الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"فَمَنْ؟! ".
1467 -
عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تكرَهُ أنْ يَجْعَلَ المُصَلِّي يَدَهُ في خاصِرَتِهِ، وتقولُ: إنَّ اليهودَ تفْعَلُهُ.
1468 -
عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:
"بَلِّغوا عني ولو آيةً، وحَدِّثوا عن بني إسرائيلَ ولا حَرَج، ومَن كَذَبَ عليَّ متَعَمِّداً؛ فلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِن النارِ".
1469 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:
"إنَّ اليهودَ والنَّصارى لا يَصْبُغونَ؛ فخالِفوهُم".
1470 -
عن الحَسَنِ قالَ: حدثنا جُنْدَبُ بنُ عبدِ اللهِ في هذا المسجدِ، وما نَسِينا منذ حدثنا، وما نخشى أن يكونَ جُنْدَبٌ كَذَبَ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"كانَ فيمَنْ كانَ قبلَكُم رجلٌ بهِ جُرْحٌ، فجَزِعَ، فأخَذَ سِكِّيناً فحَز (56) بها يَدَهُ، فما رَقَأَ الدمُ حتى ماتَ؛ قالَ اللهُ تعالى: بادَرَني عبدي بنفسِهِ؛ حَرَّمْتُ عليه الجنةَ".
حديثُ أبرصَ وأقرعَ وأعمى في بني إسرائيلَ
1471 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه سَمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:
(56)(حز): قطع. (رقأ): انقطع. والحديث من رواية الحسن عن جندب سماعاً منه كما ترى، ففيه ردّ على من نفى سماعه منه، فراجع لهذا "الصحيحة "(3013).
"إنَّ ثلاثةً في بني إسرائيلَ أبرَصَ وأعمى وأقرعَ؛ بدا للهِ (وفي روايةٍ: أرادَ اللهُ 7/ 223)(57) عز وجل أنْ يَبْتَلِيَهُم، فبَعَثَ إِليْهِمْ مَلَكاً، فأتى الأبرصَ فقالَ: أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك؟ قالَ: لونٌ حَسَنٌ، وجِلْدٌ حَسَنٌ، قد قَذِرَني الناسُ. قالَ: فمَسَحَهُ، فذَهَبَ عنهُ، فأُعْطيَ لوناً حسناً، وجِلداً حسناً. فقالَ: أيُّ المالِ أحبُّ إليك؟ قالَ: الِإبلُ -أو قالَ: البقرُ. هو (58) شَكَّ في ذلك إِنَّ الأبرصَ والأقرعَ قالَ أحدُهما: الِإبلُ، وقالَ الآخرُ: البقرُ -فأُعْطِيَ ناقةً عُشراءَ (59)، فقالَ: يبارَكُ لك فيها.
وأتى الأقرعَ فقالَ: أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك؟ قالَ: شعرٌ حَسَنٌ، ويذهبُ عني هذا، قد قَذِرَني الناسُ. قالَ: فمَسَحَهُ، فذَهَبَ، وأُعطِيَ شعراً حسناً. قالَ: فأيُّ المالِ أحب إليكَ؟ قالَ: البقرُ. قالَ: فأعطاهُ بقرةً حامِلاً، وقالَ: يُبارَكُ لك فيها.
وأتى الأعمى فقالَ: أيُّ شيءٍ أحَب إليكَ؟ قالَ: يَرُدُّ اللهُ إلي بَصَري، فأبْصِرُ به الناسَ. قالَ: فمَسَحَهُ، فردَّ اللهُ إليه بصَرَهُ. قالَ: فأيُّ المالِ أحب إليكَ؟ قالَ: الغنم. فأعطاهُ شاةً والداً.
(57) قلت: وهي رواية مسلم، وهذا هو المحفوط، وفي إسناد الأولى:(عبد الله بن رجاء)، وهو الغداني، وفي حفظه كلام. قال الحافظ في "التقريب":"صدوق، يهم قليلاً".
ونسبة البداء إلى الله لا يجوز. ومال الحافظ إلى أن الرواية الأولى من تغيير الرواة، وظني أنه من الغداني كما ألمحت إليه، والرواية المحفوظة لم يستحضرها الحافظ أنها عند المصنف، فعزاها لمسلم وحده!
(58)
يعني: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أحد رواته كما في رواية مسلم. وقوله:"إن الأبرص" بفتح الهمزة وكسرها.
(59)
هي الحامل التي أتى عليها في حملها عشرة أشهر من يوم طرَقها الفحل.
فأنْتِجَ هذانِ (60)، ووَلَّدَ هذا، فكانَ لهذا وادٍ مِن إبل، ولهذا وادٍ مِن بقرٍ، ولهذا وادٍ مِن الغنمِ.
ثم إنَّه أتى الأبرصَ في صُورَتِهِ وهيئتِهِ (61)، فقالَ: رجل مسكين، تَقَطَّعَتْ بِي الحِبالُ في سفري، فلا بلاغَ [لي] اليومَ إلا باللهِ ثمَّ بكَ، أسألك بالذي أعطاكَ اللونَ الحَسَنَ، والجلدَ الحَسَنَ، والمالَ بَعيراً أتَبَلَّغُ عليه في سفري. فقالَ له: إنَّ الحقوقَ كثيرة. فقالَ له: كأني أعْرِفُكَ، ألَمْ تَكُنْ أبرصَ يَقْذَرُكَ الناسُ، فقيراً فأعطاكَ اللهُ؟ فقالَ: لقد ورِثْتُ لِكابِرٍ عن كابِرٍ! فقالَ: إنْ كنتَ كاذِباً فصَيَّرَكَ اللهُ إلى ما كُنْتَ.
وأتى الأقرعَ في صورتِهِ وهيئتِهِ، فقالَ لهُ مثلَ ما قالَ لهذا، فرَدَّ عليه مثلَ ما رَدَّ عليه هذا! فقالَ: إنْ كُنْتَ كاذِباً فصَيَّرَكَ اللهُ إلى ما كنتَ.
وأتى الأعمى في صُورتِه، فقالَ رجل مسكين، وابنُ سبيلٍ، وتقطَّعَتْ بِي الحِبالُ في سفري، فلا بلاغَ اليومَ إلا باللهِ ثمَّ بكَ، أسألُكَ بالذي رَدَّ عليك بصرَكَ شاةً أتَبَلَّغُ بها في سفري. فقالَ: قد كنتُ أعمى، فرَدَّ اللهُ بصري، وفقيراً، فقد أغناني، فخُذْ ما شئتَ، فواللهِ لا أجْهَدُكَ اليومَ بشيءٍ أخذتَهُ للهِ (62). فقالَ: أمْسِكْ مالَكَ، فإنَّما ابتُليتُم، فقد رضيَ اللهُ عنكَ، وسَخِطَ على صاحِبَيْكَ".
(60) أي: صاحبا الِإبل والبقر، و (هذا)؛ أي: صاحب الغنم. قوله: "من الغنم"، ولأبي ذر:"من غنم".
(61)
أي: في الصورة التي كان عليها لما اجتمع به وهو أبرص.
(62)
أي: لا أشق عليك في رد شيء تطلبُهُ مني أو تأخذه.