الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب السادس الصراط
يقول الإمام ابن تيمية في الواسطية:" والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار، يمر الناس عليه قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عدواً، ومنهم من يمشي مشياً، ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يُخطف فيلقى في جهنم، فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم فمن مر على الصراط دخل الجنة"
(1)
.
الإيمان بالصراط حتم لازم، وفرض جازم، وهو ثابت بالنصوص الشريفة، والإجماع الذي حكاه شيخ الإسلام إجماع مستقر عند الأئمة وأقوالهم فيه كثيرة مستفيضة. وبيان هذا المطلب في المسائل التالية:
المسألة الأول: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الصراط:
يقول الإمام أبو الحسن الأشعري: "وأجمعوا على أن الصراط، جسر ممدود على جهنم، يجوز عليه العباد بقدر أعمالهم، وأنهم يتفاوتون في السرعة والإبطاء على قدر ذلك"
(2)
، ويقول الإمامان الرازيان:" أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازاً، وعراقاً، وشاماً، ويمناً، فكان من مذهبهم
…
والصراط حق"
(3)
.
ويقول الإمام البربهاري: "والإيمان بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للمذنبين الخاطئين في يوم القيامة وعلى الصراط
…
والإيمان بالصراط على جهنم يأخذ الصراط من شاء الله، ويجوز من شاء الله، ويسقط في جهنم من شاء الله، ولهم أنوار على قدر إيمانهم "
(4)
.
(1)
ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف -:(3/ 146 - 147)
(2)
الأشعري: رسالة إلى أهل الثغر، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ص (163)
(3)
ابن القطان: الإقناع في مسائل الإجماع، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 1426 هـ (1/ 55)
(4)
البربهاري: شرح السنة، مكتبة الغرباء - السعودية، ط 1 1414 هـ، ص (45 - 47)
ويقول الإمام ابن أبي زمنين:" وأهل السنة يؤمنون بالصراط، وأن الناس يمرون عليه يوم القيامة على قدر أعمالهم"
(1)
. ويقول الإمام أبو المظفر الإسفرايني:" وأن تعلم أن الصراط حق "
(2)
. ويقول الإمام الجويني: "الصراط والميزان والحوض والشفاعة للمذنبين، كل ذلك حق"
(3)
. ويقول الإمام المتولي:" والصراط حق، وهو جسر ممدود على جهنم يرده الخلائق"
(4)
.
ويقول الإمام ابن قدامة:" والصراط حق يجوزه الأبرار، ويزل عنه الفجار "
(5)
.
ويقول الإمام الغزالي:" وأن يؤمن بأن الصراط حق، وهو جسر ممدود على متن جهنم، أحد من السيف، وأدق من الشعرة، تزل عليه أقدام الكافرين، بحكم الله سبحانه، فتهوي بهم إلى النار، وتثبت عليه أقدام المؤمنين بفضل الله، فيساقون إلى دار القرار "
(6)
.
ويقول العلامة الغزنوي:" الصراط حق، وهو جسر ممدود على متن جهنم"
(7)
.
ويقول العلامة الآمدي:" ومذهب أهل الحق من الإسلاميين القول بالحشر، ونصب الصراط "
(8)
.
ويقول الإمام النووي:" إثبات الصراط ومذهب أهل الحق إثباته، وقد أجمع السلف على إثباته، وهو جسر على متن جهنم"
(9)
.
(1)
ابن أبي زمنين: أصول السنة، مكتبة الغرباء - السعودية، ط 1 1415 هـ، ص (168)
(2)
الاسفرايني: التبصير في الدين، عالم الكتب - لبنان، ط 1 1403 هـ، ص (177)
(3)
الجويني: لمع الأدلة، عالم الكتب - بيروت، ط 2 - 1407 هـ، ص (127)
(4)
المتولي: الغنية في أصول الفقه، المعهد الفرنسى للآثار الشرقيه، 1986 - القاهرة، ص (57)
(5)
ابن قدامة: لمعة الاعتقاد، وزارة الأوقاف السعودية، ط 2 - 1420 هـ، ص (33)
(6)
الغزالي: قواعد العقائد، عالم الكتب - بيروت، ط 2 - 1405 هـ، ص (66 - 223)
(7)
الغزنوي: أصول الدين،، دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان ط 1، 1419 هـ، ص (238)
(8)
الآمدي: غاية المرام:، ت: حسن محمود عبد اللطيف، (1/ 293)
(9)
النووي: شرح مسلم، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط 2 - 1392 هـ (3/ 20)