الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فعقيدة النصارى التي لم تتبدل، كانت تؤمن باليوم الآخر، ويبعث الأجساد ورد في قاموس الكتاب المقدس: تتضمن القيامة بحسب تعليم الكتاب المقدس قيامة الأجساد، وتغيير هذه الأجساد، وبقاؤها إلى الأبد، ثم قال: ولقد علم المسيح بوضوح بأن الموتى سيقومون
(1)
.
وهذه النصوص والإشارات وغيرها، وإن كانت لا تفصل تفصيلاً دقيقاً كما في نصوص المسلمين المستفيضة في أخبار البعث والمعاد والدار الآخرة، إلا أنها أقرب في التصور إلى الإسلام من اليهود، الذين اعترفوا بخلو أسفارهم من الكلام حول البعث والمعاد، ولذا كان المعاد في التصور المسيحي أظهر مما هو عليه في التصور اليهودي.
المطلب الثاني المعاد في العهد الجديد:
اصطلح القوم على تقسيم الكتاب المقدس عند المسيحيين إلى قسمين:
1 -
العهد القديم.
2 -
العهد الجديد.
فالعهد القديم: وهو مجموع الأسفار والكتب التي يعظمها اليهود والمسيحيون، مما كتب بعد موسى عليه السلام، وهو مدار إيمان اليهود ويؤمن به المسيحيون كتمهيد للجديد.
وينقسم العهد القديم إلى ثلاثة أسفار رئيسة:
أ. الأسفار التاريخية، وتحوي سبعة عشر سفراً، أهمها خمسة وهي: سفر التكوين، وسفر الخروج ، وسفر اللاويون، وسفر العدد، وسفر التثنية. وكانت تسمى بأسفار موسى الخمسة، لاعتقاد الأقدمين من أهل الكتاب أن موسى هو كاتبها.
ب. الأسفار الشعرية، وتحوي خمسة أسفار.
ج. أسفار الأنبياء، وتحوي سبعة عشر سفراً.
وجرى خلاف بين طوائف اليهود في الأسفار من حيث القبول والرد فالسامريون لا يعترفون بشيء من كتب العهد القديم إلا بما يعرف بأسفار موسى الخمسة، وما عدا هذه الخمسة يُدنس الأيدي عندهم.
والعهد الجديد: يطلق على مجموع الأسفار التي يقدسها المسيحيون فقط وهو ما كان من الكتاب بعد ميلاد المسيح، ولا يؤمن اليهود بشيء منه.
وهذا الاسم مقابل ما يسمى بالعهد القديم.
ويتكون العهد الجديد من الأناجيل الأربعة:
(1)
الخلف: دراسات في الأديان ص (334)، عبد القادر صوفي: أثر الملل والنحل القديمة، مقال منشور في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، العدد 125، 1424 هـ، ص (66).
(إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا).
وهناك سفر خامس يطلقون عليه: أعمال الرسل، واثنتان وعشرون رسالة
(1)
.
وأناجيل العهد الجديد، وردت فيها نصوص، دلالاتها واضحة على البعث والمعاد في اليوم الآخر، إلا أنها لا ترقى أن تقارن بما جاء في القرآن الكريم من نصوص المعاد في الوضوح والتكامل، ومع ذلك فهي تعطي صورة من التقارب المعرفي بين النصوص فيما يتعلق باليوم الآخر.
وبعد أن لخص د. محمد الصادقي ما في هذه الأناجيل حول القيامة وأحوالها وعدد المواضيع التي تحدثت عن اليوم الآخر، والتي تقارب العشرين موضعاً قال:" إنني بعد التصفح التام في الأناجيل الأربعة، لم أجد تصريحات بالنسبة للمعاد إلا هذه"
(2)
. ومن أكثر ا لكتب التي تحدثت عن الجنة والنار، إنجيل برنابا، ولكن النصارى يكذبون بهذا الإنجيل الذي ظهر أخيراً في عصرنا هذا
(3)
. وهذا كتاب لا سند له ولا تاريخ
(4)
.
ونشير في هذا المقام إلى أن معتقد النصارى عن اليوم الآخر وإن كان في مجمله تصوراً صحيحاً إلا أنه نقل عنهم الخلاف في بعض المسائل منها:
1 -
هل البعث يوم القيامة يكون بعثاً جسدياً أم روحياً؟
ذهب البعض: إلى أن الاعتقاد العام لدى النصارى هو الإيمان بالبعث بنوعيه الروحاني والجمساني، وهو الذي تدل عليه النصوص الواردة في الأناجيل.
وذهب البعض الآخر: إلى أن الاعتقاد الذي عليه النصارى هو: الإيمان بالبعث الروحي دون الجسدي.
(1)
محمد أبو زهرة، محاضرات في النصرانية، دار الفكر العربي - القاهرة، ط 3 1381 هـ، ص (40)، محمد زهران: إنجيل يوحنا في الميزان، دار الأرقم - مصر، ط 1 1412 هـ، ص (21)، الخلف: دراسات في الأديان، مكتبة أضواء السلف - الرياض، ط 4 1425 هـ، ص (197).
(2)
محمد الصادقي: عقائدنا 248، مؤسسة النور للمطبوعات، ط، 1414 هـ، ص (248) وانظر: شاكر الساعدي: المعاد الجسماني، المركز العالمي للدراسات الإسلامية، 1426 هـ، ص (43 - 44).
(3)
عمر الأشقر: القيامة الكبرى، دار النفائس - الأردن، ط 6 1415 هـ، ص (94).
(4)
الخلف: دراسات في الأديان، مكتبة أضواء السلف - الرياض، ط 4 1425 هـ، ص (248).
يقول الإمام الرازي:" واعلم أن المنقول عن اليهود والنصارى: إنكار البعث الجسماني، فكأنهم يميلون إلى البعث الروحاني"
(1)
.
ويقول العلامة الشهرستاني:" وفي النصارى من قال بحشر الأرواح دون الأبدان، وقال: إن عاقبة الأشرار في القيامة غم وحزن الجهل، وعاقبة الأخيار سرور وفرح العلم "
(2)
.
ويقول العلامة البغدادي:" وأنكرت الحلولية وأكثر النصارى إعادة الأجسام، وزعموا أن الثواب والعقاب إنما يكون للأرواح "
(3)
.
والأقرب من الرأيين، أن الذي عليه العامة من النصارى هو القول بالبعث الجسماني والروحي، جاء في قاموس الكتاب المقدس:"تتضمن القيامة بحسب تعليم الكتاب المقدس قيامة الأجساد، وتغير هذه الأجساد وبقاؤها إلى الأبد .. "ثم قال": ولقد علم المسيح بوضوح بأن الموتى سيقومون"
(4)
.
"والإيمان بالقيامة من الأموات يتعدى الفكرة القائلة بخلود النفس فالكتاب المقدس يعلم أن الروح بعد الموت لن تبقى عارية بلا جسد إلى الأبد بل ستلبس الروح جسداً من جديد، وتقوم به لتعيش حياة دائمة مجيدة، كما قال الكتاب:" فإن سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده "، أما أساس عقيدة القيامة، والدليل الواضح على صحتها، فهي قيامة الرب يسوع المسيح نفسه من بين الأموات، لأنه أين كان المسيح قد قام فالجميع أيضاً سيقومون"
(5)
.
(1)
الرازي: مفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط 3 1420 هـ (5/ 213 - 16/ 25).
(2)
الشهرستاني: الملل والنحل، مؤسسة الحلبي، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (1/ 223)
(3)
البغدادي: أصول الدين، مطبعة الدولة - استانبول، ط 1 1346 هـ، ص (235).
(4)
قاموس الكتاب المقدس: مجموعة من الأساتذة النصارى: دار الثقافة المسيحية، ط 2 - ،1407 (748 - 750)، ابن تيمية: الجواب الصحيح، دار العاصمة، السعودية، ط 2 - 1419 هـ (6/ 10)
(5)
يسر مبيض: اليوم الآخر في الأديان السماوية، دار الثقافة - الدوحة، ط 1 1412 هـ، ص (65 - 66)، الخلف: دراسات في الأديان ص (334)، الألوسي: روح المعاني (12/ 60).
2 -
اختلفوا في النعيم الأخروي، هل يكون حسيا، بمأكول ومشروب والتذاذ بنكاح، أم هو نعيم ومتعة روحية فقط؟
الذي عليه مذهب جماهيرهم ومعظمهم، ومن ينتسب إلى التدين منهم، أن الخلق لا بد أن يجتمعوا في القيامة، وأن عيسى محاسبهم، فينعم ويعذب
…
لكن ليس عذاباً بنيران وسلاسل وأغلال، وغير ذلك مما نعتقده نحن وليس
…
أيضاً بمأكول ومشروب والتذاذ بنكاح
(1)
.
وقال العلامة الشهرستاني:" وأنكروا أن يكون في الجنة نكاح وأكل وشرب"
(2)
.
وإنكارهم هذا يعود إلى أنهم يرون أن الأجساد يوم القيامة، ستكون أجساداً روحانية، لا تحتاج إلى الطعام والشراب، وليس فيها شهوة الجماع ولا فرق فيها بين جسد المرأة وجسد الرجل
(3)
.
وقد ذكر منكرو النعيم الحسي في الجنة شبهاً متهافتة، رد عليها العلماء وبينوا وجه الخطأ فيها، ومما ذكروه من شبه قولهم: إن كان في الجنة أكل وشراب ونكاح ولباس، لزم أن يكون في الجنة غائط وبول وولادة وتمزيق ثياب وتخريقها، وكل ذلك محال أن يكون في الجنة.
قيل: هذا جهل، ولا يلزم شيء مما ذكر، بل يقال: هناك أكل وشرب وليس هناك غائط ولا بول، وهذا غير منكر، إذ لا يلزم في كل طعام أن يكون له فضلة، لو سلمنا أن تكون له فضلة، لما لزم أن يكون فضلة مستقذرة، بل قد تكون فضلات كثيرة طيباً يتطيب به، وشراباً يشرب، مثل المسك، فإنه دم حيوان أو رجيعه، أو العسل فإنه فضلة حيوان معروف وليس شيء من ذلك مستقذراً، بل هو مستطاب مستلذ، ولا يبعد أن تكون فضلات الجنة هكذا بل هو هكذا.
وأما الحمل: فلا يلزم شيء منه، إذ قد نجد من النساء العواقر، وهن اللواتي لا يلدن، فكذلك نساء أهل الجنة، لا يلدن ولا يحضن.
(1)
شمس الدين القرطبي: الإعلام بما لدين النصارى من الفساد والأوهام ص (433).
(2)
الشهرستاني: الملل والنحل، مؤسسة الحلبي، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (2/ 28)
(3)
الخلف: دراسات في الأديان، مكتبة أضواء السلف - الرياض، ط 4 1425 هـ، ص (335)
وأما اللباس: فلا يتمزق ولا يفنى، وفي لباس بني إسرائيل في المفاز، دليل على بطلان ما يخيل هذا السائل، فالذي يبقي الثياب إلى مدة، قادر على أن يبقيها أبد الآبدين
(1)
.
واستدل المنكرون لنعيم الجنة الحسي بنص من إنجيل متى، يقول فيه المسيح: لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء، وقد ورد أيضاً في إنجيل مرقس ولوقا
(2)
.
وهذا يرد عليه من جهتين
(3)
:
الأولى: أنه يخالف ما ورد في إنجيل متى (19/ 29): وكل من ترك بيوتاً أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أمّا أ، أو امرأة أو أولاداً من أجل اسمي يأخذ مائة ضعف، ويرث الحياة الأبدية.
وبالجمع بين النصين، يظهر المراد، فقوله في الإنجيل: ومن ترك زوجة من أجلي في الدنيا فإنه يعطى مائة ضعف، ويرث الحياة الدائمة، كان هو السبب في تشمير كثير من أتباع المسيح في طلب هذا التضعيف، فترهبوا وانقطعوا عن النساء والشواغل.
الثانية: أن النص المنسوب إلى المسيح ليس فيه سوى نفي الزواج، وليس فيه نفي لبقية الملذات من الطعام والشراب واللباس وغيرها، وقد ثبت في نصوص الأناجيل إثبات الطعام والشراب في الآخرة.
ويمكن أن يقال عما ورد في الإنجيل من نفي التزوج بالنساء في الجنان، من أنه لا يلزم منه نفي التنعم بهم في الجنان، إذ يحتمل أن يراد به أنهم لا يتزوجون الزواج المعروف المألوف، من قاعدة النكاح والزواج الدنيوي، وهو تقدم الخطبة وبذل الصداق والعقد والشروط وغير ذلك مما فيه حرج وكلفة على الناكح، بل يمنحون ذلك ويتملكونه ويرثونه وراثة وتملكاً
(4)
.
(1)
القرطبي: الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام، ص (432).
(2)
إنجيل متى: 22/ 22 - 30، إنجيل مرقص: 12/ 18 - 25، إنجيل لوقا: 20/ 27 - 35.
(3)
صالح الجعفري: تخجيل من حرف التوراة والإنجيل (1/ 217)، الخلف: دراسات في الأديان ص (335).
(4)
صالح الجعفري: تخجيل من حرف التوراة والإنجيل: (1/ 217)
وكذا يقال: إن العقل يدل على جوازه، إذ ليس في ذلك إلا أن الذي خلقنا أول مرة، ومكننا أن نتنعم نعيماً محسوساً، ونتأمل ألماً محسوساً قادر على أن يعيدنا بعد أن يغنينا كما بدأنا، فإن الإعادة إنما هي خلق ثان، ومن قدر على الخلق الأول، قدر على الخلق الثاني، وهذا معلوم بنفسه
(1)
.
والنصوص الواردة في الأناجيل تدل على النعيم الحسي في الآخرة، فليس المتعة في الآخرة، فليس المتعة في الآخرة تكون برؤية الله فقط، بل بكل أنواع النعيم الحسية كذلك، فهذا المسيح يقول لتلاميذه في العشاء الأخير بعد أن أخذ الكأس وشكر، وأعطاهم فشربوا مهنا كلهم، وقال لهم: الحق أني أقول لكم إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة إلى ذلك اليوم، حينما أشربه جديداً في ملكوت الله
(2)
. وقال المسيح: إن في الآخرة منازل كثيرة، وإلا فإني قد قلت لكم: أنا أمضي لأعد لكم مكاناً
(3)
.
وهذا هو القول الصحيح الذي دلت عليه الدلائل الشرعية والعقلية، أن النعيم يكون في الآخرة روحيا وحسيا، وكذا الشقاء يكون حسيا وروحانيا " قال الإمام الأوزاعي: واعلم أنا بيّنا في هذا الكتاب أنواع السعادات والشقاوات الروحانية، إلا أنا مع ذلك نثبت السعادات والشقاوات الجسمانية، ونعترف بأن الله يجعل أهل الجنة، بحيث يأكلون ويشربون وبالجواري يتمتعون"
(4)
.
(1)
القرطبي: الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص (432).
(2)
إنجيل مرقس: 14: 23 - 25
(3)
إنجيل يوحنا: 14: 2، انظر لواء أحمد: الإسلام والأديان الأخرى ص (50)
(4)
الرازي: مفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط 3 1420 هـ (16/ 25).
وبعد أن ذكر شيخ الإسلام بعض الدلالات على نعيم الجنة، من مثل قوله جل وعلا:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} [السجدة:17]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى:{أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ}
(1)
…
قال الشيخ:" وهذا فيه رد على اليهود والنصارى والصابئين من المتفلسفة وغيرهم، فإنهم ينكرون أن يكون في ا لجنة، أكل وشرب ولباس وانكاح ويمنعون وجود ما أخبر به القرآن"
(2)
.
ومن دلالة العقل: أن الله تعالى خلق جواهرنا وطباعنا، تلتذ بالمأكل والمشرب، والروائح، والملابس والأصوات الموافقة لجوهرنا، والوطء وقد علمنا، النفس هي الملتذة بذلك، وأن هذه الحواس الجسدية هي الموصلة لهذه الملاذ إلى النفس، فهذه طبيعة جواهر أنفسنا التي لا سبيل في وجودها دونها، فإذا جمع الله عز وجل يوم القيامة في دار الجزاء بين أجسادنا بعد تصفيتها من كل كدر وبين أنفسنا عادت الطبيعة كما كانت، فجوزيت هنالك ونعمت بملاذها وبما تستدعي طباعها التي لم توجد قط إلا لذلك، إلا أن الطعام غير معان بتار، ولا ذو آفات، ولا مستحيل كما أخبرنا تعالى:{لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19)} [الواقعة:19]
(3)
.
فظهر بما ذكر أن ما انتحلوه من إنكار النعيم والعذاب المحسوس باطل بشهادة العقول، وبنصوص كلام الأنبياء المنقول
(4)
.
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة ح (3244).
(2)
ابن تيمية: مجموع الفتاوى (13/ 279)، محمود غريب: سورة الواقعة ومنهجها في العقائد، ص (88)
(3)
الخرزجي: مقام هامات الصلبان، حققه د. محمد شامة، باسم بين الإسلام والمسيحية، (280)، ابن حزم: الأصول والفروع ص (78).
(4)
القرطبي: الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص (37).
وهذا الذي أنكره النصارى من النعيم الحسي، هو الذي دعا جماعة من أهل العلم إلى تفسير قوله جل وعلا:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)} [التوبة:29]: إن النصارى واليهود مع أنهم يؤمنون بالمعاد، إلا أنه نفى عنهم الإيمان في هذه الآية؛ لأنهم لما أنكروا ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم -من الأكل والشرب ونحو ذلك صاروا ممن لا يؤمن بالله واليوم الآخر
(1)
.
وللشيخ الطاهر بن عاشور تفسير آخر للآية، يخالف ما ذُكر، أشار إليه في تفسيره
(2)
.
(1)
انظر: ابن تيمية: الرد على المنطقيين، ص (458).
(2)
الطاهر بن عاشور: التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر - تونس، 1984 م (10/ 163).