الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال لرجل: ألا أتحفك بحديث تفرح به، قال الرجل: بلي، قال: اقرأ: تبارك الذي بيده الملك، احفظها وعلمها أهلك وولدك وصبيان بيتك وجيرانك، فإنها المنجية والمجادلة، تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها، وتطلب له إلى ربها أن ينجيه من عذاب النار إذا كانت في جوفه، وينجي الله بها صاحبها عن عذاب القبر
(1)
، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: تبارك الذي بيده الملك منجية
(2)
.
قال الإمام القرطبي: "اعلم رحمك الله، أن هذا الباب لا يعارض ما تقدم من الأبواب، بل يخصصها ويبين من لا يسأل في قبره ولا يفتن فيه، ممن يجري عليه السؤال، ويقاسي تلك الأهوال، وهذا كله ليس فيه مدخل للقياس، ولا مجال للنظر فيه، وإنما فيه التسليم والانقياد لقول الصادق المرسل إلى العباد صلى الله عليه وسلم"
(3)
.
المسألة الخامسة شبهات المنكرين لعذاب القبر
تعلق المنكرون لعذاب القبر بشبهات واهية متهافتة، لا قيام لها عند قدم التحقيق، لأنهم لم يسلموا لأخبار الله تعالى وأخبار رسوله عليه الصلاة والسلام، إذ الواجب على المكلف أن يذعن ويسلم لأخبار ونصوص الوحيين، ولا يعارضها بشبهات عقلية فاسدة، لأن عذاب القبر ونعيمه من أمور الغيب التي يجب التصديق والإيمان بها، دون أي معارض عقلي.
يقول الإمام ابن رجب:" فإن عذاب القبر ليس من جنس عذاب الدنيا
…
وإنما هو نوع آخر، يصل إلى الميت بمشيئة الله وقدرته"
(4)
.
(1)
أخرجه الترمذي في جامعه، أبواب فضائل القراء، باب ما جاء في فضل سورة الملك ح (2890)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه (5/ 164) مكتبة البابي - مصر، ط 2 - 1395 هـ.
(2)
المروزي: قيام الليل، حديث أكادمي، فيصل اباد - باكستان، الطبعة: الأولى، 1408 هـ، ص (163)
(3)
القرطبي: التذكرة، دار المنهاج - الرياض، ط 1 1415 هـ، ص (17).
(4)
ابن رجب: تفسير ابن رجب، دار العاصمة - الرياض، ط 1 1422 هـ (2/ 103).