الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"كيفَ أنْتُم إذا نَزَلَ ابنُ مريَمَ فيكُم وإمامُكُم مِنْكُم"(53).
بسم الله الرحمن الرحيم
50 - بابُ ما ذُكِرَ عن بني إسرائيل
1461 و 1462 - عن رِبعيِّ بنِ حِراش قالَ: قالَ عقبةُ بنُ عمرٍو لحُذيفةَ: ألا تُحَدِّثُنا ما سمعتَ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: إني سمعتُهُ يقولُ:
"إنَّ مع الدَّجال إذا خَرَج ماءً وناراً، فأما الذي يَرَى الناسُ أنَّها النارُ؛ فماءٌ بارِدٌ، وأما الذي يَرَى الناسُ أنَّه ماءٌ بارِدٌ؛ فنارٌ تُحْرِقُ، فمَن أدْرَكَ ذلك منكُم؛ فلْيَقَعْ في الذي يرى أنَّها نارٌ؛ فإنَّهُ عَذْب بارِدٌ".
(53) زاد مسلم (1/ 94 - 95): (قال ابن أبي ذئب: أتدري ما أمكم منكم؛ قلتُ: تخبرني. قالَ: أمكم بكتاب ربكم وسنة نبيكم".
قلتُ في تعليقي على "مختصر مسلم" للمنذري، رقم الحديث (2060):
"هذا صريحٌ في أن عيسى عليه السلام يحكم بشرعنا، ويقضي بالكتاب والسنة، لا بغيرهما من الإنجيل أو الفقه الحنفي".
قلت: فاستغلَّ هذا بعض متعصبة الحنفية، فأشاع بين الناسِ أنني طعنت في المذهب الحنفي! والحق أنني أشرتُ بذلك إلى الرد على بعض متعصبتهم من أهل العلم عندهم؛ الذين صرحوا بأن عيسى عليه السلام سيحكم بالمذهب الحنفي! وهذا شائع في بعض البلاد الأعجمية.
قال الشيخ البرزنجي في "الاشاعة لأشراط الساعة":
"وقع لبعض جهلة الحنفية أنه ادعى أن كلًّا من عيسى والمهدي يقلد مذهب الإمام أبي حنيفة. ووقفت للشيخ علي القاري على تأليف سماه: "المشرب الوردي في مذهب المهدي" نقل فيه هذا القول، ورد عليه رداً مشبعاً، وجَهلَهُ".
قال العلامة صديق حسن خان في "الإذإعة"(ص 163):
"وهذا القول مردود في حق آحاد الأمة المحمدية، فكيف في حق النبي والإمام
…
؟! ".
1463 و 1464 - (قال حذيفةُ:) وسمعتُهُ يقولُ:
"إنَّ رجُلًا [كان ممَّنْ قبلَكُم يُسيءُ الطنَّ بعَمَلِهِ 7/ 185] حضرَهُ الموتُ، فلما يَئِسَ من الحياةِ أوصى أهلَهُ؛ إذا أنا مُتُّ؛ فاجْمِعوا لي حَطَباً كثيراً، وأوقِدوا فيه ناراً، حتى إذا أكَلَتْ لحمي، وخَلَصَتْ إلى عظمي، فامتَحَشَتْ (54) فخُذوها فاطْحَنوها، ثم انظروا يوماً راحاً (55) فاذْرُوهُ في اليَمِّ، ففعلوا، فجَمَعَهُ [اللهُ 4/ 151]، فقالَ له: لِمَ فَعَلْتَ ذلك؛ قالَ: مِن خَشْيَتِكَ (وفي روايةٍ: ما حملني عليه إلا مخافَتُكَ)، فغَفَرَ اللهُ له".
قال عقبةُ بنُ عمرو: وأنا سمعتهُ يقولُ ذلك، وكانَ نبَّاشاً.
1464 -
عن أبي حازمٍ قالَ: قاعَدْتُ أبا هريرة رضي الله عنه خمسَ سنينَ، فسمعْتُه يحدثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ:
"كانت بنو إسرائيل تَسُوسُهُمُ الأنبياءُ، كلَّما هَلَكَ نبيٌّ خَلَفَهُ نبيٌّ، وإنَه لا نبيَّ بعدي، وسيكَونُ خلفاءُ فَيَكْثُرُونَ". قالوا: فما تأمُرُنا؟ قالَ:
"فُوا ببيعةِ الأولِ فالأولِ، اعطُوهُم حقَّهُم، فإنَّ اللهَ سائِلُهم عما استَرْعاهُم".
1466 -
عن أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ:
"لَتَتَّبِعُنَ سَنَنَ مَن [كانَ 8/ 151] قبلَكم شِبراً بشِبْرٍ، وذِراعاً بذراعٍ، حتى لو سلَكُوا جُحْر ضبٍّ لَسَلَكْتُموهُ". قلْنا: يا رسولَ اللهِ! اليهودَ والنَّصارى؟ قالَ:
(54) بهذا الضبط، ولأبي ذر بضم التاء وكسر الحاء؛ أي: احترقت.
(55)
أي: كثير الريح.