الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
41 - بابُ حديثِ الإسراء، وقولِ اللهِ تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}
1651 -
عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما أنَّه سمعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:
"لمَّا كَذَّبَني قريشٌ [567 - حينَ أُسْرِيَ بي إلى بيتِ المَقْدِسِ 5/ 224]؛ قمتُ في الحِجْرِ، فجَلا اللهُ لي بيتَ المَقْدِسِ، فطَفِقْتُ أُخْبِرُهُم عن آياتِهِ وأنا أَنْظُرُ إليهِ".
42 - بابُ المِعْراجِ
1652 -
عن أنسِ بن مالكٍ عن مالكِ بنِ صَعْصَعَةَ رضي الله عنهما أنَّ نبى اللهِ صلى الله عليه وسلم حدَّثَهُم عن ليلةَ أُسرِيَ بهِ؛ قالَ:
"بَينما أنا في الحَطيمِ -وربَّما قالَ (46): في الحِجْرِ- مُضْطَجِعاً [بينَ النائمِ واليَقْظانِ 4/ 77] (47)؛ إذ أتاني آتٍ"(وفي روايةٍ: وذكر -يعني:- رجلًا بين الرجلين)(48)، فقدَّ -قالَ: وسمعْتُهُ يقولُ: "فشَقَّ (49) - ما بينِ هذه إلى هذهِ"، فقلتُ
567 - هذه الزيادة معلقة عند المصنف، وقد وصلها الذهلي في "الزهريات"، وسند صحيح.
(46)
يعني: قتادة، فهو الذي شك: هل قال عليه الصلاة والسلام: "الحطيم" أو "الحجر"؟ كما بينته رواية أحمد، وهما بمعنى واحد.
(47)
هذا محمول على ابتداء الحال؛ كما قال الحافظ، ثم لما خرج به إلى باب المسجد، فأركبه البراق؛ استمر في يقظته.
(48)
قال الحافظ: "المراد بالرجلين حمزة وجعفر، وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان نائماً بينهما".
(49)
في رواية أحمد: قال قتادة: وربما سمعت أنساً يقول: "فشق".
للجارودِ (50) -وهو إلى جَنْي-: ما يَعْنِي بهِ؟ قالَ: مِن ثُغْرةٍ نحرِهِ إلى شِعْرِته، وسمعتُهُ يقولُ:"مِن قَصِّهِ (51) إلى شِعْرَته (وفي روايةٍ: من النَّحْرِ إلى مَرَاقِّ البطنِ)، فاستَخْرَجَ قلبي، ثمَّ أتِيْتُ بطَسْتٍ من ذهَبٍ مملوءَةٍ [حكمةً و] إيماناً، فغُسِلَ [بماءِ زمزَمَ]، قلبي، ثم حُشِيَ (وفي روايةٍ: ثم مُلِئَ حكمةً وإيمانًا)، ثمَّ أُعِيْدَ، ثمَّ أُتِيتُ بدابَّةٍ دونَ البغلِ، وفوقَ الحِمارِ، أبيضَ" -فقالَ له الجارودُ: هو البُراقُ يا أبا حمزَةَ؟ قالَ أنسٌ: نعم؛ يضعُ خَطْوَهُ عندَ أقْصى طَرْفِهِ- "فَحُمِلْتُ عليهِ، فانطلقَ بي جبريلُ حتَّى أتى السماءَ الدُّنيا، فاسْتَفتَحَ، فقيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جبريلُ. قيلَ: ومَن معكَ؟ قال: محمدٌ قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إليه؟ قالَ: نعم. قيلَ: مرحباً بهِ، فنِعمَ المجيءُ جاء. ففَتَحَ، فلما خلَصْتُ فإذا فيها آدَمُ، فقالَ: هذا أبوكَ آدمُ فسلِّم عليهِ، فسلَّمتُ عليهِ فردَّ السلامَ، ثم قالَ: مرحباً بالِابْنِ الصالحِ والنبىِّ الصالحِ.
ثمَّ صَعِدَ (*) حتى أتى السماءَ الثانيةَ، فاستَفْتَحَ، قيلَ: من هذا؟ قالَ: جبريلُ. قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: محمدٌ. قيلَ: وقدْ أُرسلَ إليه؟ قالَ: نعم. قيلَ: مرحباً بهِ، فنعمَ المجيءُ جاءَ. ففَتَحَ، فلمَّا خَلَصْتُ إذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالةِ، قال: هذا يحيى وعيسى فسلِّم عليهما، فسلَّمْتُ فردَّا، ثمَّ قالا: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبىِّ الصالحِ.
(50) قال الحافظ: "لم أر من نسبه من الرواة، ولعله ابن أبي سبرة البصري -صاحب أنس- فقد أخرج له أبو داود من روايته عن أنس حديثاً غير هذا".
قلت: وهو فيه استقبال القبة في أول إحرامه صلى الله عليه وسلم بالتطوع في السفر وهو راكب، وهو مخرج فى "صحيح أبي داود"(1010).
(51)
أي: رأس صدره.
(*) قوله: "ثم صعد"، ولأبي ذر:"صعد بي". (شارح).
ثمَّ صعِدَ بي إلى السماءِ الثالثةِ، فاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جبريلُ. قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: محمدٌ قيلَ: وقدْ أُرسلَ إليه؟ قالَ: نعم. قيلَ: مرحباً بهِ، فنعمَ المجيءُ جاءَ. فَفُتحَ، فلما خَلَصْتُ إذا يوسُفُ، قالَ: هذا يوسفُ فسلِّم عليهِ، فسلَّمتُ عليه فردَّ، ثم قالَ: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبىِّ الصالحِ.
ثمَّ صعِدَ بي حتى أتى السماءَ الرابعَةَ، فاسْتَفتَحَ، قيلَ: من هذا؟ قالَ: جبريلُ. قيلَ: ومَن معكَ قالَ: محمد. قيلَ: وقدْ أُرسلَ اليهِ؟ قالَ: نعم. قيلَ: مرحباً بهِ، فنعمَ المجيءُ جاءَ. فَفُتحَ، فلمَّا خَلَصْتُ إلى إدريسَ؛ قالَ: هذا إدريسُ فسلِّمْ عليهِ، فسلَّمْتُ عليهِ فردَّ، ثمَّ قالَ: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبىِّ الصالحِ.
ثم صَعِدَ بي حتَّى أتى السماءَ الخامسةَ، فاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جبريلُ. قيلَ: ومن معكَ؟ قالَ: محمدٌ صلى الله عليه وسلم. قيلَ: وقدْ أُرْسلَ إليه؟ قالَ: نعم. قيلَ: مرحباً بهِ، فنعمَ المجيءُ جاءَ. فلمَّا خَلَصْتُ فإذا هارونُ، قالَ: هذا هارونُ فسلِّمْ عليهِ فسلَّمتُ عليهِ فردَّ. ثمَّ قال: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبىِّ الصالحِ.
ثمَّ صعِدَ بي حتى أتى السماءَ السادسةَ، فاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جبريلُ. قيلَ: مَن معكَ؟ قالَ: محمدٌ قيلَ: وقدْ أُرسِلَ اليهِ؟ قالَ: نعم. قالَ: مرحباً بهِ، فنعمَ المجيءُ جاءَ. فلما خلصتُ فإذا موسى، قالَ: هذا موسى فسلِّم عليهِ، فسلَّمتُ عليه فردَّ، ثم قالَ: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبىِّ الصالحِ، فلمَّا تجاوَزْتُ بكى، قيلَ له: ما يُبْكِيكَ؟ قالَ: أَبْكي لأنَّ غُلاماً بُعِثَ بعدي يدْخُلُ الجنَّةَ مِن أُمَّتِهِ أكثرُ ممن يدخُلُها مِن أُمَّتي.
ثمَّ صعِدَ بي إلى السماءِ السابعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جبريلُ، قيلَ: من هذا؟ قالَ:
جبريلُ. قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: محمدٌ. قيلَ: وقدْ بُعِثَ إليهِ؟ قالَ: نعم. قالَ. مرحباً بهِ، فنعمَ المجيءُ جاءَ. فلمَّا خلَصْتُ فإذا إبراهيمُ، قالَ: هذا أبوكَ فسلَّمْ عليهِ، قالَ: فسلَّمْتُ عليهِ فردَّ السلامَ، قالَ: مرحباً بالابنِ الصالحِ والنبيِّ الصالحَ.
ثم رُفِعَت لي سِدرَةُ المُنْتَهى، فإذا نبِقُها مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ، وإذا ورقُها مثلُ آذانِ الفِيَلَةِ، قالَ: هذه سِدْرَةُ المُنْتَهى، وإذا أربعةُ أنهارٍ؛ نهرانِ باطِنانِ، ونهرانِ ظاهِرانِ، فقلتُ: ما هذانِ يا جبريلُ؟ قالَ: أمّا الباطِنانِ؛ فنهرانِ في الجنَّةِ، وأما الظَّاهِرانِ؛ فالنيلُ والفراتُ، ثمَّ رُفِعَ لي البيتُ المعمورُ، [فسأَلْتُ جبريل؟ فقالَ: هذا البيتُ المعمورُ، يصلي فيهِ كلَّ يومٍ سبعونَ ألفَ مَلَكٍ، إذا خَرَجوا لم يعودُوا إليهِ، آخِرَ ما عليْهِم] (52).
ثم أُتيتُ بإناءٍ من خمرٍ، وإناءٍ من لَبَنٍ، وإناءٍ من عَسَل، فأخَذْت اللبنَ، فقالَ: هي الفطرَةُ، أنتَ عليها وأمَّتُك.
ثم فُرِضَتْ علىَّ الصلواتُ؛ خمسينَ صلاةً كلَّ يومٍ، فرجَعْتُ، فمَرَرْتُ على موسى، فقالَ: بما أُمِرْتَ؟ قالَ: أُمِرْتُ بخمسينَ صلاةً كلَّ يومٍ. قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا تستطيعُ خمسينَ صلاةً كلَّ يومٍ، وإنِّي واللهِ قدْ جَرَّبْتُ الناسَ قبلَكَ، وعالجْتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالَجِةِ، فارْجِعْ إلى ربِّكَ، فاسْأَلْهُ التخفيفَ لأمَّتِكَ. فرجعْتُ،
(52) وقعت هذه الزيادة في بعض روايات الحديث عند المصنف وغيره، وذكرها في حديث أنس وهم من بعض الرواة، والصواب أنه من حديث أبي هريرة كما تقدم بيانه في "ج 2/ 59 - الأنبياء/ 6 - باب".