الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابنَ الخطابِ، ثم عثمانَ بنَ عفان رضي الله عنهم، [ثم نتركُ أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا نفاضِلُ بينَهُم].
5 - بابُ
542 -
قولَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
"لو كنْتُ مُتخِذاً خليلًا"؛ قاله أبو سعيد.
1557 -
عن عبدِ اللهِ بنِ أبي مُلَيْكَةَ قالَ: كَتَبَ أهلُ الكوفةِ إلى ابنِ الزبيْرِ في الجَدَّ؛ فقالَ: أما الذي قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"لو كُنْتُ مُتَّخِذاً من هذه الأمةِ خليلًا لاتَخَذْتُهُ"؛ أنزَلَهُ أباً. يعني: أبا بكرٍ.
6 - بابُ
1558 -
عن عمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ على جيشِ ذاتِ السلاسلِ، فأتَيْتُهُ، فقلتُ: أىُّ الناسِ أحب إليكَ؟ قالَ: "عائِشةُ". فقلتُ: مِن الرجالِ؟ فقالَ: "أبوها". فقلتُ: ثمَّ من؟ قالَ: "ثم عمرُ بنُ الخطابِ"، فعَدَّ رجالًا، [فسكتُّ مخافةَ أنْ يجْعَلَني في آخِرِهِم 5/ 113].
1559 -
عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَن جَرَّ ثوبه خُيَلاءَ؛ لم ينْظُرِ اللهُ إليهِ يومَ القيامَةِ". فقالَ أبو بكرٍ: إنَّ أحدَ شِقَّيْ ثوبي يَسْتَرْخي؛ إلَاّ أنْ أتعاهَدَ ذلك منهُ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إنكَ لستَ تَصْنَعُ ذلك خُيَلاءَ".
542 - وصله المصنف فى "ج 1/ 8 - الصلاة/ 80 - باب/ رقم الحديث 246".
قالَ موسى: فقلتُ لسالمٍ: أذكَرَ عبدُ اللهِ: مَن جرَّ إزارَهُ؟ قالَ: لم أسْمَعْهُ ذكَرَ إلا ثوبه (وفي طريق أخرى: فقلتُ لمحارب: أذكَرَ إزارَهُ؟ قالَ: ما خَصَّ إزاراً ولا قَمِيصاً 7/ 35).
1560 -
عن عائشةَ رضي الله عنها زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ماتَ وأبو بكرٍ بِـ (السُّنْحِ)(3) -قال إسماعيل: يعني بِـ (العالِيَةِ)(4) - فقامَ عمرُ يقولُ: واللهِ ما ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قالت: وقالَ عمرُ: واللهِ ما كانَ يقعُ في نفسي إلا ذاكَ، ولَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ، فلَيَقْطَعَن أيْديَ رجال وأرجُلَهُم (5).
فجاء أبو بكرٍ [على فرسٍ مِن مسكنه بِـ (السُّنْحِ)، حتى نزلَ فدخلَ المسجدَ، فلم يكلمِ الناسَ حتى دخَلَ على عائشةَ، فتيممَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُغَشًّى بثوبِ حَبِرَةٍ 5/ 142 - 143]، فكَشَفَ عن [وجهِ]، رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، [ثم أكَبَّ عليه 2/ 70] فقَبَّلَهُ [وبكى]، فقالَ: بأبي أنت وأمي [يا نبَّى اللهِ!]، طِبْتَ حيًّا ومَيِّتًا، واللهِ الذي نفسي بيدِهِ؛ لا يُذِيقُكَ اللهُ المَوْتَتَيْنِ (وفي روايةٍ: موتتينِ) (6) أبداً، [أما المَوتَةُ التي كُتِبَتْ عليك؛ فقد مُتَّها].
(3) موضع بالعوالي، كان الصديق رضي الله عنه تزوجَ من هناك.
(4)
(العالية) و (العوالي): أماكن بأعلى أراضي المدينة من جهة نجد.
(5)
يعني: قائلين بموته عليه الصلاة والسلام.
(6)
قال الحافظ: "أشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا فيقطع أيدي رجال؛ لأنه لو صح ذلك للزم أن يموتَ موتة أخرى، فأخبرَ أنه أكرم على اللهِ من أن يجمّعَ عليه موتتين كما جمعهما على غيره؛ كالذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف".
ثم خَرَجَ، فقالَ: أيُّها الحالِفُ! على رِسْلِكَ. فلما تكَلّمَ أبو بكرٍ؛ جَلَسَ عمرُ، فحَمِدَ اللهَ أبو بكرٍ، وأثنى عليهِ، وقالَ: ألا مَن كانَ يعبدُ محمداً فإنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم قد ماتَ، ومَن كانَ يعبد اللهَ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ، وقالَ:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ، وقالَ:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} . قالَ: فنَشَجَ (7) الناسُ يبكونَ (8).
قالَ: واجتَمَعَتِ الأنصارُ إلى سعدِ بنِ عُبادُةَ في سَقِيفَةِ بني ساعدَةَ، فقالوا: منَّا أميرٌ ومنكُم أميرٌ، فذهَبَ إليهم أبو بكرٍ الصديقُ، وعمرُ بنُ الخطابِ، وأبو عبيدةَ ابنُ الجراحِ، فذَهَبَ عمرُ يتكلمُ، فأسكَتَهُ أبو بكرٍ، وكانَ عمرُ يقولُ: واللهِ ما أردتُ بذلك إلا أني قد هيأتُ كلاماً قد أعجَبَني، خَشِيتُ أن لا يَبْلُغَهُ أبو بكرٍ.
ثم تكلم أبو بكرٍ، فتكلَّمَ أبلغَ الناسِ، فقالَ في كلامِهِ: نحنُ الأمراءُ، وأنتُم الوزراءُ، فقالَ حُبَابُ بنُ المُنذرِ: لا واللهِ لا نفعَلُ، منا أميرٌ ومنكم أميرٌ، فقالَ أبو بكرٍ. لا؛ ولكنا الأمراءُ، وأنتُم الوزراءُ، هُمْ أوسطُ العربِ داراً، وأعرّبهُم أحساباً، فبايِعُوا عُمَرَ بنَ الخطاب، أو أبا عبيدةَ بنَ الجراح.
فقالَ عمر: بل نُبايِعُكَ أنتَ، فأنتَ سيِّدُنا، وخيرُنا، وأحَبُّنا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فأخذ عمرُ بيدِهِ، فبايَعَهُ، وبايَعَهُ الناسُ، فقال قائل: قتَلْتُمْ (9) سعدَ بنَ عبادةَ.
(7) نشج الباكي: (إذا غصَّ بالبكاء في حلقه من غير انتحاب، أوهو بكاء معه صوت.
(8)
هنا زيادة من حديث ابن عباس مضى برقم (604).
(9)
هو كناية عن الإعراض والخذلان. وقول عمر: "قتله الله": دعاء عليه لعدم نصرتهِ للحقِّ، وتخلفه عن مبايعة الصديق رضوان الله عليهم.
فقالَ عمرُ: قَتَلهُّ الله.
543 -
[قالت عائشةُ: فما كانت من خُطْبَتِهِما مِن خُطبةٍ إلا نفعَ اللهُ بها، لقد خَوَّفَ عمرُ الناسَ، وإن فيهم لَنفاقاً، فرَدِّهُم اللهُ بذلك، ثم لقد بصَّرَ أبو بكر الناسَ الهَدى، وعَرفَهُم الحقَّ الذي عليهم، وخَرَجوا به (10) يتلونَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى: {الشَّاكِرِينَ}].
1561 -
عن محمدِ ابنِ الحنفيَّةِ قالَ: قلتُ لأبي: أيُّ الناسِ خيُر بعدَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أبو بكرٍ. قلتُ: ثم مَن؟ قالَ: ثُمَّ عمرُ. وخشيتُ أن يقولَ: عثمانُ؛ قلتُ: ثم أنتَ؟ قالَ: ما أنا إلا رجل من المسلمينَ.
1562 -
عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"لا تَسُبُّوا أصحابي؛ فلو أنَّ أحدَكُم أنْفَقَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا؛ ما بَلَغَ مُدَّ أحدِهِم ولا نَصِيْفَهُ (11) ".
1563 -
عن أبي موسى الأشعريِّ: أنَّه توضَّأ في بيتِهِ، ثم خَرَجَ، فقلتُ: لألْزَمَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولأكونَنَّ معه يومي هذا. قالَ: فجاءَ المسجدَ، فسألَ عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: خَرَجَ ووجَّهَ ها هنا. فخرجتُ على إثْرِهِ أسألُ عنهُ، حتى دَخَلَ بئرَ أَرِيسٍ (12) [في حائطٍ من حِيطانِ المدينة، وفي يدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عودٌ يضرِبُ بهِ بينَ
543 - هذه الزيادة معلقة عند المصنف، وقد وصلها الطبراني في "مسند الشاميين".
(10)
أي: بسبب قوله وتلاوته ما ذكر.
(11)
أي: نصفه.
(12)
بئر بستان بقرب قباء.
الماءِ والطينِ 7/ 123]، فجلستُ عندَ البابِ، وبابُها مِن جَرِيدٍ، [وأمرني بحفظِ بابِ الحائطِ 4/ 202]، حتى قضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حاجَتَهُ، فتوضأ، فقمتُ إليهِ، فإذا هو جالسٌ على بئرِ أَرِيسٍ، وتَوَسَّطَ قُفَّها (*)، وكشفَ عن ساقَيْهِ، ودَلَّاهُما في البئرِ (وفي طريق: قدِ انكَشَفَ عن ركْبَتَيْهِ أو رُكْبَتِهِ)، فسلمتُ عليه، ثم انصرفتُ، فجلستُ عندَ البابِ، فقلتُ: لأكونَنَّ بَوَّابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اليومَ. فجاءَ أبو بكرٍ. [يستأذنُ عليه ليدخُلَ 8/ 96]، فدَفَعَ البابَ، فقلتُ: من هذا؟ فقالَ: أبو بكرٍ. فقلتُ: على رِسْلِكَ [حتى أستأذنَ لك، فوقَفَ] ، ثم ذهبتُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ! هذا أبو بكر يستأذنُ (عليكَ)]؟ فقالَ:
{ائذَنْ لهُ، وبَشَرْهُ بالجنةِ} . فأقبلتُ حتى قلتُ لأبي بكرٍ: ادْخُلْ، رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشرُكَ بالجنةِ، [فَحَمِدَ اللهَ 4/ 201]، فدخَلَ أبو بكرٍ، فجَلَسَ عن يَمينِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ في القُفِّ، ودَلَّى رِجْلَيْهِ في البئرِ -كما صَنَعَ النبَّيُّ صلى الله عليه وسلم عن ساقَيْهِ، [ودلَاّهُما في البئرِ]، ثم رجعتُ فجَلَسْتُ، وقد تركتُ أخي يتوضَّأ ويَلْحَقُني، فقلتُ: إنْ يُرِدِ اللهُ بفلانٍ خيراً -يريدُ: أخاهُ- يأتِ بهِ، فإذا إنسانٌ يُتحَرِّكُ البابَ، فقلتُ: مَن هذا؟ فقالَ: عمرُ بنُ الخطابِ. فقلتُ: على رِسْلِكَ [حتى أستأذنَ لك]، ثم جئتُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فسلمتُ عليهِ، فقلتُ: هذا عمرُ بنُ الخطابِ يستأذِنُ؟ فقالَ:
[ائذَنْ لهُ، وبَشِّرْهُ بالجنةِ". فجئتُ، فقلتُ له: ادْخُلْ، وبَشَّرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالجنةِ، [فَحَمِدَ اللهَ]، فدَخَلَ، فجَلَسَ معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في القُفِّ عن يسارِهِ،
(*)(قفها): حافتها.
[فكَشَفَ عن ساقيهِ]، ودَلَّى رِجْلَيْهِ في البئرِ، [فامتلأ القُفُّ فلم يكن فيه مجلسٌ]، ثم رجعْتُ فجلستُ، فقلتُ: إنْ يُرِدِ اللهُ بفلانٍ خيراً يأتِ به، فجاءَ إنسان يُحَرِّكُ البابَ، فقلتُ: مَن هذا؟ فقالَ: عثمانُ بنُ عفَّانَ. فقلتُ: على رِسْلِكَ [حتى استأذنَ لك]، فجئتُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأخبرتُهُ، ف [سكَتَ هُنَيةً]، [وكانَ مُتَّكِئاً فجَلَسَ]، [ثم] قالَ:
[ائذَنْ لهُ، وبشِّرْهُ بالجنةِ على بَلْوَى تُصِيبُهُ". فجئتُهُ، فقلتُ لهُ: ادْخُلْ، وبَشَّرَكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالجنةِ على بلوى تُصيبُكَ، [فحَمِدَ اللهَ، ثم قال: اللهُ المستعانُ] ، فدَخَلَ، فوجَدَ القُفَّ قد مُلِئَ، [فتحولَ حتى جاءَ]، فجلَسَ وُجاهَهُ منَ الشِّقِّ الآخَرِ، [فلما دَخَلَ عثمانُ غطَّاهُما].
قالَ شَرِيك: قالَ سعيدُ بنُ المسيَّبِ: فأوَّلْتُها قُبورَهُم [اجتَمَعَتْ ها هنا، وانفردَ عثمان].
1564 -
عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُداً وأبو بكرٍ، وعُمَرُ، وعُثمانُ، فرَجَفَ بهِم، [فضَرَبَهُ برِجْلِهِ 4/ 200]، فقالَ:
"اثْبُتْ أحُدُ! فإنَّما عليكَ نبيُّ، وصِدِّيقٌ، وشَهيدانِ".
1565 -
عن ابنِ عباسٍ قالَ: إني لواقِفٌ في قومٍ، فدَعَوُا اللهَ لعمرَ بنِ الخطابِ، وقد وُضِعَ على سريرِهِ؛ إذا رجُلٌ من خلفي، قد وَضَعَ مِرْفَقَهُ على مَنْكِبي، يقولُ: رَحِمَكَ اللهُ! [ما خَلَّفْتَ أحداً أحبَّ إليَّ أنْ ألقى اللهَ بمثلِ عمَلِهِ منكَ، وايْمُ اللهِ 4/ 199]، إنْ كنتُ لأرجو أنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مع صاحِبَيْكَ؛ لأني كثيراً ما كنتُ أسمعُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: