الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيًا: أمثلة من العهد الجديد على اختلاف التراجم
1 - صيغة التثليث:
وردت هذه الصيغة في رسالة يوحنا الأولى (5/ 7) وكانت تعتبر النص الوحيد -في الكتاب المقدس- الذي يعطي الأساس لعقيدة التثليث التي تقول بأن الثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس هم واحد!
لكن التراجم الحديثة للكتاب المقدس حذفتها باعتبارها نصا دخيلا أقحمه كاتب مجهول منذ قرون.
يقول كتاب: "هل الكتاب المقدس حقا كلمة الله؟ "(1)(ص 165) وهو يتحدث عن الترجمات المختلفة المتلاحقة التي من شأنها تنقية الكتاب المقدس مما يكون قد علق به من أخطاء نتيجة لقصور الترجمات السابقة - ما يلي:
"بمقارنة أعداد كبيرة من المخطوطات القديمة باعتناء، يتمكن العلماء من اقتلاع آية أخطاء ربما تسللت إليها.
مثالًا على ذلك: الإدخال الزائف في يوحنا الأولى، الإصحاح الخامس. فالجزء الأخير من العدد 7 والجزء الأول من العدد 8 يقول، حسب الترجمة البروتستينية العربية، طبع الأمريكان في بيروت (ونقرأ في الترجمة اليسوعية العربية شيئًا مماثلا): (في السماء
…
الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة). ولكن طوال القرون الثلاثة عشر الأولى للميلاد، لم تشتمل آية مخطوطة يونانية على هذه الكلمات. وترجمة حريصا العربية تحذف هذه الكلمات كليا من المتن. والترجمة البروتستينية العربية ذات الشواهد تضعها بين هلالين، موضحة في المقدمة أنه (ليس لها وجود في أقدم النسخ وأصحها). وهكذا تساعدنا الترجمات العصرية للكتاب المقدس على الوصول إلى المعنى الصحيح لما نقرأه".
= المقدس، محمود علي حماية (19)، تحريف مخطوطات الكتاب المقدس، علي الريس (175 - 181).
(1)
طبع في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1969، ثم في بيروت، بالعربية، عام 1971 ويوزع كرسالة تبشيرية.
تقول ترجمة الكتاب المقدس للكاثوليك: "لأن الشهود في السماء ثلاثة الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والشهود في الأرض ثلاثة الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة هم في واحد"(يوحنا (1) 5/ 7 - 8).
وتقول ترجمة الكتاب المقدس للبروتستانت: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ (في السَّمَاءِ) هُمْ ثَلَاثَةٌ: (الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ في الأَرْضِ هُمْ ثَلَاثَةٌ): الرُّوحُ، وَالمُاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلَاثَةُ هُمْ في الْوَاحِدِ.".
وإذا رجعنا إلى التنبيه الذي وضعته هذه الترجمة في مطلعها نجده يقول في الكلمات التي توضع بين هلالين أو قوسين ما يلي:
"والهلالان () يدلان على أن الكلمات التي بينها ليس لها وجود في أقدم النسخ وأصحها".
أي أن صيغة التثليث هذه فقرة مزيفة من عمل كاتب مجهول
…
وتقول ترجمة العهد الجديد للكاثوليك:
"والذين يشهدون ثلاثة (7). الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون (8) ".
ثم تقول في الحاشية السفلى تعليقا على العدد (7):
"في بعض الأصول: الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك في الأصول اليونانية المعول عليها، والأرجح إنّه شرح أدخل إلى المتن في بعض النسخ". وهذا ما تقوله أيضًا ترجمة العهد الجديد للمطبعة الكاثوليكية، سواء بالنسبة للمتن أو الحاشية.
وتظهر صيغة التثليث هذه في ترجمة الملك جيمس الإِنجليزية فقط لكنها اختفت من كل من: الترجمة القياسية الإِنجليزية (2)، والترجمة الفرنسية المسكونية (3)، وترجمة لوي سيجو الفرنسية.
ومن الملاحظ أن صيغة التثليث قد اختفت من التراجم الكاثوليكية الفرنسية الحديثة التي ظهرت منذ أكثر من 75 عامًا، كما أنها اختفت من التراجم البروتستينية الحديثة التي ظهرت منذ أكثر من 40 عامًا، ولو أنها وضعت بين هلالين علامة على عدم أصالتها.
كذلك اختفت صيغة التثليث من التراجم الكاثوليكية العربية الحديثة مثل: العهد