الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى القرن السادس قبل الميلاد، إلى أيام السبي البابلي، وذلك يظهر من أمثلة متعددة.
منها ما جاء في المزمور التاسع والسبعين والمنسوب لآساف كبير المغنيين في بلاط الملك داود، حيث يقول:"1 اللهمَّ، إِنَّ الأُمَمَ قَدْ دَخَلُوا مِيرَاثَكَ. نَجَّسُوا هَيْكَلَ قُدْسِكَ. جَعَلُوا أُورُشَلِيمَ أَكْوَامًا.2 دَفَعُوا جُثَثَ عَبِيدِكَ طَعَامًا لِطُيُورِ السَّمَاءِ"(79/ 1 - 2).
ومثله في قوله: "2 الرَّبّ يَبْنِي أُورُشَلِيمَ. يَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ.3 يَشْفِي المُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ."(147/ 4).
ومثله "عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا، بَكَيْنَا أيضًا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ. 2 عَلَى الصَّفْصَافِ فِي وَسَطِهَا عَلَّقْنَا أَعْوَادَنَا. 3 لأَنَّهُ هُنَاكَ سَأَلنَا الَّذِينَ سَبَوْنَا كَلَامَ تَرْنِيمَةٍ (بعد السبي البابلي)، وَمُعَذِّبُونَا سَأَلُونَا فَرَحًا قَائِلِينَ: "رَنِّمُوا لَنَا مِنْ تَرْنِيمَاتِ صِهْيَوْنَ". (137/ 1) .... وغيرها.
وهذه الأمثلة تثبت أن كتابة المزامير تأخرت عن داود ما لا يقل عن أربعة قرون، وعليه فلا تصح نسبتها إليه أو إلى معاصريه. (1)
تاسعًا: سفر (الأمثال) و (الجامعة) و (نشيد الإنشاد)
.
وتنسب الأسفار الثلاثة حسب التقليد الكنسي واليهودي إلى النبي سليمان عليه السلام.
لكن التأمل في سفر الأمثال يظهر فقرات لا تصح نسبتها إلى سليمان، فقراءتها تظهر أن لها أكثر من كاتب بدليل تكرار أكثر من مائة مثل باللفظ أو بالمعنى كما في (18/ 8 و 26/ 22 و 19/ 24).
وقد نص السفر على أن بعض هذه الأمثال لسليمان، فقد بدأ بقوله:"أَمْثَال سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ"(1/ 1) ثم عاد في الإصحاح العاشر، فأكد عليه.
وكذا في الإصحاح الخامس والعشرين يؤكد أن سليمان هو قائل هذا السفر، ويضيف بأن الذي نقلها عنه هم رجال الملك حزقيا، فيقول: "1 هذه أيضًا أَمْثَال سُلَيْمَانَ الَّتِي نَقَلَهَا
(1) وانظر: الاختلاف الكبير في تحديد أسماء المؤلفين في كتاب: إظهار الحق (1/ 138 - 140).
رِجَال حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا" (25/ 1).
ولا نعرف من هم رجال حزقيا، ولا كيف وصلت إليهم كلمات النبي سليمان، وهل هم أيضًا أنبياء، علمًا بأن حزقيا هو الملك الثاني عشر بعد سليمان؟ .
وفي الإصحاح الثلاثين تنسب مجموعة الأمثال إلى غير سليمان، ففيه "1 كَلَامُ أَجُورَ ابْنِ مُتَقِيَةِ مَسَّا."(أمثال 30/ 1) ولا يذكر السفر نبوته ولا إلهاميته، وفي الإصحاح الذي يليه "1 كَلَامُ لمُوئِيلَ مَلِكِ مَسَّا، عَلَّمَتْهُ إِيَّاهُ أُمُّهُ"(31/ 1)، ولا يذكر لنا السفر كيف اعتبر هذا الذي علمته أمه من الوحي.
ويقول المدخل للآباء اليسوعيين (التوراة الكاثوليكية): "السفر ليس بكامله من تأليف هذا الملك، وهو يسند إلى مجموعتين مهمتين .. المجموعة المركبة قد اكتملت دون شك بشكلها النهائي بعد السبي .. يستحيل تحديد أصل هذه المجموعات حتى المسندة منها إلى سليمان .. إن عددًا كبيرًا من هذه الأمثال لا صفة دينية لها البتة"(1)
"فلا يمكن أن يدعى أن هذا الكتاب كله تصنيف سليمان عليه السلام يمكن أن جامعه هو أيضًا، ولذلك اعترف الجمهور أن أناسًا كثيرين مثل حزقيا وإشعيا ولعل عزرا أيضًا جمعوه". (2)
وأما سفر الجامعة فقد جاء في أوله: "كَلَامُ الجْامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ المُلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ"(1/ 1)
وفي موضع آخر يقول: "أنا الجْامِعَةُ كُنْتُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي أُورُشَلِيمَ"(1/ 12).
وليس في ملوك بني إسرائيل من اسمه الجامعة، وقد ذكروا في أيام (1) 3/ 1 - 22، لذلك ينسبه الكهنوتيون إلى سليمان، ولا يصح هذا لأنه يقول: "وَأيضًا رَأَيْتُ تَحْتَ الشَّمْسِ: مَوْضِعَ الْحقِّ هُنَاكَ الظُّلْمُ، وَمَوْضِعَ الْعَدْلِ هُنَاكَ الجوْرُ!
…
" (3/ 16).
ومثل هذه الصورة التشاؤمية لا يمكن أن تصدر عن النبي سليمان الملك الذي يملك رفع الحق وتثبيته، ومثله "1 ثُمَّ رَجَعْتُ وَرَأَيْتُ كُلَّ المُظَالِمِ الَّتِي تُجْرَى تَحْتَ الشَّمْسِ: فَهُوَذَا
(1) هل العهد القديم كلمة الله؟ (47).
(2)
إظهار الحق (1/ 143).