الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالماء (الخلق الجديد) ويلبسونه ثوبًا خصوصيًا وإكليلًا، ويرسمون على جبينه صليبًا ويضعون على صدره صليبًا.
…
(1)
4 - التعميد عند اليونانيين:
وكان التعميد أيضًا واحدا من طقوس الأديان اليونانية أيضًا.
ففي الديانة الأليوسيسة كان من يريد الدخول في هذا الدين يقوم بالاستحمام في الخليج ليتطهر من الدنس الجسمي والروحي. (2)
وفي الديانة الأورفية كان التعميد واحدا من أهم طقوسها حتى لقد اعتقد بعض الباحثين أن المسيحية استمدت هذا السر منها. (3)
5 - التعميد عند الرومانيين:
وكان الرومانيون الوثنيون أيضًا يقومون بطقوس التعميد وما شابهها" فكانوا يعمدون أولادهم بالماء ويعتقدون أن العمادة واسطة لإزالة الخطايا، وكانوا يعمدون أولادهم على اسمها وبركتها،
…
، ويدعون ماء العمادة (الماء المقدس)، ومن بعد العمادة يعطي الكاهن أبوي الطفل ورقة شهادة على أن ولدهما عمد وخلق ثانية، ثم لهم الحق بعد ذلك أن يعدونه من العائلة ويتخذون هذا اليوم عيدا عظيما." (4)
ثانيًا: سر التناول (العشاء الرباني)
وهو يرمز إلى عشاء عيسى الأخير مع تلاميذه وحوارييه إذ اقتسم معهم الخبز والنبيذ.
تعريفه: له تعريفات مختلفة تبعا لاختلافهم حول غاية العشاء الرباني.
فالإنجيليون يعرفونه: بأنه سر يدل على موت المسيح بإعطاء خبز وخمر وقبولها حسبما رسم المسيح، والقابلون باستحقاق يتناولون جسده ودمه مع جميع فوائده لا تناولا جسميا
(1) العقائد الوثنية (125 - 126).
(2)
قصة الحضارة مجلد 2 (1/ 342).
(3)
تاريخ الفلسفة الغربية (الكتاب الثاني)(13).
(4)
العقائد الوثنية (127).
جسديا بل تناولا روحيا بالإيمان. (1)
أما الكاثوليك فيعرفونه بأنه سر حضور ربهم يسوع حضورا حقيقا بجسده ودمه ونفسه ولاهوته تحت أعراض الخبز والخمر.
والخبز في نظرهم يتحول إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه. (2)
أما الأرثوذكس فيعرفونه بتعريف يشبه تعريف الكاثوليك وذلك لأنهم متفقون في الغاية من العشاء الرباني.
يقول حبيب جرجس: "سر مقدس به يأكل المؤمن -المسيحي- جسد المسيح الأقدس ويشرب دمه الزكي تحت أعراض الخبز والخمر". (3)
والخلاصة: أن الإنجيليين يرون أن حضور المسيح وقت تناول العشاء الرباني حضورا روحيا، أما الكاثوليك والأرثوذكس فيرون أن المسيح يحضر هذا السر -وقت الاحتفال به- حضورا حقيقيًّا، وأن الخبز يتحول إلى جسد المسيح، والخمر يتحول إلى دمه تحولا حقيقيا، "وذلك أمر غريب في العقل، لا يستطيع أن يستسيغه أحد بيسر وسهولة بل لا يستطيع أن يستسيغه قط، إذ كيف يتحول الخبز لحما؟ وكيف يصير لحم شخص معين معروف؟ وكيف تتحول الخبز دما؟ وتصير دم شخص معين معروف! ذلك غريب بل مستحيل التصور والقبول في العقل."(4)
أسماؤه: وهذا السر من أهم الأسرار المسيحية ولذلك دعي عندهم "سر الأسرار"، "وأسمى أسرار الكنيسة".
ولقد أطلق على هذا السر أسماء متعددة فهو (سر الشكر -العشاء الرباني- العشاء السري -العشاء الإلهي- مائدة الرب -مائدة المسيح- المائدة السرية -خبز الرب-
(1) تفسير أصول الإيمان (2/ 137).
(2)
يسوع المسيح (306 - 307).
(3)
أسرار الكنيسة السبعة (62).
(4)
محاضرات في النصرانية، أبو زهرة (204).