الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ق. م) وما بعدها يستعمل في بعض الأحيان كمرادف لكلمة (جلالته) ومن هذا الوقت أصبحنا نقرأ، خرج فرعون، و (قال فرعون .... وهكذا) ومن ثم فإنه يبدو لي أن القرن الكريم وإنما أراد أن يفرق بين حاكم مصر الأجنبي في أيام يوسف على عصر الهكسوس، وبين حاكم مصر الوطني على أيام موسى، فأطلق على الأول لقب (ملك) وعلى الثاني لقب (فرعون) وهو اللقب الذي كان يطلق على ملوك مصر وقت ذاك، هذا فضلًا عن أن ذلك إنما هو من إعجاز القرآن الذي لا إعجاز بعده.
وإذا ما عدنا إلى التوراة لوجدنا أن الحقائق التاريخية إنما تقف ضد ما جاء فيها بشأن لقب (فرعون) ذلك لأن التوراة إنما تستعمل هذا اللقب حين يجب أن تستعمل لقب ملك وذلك في الفترة السابقة للأسرة الثامنة عشرة المصرية، وفي نفس الوقت إنما هي تستعمل لقب (ملك) حين يجب أن تستعمل لقب (فرعون) وذلك منذ الأسرة الثامنة عشرة وما بعدها. (1)
ثامنًا: الخطأ في عصر تاريخ إطلاق كلمة رعمسيس:
موضع الخطأ: ما جاء في سفر التكوين من أن يوسف عليه السلام، إنما قد أسكن أباه وإخوته في أرض رعمسيس. (التكوين/ 47: 11).
بيانه: وهذا خطأ تاريخي ذلك لأن كلمة (رعمسيس) لا تستعمل قبل الأسرة التاسعة عشر (1308 - 1194 ق. م) وليس منذ عصر الهكسوس (حوالي 1725 - 1575 ق. م) أي عصر يوسف الصديق عليه السلام. (2)
تاسعًا: الخطأ في ذكر ملك لا يعرفه التاريخ في هذه الحقبة الزمنية اسمه (سوا)
الخطأ: ما جاء في التوراة من أن (هوشع)(733 - 734 ق. م) ملك إسرائيل، قد أعلن العصيان -بل والثورة- على (شلمنصر الخامس) 231 (727 - 722 ق. م) ملك أشور، وأنه قد (أرسل رسلًا إلى (سوا) ملك مصر ولم يؤد جزية إلى ملك أشور حسب كل سنة) (الملوك الأول/ 17: 4 - 5).
(1) بنو إسرائيل الحضارة والتلمود والتوراة 229 - 231
(2)
بنو إسرائيل الحضارة والتلمود والتوراة 231
بيانه: ومن المعروف تاريخيًا أنه ليس هناك ملك في هذه الفترة من تاريخ مصر يحمل اسم (سوا) ومن هنا حاول بعض الباحثين أن يقرنوا هذا ال (سوا) ب (سيبه)(تورتان مصر) الذي تشير إليه حوليات العاهل الأشوري (سرجون الثاني)(722 - 705 ق. م) بأنه خرج من (ربيجو)(وهي رفح المصرية على المقربة من حدود فلسطين) مع (هنو) ملك غزة لكي يقوما بمعركة حاسمة وكان (هنو) قد هرب في عهد تجلات بلاسر الثالث) (727 - 727 ق. م) إلى مصر.
ويرى (سير ألن جاردنر) أنه ليس من الممكن أن يكون (سوا) أو (سيبه) من الناحيتين اللغوية والتاريخية الملك الأثيوبي (شبكو)(716 - 69 من. م) ومن ثم فهذه -في أغلب الأمر- أسماء قواد، وذلك لأن الاسم (سوا) لا يمكن أن يكون (شبكو) كما أن (شبكو) نفسه لم يحكم مصر إلا في حوالي 715 ق. م (أو 716 ق. م)، وأن طلب المساعدة إنما تم قبل ذلك بعقد من الزمان في حوالي عام 725 ق. م
ويرى (أوسترلي) أنه واحد من أمراء الدلتا، بل ربما -فيما يرى جيمس هنري برستد، وهوجرفنكلر، وغيرهما- كان حاكمًا لولاية (موصرو) والتي تقع في شمال بلاد العرب، وتحمل اسمًا مشابهًا لاسم مصر
ويرى (كتشن) أن طلب (هوشع) ملك إسرائيل في عام 725 ق. م، مساعدة (سوا) ملك مصر -طبقًا لرواية سفر الملوك الثاني- إنما تقع في عهود أوسركون الرابع) (730 - 715 ق. م) ملك تانيس وبوباسته (من الأسرة الثانية والعشرية) و (أيوب وت الثاني) ملك (لينتو بوليس)(من الأسرة الثالثة والعشرين) و (تف تخت)(728/ 727 - 720 ق. م) ملك سايس (من الأسرة الرابعة والعشرين) وأن كل الأسس التاريخية والجغرافية والنصية والسياسية تجعل من (أوسكرن الرابع) أفضل المرشحين لأن يكون (سوا).
ويدل لقب (سوا) هذا واسمه على أنه ليس هو (سيبه) وتورتان مصر (قائد جيش مصر)، الذي ذكته حوليات سرجون الثاني ملك آشور في عام 720 ق. م، فقائد الجيش
ليس هو الفرعون، فضلًا عن أن اسم هذا القائد إنما يقرأ، وليس (سيبه)، وأخيرًا فإن النص العبري لن يقرأ (وزير مصر) كما اقترح البعض.
ويعارض (كتشن) كذلك في أن يكون (سوا) هو (أيوبوت الثاني) وأما (تف نخت) فهناك من يقترحه على أساس أن فترة حكمه كملك (728/ 727 - 720 ق. م) تتناسب والحادث موضوع المناقشة، كما أن هناك من يقترح توحيد الكلمة العبرية (سوا)، وتفسر على أنها الأصل للاسم الحوري للملك (تف نخت)، إلا أن ذلك خيالًا واسعًا كما أنه غير مقبول بصفة عامة، هذا فضلًا عن أن الحكام والكتاب الأجانب لا يشيرون إلى الفراعين المصريين إلا بأسمائهم التي ترد في خراطيشهم وفي العصر المتأخر (من الأسرات 22 إلى 26) بأسمائهم الشخصية فحسب، ومن ثم فإن (سوا) لا يمكن أن يكون (سيبه).
وهناك من يقترح أن يقرأ نص سفر الملوك الثاني (17: 4)(أن يوسِّع قد أرسل رسلًا إلى سايس، إلى ملك مصر) ومعنى هذا أنه ترك الملك (تف- نخت) دون أن يسميه، وأن (تف نخت) كان أقوى من كل من (أوسركون الرابع) و (إيو بوت الثاني) ورغم أن ذلك ربما كان صحيحًا إلى حد ما، فإن إمارة (تف نخت) إنما تقع في غريب الدلتا، فضلًا عن أنها ليست أكبر بكثير من المساحة التي كان يحكمها (أوسركون الرابع) كوريث للأسرة الثانية والعشرين (234 وأما عن محاولة معاملة (سايس) مع (تف نخت)، فهناك عقبات كؤود تقف أمامها وهي:
(أ) أننا نجد من الناحية الجغرافية أن (سايس) بعيدة جدًّا بدرجة لا تسمح ل (تف نخت) تقديم العون لملك إسرائيل.
(ب) أن قراءة (سوا) في نص الملوك الثاني (17: 4) على أنها (سايس) تتطلب تنقيحًا في النص لا مبرر له، بل ليس هناك حاجة إلى ذلك مطلقًا، ذلك لأن (سوا) اسم شخص، و (سايس) اسم مكان.
(ج) أن هناك تخالفًا قائمًا (منذ أوسركون الثاني وتكلوت الثاني) بين ملوك الأسرة الثانية والعشرين والعبرانيين، ولم تكن إمارة سايس معروفة حتى تلك اللحظة في البلاط