الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
333 -
وقال سعيدٌ عن هِلالٍ عن عطاءٍ عن ابنِ سَلامٍ. (غُلْفٌ): كلُّ شيءٍ في غِلافٍ، وسَيْفٌ أغْلَفُ، وقَوْسٌ غَلفاءُ، ورَجُلٌ أغْلَفُ: إذا لم يَكُنْ مَختوناً. قالَهُ أبو عبد اللهِ.
51 - بابٌ الكَيْلُ على البائِعِ والمُعْطي
لقولِ اللهِ تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} ؛ يعني: كالوا لَهُم، أو وَزَنوا لهم، كَقَوْلهِ: [يسْمَعونَكُم}: يسمعونَ لكُم
334 -
وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"اكْتالوا حتى تَسْتَوفوا".
335 -
ويُذْكَرُ عن عثمان رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا بِعْتَ فكِلْ، وإذا ابْتَعْتَ فاكتَلْ".
1004 -
عن عبد اللهِ بن عُمَر رضي الله عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:
"مَن ابتاعَ طَعاماً؛ فلا يَبيعُهُ حتى يَستوفِيَهُ (ومن طريق آخر: حتى يَقبضَهُ 3/ 23) ".
1005 -
عن جابرٍ رضي الله عنه قالَ: تُوفيَ [أبي 3/ 171] عبد اللهِ بن
333 - وصله الدارمي، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه"، والطبراني، وغرض المؤلف من هذا التعليق بيان أن سعيداً- وهو ابن أبي هلال خالف راوي الرواية الأولى- وهو فليح بن أبي سليمان في تعيين الصحابي، فسماه هذا: عبد الله بن عمرو، وقال سعيد: ابن سلام.
334 -
وصله النسائي وابن حبان من حديث طارق بن عبد الله المحاربى، مرفوعاً، وفيه قصة، وصححه ابن حزم. انظر:"أحاديث البيوع".
335 -
وصله أحمد وابن ماجه والبزار والدارقطني من طريقين عنه، وهو مخرج في "أحاديث البيوع".
عمرو بن حَرامٍ [يومَ أحُدٍ شهيداً 3/ 84]، [وترك ستَّ بناتٍ3/ 199]، [وترك عليه دَيْناً][ثلاثينَ وَسْقاً (65) لرَجُلٍ مِن اليهود، فاستنظره جابرٌ، فأبى أن يُنْظِرَه]، [فاشتَدَّ الغُرَماءُ في حقوقِهم]، [فعَرَضْتُ على غُرَمائِهِ أن يأخذوا التمرَ بما عليه، فأبَوْا، ولم يَرَوْا أنَّ فيه وفاءً]، فاستعنْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، (وفي روايةٍ: فاستَشْفَعْتُ به) على غُرَمائِهِ أن يضعوا من دَيْنِه، فطلب النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليهم، فلم يَفْعَلوا (وفي روايةٍ: فقلت: إنَّ أبي [استُشهِدَ يومَ أحدٍ، و] ترك عليه ديناً [كثيراً]، وليس عندي إلا ما يُخرجُ نَخلُه، ولا يبلغُ ما يُخرِجُ سنينَ ما عليه، فانطلقْ معي لكيلا يُفْحِشَ عليَّ الغُرماءُ 4/ 172)، (وفي طريق ثانٍ: فسألهم أن يقبلوا ثَمَرَ حائِطي (66)، ويُحلِّلوا أبي، فأبوا، فلم يعطِهِم النبي صلى الله عليه وسلم حائطي، ولم يَكْسِرْهُ لهم، ولكن قال:"سأغدو عليك" 3/ 138)، فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"اذهب؛ فصَنِّفْ (وفي روايةٍ: فبَيْدِر) تمْرَكَ أصنافاً: العجوةَ (67) على حِدَةٍ، وعِذقَ (68) [ابن] زيدٍ على حِدةٍ، [والليِّنَ (69) على حدة، ثم أحْضِرْهم]، ثم أرسِلْ إليَّ [حتى آتِيَكَ] ". ففعَلْتُ، ثم أرسلتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم[فغدا علينا حين أصبحَ]، [ومعه أبو بكرٍ وعمرُ]، [فلما نَظَروا إليه؛ أُغْروا (70) بي تلك الساعة]، [فمشى حول
(65) مِكْيَلَةٌ معلومة، وهي حمل بعير، وهو ستون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وسلم. "لسان العرب".
(66)
أي: بستاني.
(67)
هي ضرب من أجود التمر بالمدينة.
(68)
نوع من التمر رديء، والعَذَق: بفتح العين: النخلة، وبالكسر: العرجون.
(69)
هو اللون، وهو ما عدا العجوة، وقيل: هي الدقل، وهو رديء.
(70)
أي: لجوا في مطالبتي وألحوا.
بيدرٍ من بيادرِ التمرِ، فدعا، ثم آخر]، فجلس على أعلاه، أو في وسطِه، (وفي روايةٍ: فلما رأى ما يصنعون؛ أطاف حول أعظمِها بيدراً (ثلاث مرات)، ثم جَلَسَ عليه، ثم قال:"ادعُ أصحابَك": وفي رواية أخرى: (غرماءَكَ، فأوْفِهِم")، ثم قال:"كِلْ للقومِ"، فكِلْتُهم حتى أوفَيْتُهم الذي لهُم، وبقي تمري كأنه لم ينقُصْ منه شيءٌ (وفي روايةٍ: فما زال يكيلُ لهُم حتى أدَّى اللهُ أمانَة والدي، وأنا واللهِ راضٍ أن يؤدي اللهُ أمانة والدي، ولا أرجع إلى إخوتي بتمرةٍ، فسلِمَ واللهِ البيادِرُ كلُّها؛ حتى إني أنظرُ إلى البيدرِ الذي عليه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كأنه لم ينقُصْ منه تمرة واحدة)، (وفي طريق ثالثٍ: ثم قال لجابر: "جُدَّ له (71)، فأوفِ له الذي له"، فجَدَّه بعدما رَجَع رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأوفاه ثلاثين وَسْقاً، وفضلت له سبعةَ عشرَ وَسْقاً (وفي روايةٍ: ثلاثة عشر وسقاً: سبعةٌ عجوةٌ، وستةٌ لونٌ، أو ستةٌ عجوةٌ، وسبعةٌ لونٌ)، فجاءَ جابرٌ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي كان، فوجده يصلي العصرَ، (وفي الطريق الثالثة: المغربَ. 336 - وفيها معلقة: الظهرَ)، فلما انصرف أخبره بالفضل
(71) من" الجداد" بالفتح والكسر، وهو صرم النخل وقطع ثمرتها.
336 -
لم يخرجها الحافظ، وقد وجدتها في "مسند أحمد"(3/ 398) في هذه القصة من طريق نبيح العنزي عن جابر مطولاً، وفيه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم جاءه وسط النهار
…
وفيه: "فنظرت إلى السماء، فإذا الشمس قد دلكت (أي: زالت)؛ قال: الصلاة يا أبا بكر! فاندفعوا إلى المسجد.
فقلت: قرِّبْ أوعيتك. فكِلْتُ له من تمره، فوفاه الله، وفضل لنا من التمر كذا وكذا. فجئت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده، كأنه شرارة، فوجدتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد صلى
…
". وإسناده صحيح.
والدلوك وإن كان يُراد به الغروب أحياناً، فالسياق هنا يأباه، ويشهد أن المراد به زوالها عن وسط السماء، وهو وقت الظهر. على أن هذا المعنى هو الراجح عند العلماء في قوله تعالى:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ، فانظر "تفسير البغوي"، و"تفسير ابن كثير"، و"لسان العرب".
[فضحكَ]، فقال:"أخبر ذلك ابن الخطاب"، فذهبَ جابرٌ إلى عُمرَ، فأخبرَهُ، فقال له عمر: لقد علمتُ حين مشى فيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُبارَكَنَّ فيها، (وفي روايةٍ: فقال: "ائتِ أبا بكرٍ وعمرَ، فأخْبِرهما"، فقالا: لقد علمنا إذ صنع رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ما صَنَعَ أن سيكون ذلك)، (وفي أخرى: ثم جئتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ، فأخبرتُه بذلك، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعمرَ:"اسمَعْ- وهو جالسٌ - يا عمرُ! "، فقالَ عُمَرُ: ألَاّ يكون قد علِمنا أنك رسولُ اللهِ؟! واللهِ إنك لرسولُ اللهِ 3/ 138).
(وفي طريق رابعة عنه قال: كان بالمدينة يهوديٌّ، وكان يُسْلِفُني في تمري إلى الجِذَاذِ (72)، وكانت لجابر الأرض التي بطريق رُومَة، فجَلَسَتْ (73)، فخلا عاماً، فجاءني اليهودي عند الجِذاذِ، ولم أجُدَّ منها شيئاً، فجعلتُ أستنظره إلى قابلٍ، فيأبى، فأُخبِرَ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لأصحابه:"امشوا نستنظر لجابرٍ من اليهوديِّ"، فجاؤوني في نخلي، فجعلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يكلِّم اليهودِيّ، فيقول: أبا القاسم! لا أنظِرُه، فلما رآهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قام فطاف في النخل، ثم جاءه، فكلَّمه، فأبى، فقمتُ، فجئتُ بقليل رُطَبٍ، فوضعتُه بين يدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأكلَ (*)، ثم قال:"أين عريشُك يا جابرُ! "، فأخبرتُه، فقال:"افرش لي فيه"، ففَرَشْتُه، فدخلَ، فرقَدَ، ثم استيقظَ، فجئتُه بقبضةٍ أخرى، فأكلَ منها، ثم قام، فكلم اليهودي، فأبى
(72) بالجيم والذال المعجمة، وهو قطع العراجين، كما في "الفتح".
(73)
أي: الأرض، أي: تأخرت عن الإثمار. (فخلا) من الخلو، أي: تأخر السلف.
(*) قلتُ: وفي رواية لأحمد (3/ 391) من طريق عمار بن أبي عمار عن جابر: قال: "
…
ثم أتيناهم برطب وماء، فأكلوا وشربوا، ثم قال: هذا من النعيم الذي تسألون عنه". وإسناده صحيح على شرط مسلم.