الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأيضا: فقد كان واجب عيسى عليه السلام الأساسي هو البشارة بملكوت الله، والمعزي أو إيليا الذي سيأتي من بعده.
وها هي النصوص على ذلك:
1 -
ورد في لوقا (4/ 43): "43 فَقَال لَهُمْ: "إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ الله، لأَنِّي لهِذَا قَدْ أُرْسِلْتُ". 44 فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ."
2 -
كما أوصى يسوع تلاميذه قائلا: "7 وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ."(متى 10/ 7).
3 -
وورد في متى (11/ 14): "14 وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزمِعُ أَنْ يَأْتِيَ."
4 -
ورد في يوحنا (14/ 15 - 17): " "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، 16 وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، 17 رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْعَالمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لَا يَرَاهُ وَلَا يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ." (1)
ومما سبق يتبين أن أساس عقيدة النصرانية يقوم على عدة أركان:
الأول: دعوى الخطية ولزوم الفداء (وقد سبق الكلام عنهما).
الثاني: دعوى تجسد ابن الله من أجل الخلاص.
الثالث: دعوى الصلب من أجل الخلاص.
الرابع: دعوى قيامة المسيح من أجل الخلاص.
الباب الثاني: الرد على دعوى تجسد ابن الله من أجل الخلاص
1 - عقيدة النصارى في التجسد وأقوالهم فيها والرد عليها
.
يدعي النصارى أن الإنسان لا يستطيع أن يتحرر ويتخلص بنفسه من الطبيعة الخاطئة التي ورثها عن آدم - بناء على فكرتهم في توارث خطيئة آدم - وذلك لأنه خاطئ.
وها هي بعض أقوالهم في تقرير هذا المعنى:
(1) انظر: إعدام الإله بين المسيحية والوثنية (31 - 32).
يقول عوض سمعان: "فالإنسان لانتقال الطبيعة الخاطئة إليه بالوراثة وتسلطها على كيانه تبعًا لذلك لا يستطيع بمجهوده أن يتحرر منها أو يرتقي فوقها". (1)
"فالبشر جميعًا بما فيهم الأنبياء محتاجون إلى من يفديهم". (2)
وهل يستطيع أن يقوم بهذه المهمة ملاك من الملائكة؟
والجواب هو أنه: لا يستطيع - في نظرهم - أن يقوم بمهمة الفداء أيضا ملاك.
ففي تاريخ الأمة القبطية" لم يكن باستطاعة إنسان أو ملاك أن يقوم بهذه الفدية لأن الإنسان خاطئ ولأن الملاك مخلوق". (3)
كذلك لا يستطيع أي مخلوق آخر - في نظرهم - أن يقوم بالفداء.
يقول حبيب جرجس: "ولم يستطع إنسان ولا ملاك ولا خليقة أخرى أن تصلح الجنس البشري من فساده لأن ذلك ضرب من المحال"(4).
ويقول حبيب جرجس: "وهذا الفادي ليس إنسانًا ولا ملاكًا ولا خليقة أخرى بل هو مخلصنا وفادينا ابن الله الوحيد ربنا يسوع المسيح". (5)
ويقول عوض سمعان: "بما أنه لا يستطيع فدائنا إلا الله، وبما أنه ليس من المعقول أن يخلق الله شخصا نظيره؛ لأن المخلوق يكون محدثًا، والمحدث لا يكون مثل الأزلي إذن ليس هناك كائن غير الله يستطيع القيام بفدائنا والتكفير عنا."(6)
ولكي يقوم ابن الله بالخلاص لابد وأن يتجسد ويظهر في صورة بشرية أي في ثوب الخطية حتى يستطيع الانتصار عليها بثوبها.
(1) طريق الخلاص (13).
(2)
مطلعات في الكتاب المقدس (251).
(3)
لجنة التاريخ القبطي: تاريخ الأمة القبطية (2/ 28).
(4)
خلاصة الأصول الإيمانية (25).
(5)
خلاصة الأصول الإيمانية (26).
(6)
طريق الخلاص (19).