المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثاني مذهب طوائف أهل الكلام في اليوم الآخر - الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

[مازن بن محمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الأستاذ الدكتور صلاح إبراهيم عيسى

- ‌الإهداء

- ‌شكر

- ‌مقدمة

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌سبب اختيار العنوان، وما امتازت به العقيدة الواسطية عن غيرها:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌(خطة البحث):

- ‌(منهج البحث):

- ‌الباب الأول الإيمان باليوم الآخر حقيقته، وحتميته، وأهميته، وأدلته، والرد على منكريه

- ‌الفصل الأول اليوم الآخر

- ‌المبحث الأول: الإيمان باليوم الاخر

- ‌المطلب الأول: التعريف باليوم الآخر

- ‌المسألة الأولى: معنى كلمة (اليوم):

- ‌المسألة الثانية: معنى كلمة (الآخر):

- ‌المسألة الثالثة: معنى (اليوم الآخر):

- ‌المطلب الثاني: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الأولى: حقيقة اليوم الآخر والإيمان به

- ‌المسألة الثانية: أسماء اليوم الآخر:

- ‌المطلب الثالث: سبب تسمية اليوم الآخر بهذا الاسم:

- ‌المبحث الثاني حكم الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الأولى: حكم الإيمان باليوم الآخر، وحكم منكره

- ‌المسألة الثانية: قصرُ المتكلمين أدلة إثبات اليوم الآخر في السمعيات فقط:

- ‌المسألة الثالثة: ظنُّ المتكلمين أن القول بالبعث والمعاد لا يعرف إلا بإثبات نظرية الجوهر الفرد:

- ‌المطلب الثاني اتفاق الشرائع على الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الثالث القدر المجزئ من الإيمان باليوم الآخر

- ‌المبحث الثالث الترتيب بين أركان الإسلام

- ‌المطلب الأول التلازم والترابط بين الأركان:

- ‌المطلب الثاني سر الاقتران بين ركني الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر

- ‌المبحث الرابع اختلاف موازيين الدنيا وقوانينها عن موازين الآخرة وقوانينها

- ‌المطلب الأول اختلاف قوانين الدنيا عن قوانين الاخرة وسننها

- ‌المطلب الثاني أمثلة تبين حقيقة الاختلاف في الموازيين والقوانين الدنيوية والأخروية

- ‌المبحث الخامس أقسام الناس في الإيمان باليوم الآخر

- ‌المطلب الأول مذهب أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني مذهب طوائف أهل الكلام في اليوم الآخر

- ‌المبحث السادس: الأدلة الإجمالية لإثبات اليوم الآخر

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول أدلة القرآن الكريم على إثبات اليوم الآخر، (الأدلة النقلية)

- ‌المطلب الثاني الأدلة العقلية على إثبات اليوم الآخر

- ‌1 - دليل العدالة:

- ‌2).2 -دليل الحكمة:

- ‌3 - دليل الفطرة:

- ‌الفصل الثاني: اليوم الآخر في الكتاب والسنة

- ‌المبحث الأول (اليوم الآخر في الكتاب العظيم)

- ‌المطلب الأول: المميزات العامة لطريقة القرآن الكريم في البيان:

- ‌المطلب الثاني اليوم الآخر في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى صور عناية القرآن الكريم باليوم الآخر:

- ‌المسألة الثانية: أسباب العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المسألة الثالثة: نتائج العناية باليوم الآخر في القرآن الكريم:

- ‌المبحث الثاني: اليوم الآخر في السنة النبوية المطهرة

- ‌المطلب الأول صور العناية النبوية باليوم الاخر

- ‌المطلب الثاني أسباب عناية السنة النبوية باليوم الآخر

- ‌الفصل الثالث: اليوم الآخر عند الأديان والمِلل والنِحل

- ‌المبحث الأول اختلاف الناس في أمر البعث والمعاد

- ‌المطلب الأول أقوال الناس في المعاد

- ‌المطلب الثاني الشبه المتوهمة لإنكار البعث

- ‌المسألة الأولى: حكاية القرآن الكريم لشبه المنكرين للبعث والمعاد:

- ‌المسألة الثانية أسباب استبعاد المنكرين للبعث والمعاد

- ‌المسألة الثالثة الدلائل اليقينية الدالة على البعث والمعاد:

- ‌المسألة الرابعة شبهات منكري البعث:

- ‌المبحث الثاني: مشركو العرب والبعث

- ‌المطلب الأول العرب الجاهليون وإنكار البعث:

- ‌المطلب الثاني إيمان بعض الجاهليين بالبعث:

- ‌المبحث الثالث: اليهود واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله موسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني عقيدة الآخر في العهد القديم والأسفار:

- ‌المبحث الرابع: النصارى واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول عقيدة نبي الله عيسى عليه السلام، وقومه في المعاد:

- ‌المطلب الثاني المعاد في العهد الجديد:

- ‌المبحث الخامس: الفلاسفة واليوم الآخر

- ‌المطلب الأول الفلاسفة وانحراف طرائقهم في المعاد والشرائع:

- ‌المطلب الثاني قول الفلاسفة في المعاد:

- ‌المبحث السادس: عقيدة اليوم الآخر عند بعض الأديان الوضعية

- ‌المطلب الأول قدماء المصريين واليوم الآخر

- ‌المطلب الثاني بعض الديانات الهندية واليوم الآخر

- ‌الباب الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر على ضوء العقيدة الواسطية

- ‌الفصل الأول: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من الموت إلى ما قبل البعث

- ‌المبحث الأول الموت، حقيقته، والآثار الواردة فيه

- ‌المطلب الأول: تعريف الموت لغة واصطلاحاً

- ‌المسألة الأولى: تعريف الموت لغة:

- ‌المسألة الثانية تعريف الموت في الاصطلاح

- ‌المطلب الثاني الموت في القرآن الكريم

- ‌المسألة الأولى أوجه اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت:

- ‌المسألة الثانية أسباب اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المسألة الثالثة نتائج اهتمام القرآن الكريم بذكر الموت

- ‌المبحث الثاني الحياة البرزخية:

- ‌المطلب الأول: فتنة القبر:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على حصول الفتنة في القبور:

- ‌المسألة الثانية: تواتر الأخبار والنصوص في إثبات فتنة القبر:

- ‌المسألة الثالثة معنى فتنة القبر

- ‌المسألة الرابعة بعض المسائل المتعلقة بفتنة القبر

- ‌المطلب الثاني عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع أهل السنة على وقوع عذاب القبر ونعيمه:

- ‌المسألة الثانية تواتر النصوص الشرعية في إثبات عذاب القبر:

- ‌المسألة الثالثة أدلة إثبات عذاب القبر

- ‌المسألة الرابعة المنكرون لعذاب القبر

- ‌المسألة الخامسة شبهات المنكرين لعذاب القبر

- ‌أ. شبه نقلية:

- ‌ب. شبهة عقلية:

- ‌الفصل الثاني: المسائل المتعلقة باليوم الآخر من البعث إلى دخول الجنة أو النار

- ‌المبحث الأول قيام الساعة وإعادة الأرواح للأجساد

- ‌المطلب الأول: قيام القيامة الكبرى

- ‌تمهيد:

- ‌المسألة الأولى: حكاية الإجماع على القيامة الكبرى:

- ‌المسألة الثانية: دلائل القرآن والسنة على القيامة الكبرى:

- ‌المطلب الثاني إعادة الأرواح للأجساد (البعث)

- ‌المطلب الثالث صفة قيام الناس من قبورهم:

- ‌المسألة الأولى: حكاية بعض أقوال العلماء في حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة حشر الناس على هذه الصفة:

- ‌المسألة الثالثة: جاء في وصف بعث الخليقة يوم القيامة، أنه يبعثون حفاة عراة غرلاً بهما

- ‌المبحث الثاني: أحداث القيامة الكبرى

- ‌المطلب الأول دنو الشمس ولجوم العرق

- ‌المطلب الثاني إثبات الميزان

- ‌‌‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الميزان:

- ‌المسألة الثانية: أدلة ثبوته في الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: المنكرون للميزان:

- ‌المسألة الرابعة: صفات الميزان:

- ‌المسألة الخامسة: هل الميزان واحد أم هناك موازين متعددة؟ وما الموزون فيه؟ وهل هو خاص للمؤمنين

- ‌المطلب الثالث نشر الدواوين

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في نشر صحف الأعمال يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: الأدلة من الكتاب والسنة:

- ‌المسألة الثالثة: كيفية أخذ الكتب يوم القيامة:

- ‌المطلب الرابع لحساب يوم القيامة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحساب يوم القيامة:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الحساب في الآخرة:

- ‌أ - الأدلة القرآنية على إثبات الحساب:

- ‌ب - أدلة السنة في إثبات الحساب:

- ‌المسألة الثالثة: حساب الأنبياء وسؤالهم عليهم الصلاة والسلام:

- ‌المسألة الرابعة: حساب الكفار:

- ‌المطلب الخامس الحوض المورود

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الثانية: المخالفون في الحوض:

- ‌المسألة الثالثة: أدلة إثبات الحوض المورود:

- ‌المسألة الرابعة: أوصاف الحوض المورود:

- ‌المسألة الخامسة: سؤالات العلماء عن الحوض:

- ‌المطلب السادس الصراط

- ‌المسألة الأول: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثانية: أدلة إثبات الصراط:

- ‌أدلة إثبات الصراط من القرآن الكريم:

- ‌أدلة السنة المطهرة في إثبات الصراط:

- ‌المسألة الثالثة: المخالفون في الصراط:

- ‌(أ) قالوا: لا فائدة من نصب الصراط إلا العبور عليه

- ‌(ب) إنكار أن يكون الصراط (أحد من السيف وأدق من الشعر)

- ‌المسألة الرابعة: صفات الصراط:

- ‌المطلب السابع القنطرة بين الجنة والنار

- ‌المطلب الثامن أول من يستفتح باب الجنة ، وأول الأمم دخولاً إلى الجنة:

- ‌المطلب التاسع الشفاعة

- ‌المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الشفاعة:

- ‌المسألة الثانية: الشفاعات التي ذكرها الإمام ابن تيمية:

- ‌المسألة الثالثة: الأدلة العامة على إثبات الشفاعة في الآخرة:

- ‌(أ) الأدلة المثبتة للشفاعة من القرآن الكريم:

- ‌(ب) الأدلة المثبتة للشفاعة في الآخرة من السنة المطهرة:

- ‌المسألة الرابعة: المخالفون في أمر الشفاعة يوم الدين:

- ‌المبحث الثالث: تفاصيل أخبار اليوم الآخر

- ‌تمهيد:

- ‌1 - المطلب الأول: اتفاق السلف على مسائل الآخرة:

- ‌2).2 -المطلب الثاني: أن إثبات المعاد من المشتركات بين الأمم والشرائع:

- ‌3 - المطلب الثالث: صفة العلم الموروث عن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام:

- ‌الباب الثالث: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌الفصل الأول: اهتمام القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ببيان أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول: الإنسان سيد هذا الكون

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول مظاهر تكريم الإنسان

- ‌المطلب الثاني علاقة الإنسان بغيره: بالخالق، وبالكون، وبمثله، وبالدنيا، وبالآخرة

- ‌المسألة الأولى: علاقة الإنسان بخالقه:

- ‌المسألة الثانية: علاقة الإنسان بالكون:

- ‌المسألة الثالثة: علاقة الإنسان بالإنسان:

- ‌المسألة الرابعة: علاقة الإنسان بالحياة الدنيا:

- ‌المسألة الخامسة: علاقة الإنسان بآخرته:

- ‌(أ) نصوص القرآن الكريم في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة، قال الله تعالى:

- ‌(ب) نصوص السنة المطهرة في إثبات سؤال المحاسبة يوم القيامة:

- ‌المبحث الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك، في ضوء نصوص القرآن والسنة

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر في تقويم السلوك في ضوء السنة النبوية المطهرة

- ‌الفصل الثاني: أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

- ‌المبحث الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد

- ‌المطلب الأول: الثراء المعرفي الموجب للأثر التعبدي وغيره:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية التعبدية

- ‌1 - الإخلاص لله تعالى:

- ‌2 - الرغبة في الآخرة، وإيثارها على الدنيا:

- ‌3 - أن ذكر الآخرة سبب من أسباب نجاة العبد:

- ‌4 - الخوف من الله تعالى:

- ‌5 - رجاء ما عند الله عز وجل:

- ‌6 - محبة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام:

- ‌7 - حفظ الجوارح والأعضاء عن المحارم:

- ‌8 - يورث مراقبة الله جل وعلا:

- ‌9 - سبب لصلاح القلب:

- ‌10 - أنه يوجب تعزيز التقوى في نفس الفرد:

- ‌المطلب الثالث أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية النفسية

- ‌1 - قبول الحق وعدم رده:

- ‌2 - عدم الخوف من المستقبل:

- ‌3 - الاستقامة على شرع الله تعالى:

- ‌4 - تعلق القلب بالله وحده سبحانه:

- ‌5 - تماسك المسلم عن السقوط والانهيار:

- ‌6 - التسليم والرضا بكل ما يجري من المقادير:

- ‌7 - الشعور بالراحة والطمأنينة:

- ‌8 - تسلية المؤمن عما يفوته من أمور الدنيا، وتخفيف الهموم والأحزان:

- ‌9 - الشعور بالسعادة وإحياء الأمل في النفوس:

- ‌10 - صمود الجوارح أما الرغبات النفسية:

- ‌11 - أنه يرى الموت نعمة كالحياة:

- ‌المطلب الرابع أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - البعد عن سيء الأخلاق:

- ‌2 - يورث المحبة والتواد بين المسلمين:

- ‌3 - يمنع الظلم:

- ‌4 - يربي المؤمن على تخطي المواقف الصعبة:

- ‌5 - بذل النفوس رخيصة في سبيل الله:

- ‌6 - يغرس في النفس الإقدام والسعي نحو أبواب البر والخير:

- ‌7 - يورث علو الهمة في الطاعات:

- ‌8 - يورث محاسبة النفس:

- ‌9 - التوبة إلى الله عز وجل:

- ‌خلاصة المطلب:

- ‌المبحث الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمع

- ‌المطلب الأول أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية التعبدية

- ‌1 - ينمي روح التآخي، ويزيد الألفة بين أفراد المجتمع:

- ‌2 - أن يأخذ الإنسان ما له، ويؤدي ما عليه:

- ‌3 - رد الحق لأهله (رد المظالم):

- ‌4 - الشعور بالطمأنينة والأمن الدائمين:

- ‌5 - مصدر من مصادر القوة للأفراد لمواجهة الباطل:

- ‌6 - القناعة في الدنيا، والرغبة فيما عند الله تعالى:

- ‌7 - تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين:

- ‌8 - قمع النفس عن الحرام والتزهيد فيه:

- ‌المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية السلوكية والأخلاقية

- ‌1 - حفظ الأخلاق:

- ‌2 - ينمي في الأفراد حب البذل والعطاء:

- ‌3 - أداء الحقوق:

- ‌4 - أنه سبب لحل جميع المشكلات:

- ‌5 - انخفاض معدلات الجريمة:

- ‌الخاتمة:

- ‌التوصيات:

- ‌تراجم لبعض الأعلام الوارد ذكرهم في البحث:

- ‌المراجع

الفصل: ‌المطلب الثاني مذهب طوائف أهل الكلام في اليوم الآخر

ولذا كان مذهب السلف أعلم وأحكم وأسلم، بقبولهم كل ما جاء عن الله تعالى، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، من أخبار اليوم الآخر وغيره فآمنوا به علما وعملا.

‌المطلب الثاني مذهب طوائف أهل الكلام في اليوم الآخر

وأما طوائف أهل الكلام، وبعض المنتسبين للإسلام، فقد خلطوا في قضايا الغيبيات التي يسمونها السمعيات، فمع إيمانهم بما ورد به السمع، مع تجويز العقل له، إلا أنهم ردوا بعض قضايا الغيب التي مبناها السمع؛ لوارد الشبهة التي بنوها، والقاعدة التي أصلوها.

ولهم في هذا المقام جملة من القواعد التي كانت نصب أعينهم، حين انطلقوا يقررون عقائدهم المتعلقة باليوم الآخر والمعاد منها:

- التفريق بين الأخبار الواردة عن طريق التواتر، والأخبار الواردة عن طريق الآحاد.

- والنظر بين ما يُجوِّزه العقل، وما لا يجوزه.

- والتسلسل في الماضي والمستقبل.

- والنظر إلى مبدأ العدل والاستحقاق.

- ونتيجة القاعدة التي توصلوا إليها في إثباتهم للصانع وهي: ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث.

فبناء على ما أصلوه من قواعد، وبنوه من أساسات، ظنوا أنها ضمان للعقائد من الانحراف والزيغ، وقعوا في التناقض، وفي نقيض ما ظنوه فردوا النصوص وأولوها؛ بناء على هذه الأسس عندهم.

فالجهمية:

أنكرت كثيرا من أمور الآخرة، كعذاب القبر ونعيمه، والصراط، والميزان والرؤية، والنداء والمناداة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " وأما أهل الأهواء: فكان كثير من الجهمية والمعتزلة ونحوهم، يكذب بما في البرزخ من النعيم والعذاب، ولا يقر بما يكون في القبر، كما ينكرون أيضا وجود الجنة والنار، ولا يعتقدون نعيما ولا عذابا، ولا ثوابا ولا عقابا إلا عند القيامة الكبرى،

ومنهم من يزعم أنه يفنى بعد دخول الجنة والنار، وأنهما يفنيان كما يذكر ذلك عن الجهم بن صفوان، وزعم أبو الهذيل أن حركاتهم تفنى "

(1)

(1)

ابن تيمية: المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 93)، ابن حزم: الفِصل (4/ 55)، ابن القيم: الروح ص (58).

ص: 112

وقال إمامهم الجهم بن صفوان بفناء الجنة والنار، وكذا أبو الهذيل العلاف إلا أنه اقتصر على القول بفناء حركات أهل الجنة والنار، بناء على قولهما: إمكان وجود ما لا يتناهى من الحوادث في الماضي والمستقبل، فمنعا ذلك مطلقا، ولذا كلاهما ينفي دوام الحدوث في المستقبل، كما نفاه في الماضي.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " والتسلسل في المستقبل جائز عند جماهير المسلمين، وغيرهم من أهل الملل، وغير أهل الملل، فإن نعيم الجنة وعذاب النار دائمان، مع تجدد الحوادث فيهما، وإنما أنكر ذلك الجهم بن صفوان، فزعم أن الجنة والنار يفنيان، وأبو الهذيل العلاف زعم أن حركات أهل الجنة، والنار تنقطع، ويبقون في سكون دائم.

وذلك أنهم لما اعتقدوا أن التسلسل في الحوادث ممتنع في الماضي، والمستقبل قالوا هذا القول الذي ضللهم به أئمة الإسلام "

(1)

.

وبيَّن شيخ الإسلام أصل شبهتهما فقال: " فإن هذين أوجبا أن يكون لجنس الحوادث انتهاء، كما يجوز أن يكون لها عندهم ابتداء، وأكثر الذين وافقوهم على وجوب الابتداء، خالفوهم في الانتهاء، وقالوا لها ابتداء وليس لها انتهاء "

(2)

.

وقد حكم الإمام ابن حزم على قولهما بأنه مخالف للقرآن فقال: " وهذا خلاف القرآن، والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلاف إجماع أهل الإسلام المتيقن "

(3)

.

فهذا القول مما أنكره السلف والأئمة على الجهمية، وعدوه من كفرهم؛ لمخالفته صريح القرآن القاضي ببقاء نعيم الجنة، قال تعالى:{إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54)} [ص: 54]، وقال تعالى:{أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [الرعد:35]

(4)

.

(1)

ابن تيمية: منهاج السنة (1/ 146 - 310 - 351)، ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل (1/ 305 - 2/ 358 - 9/ 184).

(2)

ابن تيمية: مجموعة المسائل (5/ 169)، ابن القيم: الروح ص (348)، الأشعري: مقالات الإسلاميين ص (355).

(3)

ابن حزم: الفِصل في الملل والأهواء والنحل، مكتبة الخانجي - القاهرة، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (4/ 155).

(4)

ابن تيمية: منهاج السنة، جامعة الإمام محمد بن سعود، ط 1 - 1406 هـ (1/ 310).

ص: 113

وقال البغدادي في الباب الذي حكى فيه إجماعات أهل السنة: " وأكفروا أبا الهذيل بقوله بانقطاع نعيم الجنة وعذاب النار، وأكفروا من قال من الجهمية بفناء الجنة والنار "

(1)

.

فإنكار الجهم لقضايا اليوم الآخر، معلوم عند العلماء، لذا انبرو للرد عليه وبيان ضلاله، وكشف انحرافه.

وأما الخوارج والمعتزلة:

فأنكروا جملة من الغيبيات المتعلقة باليوم الآخر، فأنكروا الشفاعة للعصاة وإنما أنكرت المعتزلة الشفاعة للعصاة؛ لأنها ضد العدل والاستحقاق، فإن من أصولهم الخمسة: إنفاذ الوعيد، ومعناه عندهم:" أن فساق الملة مخلدون في النار، لا يخرجون منها بشفاعة ولا غير ذلك "

(2)

، قال الإمام ابن تيمية:" ومن أصول المعتزلة مع الخوارج: إنفاذ الوعيد في الآخرة، وأن الله تعالى لايقبل في أهل الكبائر شفاعة، ولا يخرج منهم أحد "

(3)

، " وهذا لاعتمادهم على عقولهم الفاسدة، وأخذهم بالمتشابه من القرآن، وتركهم

الأخبار المروية الثابتة في الصحاح "

(4)

وقد نص القاضي عبد الجبار المعتزلي، على أن الشفاعة خاصة للتائبين من المؤمنين

(5)

، وبذا هو يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة من أن الشفاعة تكون لمذنبي أهل التوحيد، كما قال الإمام أبو عثمان الصابوني:" ويؤمن أهل الدين والسنة بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لمذنبي أهل التوحيد، ومرتكبي الكبائر كما ورد بذلك الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "

(6)

.

(1)

البغدادي: الفرق بين الفرق، دار الآفاق الجديدة - بيروت، ط 2 - 1977 م، ص (331).

(2)

ابن تيمية: الفتاوى الكبرى، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 - 1408 هـ (5/ 85).

(3)

ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ت: عبدالرحمن بن قاسم (13/ 358).

(4)

يحى العمراني: الانتصار في الرد على المعتزلة، أضواء السلف - الرياض، ط 1 - 1419 هـ (3/ 688).

(5)

القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة ت: د. عبدالكريم عثمان، (687).

(6)

الصابوني: عقيدة السلف أصحاب الحديث، مكتبة الوادعي - اليمن، ط 1 - 1428 هـ، ص (258).

ص: 114

وقد نص الإمام ابن حزم على انكار المعتزلة والخوارج للشفاعة ثم قال: " وذهب أهل السنة، والأشعرية، والكرامية، وبعض الرافضة إلى القول بالشفاعة "

(1)

.

ومما خالفت فيه الخوارج والمعتزلة جمهور المسلمين فيما يتعلق باليوم الآخر القول بأن الجنة والنار لم تُخلقا بعد. وقد ذكر الإمام الشهرستاني، أن من بدع هشام بن عمرو الغوطي قوله:" أن الجنة والنار ليستا مخلوقتين الآن، إذ لا فائدة في وجودهما وهما جميعا خاليتان ممن ينتفع ويتضرر بهما. وبقيت هذه المسألة منه اعتقادا للمعتزلة "

(2)

.

وذَكر عن الجاحظ المعتزلي قوله في أهل النار: " إنهم لا يخلدون فيها عذابا بل يصيرون إلى طبيعة النار. وكان يقول: النار تجذب أهلها إلى نفسها من غير أن يدخل أحد فيها "

(3)

.

ومن بدع المعتزلة المتعلقة باليوم الآخر، إنكارهم لبعض معالم الآخرة، قال الإمام يحيى العمراني:" وعند أهل الحديث: أن الحسنات والسيئات للموحدين، توزن بميزان يوم القيامة، وأن الصراط حق، وأن حوض النبي صلى الله عليه وسلم حق. وأنكرت المعتزلة والقدرية وأهل الزيغ ذلك كله "

(4)

.

وأشار الدكتور مصطفى حلمي إلى أن من المآخذ التي " أخذها أهل السنة والجماعة على المعتزلة: ردهم للأحاديث التي لا توافق أغراضهم ومذاهبهم ويدعون أنها مخالفة للعقول، فيجب ردها، كالمنكرين لعذاب القبر والصراط، والميزان، ورؤية الله عز وجل في الآخرة "

(5)

.

(1)

ابن حزم: الفِصل، مكتبة الخانجي - القاهرة، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (4/ 53).

(2)

الشهرستاني: الملل والنحل، مؤسسة الحلبي - دمشق، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (1/ 73).

(3)

الشهرستاني: الملل والنحل، مؤسسة الحلبي - دمشق، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (1/ 75).

(4)

العمراني: الانتصار، أضواء السلف - الرياض، ط 1 - 1419 هـ (3/ 720).

(5)

مصطفى حلمي: منهج علماء الحديث، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 - 1426 هـ، ص (103).

ص: 115

وقد نسب التفتازاني وغيره إلى بعض المعتزلة إنكارهم للميزان والصراط

(1)

وكذا نسب جماعة من أهل العلم إنكارهم للحوض، وتأويلهم النصوص الصريحة في إثباته

(2)

.

وأنكرت المعتزلة، والإباضية من الخوارج، والرافضة، والزيدية، رؤية الله تعالى في الآخرة، فخالفوا كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة

(3)

.

ولذا كان الواجب الإيمان بها وإجراء النصوص على ظاهرها، قال الإمام الغزالي:" تعمق جماعة، فأولوا ما ورد في الآخرة من الميزان والصراط وغيرهما، وهو بدعة؛ إذ لم ينقل ذلك بطريق الرواية، وإجراؤه على الظاهر غير محال، فيجب إجراؤه على الظاهر"

(4)

.

(1)

التفتازاني: شرح المقاصد، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 - 1422 هـ (2/ 223).

(2)

السفاريني: لوامع الأنوار (2/ 202)، الأشعري: الإبانة، ص (164)، الاسفراييني: التبصير في الدين: (66).

(3)

البغدادي: الفرق بين الفرق: ص (114)، ابن حزم: الفَصل: (3/ 7)، الشهرستاني: الملل والنحل: (1/ 45).

(4)

الغزالي: قواعد العقائد، عالم الكتب - لبنان، ط 2 - 1405 هـ، ص (129).

ص: 116

وأما الأشاعرة: فوافقوا أهل السنة في جملة مسائل الغيبيات، إلا أنهم صرحوا في مسألة الرؤية في الآخرة، بأن الله تعالى يُرى لكن لا إلى جهة؛ لأن من أصول الأشاعرة، نفي الجهة عن الله تعالى، فهذا إمام الحرمين الجويني يُصرح بأن إثبات الرؤية، لا يستلزم الجهة، فالله تعالى يرانا ويبصرنا، وليس هو في جهة من المرئي

(1)

، مما ألَّب عليهم المعتزلة، وأوقعهم في التناقض، لأن من لوازم الرؤية، أن يكون الرائي في جهة من المرئي

(2)

. فالأشاعرة وافقوا أهل السنة في الإيمان بأحوال البرزخ، وأمور الآخرة من: الحشر والنشر والميزان، والصراط، والشفاعة، والجنة والنار؛ لأنها من الأمور الممكنة التي أقر بها الصادق صلى الله عليه وسلم، وأيدتها النصوص الشرعية

(3)

.

وأما غلاة الصوفية كابن عربي: فإنه ادعى أن أصحاب النار يتنعمون فيها كما يتنعم أهل الجنة في الجنة، وأنه يسمى عذابا من عذوبة طعمه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا المذهب:" وهو مما يُعلم بالاضطرار فساده من دين الإسلام "

(4)

.

فهذه صور من أوجه انحراف الفطرة السليمة، رغم وفرة الشواهد والنصوص التي لو تأملها المتأمل، لانقاد إلى الحقيقة، وعرف الجواب عن الأسئلة التي أشغلت أذهان البعض، لم أتيت؟ وإلى أين سأذهب؟.

فلو تفكر صاحب الهذيان الذي يقول في طلاسمه: (لست أدري)

لاهتدى، ولو جلس مع نفسه في لحظة صفاء وتأمل لارتضى، ولكنه قال:

جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت

ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت

وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت

كيف جئت؟ كيف طريقي؟ لست أدري!

(1)

أحمد عبداللطيف: منهج إمام الحرمين في دراسة العقيدة: ص (277).

(2)

أحمد عبداللطيف: شرح الرسالة التدمرية ص (227).

(3)

الأشعري: الإبانة: ص (49)، الشهرستاني: الملل والنحل، (1/ 102)، الآمدي: غاية المرام

المجلس الأعلى للشئون الاسلامية - القاهرة ت: حسن محمود (1/ 301)، الأيجي: المواقف،

(3/ 524)، الجهني: الموسوعة الميسرة (1/ 90).

(4)

ابن تيمية: الصفدية، (1/ 245)، ابن تيمية: مجموع الفتاوى، (2/ 242)، الأشعري: مقالات الإسلاميين، ص (355 - 395).

ص: 117

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود

هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود

هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود .... أتمنّى أنّني أدري ولكن

لست أدري!

وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟

هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور

أأنا السّائر في الدّرب أم الدّرب يسير

أم كلانا وأقف والدّهر يجري؟ لست أدري!

أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويّا

أتراني كنت محوا أم ترأني كنت شيّا

ألهذا اللّغز حلّ أم سيبقى أبديّا

لست أدري

ولماذا لست أدري؟

لست أدري!

أوراء القبر بعد الموت بعث ونشور

فحياة فخلود أم فناء ودثور

أكلام النّاس صدق أم كلام الناس زور

أصحيح أنّ بعض الناس يدري؟ .. لست أدري!

إن أكن أبعث بعد الموت جثمانا وعقلا

أترى أبعث بعضا أم ترى أبعث كلاّ

أترى أبعث طفلا أم ترى أبعث كهلا

ثمّ هل أعرف بعد الموت ذاتي؟

لست أدري!

أنا لا أذكر شيئا من حياتي الماضية

أنا لا أعرف شيئا من حياتي ألآتية

لي ذات غير أني لست لأدري ما هيه

فمتى تعرف ذاتي كنه ذاتي؟ لست أدري!

إنّني جئت وأمضي وأنا لا أعلم

أنا لغز مبهم وذهابي كمجيئي طلسم

والّذي أوجد هذا اللّغز لغز مبهم

لا تجادل ذو الحجى من قال إنّي

لست أدري!

(1)

فهذه جملة من مقطوعة طويلة، ضمنها قائلها جملة من التساؤلات التي حيرته، فهي أسئلة سجلت أفكار المنحرفين الضائعين التائهين، وبينت مدى اضطرابهم وقلقهم، وولدت لديهم شقاء لا ينتهي، وعذابا لا ينقضي.

فهؤلاء وأمثالهم، يعيشون في جحيم لا يُطاق، ولذا فهم لا يعرفون لحياتهم معنى، ولا لأعمالهم مغزى؛ لأنهم لم يُذعنوا لداعي الفطرة، ولم يُسلموا لنصوص الشريعة.

(1)

انظر: موقع الأدب على الشبكة العنكبوتية في الإنترنت: www.adab.com

ص: 118

وإنك لتعجب مما تجده من فقر روحي، وخواء إيماني، في جانب ما تعيشه الحضارة الغربية والشرقية من إنجازات مادية تبهر العقول، إلا أنهم كما قال تعالى:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)} [الروم:7] ومع هذا الخواء الإيماني، أصبحوا لا يقيمون لحياتهم وزنا، فهم يعيشون في تيه، ليس لهم هم إلا قضاء شهوة، أو كسب ملذة، وربما تخلص أحدهم من حياته، وهذا منتهى الضياع.

فحين تغيب عنهم صورة الدار الآخرة، فلا يدرون ما الهدف من وجودهم؟ ولا الغاية من خلقهم؟، فلن يتورعوا عن حرام، ولن يبالوا بنظام وحينها يفشو الظلم والاعتداء.

" ومن هنا اضطر كثير ممن لا يُؤمن بالدين، ولا بالآخرة كواقع ديني، إلى أن يصرحوا بأنه لا شيء غير عقيدة الآخرة، تصلح لمراقبة الإنسان وإخضاعه لسلوك طريق الحق، والعدل والإنصاف في جميع الظروف، مثل (كانت) و (فولتير) وغيرهما "

(1)

.

فلو تفكر وتأمل من انحرفت فطرته، واجتالتها الشياطين، لوجد لأسئلته جوابا، ولاضطرابه وحيرته طريقا عدلا صوابا.

ولو حرك عقله السليم، ونظر في هذا الكون العظيم؛ لاهتدى هذا العقل واقتضى وجود يوم آخر، يحاسب فيه المحسن والمسيء، ويُميز فيه بين الظالم والمظلوم.

إن هذه الحياة الدنيا بما فيها من السعادة والألم، والشقاء والندم، والصحة والسقم، والوجود والعدم، والسرور والحزن والهم، مما كتبه الله على بني أدم لهي من أدل الشواهد، وأعلى الدلائل - لمن كان له عقل - على وجود حياة أخرى، فيها الخير والعدل، والكمال والفضل.

وقد ذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب، أن من المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية، تكذيبهم ببعض ما أخبرت به الرسل - عليهم الصلاة والسلام - عن اليوم الآخر.

(1)

عبدالله نعمة: الأدلة الجلية في شرح الفصول النصيرية، ص (193).

ص: 119

والناظر في مقالات القوم من المتقدمين والمتأخرين، الذين أصابتهم لوثة التحريف، أو التكذيب، و التأويل، يجد مدى إنكارهم لكثير من عقائد اليوم الآخر، فضلا عن سُخرية البعض الآخر من بعض هذه العقائد

(1)

. وهذا يظهر جليا في مقالات أصحاب المذهب الحداثي.

ولهذا المذهب انحراف عقائدي ظاهر جلي، تجاه هذا الركن العظيم، ولذا اختلفت أنظارهم تجاه هذا الركن، ومن مظاهر هذا الانحراف العقائدي عند الحداثيين في اليوم الآخر:

1 -

جحدهم لليوم الآخر وما وراءه، ونفي البعث، واعتبار موت الإنسان فناء لا شيء بعده.

(2)

2 -

قولهم بأبدية الدنيا، أو بعض ما فيها

(3)

.

3 -

سخريتهم واستخفافهم باليوم الآخر وما وراءه

(4)

.

(1)

انظر: السعيد: المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية، (2/ 795)، عواد العنزي: المعاد الأخروي وشبهات العلمانيين، بحث مقدم لجامعة أم القرى بمكة المكرمة، سنة 1420 هـ، غير مطبوع، ص (96 وما بعده).

(2)

سعيد الغامدي: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (2/ 1389).

(3)

سعيد الغامدي: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (2/ 1405).

(4)

سعيد الغامدي: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (2/ 1429).

ص: 120