المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول: المميزات العامة لطريقة القرآن الكريم في البيان: - الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

[مازن بن محمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الأستاذ الدكتور صلاح إبراهيم عيسى

- ‌الإهداء

- ‌شكر

- ‌مقدمة

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌سبب اختيار العنوان، وما امتازت به العقيدة الواسطية عن غيرها:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌(خطة البحث):

- ‌(منهج البحث):

- ‌الباب الأول الإيمان باليوم الآخر حقيقته، وحتميته، وأهميته، وأدلته، والرد على منكريه

- ‌الفصل الأول اليوم الآخر

- ‌المبحث الأول: الإيمان باليوم الاخر

- ‌المطلب الأول: التعريف باليوم الآخر

- ‌المسألة الأولى: معنى كلمة (اليوم):

- ‌المسألة الثانية: معنى كلمة (الآخر):

- ‌المسألة الثالثة: معنى (اليوم الآخر):

- ‌المطلب الثاني: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الأولى: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الثانية: أسماء اليوم الآخر:

- ‌المطلب الثالث: سبب تسمية اليوم الآخر بهذا الاسم:

- ‌المبحث الثاني حكم الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الأولى: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الثانية: قصرُ المتكلمين أدلة إثبات اليوم الآخر في السمعيات فقط:

- ‌المسألة الثالثة: ظنُّ المتكلمين أن القول بالبعث والمعاد لا يعرف إلا بإثبات نظرية الجوهر الفرد:

- ‌المطلب الثاني اتفاق الشرائع على الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الثالث القدر المجزئ من الإيمان باليوم الآخر

- ‌المبحث الثالث الترتيب بين أركان الإسلام

- ‌المطلب الأول التلازم والترابط بين الأركان:

- ‌المطلب الثاني سر الاقتران بين ركني الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر

- ‌المبحث الرابع اختلاف موازيين الدنيا وقوانينها عن موازين الآخرة وقوانينها

- ‌المطلب الأول اختلاف قوانين الدنيا عن قوانين الاخرة وسننها

- ‌المطلب الثاني أمثلة تبين حقيقة الاختلاف في الموازيين والقوانين الدنيوية والأخروية

- ‌المبحث الخامس أقسام الناس في الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول مذهب أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني مذهب طوائف أهل الكلام في اليوم الآخر

- ‌المبحث السادس: الأدلة الإجمالية لإثبات اليوم الآخر

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول أدلة القرآن الكريم على إثبات اليوم الآخر، (الأدلة النقلية)

- ‌المطلب الثاني الأدلة العقلية على إثبات اليوم الآخر

- ‌1 - دليل العدالة:

- ‌2).2 -دليل الحكمة:

- ‌3 - دليل الفطرة:

- ‌الفصل الثاني: اليوم الآخر في الكتاب والسنة

- ‌المبحث الأول (اليوم الآخر في الكتاب العظيم)

- ‌المطلب الأول: المميزات العامة لطريقة القرآن الكريم في البيان:

- ‌المطلب الثاني اليوم الآخر في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى صور عناية القرآن الكريم باليوم الآخر:

- ‌المسألة الثانية: أسباب العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المسألة الثالثة: نتائج العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المبحث الثاني: اليوم الآخر في السنة النبوية المطهرة

- ‌المطلب الأول صور العناية النبوية باليوم الاخر

- ‌المطلب الثاني أسباب عناية السنة النبوية باليوم الآخر

- ‌الفصل الثالث: اليوم الآخر عند الأديان والمِلل والنِحل

- ‌المبحث الأول اختلاف الناس في أمر البعث والمعاد

- ‌المطلب الأول أقوال الناس في المعاد

- ‌المطلب الثاني الشبه المتوهمة لإنكار البعث

- ‌المسألة الأولى: حكاية القرآن الكريم لشبه المنكرين للبعث والمعاد:

- ‌المسألة الثانية أسباب استبعاد المنكرين للبعث والمعاد

- ‌المسألة الثالثة الدلائل اليقينية الدالة على البعث والمعاد:

- ‌المسألة الرابعة شبهات منكري البعث:

- ‌المبحث الثاني: مشركو العرب والبعث

- ‌المطلب الأول العرب الجاهليون وإنكار البعث:

- ‌المطلب الثاني إيمان بعض الجاهليين بالبعث:

- ‌المبحث الثالث: اليهود واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله موسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني عقيدة الآخر في العهد القديم والأسفار:

- ‌المبحث الرابع: النصارى واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله عيسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني المعاد في العهد الجديد:

- ‌المبحث الخامس: الفلاسفة واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول الفلاسفة وانحراف طرائقهم في المعاد والشرائع:

- ‌المطلب الثاني قول الفلاسفة في المعاد:

- ‌المبحث السادس: عقيدة اليوم الآخر عند بعض الأديان الوضعية

- ‌المطلب الأول قدماء المصريين واليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني بعض الديانات الهندية واليوم الآخر

- ‌الباب الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر على ضوء العقيدة الواسطية

- ‌الفصل الأول: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من الموت إلى ما قبل البعث

- ‌المبحث الأول الموت، حقيقته، والآثار الواردة فيه

- ‌المطلب الأول: تعريف الموت لغة واصطلاحاً

- ‌المسألة الأولى: تعريف الموت لغة:

- ‌المسألة الثانية تعريف الموت في الاصطلاح

- ‌المطلب الثاني الموت في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى أوجه اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت:

- ‌المسألة الثانية أسباب اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المسألة الثالثة نتائج اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المبحث الثاني الحياة البرزخية:

- ‌المطلب الأول: فتنة القبر:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على حصول الفتنة في القبور:

- ‌المسألة الثانية: تواتر الأخبار والنصوص في إثبات فتنة القبر:

- ‌المسألة الثالثة معنى فتنة القبر

- ‌المسألة الرابعة بعض المسائل المتعلقة بفتنة القبر

- ‌المطلب الثاني عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع أهل السنة على وقوع عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الثانية تواتر النصوص الشرعية في إثبات عذاب القبر:

- ‌المسألة الثالثة أدلة إثبات عذاب القبر

- ‌المسألة الرابعة المنكرون لعذاب القبر

- ‌المسألة الخامسة شبهات المنكرين لعذاب القبر

- ‌أ. شبه نقلية:

- ‌ب. شبهة عقلية:

- ‌الفصل الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من البعث إلى دخول الجنة أو النار

- ‌المبحث الأول قيام الساعة وإعادة الأرواح للأجساد

- ‌المطلب الأول: قيام القيامة الكبرى

- ‌تمهيد:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على القيامة الكبرى:

- ‌المسألة الثانية: دلائل القرآن والسنة على القيامة الكبرى:

- ‌المطلب الثاني إعادة الأرواح للأجساد (البعث)

- ‌المطلب الثالث صفة قيام الناس من قبورهم:

- ‌المسألة الأولى: حكاية بعض أقوال العلماء في حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثالثة: جاء في وصف بعث الخليقة يوم القيامة، أنه يبعثون حفاة عراة غرلاً بهما

- ‌المبحث الثاني: أحداث القيامة الكبرى

- ‌المطلب الأول دنو الشمس ولجوم العرق

- ‌المطلب الثاني إثبات الميزان

- ‌‌‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الثانية: أدلة ثبوته في الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: المنكرون للميزان:

- ‌المسألة الرابعة: صفات الميزان:

- ‌المسألة الخامسة: هل الميزان واحد أم هناك موازين متعددة؟ وما الموزون فيه؟ وهل هو خاص للمؤمنين

- ‌المطلب الثالث نشر الدواوين

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في نشر صحف الأعمال يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: الأدلة من الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: كيفية أخذ الكتب يوم القيامة:

- ‌المطلب الرابع لحساب يوم القيامة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحساب يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الحساب في الآخرة:

- ‌أ - الأدلة القرآنية على إثبات الحساب:

- ‌ب - أدلة السنة في إثبات الحساب:

- ‌المسألة الثالثة: حساب الأنبياء وسؤالهم عليهم الصلاة والسلام:

- ‌المسألة الرابعة: حساب الكفار:

- ‌المطلب الخامس الحوض المورود

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الثانية: المخالفون في الحوض:

- ‌المسألة الثالثة: أدلة إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الرابعة: أوصاف الحوض المورود:

- ‌المسألة الخامسة: سؤالات العلماء عن الحوض:

- ‌المطلب السادس الصراط

- ‌المسألة الأول: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الصراط:

- ‌أدلة إثبات الصراط من القرآن الكريم:

- ‌أدلة السنة المطهرة في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثالثة: المخالفون في الصراط:

- ‌(أ) قالوا: لا فائدة من نصب الصراط إلا العبور عليه

- ‌(ب) إنكار أن يكون الصراط (أحد من السيف وأدق من الشعر)

- ‌المسألة الرابعة: صفات الصراط:

- ‌المطلب السابع القنطرة بين الجنة والنار

- ‌المطلب الثامن أول من يستفتح باب الجنة ، وأول الأمم دخولاً إلى الجنة:

- ‌المطلب التاسع الشفاعة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الشفاعة:

- ‌المسألة الثانية: الشفاعات التي ذكرها الإمام ابن تيمية:

- ‌المسألة الثالثة: الأدلة العامة على إثبات الشفاعة في الآخرة:

- ‌(أ) الأدلة المثبتة للشفاعة من القرآن الكريم:

- ‌(ب) الأدلة المثبتة للشفاعة في الآخرة من السنة المطهرة:

- ‌المسألة الرابعة: المخالفون في أمر الشفاعة يوم الدين:

- ‌المبحث الثالث: تفاصيل أخبار اليوم الآخر

- ‌تمهيد:

- ‌1 - المطلب الأول: اتفاق السلف على مسائل الآخرة:

- ‌2).2 -المطلب الثاني: أن إثبات المعاد من المشتركات بين الأمم والشرائع:

- ‌3 - المطلب الثالث: صفة العلم الموروث عن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام:

- ‌الباب الثالث: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌الفصل الأول: اهتمام القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ببيان أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول: الإنسان سيد هذا الكون

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول مظاهر تكريم الإنسان

- ‌المطلب الثاني علاقة الإنسان بغيره: بالخالق، وبالكون، وبمثله، وبالدنيا، وبالآخرة

- ‌المسألة الأولى: علاقة الإنسان بخالقه:

- ‌المسألة الثانية: علاقة الإنسان بالكون:

- ‌المسألة الثالثة: علاقة الإنسان بالإنسان:

- ‌المسألة الرابعة: علاقة الإنسان بالحياة الدنيا:

- ‌المسألة الخامسة: علاقة الإنسان بآخرته:

- ‌(أ) نصوص القرآن الكريم في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة، قال الله تعالى:

- ‌(ب) نصوص السنة المطهرة في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة:

- ‌المبحث الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك، في ضوء نصوص القرآن والسنة

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء السنة النبوية المطهرة

- ‌الفصل الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد

- ‌المطلب الأول: الثراء المعرفي الموجب للأثر التعبدي وغيره:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية التعبدية

- ‌1 - الإخلاص لله تعالى:

- ‌2 - الرغبة في الآخرة، وإيثارها على الدنيا:

- ‌3 - أن ذكر الآخرة سبب من أسباب نجاة العبد:

- ‌4 - الخوف من الله تعالى:

- ‌5 - رجاء ما عند الله عز وجل:

- ‌6 - محبة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام:

- ‌7 - حفظ الجوارح والأعضاء عن المحارم:

- ‌8 - يورث مراقبة الله جل وعلا:

- ‌9 - سبب لصلاح القلب:

- ‌10 - أنه يوجب تعزيز التقوى في نفس الفرد:

- ‌المطلب الثالث أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية النفسية

- ‌1 - قبول الحق وعدم رده:

- ‌2 - عدم الخوف من المستقبل:

- ‌3 - الاستقامة على شرع الله تعالى:

- ‌4 - تعلق القلب بالله وحده سبحانه:

- ‌5 - تماسك المسلم عن السقوط والانهيار:

- ‌6 - التسليم والرضا بكل ما يجري من المقادير:

- ‌7 - الشعور بالراحة والطمأنينة:

- ‌8 - تسلية المؤمن عما يفوته من أمور الدنيا، وتخفيف الهموم والأحزان:

- ‌9 - الشعور بالسعادة وإحياء الأمل في النفوس:

- ‌10 - صمود الجوارح أما الرغبات النفسية:

- ‌11 - أنه يرى الموت نعمة كالحياة:

- ‌المطلب الرابع أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - البعد عن سيء الأخلاق:

- ‌2 - يورث المحبة والتواد بين المسلمين:

- ‌3 - يمنع الظلم:

- ‌4 - يربي المؤمن على تخطي المواقف الصعبة:

- ‌5 - بذل النفوس رخيصة في سبيل الله:

- ‌6 - يغرس في النفس الإقدام والسعي نحو أبواب البر والخير:

- ‌7 - يورث علو الهمة في الطاعات:

- ‌8 - يورث محاسبة النفس:

- ‌9 - التوبة إلى الله عز وجل:

- ‌خلاصة المطلب:

- ‌المبحث الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمع

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية التعبدية

- ‌1 - ينمي روح التآخي، ويزيد الألفة بين أفراد المجتمع:

- ‌2 - أن يأخذ الإنسان ما له، ويؤدي ما عليه:

- ‌3 - رد الحق لأهله (رد المظالم):

- ‌4 - الشعور بالطمأنينة والأمن الدائمين:

- ‌5 - مصدر من مصادر القوة للأفراد لمواجهة الباطل:

- ‌6 - القناعة في الدنيا، والرغبة فيما عند الله تعالى:

- ‌7 - تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين:

- ‌8 - قمع النفس عن الحرام والتزهيد فيه:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - حفظ الأخلاق:

- ‌2 - ينمي في الأفراد حب البذل والعطاء:

- ‌3 - أداء الحقوق:

- ‌4 - أنه سبب لحل جميع المشكلات:

- ‌5 - انخفاض معدلات الجريمة:

- ‌الخاتمة:

- ‌التوصيات:

- ‌تراجم لبعض الأعلام الوارد ذكرهم في البحث:

- ‌المراجع

الفصل: ‌المطلب الأول: المميزات العامة لطريقة القرآن الكريم في البيان:

‌المبحث الأول (اليوم الآخر في الكتاب العظيم)

‌المطلب الأول: المميزات العامة لطريقة القرآن الكريم في البيان:

لما كان القرآن الكريم هو الكتاب الخاتم والمهيمن على كل الكتب السماوية السابقة، كما قال جل وعلا:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ .... } [المائدة:48].

فالقرآن الكريم مهيمن، فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله جعل الله هذا الكتاب العظيم، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها، أشملها وأعظمها وأحكمها، حيث جمع فيه محاسن ما قبله، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره، فلذا جعله شاهداً وأميناً وحاكماً عليها كلها، وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة فقال:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} [الحجر:9]

(1)

.

والقرآن الكريم: تتبع كل حق جاءت به الكتب فأمر به، حث عليه، وأكثر من الطرق الموصلة إليه، وهو الكتاب الذي فيه نبأ السابقين واللاحقين وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة

(2)

.

فلما كان القرآن الكريم بهذه المثابة العظيمة، جعله الله سبحانه وتعالى كتاب نور وهداية، يجد فيه كل حيران بغيته، ويرد كل هائم إلى مورده، قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

} [الإسراء:9].

فهذه الآية الكريمة، أجمل الله جل وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدي إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خير الدنيا والآخرة

(3)

.

وهداية القرآن تمتاز بأنها: عامة وتامة وواضحة، أما عمومها: فلأنها تنتظم الإنس والجن في كل عصر ومصر، وفي كل زمان ومكان.

(1)

ابن كثير: تفسير القرآن العظيم ت: سامي سلامة (3/ 128)

(2)

السعدي: تيسير الكريم الرحمن، مؤسسة الرسالة، ط 1 1420 هـ، ص (234)

(3)

الشنقيطي: أضواء البيان، دار الفكر - بيروت، 1415 هـ (3/ 17)

ص: 162

وأما تمام هذه الهداية: فلأنها احتوت أرقى وأوفى ما عرفت البشرية، وعرف التاريخ من هدايات الله والناس، وانتظمت كل ما يحتاج إليه الخلق في العقائد والأخلاق والعبادات والمعاملات على اختلاف أنواعها، وجمعت بين مصالح البشر في العاجلة والآجلة، ونظمت علاقة الإنسان بربه وبالكون الذي يعيش فيه، ووفقت بطريقة حكيمة بين مطالب الروح والجسد.

وأما وضوح هذه الهداية: فلعرضها عرضاً رائعاً مؤثراً، توافرت فيه كل وسائل الإيضاح، وعوامل الإقناع

(1)

.

ومن هذا المنطلق: يمكننا الوصول إلى بعض مكامن النور والحق والهداية والبيان في هذا القرآن العظيم، ونبين أوجه وطرق هداية القرآن، وبيانها للأدلة النقلية العقلية التي تخاطب الشعور والوجدان تارة، وتخاطب العقول تارة أخرى، فمن مميزات طرق الهداية في القرآن الكريم:

شمولها في البيان، فما احتاج الناس لشيء مما يهمهم، أو يشغل بالهم إلا وفي القرآن بيانه، سواء كان فيما يحتاجونه من أمور معاشهم أو معادهم. ولذا نجد أن القرآن في شموله تحدث عن:

الإلهيات وما يتعلق بها، وأفاض في ذكر الشواهد الدالة عليها، ودحض شبه المنكرين لها، كل ذلك بأوجه إقناعية ميسرة، إذ القرآن الكريم، يميل

إلى اليسر والسهولة وينأى عن التعقيد والصعوبة.

(2)

وتحدث القرآن عن المعاد واليوم الآخر وما فيه من أهوال وشدائد، كل ذلك بأسلوب عقلي يوافق الفطر السليمة، وتتوافق معه النفوس المستقيمة.

وقد قيل: إن للقرآن طريقة موحدة في التعبير، يتخذها في أداء جميع الأغراض على السواء، حتى أغراض البرهنة والجدل، تلك هي طريقة التصوير التشخيصي، بوساطة التخييل والتجسيم

(3)

.

(1)

محمد سبتان: تقويم أساليب تعليم القرآن الكريم، من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (53).

(2)

عبدالعظيم المطعني: خصائص التعبير القرآني، مكتبة وهبه، ط 1 1413 هـ (1/ 456).

(3)

سيد قطب: التصوير الفني في القرآن، دار الشروق، ط 16 2002 م، ص (239).

ص: 163

وهذه الطريقة تصدق على بعض المعاني القرآنية دون بعض، فالمعاد لما كان إثبات وقوعه وإمكانه ثابتاً، وجدنا أن القرآن الكريم، أثبته بصور عقلية تارة وبصور حسية تارة أخرى.

ولذا نجد في القرآن صورة تشخيصية ماثلة أمام منكري البعث حينما قالوا: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)} [الإسراء:49] فاستبعدوا بعقولهم الفاسدة، البعث بعد الموت، بعد أن تصبح عظامهم تراباً وحطاماً فكان منبع قولهم الإنكار، فرد الله تعالى عليهم فقال:{قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ .. } [الإسراء:51] أي: قل لهم يا محمد كونوا حجارة أو حديداً، في الشدة والقوة، وليس هذا بأمر إلزام، بل هو أمر تعجيز، أي استشعروا في قلوبكم أنكم حجارة أو حديدا في القوة، أو خلقاً مما يكبر في صدوركم، فقيل: السماء والأرض والجبال، وقيل: إنه الموت، فإنه ليس في نفس ابن آدم شيء أكبر من الموت، أي: ولو كنتم الموت بعينه لأميتنكم ولأبعثنكم {فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا} من يبعثنا بعد الموت. {قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} : خلقكم أول مرة، ومن قدر على الإنشاء قدر على الإعادة

(1)

.

وأيضاً تحدث القرآن عن النبوات، وما جرى للأنبياء مع أقوامهم، وسرد أدلة وبراهين أدلة إثبات النبوة والرسالة بما أجرى على أيديهم من المعجزات، وما تمثل في أشخاصهم الشريفة الطاهرة، التي علم الله تعالى، نزاهتها وصلاحها للرسالة فاختارها جل وعلا لرسالته فقال:{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ .. } [الأنعام:124].

ومن مميزات طرق الهداية في القرآن الكريم:

(1)

البغوي: معالم التنزيل، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط 1 1420 هـ، (3/ 138).

ص: 164

- ما اشتمل عليه القرآن العظيم من صور الإعجاز، فالقرآن لما كان المصدر الرئيسي للمعرفة، تجلى إعجازه في أمور كثيرة: في نظمه وبلاغته، وقصصه وأخباره، وما نطوى عليه من الغيبيات، وما أشار إليه من حقائق هذا الكون الفسيح "ولا خلاف بين العقلاء أن كتاب الله معجز"

(1)

.

- وكيف لا يكون معجزاً، وقد احتوى على علوم ومعارف لم يجمعها كتاب من الكتب، ولا أحاط بعلمها أحد في كلمات قليلة وأحرف معدودة.

- وكيف لا يكون معجزاً، وهو محفوظ عن الزيادة النقصان، محروس عن التبديل والتغيير على تطاول الأزمان، بخلاف سائر الكتب.

- وكيف لا يكون معجزاً، وفيه من حسن تأليفه، وإلتئام كلمه، وصحة معانيه، وتوالي فصاحة ألفاظه، ووجوه إيجازه وبلاغته، ما لا يوجد له نظير

(2)

.

- أن إعجاز القرآن الكريم يظهر في أسلوبه، وبلاغته، وبيانه وتشريعاته

(3)

.

وكذا ما تميز به القرآن الكريم من أوجه الإقناع وأساليب مخاطبة العقل فالقرآن يعتبر رسالة إقناعية خاطبت العقل البشري من خلال استراتيجيات محددة، وأساليب إقناعية.

ومن بين تلك المداخل المختلفة للإقناع: محاولة التغيير في البناء النفسي للفرد فإثارة حاجياته أو دوافعه أو اتجاهاته، ومن تلك الأنواع الشائعة في هذا المجال: إثارة توقعات المتلقي، بأن قيامه بسلوك معين، سوف يجنيه أخطاراً أو حرماناً، أو يؤدي إلى فقدانه القبول الاجتماعي، ويظهر هذا جلياً في أسلوب الترغيب والترهيب في القرآن الكريم

(4)

.

(1)

الرزكشي: البرهان في علوم القرآن، دار إحياء الكتب العربية، ط 1 1376 هـ (2/ 93).

(2)

السيوطي: معترك الأقران، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 1408 هـ (1/ 12)

(3)

الدهلوي: الفوز الكبير، دار الصحوة - القاهرة، ط 2 - 1407 هـ، ص (165)

(4)

معتصم با بكر مصطفى: أساليب الإقناع في القرآن الكريم: الفصل الثالث: القرآن الكريم وأساليب الإقناع، مركز البحوث والدراسات في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر.

ص: 165

والإقناع القرآني يقوم على: اعتماد التأثير الوجداني بمخاطبة النفوس والضمائر من خلال الترغيب والترهيب، ومخاطبة العقل بالحجج والبراهين العقلية المنطقية

(1)

.

ومن الأدلة القرآنية التي تنطوي على نوع من الإقناع المباشر:

قوله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة:74].

وقال تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50)} [الإسراء:50]، ضرب الله مثلاً بالحجارة في الصلابة، ووصفها بالقسوة، وقارب بينها وبين الحديد وهي صفات يعرفها عامة الناس، ويلمسونها في حياتهم اليومية، ولذلك فإن لها قوة الإقناع المباشر

(2)

.

ومن الوسائل الإقناعية في القرآن الكريم:

الأمثال، والقسم والجدل: ذلك أن الإقناع إما بالتقريب والإبراز للمعقول في صورة المحس، وذلك هو المثل، وإما بتوكيد الخبر، وطريقة القسم، وإما بالحجة وطريقة الجدل

(3)

.

وأخذ أسلوب الحوار وعرض الآراء في القرآن الكريم، جانباً واسعاً منه إذ هو سبيل للوصول إلى الحقائق، وكشف الشبهات، ولذا دعا القرآن الكريم إلى الحوار مع الآخرين حواراً رفيعاً مهذباً، كما قال تعالى:{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت:46]

(4)

.

(1)

خالد حسن حمدان: الإقناع أسسه وأهدافه: مقال بموقع جامعة أم القرى بتاريخ 1426 هـ

(2)

محمد سميح عافية: القرآن وعلوم الأرض، الزهراء للإعلام العربي، ط 1 1414 هـ، ص (68).

(3)

محمد القيعي: الأصلان في علوم القرآن، حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، ط 4 1417 هـ، ص (334).

(4)

أحمد سيف الدين: الحوار مع أصحاب الأديان، كتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية ص (20).

ص: 166

وقد أشار القرآن الكريم إلى الحوار الذي بين المسلم والكافر في قصة أصحاب الجنتين قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)} [الكهف:32 - 38].

ص: 167

تجلت في هذه الآيات صورة من صور الحوار الهادف المقنع، وذلك أن صاحب الجنتين افتخر على صاحبه بأنه أكثر خدماً وحشماً وولداً، ولذا دخل جنته وهو ظالم لنفسه، أي: بكفره وتمرده وتكبره وتجبره وإنكاره المعاد، قال: ما أظن أن تبيد هذه أبداً، وذلك اغتراراً منه، لما رأى فيها من الزروع والثمار والأشجار والأنهار المطردة في جوانبها وأرجائها، ظن أنها لا تفنى ولا تفرغ ولا تهلك ولا تتلف، وذلك لقلة عقله، وضعف يقينه بالله وإعجابه بالحياة الدنيا وزينتها، وكفره بالآخرة، ولهذا قال: وما أظن الساعة قائمة، أي كائنة، ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً: أي ولئن كان معاد ورجعة ومرد إلى الله ليكونن لي هناك أحسن من هذا، لأني محظيّ عند ربي، ولولا كرامتي عليه ما أعطاني هذا، حينها قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالله خلقتك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً، وهذا إنكار وتعظيم لما وقع فيه من جحود ربه، الذي خلقه وابتدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، كما قال تعالى:{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ .. } [البقرة:28]، أي: كيف تجحدون ربكم، ودلالته عليكم ظاهرة جلية، كل أحد يعلمها من نفسه، فإنه ما من أحد من المخلوقات إلا ويعلم أنه معدوماً ثم وجد، وليس وجوده من نفسه، ولا مستنداً إلى شيء من المخلوقات، لأنه بمثابته، فعلم إسناد إيجاده إلى خالقه وهو الله لا إله إلا هو خالق كل شيء ولذا قال:(لكنا هو الله ربي)

(1)

.

ومن بيان القرآن وهدايته، حكاية المجادلات وإقامة الحجج والبراهين الساطعة، فإذا تأملت القرآن رأيته مملوء من جدال أهل الباطل وحجاجهم بأحسن طريق، وأوضح برهان، وأقوم حجة، وأبين دليل، ورأيت معارضته لشبه أهل الباطل، وذكرها ونقضها بما يشفي ويكفي، وهو دافع لأهل الباطل

(2)

.

(1)

ابن كثير: تفسير القرآن العظيم ت: سامي سلامة (5/ 157).

(2)

حمد العثمان: أصول الجدل و المناظرة، مكتبة ابن القيم - الكويت، ط 1 1422 هـ، ص (37).

ص: 168

وقد حكى القرآن الكريم جملة من المناظرات، وأوجها من المجادلات منها حكاية المناظرة بين الملائكة وإبليس، وكذا المناظرة بين إبراهيم الخليل والنمرود، قال الإمام القرطبي بعد حكاية هذه المناظرة:" وتدل على إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة، وفي القرآن والسنة من هذا كثير ممن تأمله "

(1)

.

ومن أوجه الهداية والبيان في طرائق القرآن الكريم:

معالجة القرآن الكريم لكثير من القضايا المجتمعة عن طريق السؤال والجواب، والقرآن فيه الكثير من هذه الإجابات لكثير من الأسئلة التي كانت تلامس حياة الناس، وقد تميزت إجابات القرآن الكريم بمجموعه ميزات وخصائص

(2)

منها:

- اتصالها بالواقع إذ تستمد الإجابات من واقع السائلين، ومما يدور ويجري في حياتهم، فإذا سألوا عن الخمر والميسر، كانت الإجابة موجهة للرجوع إلى الواقع، والنظر إلى ما تحدثه الخمر وما يؤدي إليه الميسر في واقع حياتهم، قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة 219]، ثم قال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)} [المائدة:90 - 91].

- والإقناع العقلي، فلا تجد العقول غضاضة في قبولها والتسليم بها.

(1)

القرطبي: جامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية - القاهرة، ط 2 - 1384 هـ، (3/ 286).

(2)

أحمد ضليمي: السؤال في القرآن الكريم، مقال ضمن مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، العدد 111، 1421 هـ، ص (295).

ص: 169

- واغتنام الفرص للتوجيه والإرشاد والإصلاح، فحين سأل القوم عن الأهلة ناسب التوجيه نحو السلوك الصحيح ومجانبة السلوك غير السوي، قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)} [البقرة:189].

- والتوجيه إلى عدم تبديد الطاقة العقلية فيما لا طائل تحته، كمن يسأل عن أمور لا يستطيع العقل إدراكها وفهمها لأنه أكبر من قدراته مهما بلغت، وأعظم من أن يصل إليها بعلومه ومعارفه، قال تعالى:

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء:85].

ومن أوجه البيان والهداية في طرائق القرآن الكريم:

ما انطوى عليه هذه الكتاب العزيز من معالم الأكوان والغائبة والشاهدة، والماضية والحاضرة والمستقبلة، وما فيه من سرد أخبار الماضيين، وبيان عوالم يوم الدين، كل ذلك بأسلوب أخّاذ، يهذب النفوس، ويجذب القلوب وينير العقول.

نجد هذه المعالم والعوالم مبثوثة في كتب الله تعالى، تتكرر في أكثر من موضع لا يجد القارئ إملالاً من كثرة التكرار، فإن في التكرار يتعاظم النفع من الزجر والوعظ

(1)

.

ولما كان المقصود الأعظم من القرآن بيان المبدأ والمعاد

(2)

، استفاضت أخباره وتكرر في القرآن بيان أحواله. فالقرآن الكريم يشير إلى المعاد بطرق كثيرة ويتحدث عن الآخرة بأساليب عديدة.

(1)

الباقلاني: الانتصار للقرآن، دار ابن حزم - بيروت، ط 1 1422 هـ (2/ 800).

(2)

السيوطي: قوت المغتذي على جامع الترمذي، تحقيق في رسالة علمية، بجامعة أم القرى، كلية الدعوة وأصول الدين، 1424 هـ (2/ 725).

ص: 170

فيخبر عن المعاد بطريق مباشر، وذلك: ببيان إمكانه، والإخبار بتحقق وقوعه، وإقامة البراهين الكافية لإثباته، بما يدفع كل لبس وشبهة، ويسقط معها كل جدال وافتراء، وكذا يخبر القرآن عن المعاد بطريق غير مباشر حيث يتمثل في تصوير واستعراض مشاهد القيامة، غير ملتفت إلى المنكرين وإن كان المقصود في النهاية التأثير عليهم

(1)

.

وكذا يخبر القرآن من ذكر أقوال الكفار وحججهم، فيجادلهم تارة في التوحيد، وتارة في النبوات، وتارة في المعاد، وتارة في الشرائع، بأحسن الحجج وأكملها، كما قال تعالى:{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)} [الفرقان:33]

(2)

.

ولذا فإن في القرآن من ذكر المعاد وتفصيله، وصفة الجنة والنار، والنعيم والعذاب، ما لا يوجد مثله في التوراة والإنجيل

(3)

.

إذن: فخصائص القرآن الكريم ومميزاته وطرائقه تقوم على أمور منها

(4)

:

1 -

الثراء والتنوع والتكرار الجاذب للنفوس.

2 -

ملاءمته للفطرة، وخلوها من التعقيد، ومناسبتها للجميع.

3 -

اليسر في المضمون، والوضوح في اللفظ والمعنى.

4 -

حشد الأدلة البراهين للدلالة على المقصود، بأسلوب مقنع، مستند على المنطق السليم، والبرهان الصحيح.

(1)

بدرية العثمان: من بلاغة القرآن ا لكريم، دار الراية - الرياض، ط 1 1417 هـ، ص (83 - 86).

(2)

ابن تيمية: الجواب الصحيح دار العاصمة، السعودية، ط 2 - 1419 هـ (1/ 229).

(3)

ابن تيمية: الجواب الصحيح: دار العاصمة، السعودية، ط 2 - 1419 هـ (2/ 79)

(4)

محمد ملكاوي: عقيدة التوحيد في القرآن، مكتبة دار الزمان، ط 1 1405 هـ، ص (327)، خالد حمدان: الإقناع أسسه وأهدافه، بحث مقدم من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية - غزة 1426 هـ.

ص: 171