الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"أما بعدُ؛ فإنَّ إخوانَكُم هؤلاءِ قد جاؤونا تائِبينَ، وإني قد رأيتُ أن أرُدَّ إليهم سَبْيَهُم، فمنْ أحَبَّ منكُم أنْ يُطَيِّبَ (11) بذلك؛ فَلْيَفْعَل، ومن أحبَّ منكُم أنْ يكونَ على حَظِّهِ حتى نُعْطِيَهُ إيّاهُ مِن أوَّلِ ما يُفيءُ الله علينا؛ فليَفْعَلْ".
فقالَ الناسُ: قد طَيَّبْنا ذلك لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (وفي روايةٍ: يا رسولَ اللهِ! 4/ 54) لهم، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إنَّا لا نَدْري مَن أذِنَ مِنْكُم في ذلك ممَّنْ لم يأْذَنْ، فارْجِعوا حتى يَرْفَعوا (وفي روايةٍ: يرفعَ) إلينا عُرفاؤكُم (12) أمرَكُم"، فرَجَعَ الناسُ، فكَلَّمَهُم عُرفاؤهُم، ثمَّ رَجَعوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبَروهُ أنَّهم قد طَيَّبوا وأذِنوا.
8 - بابٌ إذا وَكَّلَ رجُلٌ أنْ يُعْطِيَ شيئاً، ولم يُبَيِّنْ كم يُعطي، فأعطى على ما يتعارَفُهُ الناسُ
(قلت: أسند فيه حديث جابر الماضي في "34 - البيوع/ 34 - باب/ رقم الحديث 990").
9 - بابُ وكالَةِ المَرأةِ الإمامَ في النِّكاح
(قلتُ: أسند فيه طرفاً من حديث سهل الآتي "66 - فضائل القرآن/ 22 - باب").
10 - بابٌ إذا وَكَّلَ رَجُلاً فترك الوكيلُ شيئاً، فأجازَهُ المُوَكِّلُ؛ فهو جائِزٌ، بأنْ أقْرَضَهُ إلى أجَلٍ مُسمًّى؛ جاز
(11) قوله: (يُطَيِّب) بهذا الضبط، ورُوِيَ:(يطيب) من الثلاثي، والمعنى: هو الإعطاء مجاناً.
(12)
العرفاء: جمع عريف، وهو الذي يعرف أمور القوم، وهو النقيب، ودون الرئيس، وقوله: حتى يرفعوا بالواو على لغة أكلوني البراغيث.
363 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكَّلني رسولُ صلى الله عليه وسلم بحفْظِ زكاةِ رَمضانَ، فأتاني آتٍ، فجَعَلَ يَحْثو (13) من الطعامِ، فأخَذْتُه، وقلتُ: واللهِ لأرفَعَنَّكَ إلى رسولِ صلى الله عليه وسلم؛ قال: إنِّي محتاجٌ، وعليَّ عِيالٌ، ولي حاجةٌ شديدةٌ، قال: فخَلَّيْتُ عنهُ، فأصبَحْتُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا هريرة! ما فعَلَ أسيرُك البارِحَة"؟ قال: قلتُ: يا رسولَ الله! شكا حاجةً شديدةً، وعِيالاً، فرَحِمْتُه، فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ. قال:
"أما إنَّه قد كَذَبَكَ، وسيعودُ". فعرفتُ أنَّه سَيعودُ؛ لقولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّه سيعودُ"، فرصَدْتُه، فجاءَ يَحثو من الطعامِ، فأخذْتُه، فقلتُ: لأرفَعَنَّكَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: دَعْني، فإنِّي محتاجٌ، وعليَّ عِيالٌ، لا أعودُ، فرَحِمْتُه، فخَلَّيْتُ سبيلَهُ، فأصبَحْتُ، فقال لي رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا هُريرةَ! ما فَعَلَ أسيرُكَ"؟ قلتُ: يا رسولَ اللهِ! شكا حاجَةً شديدةً، وعيالاً، فرحمْتُه، فخَلَّيْتُ سبيلَهُ. قال:
"أما إنَّهُ قد كَذَبَكَ، وسيعودُ". فرصَدْتُه الثالثةَ، فجاءَ يَحثو مِن الطعامِ، فأخَذْته، فقلْتُ: لأرفَعَنَّكَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخرُ ثلاثِ مراتٍ، إنَّك تزْعُمُ لا تَعودُ، ثم تَعودُ! قالَ: دَعني أُعَلِّمُكَ كَلماتٍ، يَنْفَعْكَ الله بِها. قلتُ: ما هو؟ قالَ: إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسيِّ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حتى تَخْتِم الآية؛ فإنك لنْ يزالَ عليكَ مِن الله حافِظٌ، ولا يَقْرَبَنَّكَ شيطانٌ حتى تُصْبِحَ، فخَليْتُ سبيلَهُ، فأصبَحْتُ، فقالَ لي رسولُ الله:
"ما فَعَلَ أسيرُك البارِحَةَ؟ ". قلتُ: يا رسولَ الله! زَعَمَ أنَّه يُعَلِّمُني كلماتٍ، ينفعُني الله بها، فخَلَّيْتُ سبيلَهُ. قالَ:"ما هِيَ؟ "، قلتُ: قالَ لي: إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسيِّ مِن أوَّلِها؛ حتى تَخْتِم {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، وقالَ لي: لن يزالَ عليكَ من الله حافظٌ، ولا يَقربَكَ
363 - هذا معلق، وقد وصله النسائي والإسماعيلي وأبو نعيم بسند صحيح.
(13)
أي: يأخذ بكفيه.