الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"الشَرْكُ باللهِ، والسحْرُ، وقَتْلُ النَفْسِ التي حَرمَ الله إلا بالحق، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتَوَلي يومَ الزَحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المؤمِناتِ الغافلاتِ".
24 - باب قولِ اللهِ تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
{لأعْنَتَكُم} : لأحْرَجَكُم، وضَيقَ عليكُم. و {عَنَتْ}: خَضَعتْ.
1233 -
عن نافع قالَ: ما رَد ابنُ عُمَرَ على أحدٍ وَصيةً.
632 -
وكانَ ابن سيرينَ أحب الأشياءِ إليهِ في مالِ اليتيمِ أن يجتمعَ إليهِ نصحاؤهُ وأولياؤهُ، فيَنْطروا الذي هُو خيرَ لهُ.
633 -
وكانَ طاوسً إذا سُئلَ عن شيءٍ مِن أمرِ اليتامى قرَأ: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} .
634 -
وقالَ عطاء في يتامى الصغيرُ والكبير: ينْفِق الوَلي على كلِّ إنسانٍ بقَدْرِهِ من حِصتِهِ.
25 - باب استخدام اليتيمِ في السفَرِ والحَضَرِ إذا كانَ صلاحاً لهُ، ونَظَرِ الأمً أو زَوْجِها لليتيمِ
1234 -
عن أنس رضي الله عنه قالَ: قدِمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، ليسَ لهُ خادم، (ف) [قالَ لأبي طلحةَ:
632 - لم يقف الحافظ عليه موصولاً عنه.
633 -
وصله سفيان بن عيينة في "تفسيره" بسند حسن عنه.
634 -
وصله ابن أبي شيبة.
"التَمِسْ لي غلاماً مِن غِلْمانِكُم، يخْدُمُني حتى أخرُجَ إلى خيبرَ 3/ 224] "، فاخذَ أبو طلحة بيدي، فانطلق إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: يا رسولَ اللهِ! إن أنساً غلام كَيس؛ فَلْيَخْدُمْكَ. [فخرج بي أبو طلحة مُردِفي وأنا غلام راهقْتُ الحُلُمَ، فكنتُ أخدمُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا نزلَ، فكنتُ أسمعُهُ كثيراً يقولُ: "اللهمً! إني أعوذُ بكَ مِن الهم والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، [والهَرمِ [وأرْذَلِ العُمُرِ 223/ 5]، وأعوذُ بك مِن عذابِ القبرِ، وأعوذُ بك مِن [فِتْنَةِ الدجالِ، و] فِتْنة المَحْيا والمَماتِ 7/ 159]، وضَلَعِ الديْنِ، وغَلَبَةِ الرجالِ"، ثم قدمنا خيبرَ [ليلاً، وكانَ إذا أتى (وفي روايةٍ: غزا 4/ 5) قوماً بليل؛ لم يغِرْ بِهِم حتى يُصْبِحَ 73/ 5]، [ويَنْظُرَ، فإنْ سَمعَ أذاناً كَفً عنهم، وإنْ لم يسمَعْ أذاناً أغارَ عليهم، قال: 1/ 151] [فصليْنا عندها (وفي روايةٍ: قريباً منها 5/ 73)
صلاةَ الغداةِ بغَلَس، ف [لما لم يسمع أذاناً]، ركِبَ نبي اللهِ صلى الله عليه وسلم وركِبَ أبو طلحةُ، وأنا رَديفُ أبي طلحة، فاجرى نبيُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في زُقاقِ خيبرَ، وإن رُكبتي لَتَمس فَخِذَ (وفي طريق: وإن قدمي لَتَمَسُ قَدَمَ) نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم حَسَر (13) الِإزارَ
(13) هكذا وقعت هذه اللفظة عند المصنف (حَسَر) بفتح المهملتين، رواه عن شيخه يعقوب بن إبراهيم، وهو الدورقي، وهو ثقة حافظ، لكن خالفه زهير بن حرب، فقال:"وانحسر الإزار"، أخرجه مسلم (4/ 145 و 5/ 185) عنه، وهو- أعني زهيراً- ثقة ثبت، روى عنه مسلم أكثر من ألف حديث.
قلت: وهذه الرواية أرجح عندي، لمناسبتها للجري المذكور في الحديث من جهة، ولمتابعة الإمام أحمد عليها من جهة أخرى، فقال في "المسند" (3/ 101 - 102): ثنا اسماعيل: ثنا عبد العزيز عن أنس
…
به. واسماعيل هذا هو ابن علية، وعليه دار الخلاف المذكور، فاتفاق أحمد مع زهير أطمن للنفس
من مخالفة يعقوب إياهما، ولا سيما أنه قد رواه عنه الطبراني بلفظهما، فانظر "فتح الباري"(1/ 404).
وأما نظر أنس إلى فخذه صلى الله عليه وسلم، فلعله من باب النظرة الأولى، التي لا يؤاخذ المرء بها.
عن فخذِهِ، حتى إني أنظرُ إلى بياضِ فَخِذَ نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما دَخَلَ القَرْيَةَ؛ [رفع
يديه، و] قالَ:"الله أكبرُ [الله أكبرُ]، خَرِبتْ خيبرُ، إنا إذا نزلنا بساحةِ قوْم {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ}، (قالها ثلاثاً) "، قال: وخَرَجَ القوم [يَسْعَوْنَ في السِّكَكِ 1/ 228] إلى أعمالِهِم، ف [لما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم]، قالوا: محمدٌ، [واللهِ محمدٌ] (وفي روايةٍ: محمدٌ والخميسُ، محمدٌ والخميسُ) - قالَ عبد العزيز: وقالَ بعض أصحابنا: و (الخميس) يعني: الجيش-[فلَجؤوا إلى الحِصْنِ 4/ 15][يسْعَوْنَ 4/ 188] قالَ: فأصبناها عَنْوةً 1/ 97 - 98] [فقتلَ النبي- صلى الله عليه وسلم المقاتِلَةَ، وسَبَى الذُريةَ]؛ [وكانَ في السبْيِ صَفيةُ][بنتُ حُيي بنِ أخْطَبَ]، [وأصَبْنا حُمُراً، فطَبَخْناها، فـ] [جاءَه
جاءٍ، فقالَ: أكِلَتِ الحُمُرُ، فسكَتَ، ثم أتاه الثانية، فقال: أكلَتِ الحُمُرُ، فسكَتَ، ثم أتاهُ الثالثةَ فقالَ: افْنِيَتِ الخمُرُ، فأمرَ منادياً، فنادى في الناس:"إن الله ورسولَهُ يَنْهَياكُم عن لحومِ الحُمُرِ الأهليةِ، [فإنها رِجسٌ] "، فأكفِئتِ القدورُ [بما فيها 4/ 16] وإنها لَتَفورُ باللحْمِ].
[فلما فَتَحَ الله علية الحِصْنَ، ذُكِرَ له جمالُ صفيةَ، وقد قُتِلَ زوجُها، وكانت عروساً]، أفجُمِعَ السبْيُ، فجاء دحيةُ، فقالَ: يا نبى الله- صلى الله عليه وسلم أعطني جاريةً مِن السبي. قالَ: "اذهب فخذ جاريةً"، فأخذ صفيةَ بنتَ حييَّ، فجاءَ رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالَ: يا نبى اللهِ! أعطيتَ دِحْيةَ صفيةَ بنتَ حُييٍّ سيدَةَ قُرَيظَةَ والنَضيرِ، لا تصْلُحُ إِلا لكَ. قالَ:"ادعوه بها"، فجاءَ بها، فلما نَظَرَ إليها النبي صلى الله عليه وسلم؛ قالَ:"خُذْ جارِيَة من السبيِ غيرها"]، [فاصطفاها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لنفسه]، [قال: فأعْتَقَها النبيُّ
- صلى الله عليه وسلم، وتزوجَها، فقالَ له ثابتٌ: يا أبا حمزةَ! ما أصْدَقَها؟ قالَ: نَفْسَها، أعْتَقَها وتزوجَها".
[فخرجَ بها، حتى بَلَغْنا سد (الصهْباءِ) (14) حَلتْ: (وفي طريقٍ: جَهزَتْها له أمُّ سُلَيمٍ، فأهدَتْها لهُ مِن الليلِ)]، [فبنى بها]، [فاصبحَ النبي صلى الله عليه وسلم عَروساً، فقالَ: "من كان عنده شيءٌ؛ فليجىءْ به"، وبسط نِطْعاً [صغيراً]، فجعَلَ الرجلُ يجيءُ بالتمر، وجعل الرجُلُ يجيءُ بالسمن- قالَ: وأحسِبُه قد ذكر السويقَ- قالَ: فحَاسُوا حَيْساً]، [ثم قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: آذِنْ مَن حولَكَ"]، [فدَعَوْتُ رجالًا، فأكلوا]، [فكانت تلك وليمةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على صفية]، (وفي طريق: قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثاً يُبنى عليه بصفية بنتِ حُيي، فدَعَوْتُ المسلمين إلى وليمتِهِ، فما كان فيها من خبز ولا لحم [وما كان فيها إلا أن 5/ 77] أمرَ [بلالًا] بالأنطاعِ، [فبُسِطَتْ]، فألقي فيها من التمر والأقِطِ والسمن، فكانت وليمتَه، [ثم خرجنا إلى المدينة]، فقال المسلمون: إحدى أمهاتِ المؤمنين، أو مما ملكت يمينُه؛ فقالوا: إن حَجَبها (15) فهي من أمهاتِ المؤمنين، وإن لم يَحْجُبها فهي مما مَلَكَتْ يمينُه، فلما ارتحل وطَأ لها خلفَهُ، ومَد الحجابَ بينها وبين الناس 6/ 121، وفي طريق:
(14) الصهباء: موضع بينه وبين خيبر روحه. وقوله: (حلت): معناه: طهرت من حيضها، فحلت لزوجها أن يطأها. و (النطع): بساط يتخذُ من أديم. و (الحيس): تمر ينزع نواهُ ويدق مع أقط ويعجنان بالسمن، ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد، وربما جعل معه سويق.
(15)
أي: في وجهها. وفي رواية لابن سعد: "وسترها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملها وراءه، وجعل رداءه على ظهرها ووجهها". انظر "حجاب المرأة المسلمة"، (ص 46)، وزاد مسلم في روايةٍ:"فعرفوا أنه قد تزوجها".
قالَ: فرأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَوي (16) لها وراءَهُ بعَباءةٍ، ثم يجلسُ عندَ بعيرِهِ، فيضَعُ ركبته، فتضعُ صفيةُ رجلها على رُكْبته حتى تركبَ، فسِرْنا)، [وأبوطلحةَ مع النبي صلى الله عليه وسلم، [وإني لَرَديفُ أبي طلحة 7/ 68]، ومع النبيَّ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةُ مُرْدِفُها على راحلتِه، فلما كانوا ببعضِ الطريق؛ عَثَرتِ الناقة، فصُرِعَ النبيُ صلى الله عليه وسلم والمرأةُ، [فقلتُ: المرأةَ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنها أمُكُم"]، وأن أبا طلحة قالَ: أحسب [قالَ 40/ 4]، اقتَحَمَ عن بعيرِه، فأتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: يا نبيً اللهِ! جعلني اللهُ فداءَك، هل أصابَكَ مِنْ شيءٍ؛ قالَ:"لا، ولكن عليكم بالمرأة"، فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه، فقَصَدَ قصْدَها". فألقى ثوبه عليها، فقامت المرأةُ، فشَدً (وفي روايةٍ: فشَدَدْتُ) لهما على راحلتِهِما، فرَكِبا، فسارُوا 7/ 116]، [حتى إذا أشرفنا على المدينة نَظَرَ إلى أحُدٍ، فقالَ: "هذا جَبَلٌ يُحِبنا ونُحِبُّهُ"، ثم نَظَرَ إلى المدينة، فقال:
" [إنَّ إبراهيمَ حَرمَ مكةَ، و 4/ 118] إني أحَرمُ ما بين لابَتَيْها، (وفي روايةٍ: جَبَلَيْها) بمثلِ ما حرم إبراهيمُ مكةَ، اللهم! بارِكْ لهم [في مِكْيالِهِم، وبارك 22/ 3] في مُدِّهِم وصاعِهِم]، [اللهمً! اجعل بالمدينةِ ضِعْفَيْ ما جعلْتَ بمكة من البركة 2/ 224] "، [حتى إذا كانوا بظهرِ المدينة، أو قالَ: أشرفوا على (وفي روايةٍ: فلما دنا أو رأى) المدينة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "آيبون، تائِبون، عابِدون، لربنا حامدونَ"، فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة]، قالَ: فخدمتُه في السفرِ والحضرِ [فواللهِ 46/ 8] ما قالَ لي لشيءٍ
(16) قال ابن الأثير: التحوية: أن تدير كساء حول صنام البعير، ثم تركبه، والاسم: الحوِية.