الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 تُبِيدُ ثَمَرَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي آدَمَ. "لأَنَّهُمْ نَصَبُوا عَلَيْكَ سَرًّا. تَفَكَّرُوا بِمَكِيدَةٍ. لَمْ يَسْتَطِيعُوهَا."(مزامير 21/ 8 - 11).
الخلاصة: تحدى عيسى عليه السلام اليهود، وأعلمهم أنهم سيموتون في خطيتهم أي على فهمهم الخاطيء، وعلى محاولتهم قتل نبي الله، ولن يمكنهم الله منه. (1)
المطلب الثاني: كيف نجي المسيحُ من الصلب
؟
إذا كانت الأدلة قد أثبتت أن المسيح قد نجا من عملية الصلب، فإن ثمة سؤالًا يطرح نفسه وهو: كيف نجا المسيح من عملية الصلب؟
ملخص ما ذكرته الأناجيل في ذلك ما يلي:
1) أن المسيح خرج إلى البستان برفقة تلاميذه، وأنه أخبرهم بأنه سيتعرض لمؤامرة من أحد التلاميذ مع اليهود الذين يريدون صلبه.
2) أن المسيح دعا في تلك الليلة طويلًا، وبإلحاح كبير طالبًا من الله أن يصرف عنه كأس الموت.
3) أن المسيح استسلم لقضاء الله وقدره، فقال:"وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ"." (متى 26/ 39) وقال: "فَلْتكُنْ مَشِيئَتُكَ" (متى 26/ 41).
4) المسيح يصلي، والتلاميذ نيام، ويحاول إيقاظهم مرة بعد مرة.
5) وصل يهوذا الأسخريوطي الخائن، ومعه الجند، يحملون مشاعل وسيوفًا وعصيًا، للقبض على المسيح، وقد جعل يهوذا علامة للجند أن يقبل المسيح.
6) وصلت الجموع؛ فخرج إليهم المسيح، وقال: من تطلبون؟ فأجابوه: يسوع الناصري. فقال المسيح: "قَال لَهُمْ: "أَنَا هُوَ" .... 6 فَلَمّا قَال لَهُمْ: "إِنِّي أَنَا هُوَ"، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ"(يوحنا 18/ 5 - 6).
7) حاول بطرس الدفاع، لكنه كان أعجز من ذلك، فهرب وجميع التلاميذ.
(1) إعدام الإله بين المسيحية والوثنية، علاء أبو بكر (5 - 9).
8) اقتيد المأخوذ (وهو غير المسيح) للمحاكمة عند رئيس الكهنة، ثم بيلاطس، وبطرس يتابعه في بعض ذلك، وقد أنكره تلك الليلة ثلاث مرات.
9) في المحاكمة سأل رئيس الكهنة، واستحلف المأخوذ إن كان هو المسيح، فأجابه:"64 قَال لَهُ يَسُوعُ: "أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ""(متى 26/ 64).
10) حكمت المحكمة على المأخوذ بالقتل، واقتيد إلى بلاط بيلاطس الذي سأله: إن كان هو ملك اليهود، فأجابه:"أنت تقول"، ثم لم يجبه بكلمة واحدة، حتى تعجب بيلاطس منه.
11) لم يجد الوالي للمأخوذ علة في القبض عليه يستحق عليها القتل، فأراد أن يطلقه، لكن الجموع أصرت على صلبه، وإطلاف باراباس، فأعلن براءته من دم هذا البار، وأسلمه لهم.
12) اقتيد المأخوذ إلى موضع الصلب، وصلب بجوار لصين.
13) صرخ المصلوب على الصليب، فسقوه خلًّا، ثم أسلم الروح.
ويفترق المسلمون عن الأناجيل في مسألة مهمة، وهي من هو المأخوذ من ساحة القبض على المسيح؟ فيراه المسلمون يهوذا الأسخريوطي، التلميذ الخائن، ويلزمنا إقامة الدليل على ذلك، إذ هي موضع النزاع، وقد كنا قد أقمنا الأدلة على ذلك من سفر المزامير. (انظر وجه الإبطال بنبؤات التوراة).
ولنتصور القول بأن يهوذا هو المأخوذ، وأنه حصل التباس عند آخذيه، فإنا نتصور الجموع الكثيرة والتي تقارب الألف وهي تسير، تحمل المشاعل والسيوف والعصي، وتتكون من جنود وغوغاء يتقدمهم يهوذا.
ولما وصل الجمع إلى المسيح كان التلاميذ نيامًا، وقد حاول المسيح القاظهم مرارًا فلم يستطع، برغم أن الموقف كان صعبًا، فقد كانت عيونهم ثقيلة، واقتربت الجموع من المسيح يتقدمهم يهوذا، والتلاميذ نيام "6 فَلَمّا قَال لهمْ:"إِنِّي أَنَا هُوَ"، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ." (يوحنا 18/ 6).
وهنا نتوقف مليًا، لنقرأ ما غفلت عن ذكره السطور.
فما فائدة سقوطهم على الأرض؟ وما الذي أسقطهم؟ وماذا أفاد المسيحَ سقوطهم، إذا كانوا سيقبضون عليه بعدها؟ وَلم لَمْ يتكرر السقوط عندما أرادوا أخذه بعدها؟
ولنحاول أكثر أن نتصور ما حدث في تلك اللحظة، فقد اقترب يهوذا لتقبيل المسيح كعلامة للجند على أنه المطلوب، وفي تلك اللحظة اقترب الجند، حملة المشاعل والسيوف للقبض على المسيح، فتدخلت قدرة الله العظيم -كما ذكر يوحنا-، فسقطوا على الأرض، بعد أن رجعوا للوراء.
ولك أن تتخيل ما حصل، من هرج، وتدافع، من جراء سقوط مقدمة هذه الجموع التي تحمل المشاعل، والتي هي فقط تنير لها ظلمة الليل البهيم.
بعد ذلك الاضطراب والفوضى قام الساقطون من الأرض، وأفاقوا من ذهولهم لما حصل لهم، ورأوا يهوذا وحده مبهوتًا أصابه الذهول، وقد رأى المسيح يرفع للسماء، وقد ألقى الله عليه الكثير من شبه المسيح، ولكن من سيتوقع أن هذا المذهول هو يهوذا، ومن الذي يعرفه وقتذاك؟
فكانت لحظةُ وقوع الجند: لحظة الخلاص كما وصفتها المزامير "6 الآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ"(المزمور 20/ 8)، وفي مزمور آخر:"وَأَمَّا أَنْتَ فَتبارِكُ. قَامُوا وَخَزُوا"(المزمور 109/ 28)، وفي مزمور آخر يسجل تلك اللحظة الخالدة:"9 حِينَئِذٍ تَرْتَدُّ أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ"(المزمور 56/ 9)، و "لِيَرْتَدَّ إِلَى خَلْفٍ وَيَخْجَلِ ائشْتَهُونَ لِي شَرًّا."(المزمور 70/ 2)، و"2 عِنْدَ مَا اقْتَرَبَ إِلَيَّ الأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي، مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا. "(المزمور 27/ 2)، "14 لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعًا الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لإِهْلَاكِهَا. لِيَرْتَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلْيَخْزَ الْمَسْرُورُونَ بِأَذِيَّتِي."(المزمور 40/ 14 - 15) وغيرها.
بعدها حُمل يهوذا إلى المحاكمة وإلى ديوان بيلاطس، والشك في حقيقة شخصه يلاحقه في كل هذه الخطوات، فقد شك فيه رئيس الكهنة، وكانت إجاباته لبيلاطس وهيرودس تنبيء عن الذهول الذي أصابه، وعن عجزه عن بيان الحقيقة، التي لن يُقنع أحدًا إن ذكرها، فكان يجيبهم:"أنتَ تَقُولُ"(متى 27/ 11)، "66 وَلمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ