الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يصلي كل إنسان متى يشاء وكيفما يشاء، ولا يستخدمون صلاة (أبانا الذي في السموات) في بدء الصلاة ولا في نهايتها ولا يلتزمون بها إطلاقًا. كما لا يلتزمون مطلقًا بصلاة المزامير، ويرى الأرثوذكس أن الملائكة تعرف صلوات الناس لأنها تحمل الصلوات إلى العرش.
الصوم في العقيدة النصرانية
مثلما كان للعهد القديم أثره الأول والكبير في صلاة المسيحيين من حيث تلاوة مزامير وأقوال لأنبياء بني إسرائيل. فإن الصوم أيضًا هو امتداد من اليهودية إلى المسيحية مع تطور واضح على يد من يسمون الرسل وكتبة الأناجيل والرسائل والأعمال.
والصوم أساسي في العقيدة المسيحية حتى يرد أن الصوم عند المسيحيين أهم من الصلاة.
والصوم توجيه اختياري لا إجباري. ومعنى الصوم عندهم الامتناع عن الطعام من الصباح حتى بعد منتصف النهار، ثم هو يتناول طعام خال من الدسم، ويشمل الصوم عند المسيحيين صوم يوم الأربعاء، وهو يوم المؤامرة التي انتهت بالقبض على السيد المسيح عليه السلام حسب قول الأناجيل، وكذلك صيام يوم الجمعة، لأن المسيح، كما يزعمون، صلب يوم الجمعة، وعندهم ما يسمى صوم الميلاد وعدد أيامه 43 يومًا تنتهي بعيد الميلاد. ولديهم أيضًا الصوم المقدس، وعدد أيامه 55 يومًا وهي عبارة عن الأربعين يومًا التي صامها المسيح مضافًا إليها أسبوعان. الأسبوع الأول منهما قبل الأربعين، ويسمى أسبوع الاستعداد والتهيئة للصوم الأربعيني المقدس. والأسبوع الثاني أسبوع الآلام، ويأتي بعد الأربعين وينتهي بأحد القيامة. ويمتنع في هذا الصوم أكل لحم حيوان أو ما يتولد منه، أو ما يستخرج من أصله، ويقتصر على أكل البقول ولا يعقد في أثنائه سر الزواج. ثم يجيء صيام الرسل، وعدد أيامه يزيد وينقص حسب الطوائف، وتتراوح مدته بين 15 و 49. ثم صوم العذراء ومدته 15 يومًا تبدأ من أول شهر مسرى وهو شهر عبراني.
وهناك ما يسمى الصوم الإفخارستي (أي الصوم استعدادًا للمناولة) وهو تراث كنسي قديم، ويكون بالانقطاع عن الطعام منذ منتصف الليل السابق ليوم المناولة، يستثنى من ذلك الأطفال والطاعنون في السن ومن عليهم أخذ دواء أو طعام أو شراب بحسب
وصفة طبيب. وفي حال إقامة القداس الإلهي مساءً وجب انقطاع المؤمن عن الطعام والشراب خمس ساعات قبل القداس الإلهي.
وقد ورد في الأناجيل ما يشير إلى صيام السيد المسيح عليه السلام.
فقد جاء في إنجيل متى: (فقد سار الروح بيسوع إلى البرية ليجربه إبليس فصام أربعين يومًا وأربعين ليلة حتى جاع) متى (4: 1 - 2)
وجاء أيضًا في إنجيل متى: وإذا صمتم فلا تعبسوا كالمرائين فإنهم يكلحون وجوههم ليظهر للناس أنهم صائمون. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم، أما أنت فإذا صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكيلا يظهر للناس أنك صائم) متى (6: 16 - 18).
ومن خلال قرائتنا لتعاليم الكنيسة، وخاصة الأرثوذكسية، نرى أن الصوم لم يكن رمزًا إنما هو وصية قائمة في العهد القديم كما هي قائمة في العهد الجديد.
والبروتستانت لا ينكرونه بصفة مطلقة، إنما يلغونه تقريبًا من الناحية العملية فيقول البروتستانت إن الصوم ينبغي أن يكون في الخفاء بين الإنسان والله عملًا بوصية الرب في العظة على الجبل.
وليست للبروتستانت أصوام ثابتة يصومها جميع المؤمنين في مواعيد محددة لها. وفي مناسبات خاصة بها إنما الصوم عندهم، في غالبيته، عمل فردي يصوم الفرد منهم متى شاء وكيف شاء. ولا سلطان للكنيسة عليه في هذا ولا تدخل لها في صومه. ويعتمدون على فهم خاطئ للآية التي تقول (لا يحكم أحد عليكم في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي في ظل الأمور العتيدة، وأما الجسد فللمسيح) ولا يوافقون في الصوم على الطعام النباتي، والامتناع عن الأطعمة الحيوانية ويتهمون الأرثوذكس بأنهم في ذلك ينطبق عليهم على الأقل الجزء الأخير من الآية التي تقول في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان
…
مانعين عن الزواج وآمرين أن يمتنع عن أطعمة خلقها الله للتتناول بالشكر).
ويرى الأرثوذكس أن الصوم في الخفاء خاص بالعبادة الفردية وليس بالعبادة