار أن لا يدخلوها.

ب. الشفاعة لمن دخلوا النار أن يخرجوا منها.

والقسم الأول: الذي حكاه الإمام ابن تيمية: متفق عليه عند أهل السنة في الجملة؛ لأنه يدخل في عمومات النصوص الصريحة المتواترة، في إخراج العصاة من النار، فمتى ثبت بالنص إخراج العصاة من النار بالشفاعة، فمن باب أولى تكون الشفاعة في دفع العذاب قبل وقوعه.

(1)

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان ح (197.

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان ح (196).

(3)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب (ذرية من حملنا مع نوح) ح (4712).

(4)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - المدينة النبوية، (3/ 147)

ص: 528

ومع أن بعض الأئمة نص على عدم وجود دليل صريح يدل على هذا النوع من الشفاعة كالإمام ابن القيم

(1)

، إلا أن جماعة من الأئمة كالحافظ ابن حجر

(2)

احتج لها بحديث حذيفة رضي الله عنه، عند مسلم، وفيه:«وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ»

(3)

.

وقد ذكر الإمام ابن كثير

(4)

جملة من الآثار تدل على هذه الشفاعة إلا أنها لا تثبت، ولذا قال العلامة ابن العثيمين عن هذا النوع من الشفاعة:" ولكني إلى الآن لم أجد لها دليلاً صحيحاً صريحاً، وقد وردت فيها أحاديث في إسنادها مقال، لكن تعددها، وتلقي الأمة لها بالقبول، يدل على ثبوتها"

(5)

.

وقال في موضع آخر: "وأما فيمن استحقها أن لا يدخلها، فهذه تستفاد من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بالمغفرة والرحمة على جنائزهم، فإنه من لا زم ذلك ألا يدخل النار "

(6)

.

وقد نص على إثبات هذا النوع من الشفاعة جماعات من أهل العلم، منهم: الأئمة (الذهبي، والقاضي عياض، والنووي، وابن كثير، والقرطبي، وابن أبي العز، وابن الملقن، والسيوطي، والسفاريني ، المقريزي)

(7)

.

"وقد نُقل عن الإمام أحمد: والشفاعة يوم القيامة حق، يشفع قوم في قوم فلا يصيرون إلى النار.

(1)

ابن القيم: تهذيب السنن، دار الكتب العلمية - بيروت ن ط 2 - 1415 هـ (13/ 55)

(2)

ابن حجر: فتح الباري، دار المعرفة - بيروت، 1379 هـ (11/ 428)

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة ح (195).

(4)

ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ت: سامي سلامة (2/ 481)

(5)

العثيمين: شرح العقيدة السفارينية، دار الوطن - الرياض، ط 1 1426 هـ، ص (491)

(6)

العثيمين مجموع فتاوى العثيمين، دار الوطن، 1413 هـ (8/ 531)

(7)

الذهبي: إثبات الشفاعة: ص (20)، عياض: إكمال المعلم: (1/ 566)، النووي: شرح: (3/ 35)

ابن كثير: النهاية، 2/ 208، ابن أبي العز: شرح: ص (205)، ابن الملقن: غاية السول: ص (263)، السيوطي: البدور السافرة: ص (105، السفاريني: لوامع الأنوار: (2/ 211)، المقريزي: إمتاع الأسماع: (3/ 292).

ص: 529

وقال الإمام ابن عبد البر:" وقد قيل: إن الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم تكون مرتين مرة في الوقف، يشفع في قوم فينجون من النار ولا يدخلونها"

(1)

.

وأما القسم الثاني: من أقسام الشفاعة التي حكاها ابن تيمية في الشفاعة لأهل الكبائر، فأمر متفق عليه عند الأكابر، وقد حكى العلماء فيه الإجماع واستفاضت أقوالهم، ودلت عليها الدلائل الشرعية، وهذا النوع هو مفصل النزاع بين أهل السنة والجماعة ومن عداهم من المخالفين في هذه المسألة.

وقد حكى الإمام ابن تيمية الاتفاق على هذه المسألة في أكثر من موضع فقال:" وأما شفاعته لأهل الذنوب من أمته فمتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر الأئمة الأربعة وغيرهم "

(2)

.

وقال في إجابة سؤال ورد إليه عن مصير أهل الكبائر:" إن أحاديث الشفاعة في أهل الكبائر ثابتة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد اتفق عليها السلف من الصحابة وتابعيهم بإحسان وأئمة المسلمين"

(3)

.

وقال الإمام أبو الحسن الأشعري:" وأجمعوا على أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته وعلى أنه يخرج من النار قوماً من أمته بعدما صاروا حمماً فيطرحون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل "

(4)

. وقال الإمام ابن شاهين:" وأشهد أن الله يدخل قوماً النار من أهل التوحيد بذنوبهم ثم يخرجهم بشفاعة الشافعين فيدخلهم الجنة"

(5)

.

(1)

انظر: ابن القيم: حادي الأرواح: ص (412)، ابن عبد البر: التمهيد: (19/ 67).

(2)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - المدينة النبوية (1/ 148).

(3)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - المدينة النبوية (4/ 309).

(4)

الأشعري: رسالة إلى أهل الثغر، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ص (164)

(5)

ابن شاهين: شرح مذاهب أهل السنة، مؤسسة قرطبة، ط 1 1415 هـ، ص (320).

ص: 530

وقال الإمام معمر بن أحمد:" ولما رأيت غربة السنة وكثرة الحوادث، واتباع الأهواء، أحببت أن أوصي أصحابي وسائر المسلمين، بوصية من السنة وموعظة من الحكمة، وأجمع ما كان عليه أهل الحديث الأثر، وأهل المعرفة والتصوف، من السلف المتقدمين والبقية من المتأخرين، فأقول وبالله التوفيق: .... وأن قوماً يخرجون من النار، يخرجهم الله برحمته، فيلقيهم في نهر على باب الجنة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، بعدما امتحشوا، فصاروا حمماً، ثم يدخلهم الله الجنة، حتى لا يبقى في النار من كان في قلبه مثقال حبة أو ذرة من إيمان

فهذه السنة التي اجتمعت عليها الأئمة"

(1)

.

وقال الإمام ابن القطان الفاسي:" وأجمعوا على أن الله تعالى يخرج من في قلبه شيء من الإيمان، بعد الانتقام منه، وأجمعوا على أن يخرج من النار قوماً من أمته صلى الله عليه وسلم بعدما صاروا حمماً، فيطرحون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل"

(2)

.

وقال الإمام الباقلاني:" والأخبار في الشفاعة أكثر من أن يؤتى عليها وهي كلها متواترة متوافية على خروج الموحدين من النار، بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وآله، وإن اختلفت ألفاظها

وقد أطبق سلف الأمة، على تسليم هذه الرواية وصحتها، مع ظهورها وانتشارها، والعلم بأنها مروية عن الصحابة والتابعين "

(3)

. وقال الإمام ابن أبي زمنين:" وأهل السنة يؤمنون بأن الله عز

وجل، يدخل ناساً الجنة من أهل التوحيد، بعدما مستهم النار، برحمته تبارك وتعالى اسمه، وبشفاعة الشافعين"

(4)

.

(1)

الأصبهاني: الحجة في بيان المحجة، دار الراية - الرياض، ط 2 - 1419 هـ، (1/ 253)

(2)

ابن القطان: الإقناع في مسائل الإجماع، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 1426 هـ، (1/ 56)

(3)

الباقلاني: تمهيد الأوائل، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت ن ط 1 1407 هـ، ص (419)

(4)

ابن أبي زمنين: أصول السنة، مكتبة الغرباء - المدينة النبوية، ط 1 1415 هـ، ص (180)

ص: 531

وقال الإمام أبو حنيفة:" وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين المذنبين، ولأهل الكبائر منهم، المستوجبين العقاب، حق"

(1)

. وقال الإمام الجرجاني:" ويقولون إن الله يخرج من النار، قوماً من أهل التوحيد بشفاعة الشافعين "

(2)

.

وقال الإمام الذهبي:" نؤمن أن الله تعالى يخرج من النار، من قلبه أدنى وزن ذرة من إيمان، برحمته، وكرمه، وشفاعة نبيه، وغير ذلك"

(3)

. وقال الإمام ابن قدامة:" ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم -فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون بشفاعته، بعدما أحترقوا وصاروا فحماً وحمماً، فيدخلون الجنة بشفاعته"

(4)

.

وقال الإمام العراقي:" وقد أجمع عليها أهل السنة"

(5)

.

(1)

أبو حنيفة: الفقه الأكبر، مكتبة الفرقان - الإمارات، ط 1 1419 هـ، ص (61)

(2)

الجرجاني: اعتقاد أئمة الحديث، دار العاصمة - الرياض، ط 1 1421 هـ ص (68)

(3)

الذهبي: إثبات الشفاعة، أضواء السلف، ط 1 1420 هـ، ص (20)

(4)

ابن قدامة: لمعة الاعتقاد، وزارة الأوقاف السعودية، ط 2 - 1420 هـ، ص (33)

(5)

العراقي: طرح الترتيب، مكتبة الباز - مكة، ط 1 1424 هـ (8/ 278)

ص: 532

ودلّ على هذا النوع من الشفاعة، جملة من الأحاديث المتواترة المتضافرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عنها الإمام ابن عبد البر:" والآثار في هذا كثيرة متواترة والجماعة أهل السنة على التصديق بها، ولا ينكرها إلا أهل البدع "

(1)

فأخرج مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا، فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ - أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ - فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا، أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ، فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ «

(2)

.

وأخرج أيضاً من حديث جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إِنَّ قَوْمًا يُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ يَحْتَرِقُونَ فِيهَا، إِلَّا دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»

(3)

.

وهؤلاء هم الجهنميون، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، يُسَمَّوْنَ الجَهَنَّمِيِّينَ»

(4)

.

وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا مَسَّهُمْ مِنْهَا سَفْعٌ، فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الجَنَّةِ: الجَهَنَّمِيِّينَ»

(5)

.

(1)

ابن عبد البر التمهيد، وزارة عموم الأوقاف - المغرب، 1387 هـ، (19/ 69)

(2)

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدون من النار ح (185).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة ح (191).

(4)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار ح (6566).

(5)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار ح (6559).

ص: 533

وعن جابر رضي الله عنه، في سياق حديث ورود النار:«ثُمَّ تَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَشْفَعُونَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ مِنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، فَيُجْعَلُونَ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ، وَيَجْعَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ حَتَّى يَنْبُتُوا نَبَاتَ الشَّيْءِ فِي السَّيْلِ، وَيَذْهَبُ حُرَاقُهُ، ثُمَّ يَسْأَلُ حَتَّى تُجْعَلَ لَهُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا»

(1)

.

وفي حديث أنس الطويل في أمر الشفاعة وفيه: «ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ، فَأَقُولُ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الخُلُودُ»

(2)

.

وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه، عند مسلم: فيقول الله عز وجل: «شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا، فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ»

(3)

.

(1)

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان: باب أدنى أهل الجنة منزلة ح (191).

(2)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قول الله (وعلم آدم الأسماء كلها) ح (4476)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة ح (193).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه، باب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية ح (183).

ص: 534

وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي»

(1)

.

وعن جابر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي» قال محمد بن علي: فقال لي جابر: يا محمد، من لم يكن من أهل الكبائر فماله وللشفاعة

(2)

.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، أَوْ يَدْخُلُ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، لِأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى أَتُرَوْنَهَا لِلْمُنَقَّيْنَ، لَا وَلَكِنَّهَا لِلْمُتَلَوِّثِينَ الْخَطَّاءُونَ» قَالَ زِيَادٌ: " أَمَا إِنَّهَا لَحْنٌ وَلَكِنْ هَكَذَا حَدَّثَنَا الَّذِي حَدَّثَنَا "

(3)

.

فهذه الأحاديث الشريفة وغيرها، تدل على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، في أصحاب الذنوب والكبائر، وهي مختصة بهم دون من حُكِم عليه بالخلود في النار من الكفار والمنافقين، وعليهم يصدق قوله جل وعلا:{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} [المدثر:48]، يقول العلامة ابن أبي العز: " وأحاديث الشفاعة صريحة في خروج عصاة الموحدين من النار، وأن هذا حكم مختص بهم، فلو خرج الكفار منها، لكانوا بمنزلتهم

(4)

.

(1)

أخرج الترمذي في جامعه، أبواب صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة ح (2435)، وقال الترمذي "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه " مكتبة البابي - مصر، ط 2 - 1395 هـ (4/ 625).

(2)

أخرجه الترمذي في جامعه أبواب صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة ح (2436)، وقال الترمذي هذا حديث غريب، مكتبة البابي - مصر، ط 2 - 1395 هـ (4/ 625).

(3)

أخرجه أحمد في المسند ح (2452) مؤسسة الرسالة، ط 1 1421 هـ، وضعفه العلامة الألباني من هذا الطريق، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ح (13900)، (13/ 191)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 378):"ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير النعمان بن قراد، وهو ثقة". انظر: الألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة (8/ 79).

(4)

ابن أبي العز: شرح الطحاوية، وزارة الأوقاف السعودية، ط 1 1418 هـ، ص (431)

ص: 535