الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(قلت: أسند فيه حديث أبي هريرة الآتي " ج 2/ 61 - المناقب/ 25 - باب ").
97 - بابُ مَن صَف أصحابَهُ عندَ الهزيمَةِ ونَزَلَ عن دابَّتِهِ واسْتَنْصَرَ
(قلت: أسند فيه حديث البراء المتقدم "52 - باب/ رقم الحديث 1270 ").
98 - بابُ الدُعاء على المشركينَ بالهَزيمَةِ والزَلْزَلَةِ
99 - بابٌ هل يُرْشِدُ المُسْلِمُ أهلَ الكتابِ أويُعَلمُهُمُ الكِتابَ
؟
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث ابن عباس الآتي بعد بابين ").
100 - بابُ الدُعاء للمشركينَ بالهُدَى لِيَتَألفهُم
1294 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قَدِمَ طُفَيْلُ بنُ عمرٍ والدوْسِيُ وأصحابُهُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسولَ اللهِ! إنَّ دَوْساً [قد 7/ 165] عَصَتْ وأبَتْ، فادْعُ اللهَ عليها، فقيلَ: هَلَكَتْ دوْسٌ (وفي روايةٍ: فظنَ الناسُ أنَهُ يَدْعُو عليهِم 165/ 7)؛ قال: "اللهم! اهْدِ دَوْساً، وأتِ بهِم".
101 - بابُ دعْوَةِ اليهوديَ والنَصْرانِي، وعلى ما يُقاتَلونَ عليهِ
(55)، وما كَتَبَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى كِسْرى وقَيْصَرَ، والدعْوَة قبلَ القتالِ
102 - بابُ دعاءِ النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوةِ
، وأنْ لا يَتَخِذَ
(55) يشير إلى ما ذكر في حديث علي الآتي "143 - باب" من رواية سهل عنه:" أقاتلهم حتى يكونو مثلنا". وفيه أمره صلى الله عليه وسلم له بالنزول بساحتهم، ثم دعائهم إلى الإسلام، ثم القتال. أفاده الحافظ.
بعضُهُم بعضاً أرْباباً مِن دونِ اللهِ، وقولهِ تعالى:{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ} إلى آخر الآية
1295 -
عن عبدِ اللهِ بن عباس رضي الله عنهما أنً رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إلى قيصَر يدعوهُ إلى الإسلامِ، وبعَثَ بكتابِهِ إليهِ مع دِحْيَةَ الكَلْبي، وأمَرَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يدفَعَهُ إلى عظيمِ بُصْرَى؛ ليَدْفَعَهُ إلى قيصَرَ، وكانَ قيصرُ لما كَشَفَ اللهُ عنهُ جنودَ فارِسَ؛ مشى مِن حِمْصَ إلى ايلِياءَ شُكْراً لِما أبْلاهُ اللهُ، فلما جاءَ قيصَرَ كِتابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ حينَ قرأه: التَمِسوا لي ها هُنا أحداً مِن قومِه؛ لأسلَهُم عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قالَ ابنُ عباس: فاخبرَني أبو سفيانَ بنُ حربٍ [من فِيهِ إلى في 5/ 167]؛ أنه كانَ بالشامِ في رجال مِن قريش قَدِموا تِجَاراً (56) في المُدةِ التي كانت بين رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وبين كفارِ قريش، قال أبو سفيان: فوَجَدَنا رسولُ قيصرَ ببعضِ الشامِ، فانْطَلَقَ بي وبأصحابي حتى قَدِمنا إيلياءَ، فاْدْخِلْنا عليه [في مَجْلِسِهِ 1/ 5]، فإذا هو جالس في مَجْلِسِ مُلْكِهِ، وعليهِ التاجُ، وإذا حولَهُ عُظماءُ الروم، [فأجْلِسْنا بين يديهِ]، [ثم دعاهم، ودعا تَرْجُمانَهُ](57) فقالَ لتَرْجُمَانِهِ: سلْهُم أيهُم أقربُ نَسباً إلى هذا الرجُلِ الذي يزْعُمُ أنه نبي؟ قال أبو سفيان: فقلتُ: أنا أقرَبهم إليه نسباً. قالَ: ما قرابةُ ما بينَكَ وبينَة؟ فقلتُ: هو ابنُ عمي، وليس في الركْبِ يومئذٍ أحَد من بني عبدِ مناف غيري. فقالَ قيصرُ: أدْنُوه [مني]، وأمَرَ بأصحابي
(56) كذا الضبط هنا، وفي "فح الباري" "باب بدء الوحي": بالضم والتشديد أيضاً.
(57)
بكسر التاء، وقد تضم، وتشديد الجيم، جمع (تاجر).
فجُعِلوا خلفَ ظهري عندَ كَتِفي، ثم قالَ لِترجُمانِهِ: قُل لأصحابِهِ: إني سائلٌ هذا الرجُلَ عن الذي يَزْعُمُ أنَهُ نبى، فإن كَذَبَ فكَذَبوهُ. قالَ أبو سفيانَ: واللهِ لولا الحياءُ يومَئذٍ مِن أن يأثُرَ (58) أصحابي عني الكَذِبَ لكَذَبْتُه حين سألني عنه، ولكني استَحْيَيْتُ أن يأثُروا الكذبَ عني، فصَدَقْتُه، ثم [كان أولَ ما سألني عنه أن] قالَ لتَرْجُمانِه: قلْ لهُ: كيف نَسَبُ هذا الرجُلِ فيكُم؛ قلتُ: هو فينا ذو نَسَبٍ. قالَ: فهل قالَ هذا القولَ أحدٌ [قط] منكُم قبلَهُ؛ قلتُ: لا. فقالَ: [فهل] كنتُم تتهِمونَه على الكَذِب قبلَ أن يقولَ ما قالَ؟ قلتُ: لا. قالَ: فهل كانَ من آبائهِ مِن مَلِكٍ؟ قلتُ: لا. قالَ: فأشرافُ الناسِ يَتَبِعُونَهُ أم ضُعفاؤهُم؟ قلتُ: بل ضُعفاوهُم. قالَ: فيزيدونَ أو يَنْقُصونَ؛ قلتُ: بل يَزيدونَ. قالَ: فهل يرتدُّ أحَدٌ سَخْطَةً لدينِهِ بعد أن
يَدْخُلَ فيه؟ قلتُ: لا. قالَ: فهلْ يَغْدِرُ؟ قلتُ: لا، ونحنُ الآنَ منهُ في مدةٍ، نحن نخافُ أن يَغْدِرَ (وفي روايةٍ: لا ندري ما هو فاعلٌ فيها) - قال أبو سفيانَ: ولم تُمْكِنَي كَلِمَةٌ ادْخِلُ فيها شيئاً أنتَقِصُهُ به لا أخافُ أن تؤثر عني غيرُها- قالَ: فهل قاتَلْتُموهُ وقاتَلَكُم؟ قلتُ: نعم. قالَ: فكيف كانت حَرْبهُ وحَرْبكُم؟ قلتُ: كانت دُوَلاً وسِجالاً؛ يُدال علينا المرة، ونُدالُ عليه الأخرى (وفي روايةٍ: ينالُ منا وننالُ منه).
قالَ: فماذا يأمرُكُم؟ قالَ: يأمُرُنا أنْ نَعْبُدَ اللهَ وحدَهُ لا نُشْرِكُ به شيئاً، وينهانا عما كان يعبُدُ آباؤنا، ويأمُرُنا بالصلاةِ، والصدَقةِ (وفي روايةٍ: والصدْقِ)، والعَفافِ، [والصلةِ]، والوفاءِ بالعهْدِ، وأداءِ الأمانةِ. فقالَ لتَرْجُمانِهِ حين قلتُ ذلك لهُ: قلْ لهُ: إني سألْتُكَ عن نَسَبِهِ فيكُم؟ فزَعَمْتَ أنهُ ذو نَسَبٍ، وكذلك الرسلُ تُبْعَثُ في نَسَبَ قومِها، وسألتُكَ: هل قالَ أحدٌ منكُم هذا القولَ قبلَهُ؟ فزعمْتَ أنْ لا، فقلتُ: لو
(58) أي: ينقل.
كان أحَدٌ منكُم قالَ هذا القولَ قبلَهُ؛ قلتُ: رجُلٌ يَأتَم بقول قد قيلَ قبلَهُ! وسألتُكَ: هل كنتُمْ تَتَهِمونَهُ بالكَذِبِ قبلَ أن يقولَ ما قالَ؟ فزعمْتَ أنْ لا، فعَرَفْتُ أنهُ لم يكُنْ لِيَدَعَ الكَذِبَ على الناسِ ويكذِبَ على اللهِ، وسألتُكَ: هل كانَ مِن آبائِهِ مِن مَلِكٍ؟ فزعمتَ أنْ لا، فقلتُ: لو كانَ مِن آبائِهِ مَلِكٌ؛ قلتُ: يطلُبُ مُلْكَ آبائِهِ! وسألتُكَ: أشرافُ الناسِ يَتبِعونَهُ أم ضُعفاؤهُم؟ فزَعَمْتَ أنَ ضعفاءَهُمُ اتَبَعوهُ، وهم أتباعُ الرسُلِ، وسألتُكَ: هل يزيدونَ أو يَنْقُصونَ؛ فزَعَمْتَ أنَهُم يزيدونَ، وكذلك [أمرُ] الِإيمانُ حتى يَتِم، وسألتُكَ: هل يَرْتَدُّ أحَدٌ سَخْطَةً لدينِهِ بعدَ أنْ يَدْخُلَ فيه؟ فزعَمْتَ أنْ لا، فكذلك الِإيمانُ حينَ تَخْلِطُ بَشاشَتُهُ القلوبَ لا يَسْخَطُهُ أحدٌ، وسألتُكَ: هل يَغْدِرُ؟ فزَعَمْتَ أنْ لا، وكذلك الرُسُلُ لا يَغْدِرونَ، وسألتُكَ: هل قاتَلْتُموهُ وقاتَلَكُم؟ فزَعَمْتَ أن قد فَعَلَ، وأنَّ حَرْبكُم وحَرْبهُ يكونُ دُوَلاً، ويُدالُ عليكُم المرة وتُدالُونَ عليهِ الأخْرى، وكذلك الرسُلُ تُبْتَلى، وتكون لها العاقِبَةُ، وسألتُكَ: بماذا يامُرُكُم؟ فزَعَمْتَ أنه يأمُرُكُم أنْ تَعْبُدوا اللهَ ولا تُشْرِكوا بهِ شيئاً، ويَنهاكُمْ عما كانَ يعبُدُ آباؤكُم، ويأمُرُكُم بالصلاةِ، والصًدَقَةِ (وفي روايةٍ: والصِّدْقِ)، والعَفافِ، والوفاءِ بالعهدِ، وأداءِ الأمانَة؛ قالَ: وهذه صفةُ النبيَّ، قد كنتُ أعلمُ أنه خارفيٌ، ولكن لم [أكُنْ] أظُنُ أنَهُ منكُم، وإن يَكُ ما قُلْتَ حقّاً؛ فيوشِكُ أنْ يَمْلِكَ موضِعَ قدميً هاتين، ولو أرْجو أنْ اخْلُصَ إليه لتَجَشمْتُ (59) لُقِيهُ، ولو كنتُ عندَهُ لغَسَلْتُ [عن] قدمَيْهِ. قالَ أبو سفيانَ: ثُمً دعا بكتابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم[الذي بعَثَ بهِ دِحْيَةَ إلى عظيمِ بُصْرى، فدَفَعَهُ إلى هِرَقْلَ]، فقُرِىءَ، فإذا فيهِ:
(59)(التجَشم): التكلف، و (اللقِى): من المصادر التي على وزن فعول، كرُقِى ومُضيْ، وذكر الشارح رواية لقائِه أيضاً.
"بسمِ اللهِ الرحمن الرحيمِ، مِن محمدٍ عبد الله ورسوله إلى هرَقْلَ عظيم الرومِ، سلامٌ على مَن اتبَعَ الهُدى، أما بعد؛ فإني أدعوكَ بداعيةِ (60) (وفي روايةٍ: بدِعَايةِ) الإسلامِ؛ اسْلِمْ تَسْلَمْ، وأسْلِمْ يؤتكَ اللهُ أجْرَكَ مَرتينِ، فإنْ تَوَليتَ؛ ف [إنَّ] عليكَ إثمَ الأريسِيينَ (وفي روايةٍ: اليَرِسِيين (*))، و {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ".
قالَ أبو سفيانَ: فلما أنْ قضى مقالَتَهُ، [وفَرغً من قراءةِ الكتابِ؛ كَثُرَ عنده الصخَبُ، و] عَلَتْ أصواتُ الذينَ حولَهُ من عظماءِ الروم، وكَثُرَ لَغَطُهُم (61)، فلا أدري ماذا قالوا؛ وأمِرَ بنا فأخْرِجْنا، فلما أنْ خَرَجْتُ مع أصحَابي وخَلَوْتُ بهِم؛ قلتُ لهم: لقد أمِرَ (62) أمرُ ابنِ أبي كَبْشةَ؛ هذا مَلِكُ بني الأصفرِ يخافُهُ. قالَ أبو سفيان: واللهِ ما زِلْتُ ذَلِيلاً مُستيقناً بأنَ أمْرَهُ سيظْهَرُ؛ حتى أدخَلَ اللهُ قَلبيَ الإسلامَ وأنا كارِهٌ.
[وكانَ ابنُ الناطُورِ- صاحبُ إيلياء وهِرَقْلَ- اسْقِفَ على نصارى الشامِ يُحَدّثُ (63): أنَ هِرَقْلَ حين قَدِمَ إيلياءَ أصبحَ خَبِيثَ النفسِ، فقالَ بعضُ بطارِقَتِهِ:
(60) مصدر بمعنى الدعوة؛ كالعافية، وفي الرواية الأخرى:" بدعاية الإسلام"؛ أي: بدعوته، وهي كلمة الشهادة التي يُدْعى إليها أهل المللِ الكافرة.
(5)
جمع (أرِيسِي)، وهو منسوب إلى (أرِيس/ بوزن (فعيل)، وقد تقلب همزته ياء كما في الرواية التالية، وهي رواية أبي ذر والأصيلي وغيرهما هنا. يعني: في (بدء الوحي)، كما في" الفتح".
(61)
أي: صياحهم وشغبهم.
(62)
أي: كَبُرَ وعَظمَ.
(63)
قال الزهري في رواية أبي نعيم: "لقيته بدمشق زمن عبد الملك بن مروان".
قال الحافظ:" وأظنه لم يتحمل عنه ذلك إلا بعد أن أسلم".
قد استنكرنا هيئتَكَ؟! قالَ ابنُ الناطورِ: وكانَ هِرَقْلُ حزاءً (64) ينظرُ في النجومِ، فقالَ لهم حين سألوه: إني رأيتُ الليلةَ حين نظرتُ في النجومِ مَلِكَ الخِتانِ قد ظَهَرَ (65)، فمن يختتِنُ مِن هذه الأمة (66)؛ قالوا: ليس يختتنُ إلا اليهودُ. فلا يهمنَكَ شأنُهم، واكتب إلى مدائنِ مُلكِكَ فَيَقْتُلُوا من فيهم من اليهودِ!
فبينما هم على أمرِهِم؛ أُتِيَ هِرَقْلُ برجل أرْسَل به مَلِكُ غسانَ يخبرُ عن خبرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلما اسْتَخْبَرَهُ هرقلُ؛ قال: اذهبوا فانْظُروا أمُخْتَتِنٌ هو أم لا؟ فنظروا إليه، فحدثو أنه مُخْتَتِنٌ، وسأله عن العرب؟ فقالَ: هم يَخْتَتِنونَ، فقالَ هِرَقْلُ: هذا مَلِكُ هذه الأمة (67) قد ظهر.
ثم كتبَ هِرَقلُ إلى صاحبٍ له بِرُومِيَةَ (68)، وكان نَظِيرَهُ في العلم، وسار هِرقلُ إلى حِمْصَ، فلم يَرِمْ (69) حِمْص حتى أتاه كتابٌ مِن صاحبِهِ يوافقُ رَأي هِرَقْل علي خروجِ النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه نبي، فاذِنَ هِرَقْلُ لعظماءِ الرومِ في دَسْكَرَةٍ (70) له بحمصَ،
(64) أي: كاهناً.
(65)
أي: غلب.
(66)
أي: من أهلِ هذا العصر.
(67)
يعني: العرب.
(68)
بالتخفيف، هي (روما) عاصمة إيطاليا اليوم. قال ياقوت:"وبها يسكن البابا الذي تطيعه الإفرنج، وهو لهم بمنزلة الإمام، متى خالفه أحدَ منهم كان عندهم مخطئاً، يستحق النفي والطرد والقتل، يحرم عليهم نساءهم وكلهم وشربهم، فلا يمكن لأحدٍ منهم مخالفته".
قلت: وقد بشرنا النبي صلى الله عليه وسلم بفتحها في حديث خرجته في "الصحيحة"(4).
(69)
أى: لم يبرح من مكانِهِ.
(70)
هو القصر الذي حوله بيوت.