الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثامنًا: مخالفة الإنجيل لمعتقدات المسلمين
ومما يدلّ على براءة المسلمين من هذا الإنجيل اختلافه في طريقة صياغته وأسلوبه عن طريقة العرب وأسلوبهم، فليس في المسلمين من يذكر الله ولا يثني عليه. أو يذكر الأنبياء ولا يصلي عليهم.
كما يخالف إنجيل برنابا المعتقدات الإِسلامية في مسائل منها:
1 -
قوله بأن الجحيم للخطاة السبعة: المتكبر والحسود والطماع والزاني والكسلان والنَهِم والغضِب المستشيط. (انظر برنابا 135/ 4 - 44) وقد ترك ذنوبًا أكبر كالشرك والقتل، كما أن الكسِل والنهِم لا يستحقان النار.
2 -
تسمية الله "العجيب"(برنابا 216/ 3)، وهو ليس من أسماء الله الحسنى، وأسماء الله عند المسلمين توقيفية، لا يجوز لأحد أن يزيد عليها.
وكذا قوله عن الله: "إن الله روح"(برنابا 82/ 6) والأرواح عندنا مخلوقة، ويتحدث عن الله، فيصفه أنَّه "المبارَك"(برنابا 71/ 16)، ولا يمكن لمسلم أن يقول عن الله ذلك، إذ هو الذي يبارِك، ومن ذا الذي يبارك الله جل وعلا فتبارك الله أحسن الخالقين.
3 -
ومما يرد أيضًا انتحال مسلم لإنجيل برنابا قوله: "أقول لكم إذًا: إن السماوات تسع"(برنابا 105/ 3)، ولا يقول بهذا مسلم قرأ القرآن.
4 -
وأيضًا يذكر برنابا تسميات للملائكة لم يقل بها المسلمون، وفي ذلك ذكر اسم رفائيل وأوريل في قوله:"أمر جبريل وميخائيل وأوريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم. . . فجاء الملائكة الأطهار"(برنابا 215/ 4 - 5).
5 -
ثمَّ قد ورد اسم الرسول "محمَّد" خمس عشرة مرة في إنجيل برنابا، ولم يرد اسمه "أحمد" مرة واحدة، ولو كان الكاتب مسلمًا لعمد إلى كتابته - ولو مرة واحدة ليحقق التوافق الحرفي مع ما جاء في سورة الصف {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6].
= الأناجيل، أحمد طاهر، ص (184 - 185).
6 -
ثمَّ لو كان كاتبه مسلمًا لكتب معجزة كلام المسيح في المهد التي ذكرها القرآن وأغفلتها الأناجيل، وغير ذلك من المسائل التي تثور في وجه من يقول بانتحال مسلم لهذا الإنجيل. (1)
7 -
ذكره أن مريم العذراء وتلاميذ المسيح عليه السلام ركعوا أمام الملائكة المقربين، ولا يمكن أن يكتب هذا مسلم.
8 -
أنَّه يبشر بدوام الصلاة، ويصفها كما وردت في العهد الجديد بأنها أدعية بدون تحديد لركوع، أو لسجود، وذلك يوضح أنَّه لم يعلم بشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الأمور معلومة من دين الإِسلام بالضرورة.
9 -
يصف الصيام بأنّه غير محدود الأيام، وأنه من نجمة الصباح إلى نجمة المساء، بينما في الشريعة الإِسلامية قد فرض الصوم شهرًا كاملًا يمتنع فيه المسلم عن شهوتي البطن والفرج من الفجر إلى المغرب.
10 -
ويأمر برنابا في إنجيله بقتل القاتل والسارق والزاني، أما في الشريعة الإِسلامية فهي تنص صراحة على قتل القاتل عمدا وقطع يد السارق، ورجم الزاني المحصن، وجلد الزاني غير المحصن.
11 -
يقول برنابا في إنجيله: "إن الله لم يرسل رسولًا للجن، وهذا يصدق قبل رسالة محمَّد صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يصدق بعدها لأنه صلى الله عليه وسلم بعث إلى الثقلين الإنس والجن، قال تعالى: "{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} [الأحقاف: 29] ".
12 -
يذكر إنجيل برنابا أن الذين يحرسون النار شياطين، بينما حراس النار في القرآن الكريم ملائكة، قال تعالى:" {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً} [المدثر: 31] " وذلك يدلّ على أن كاتب هذا الإنجيل لم يطلع على القرآن الكريم ولم يكن متعمقا في إسلامه وإلا ما قال ذلك.
13 -
لم يذكر برنابا في إنجيله أن المسيح عليه السلام خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله ولا أنه عليه السلام أخبرهم بما يخبئون في بيوتهم، ولو أن مسلما أراد أن يزور إنجيلا لبدأ بالأسس
(1) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (ص 116 - 117).