الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 -
ورد في رسالة بولس إلى أهل أفسس 5/ 21 طبعتي سنة 1823 م وسنة 1844 م وردت هذه الفقرة هكذا: "وليخضع بعض لبعض بخوف المسيح" وفي باقي الطبعات: "خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ الله.".
قال كريسباخ وشولز: "إن لفظ "الله" غلط، والصحيح لفظ "المسيح". (1)
والمواضع المحرفة كثيرة وهذه أمثلة فقط
النوع الثاني: التحريف بالزيادة
نماذج التحريف بالزيادة
أولا: في العهد القديم:
1 -
ورد في سفر التكوين (36/ 31): "وَهؤُلَاءِ هُمُ المُلُوكُ الَّذِينَ مَلَكُوا فِي أَرْضِ أَدُومَ، قَبْلَمَا مَلِكٌ مَلِكٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ".
ولا يمكن أن تكون هذه الآية من كلام موسى عليه السلام لأنها تدل على أن المتكلم بها بعد زمان قامت فيه سلطنة بني إسرائيل، وأول ملوكهم شاول (2) وكان بعد موسى عليه السلام بثلاثمائة وست وخمسين سنة (356) سنة.
قال آدم كلارك في المجلد الأول من تفسيره ذيل هذه الآية: "غالب ظني أن موسى عليه السلام ما كتب هذه الآية والآيات التي بعدها إلى الآية التاسعة والثلاثين، بل هذه الآيات هي آيات الباب الأول من السفر الأول من كتاب أخبار الأيام (3)، وأظن ظنًا قويًّا قريبًا من اليقين أن هذه الآيات كانت مكتوبة على حاشية نسخة صحيحة من التوراة، فظن الناقل
(1) انظر: إظهار الحق (431 - 461).
(2)
(شاول) هو شاؤول (شاول) بن قيس من سبط بنيامين أول ملوك بني إسرائيل، وهو الوارد اسمه مرتين في سورة البقرة باسم طالوت، وعهده هو نهاية عهد القضاة وبداية عهد ملوك بني إسرائيل.
(3)
الفقرات التسع في سفر التكوين 36/ 31 - 39 هي نفسها فقرات سفر أخبار الأيام الأول 1/ 43 - 50، وهي تتحدث عن ملوك أدوم بالترتيب، وبعد موت كل واحد من الذي ملك مكانه، وذلك قبل حكم طالوت (شاول) وداود وسليمان، أي في الوقت الذي كان فيه إسرائيل في عهد القضاة، فلا مناسبة لهذه الآيات في سفر التكوين الذي هو أول أسفار التوراة، بينما مناسبتها لسفر الأخبار ظاهرة ولا اعتراض هناك.
أنها جزء من المتن فأدخلها فيه".
فاعترف هذا المفسر بإلحاق الآيات التسع، وعلى اعترافه يلزم أن كتبهم كانت صالحة للتحريف، لأن هذه الآيات التسع، مع عدم كونها من التوراة دخلت فيه وشاعت بعد ذلك في جميع النسخ.
2 -
ورد في سفر التثنية (3/ 14) طبعة سنة 1844 م: "يائير ابن منسي أخذ كل كورة أرجوب إلى تخم الجشوريين والمعكيين ودعاها على اسمه باشان حووث يائير إلى هذا اليوم". وفي طبعة سنة 1865 م وما بعدها هكذا: "يَائِيرُ ابْنُ مَنَسَّى أَخَذَ كُل كُورة أَرْجُوبَ إِلَى تُخْمِ الْجَشُورِيِّينَ وَالمُعْكِيِّينَ، وَدَعَاهَا عَلَى اسْمِهِ بَاشَانَ "حَوُّوثِ يَائِيرَ" إِلَى هذَا الْيَوْمِ."
وهذه الآية أيضًا لا يمكن أن تكون من كلام موسى عليه السلام، لأن المتكلم بها لا بد أن يكون متأخرًا عن ياير تأخيرًا كثيرًا، كما يشعر به قوله:"إلى هذا اليوم"؛ لأن أمثال هذا اللفظ لا يستعمل إلا في الزمان الأبْعَد على ما حقق المحققون من علمائهم، مثل هورن وغيره. (1)
3 -
ورد في سفر العدد 32/ 40 - طبعة سنة 1844 م-: "وذهب يائير ابن منسي وأخذ مزارعها ودعاهن حووث يائير". وفي طبع سنة 1865 وما بعدها فهي الفقرة 41 وهي كما يلي: "وَذَهَبَ يَائِيرُ ابْنُ مَنَسَّى وَأَخَذَ مَزَارِعَهَا.
وَدَعَاهُنَّ: حَوُّوثَ يَائِيرَ. "ويقال في هذه الفقرة ما قيل في المثال السابق، وقد جزم علماؤهم (2) بأن بعض الجمل والعبارات ليست من كلام موسى عليه السلام، لكنهم ما قدروا أن يبينوا اسم الملحق على سبيل التعيين، بل نسبوا على سبيل الظن إلى عزرا عليه السلام، وهذا الظن ليس بشيء ولا يظهر من الأبواب المذكورة أن عزرا أَلحق شيئًا في التوراة لأنه يُفهم من باب كتاب عزرا أنه تأسف على أفعال بني إسرائيل، واعترف بالذنوب، ويُفهم من باب
(1) انظر إظهار الحق (2/ 467 - 471).
(تنبيه) بقي في الفقرة شيء آخر هو أن ياير ليس ابن منسا بل هو ابن سجوب كما هو مصرح في سفر أخبار الأيام الأول 2/ 22 "وسجوب ولد يائير وكان له ثلاث وعشرون مدينة في أرض جلعاد".
(2)
مثل كالمنت في كتابه "قاموس الكتاب المقدس" والذي كمله رابت وتيلر.
كتاب نحميا أن عزرا قرأ التوراة عليهم. (1)
4 -
ورد في سفر العدد 21/ 14 - طبعة سنة 1844 م-: "ولذلك يقال في سفر حروب الرب كما صنع في بحر سوف كذلك يصنع في أودية أرنون". وفي طبعة سنة 1865 م جاءت هذه الفقرة هكذا: "لِذلِكَ يُقَال فِي كِتَابِ "حُرُوبِ الرَّبِّ": "وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ". وفي التوراة السامرية: "بسبب ذلك يقال في كتاب ملاحم الله المعطي القلزم".
هذه الفقرة لا يمكن أن تكون من كلام موسى بل تدل على أن مصنف سفر العدد ليس هو؛ لأن هذا المصنف نقل ههنا الحال عن سِفْر حروب الرب، ولم يعلم إلى الآن جَزْمًا أن مصنف هذا السفر أي شخص؟ ومتى كان؟ وأين كان؟ وهذا السفر كالعنقاء (2) عند أهل الكتاب سمعوا اسمه وما رأوه ولا يوجد عندهم. (3)
5 -
ورد في سفر التكوين (13/ 18): "فَنَقَلَ أَبْرَامُ خِيَامَهُ وَأَتَى وَأَقَامَ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الَّتِي فِي حَبْرُونَ، وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ.".
وفي سفر التكوين 35/ 27: "وَجَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى مَمْرَا، قَرْيَةِ أَرْبَعَ، الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ، حَيْثُ تَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ."، وفي سفر التكوين 37/ 14:"فَأَرْسَلَهُ مِنْ وَطَاءِ حَبْرُونَ فَأَتَى إِلَى شَكِيمَ."، لمجا ورد فيه كلها لفظ "حبرون" وهو اسم قرية كان اسمها في سالف الزمان (قرية رابع)، وبنو إسرائيل بعد ما فتحوا فلسطين في عهد يوشع عليه السلام غيّروا هذا الاسم إلى حبرون (4)، كما هو المصرح به في سفر يشوع 14/ 15:"وَاسْمُ حَبْرُونَ قَبْلًا قَرْيَةُ أَرْبَعَ، الرَّجُلِ الأَعْظَمِ فِي الْعَنَاقِيِّينَ."، فهذه الآيات
(1) يتضح ذلك من سفر نحميا 8/ 1 - 18، وأكتفي بنقل فقرتين منه "1 - اجتمع كل الشعب كرجل واحد إلى الساحة التي أمام باب الماء وقالوا لعزرا الكاتب أن يأتي بسفر شريعة موسى التي أمر بها الرب إسرائيل (18) وكان يقرأ في سفر شريعة الله يوما فيوما من اليوم الأول إلى اليوم الأخير".
(2)
العنقاء: طائر خرافي في أساطير المصريين القدماء.
(3)
إظهار الحق (2/ 476 وما بعدها).
(4)
وسماها المسلمون: الخليل، لأنها مدينة الخليل إبراهيم عليه السلام، وهي من أقدم مدن العالم التي لا تزال آهلة بالسكان.