الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(د) الزيجة: الفرق بين الفئتين يقوم بنظامها وبقدرة الكنيسة وسلطانها على ما يختص بها وبمسألة الطلاق.
(هـ) المسحة الأخيرة: يرفضها الإنجيليون ويحسبون أن المقصود بما جاء في يع 5: 14 والصلاة وليس الدهن بالزيت، الذي هو علاج طبيعي.
(13)
المطهر: هو عند الكاثوليك مكان وحال زمنيان (إلى الدينونة الأخيرة) متوسطان بين السماء وجهنم لتطهير المسيحيين غير الكاملين الذين يمكن إفادتهم بالصلوات والقُدّاسات لأجلهم. ويعتقد الإنجيليون أن في العالم الآتي حالتين فقط مختلفتين جدًّا، هما السعادة التي لا توصف والشقاوة التي لا توصف، مع التفاوت في درجاتهما. وكانت الفظائع التي نشأت عن تعليم المطهر الداعي الأول إلى الإصلاح. (1)
الصراع الكنسي في سبيل الاستقلال الديني
على مشارف التاريخ الحديث لمصر، تصادفنا قصة البطريرك "يوأنس" الثامن عشر، مع كنيسة روما الكاثوليكية.
فعندما تولى البطريرك رئاسة الكنيسة المصرية سنة 1769 م وكانت كنيسة روما تبذل أقصى جهدها، لضم الكنائس الشرقية -وعلى الأخص الكنيسة المصرية- وفي سبيل تحقيق هذا الهدف بعث بابا روما، مندوبا عنه إلى مصر، حاملا رسالة يدعو فيها البطريرك القبطي المصري، للاتحاد معه وأيضًا ليعرض عليه مشروع خطاب أعدته كنيسة روما ليكون صيغة للمصالحة بين الكنيستين بالرغم ما بينهما من خلافات جوهرية عقائدية وخاصة حول طبيعة يسوع المسيح عليه السلام وطلبت من البطريرك المصري أن يوافق على هذه الطلبات يزعم أنها في صالح العقيدة المسيحية عامة؛ لإعلان الاتحاد بين الكنيستين.
وقد دفعت الثقة المفرطة بابا روما إلى عدم رفض بطريرك مصر لهذه الطلبات، لأن هذه الفترة بزغ فيها نجم الحضارة الأوروبية، وأصبحت ذات قوة اقتصادية وعسكرية وهيبة،
(1) من أحد المواقع على الشبكة العنكبوتية، وانظر: تحريف مخطوطات الكتاب المقدس، علي الريس (43 - 52).
وأخذت ترنو في طمع إلى ما حولها من البلاد الأخرى، إضافة إلى أن مصر وبلاد الشرق عامة، كانوا يعانون من حكم الأتراك العلمانيين، بعد سقوط الخلافة الإسلامية، وبالطبع كان الحال يسير للأسوأ، وكانت الظروف تعتبر مواتية لتحقيق الأطماع الأوروبية في البلاد الشرقية.
ورفض البطريرك المصري هذا العرض السخيف، ورد عليه بسخرية واستهزاء، ووفدت إلى مصر إرساليات بروتستانتية، كان من أهمها الإرسالية البريطانية والإرسالية الأمريكية عن طريق الشام.
وكانت خطة الأمريكيين هي القضاء على الكنيسة القبطية، وضم أبنائها إلى كنيسة بروتستانتية جديدة، بينما كانت خطة الإنجليز هي الإبقاء على كنيسة مصر مع التغلغل فيها والسيطرة عليها من الداخل.
وعملت الإرساليات الأمريكية على أن تنشأ المدارس الدينية للصغار والصبية في المراكز الرئيسية في القطر المصري، كالقاهرة والإسكندرية وأسيوط.
وبدأ نزول المبشرين الأمريكيين إلى مصر سنة 1845 م، وأنشأوا أول مدرسة لهم سنة 1855 م، وأنشاوا كلية أسيوط سنة 1865، وبلغت مدارس الإرسالية سنة 1897 نحو 168 مدرسة يدرس بها 11014 تلميذًا، وكانت كلما تكونت جالية بروتستانتية من المصريين في منطقة، أعطى المبشرون إليها المدرسة، لينشئوا غيرها في مكان آخر.
وقد عارضت الكنيسة القبطية المصرية هذا النشاط، وسافر بطريرك القبط إلى أسيوط على ظهر باخرة نيلية وضعها تحت إمرته الخديوي إسماعيل، وعمل على الوقوف في وجه النشاط البروتستانتي، وعلى منع القبط من إرسال أبنائهم إلى مدارس التبشير، وطاف والكهنة على البيوت يحرمون على كل أب إرسال أولاده إلى هذه المدارس، وأعلنت الحروم الكنسية ضد من يرسل أولاده إلى مدارس الإرساليات أو يزور مكتباتها أو يقرأ كتبها أو يصافي أو يصادق أحدا من المبشرين. (1)
(1) انظر: محاضرات في النصرانية (158، 159، 184، 189، 203 وما بعدها)، النصرانية والإسلام (136 =
وأخيرًا: بعد هذا العرض المسهب لهذه المسائل الخطيرة آن لنا أن نعرف الطريق الصحيح الذي يجب أن نسير عليه ألا وهو طريق الإسلام، وأن نؤمن بالكتاب الحق - القرآن الكريم - الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} (فصلت: 42).
* * *
- 146)، ماذا تعرف عن المسيحية، كامل سعفان (147 - 150، 154 - 156، 161 وما بعدها)، العقيدة النصرانية بين القرآن والأناجيل، حسن الباش (263)، حركات الإصلاح بين الإسلام والمسيحية، طارق عبد الحميد (57، 79)، الجانب المظلم في التاريخ المسيحي، هيلين إيليربي، ترجمة سهيل زكار (109).