الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"13 الرِّدَاءَ الَّذِي تركْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ، أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أيضًا وَلَا سِيَّمَا الرُّقُوقَ .... 19 سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلَا وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. 20 أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تروفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضًا. 21 بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلينُسُ وَكَلَافِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعًا. 22 الرَّبُّ يَسُوعُ المُسِيحُ مَعَ رُوحِكَ. النِّعْمَةُ مَعَكُمْ. آمِينَ .. "(تيموثاوس (2) 4/ 13 - 21). وهكذا تستمر رسائل بولس وسلاماته إلى أصدقائه وأقربائه، وتطول كما في رسالة رومية (رومية 16/ 1 - 21).
وأرسل بولس إلى تيطس قائلًا: "12 حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ، بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ. 13 جَهِّزْ زِينَاسَ النَّامُوسِيَّ وَأَبُلُّوسَ بِاجْتِهَادٍ لِلسَّفَرِ حَتَّى لَا يُعْوِزَهُمَا شَيْءٌ."(تيطس 3/ 12 - 13)، ولعل القارئ لاحظ أن بولس - الملهم لكتابة هذا النص كما يدعي المؤمنون بقدسية رسائله - لا يدري من سيرسل من أصدقائه لاستدعاء تيطس إلى نيكوبوليس، حيث يقضي بولس فصل الشتاء.
وتتكرر المشاهد الشخصية في "رسالة فيلبي 2/ 26 - 28، 4/ 21 - 22، كورنثوس (1) 16/ 20)، فيلمون 1/ 21 - 24)) فهل هذه العبارات من إلهام الله ووحيه؟ !
2 - عبارات لا يمكن أن تكون وحيًا:
لو تتبعنا الأناجيل لما وجدنا ما يشعر بأن أصلا منها صادر من مُلهَم يكتب وحيًا، فمثلًا يقول لوقا:"23 وَلمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ .. "(لوقا 3/ 23)، فلفظة "نحو" و "يظن" لا تصدران عن ملهم جازم بما يقول، وقد أزعجت هاتان العبارتان علماء الكنيسة، فحذفوهما من طبعة الكتاب المقدس المنقحة الإنجليزية.
ومثله لم يستطع يوحنا تقدير المسافة التي قطعها التلاميذ في البحر قبل أن يروا المسيح فقال: "19 فَلَمّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثَلَاثِينَ غَلْوَةً، نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَةِ، فَخَافُوا"(يوحنا 6/ 19)، ولو كان يلهم ما يكتب من الوحي لما وقع في مثل هذا.
ومثله في خاتمة يوحنا يقول: "31 وَأَمَّا هذ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المُسِيحُ ابْنُ الله"(يوحنا 20/ 30 - 31)، وقد كتبه بطلب من أساقفة آسيا لا الروح القدس، وهو لا يقول بأن الله ألهمه ذلك.
ويقول: "24 هذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهذَا وَكَتَبَ هذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ. "فلم يذكر شيئًا عن إلهام هذا الإنجيل، ثم قال بعدها ما أثبت صفة البشرية لكلامه: "25 وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً واحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ المُكْتُوبَةَ. آمِينَ (يوحنا 21/ 24 - 25)، فمثل هذه المبالغة لا يغيب أنَّها صنعة بشرية لعادة البشر في ذلك. (1)
وعلاوة على هذا كله فإن في الرسائل فقرات تنفي هي عن نفسها دعوى الإلهام وتكذبه، وتشهد لصاحبها بأنه يتحدث ببشرية تامة، وأن الوحي لا علاقة له بما يكتب.
ومن ذلك قول بولس عن المتزوج بغير المؤمنة: "12 وَأَمَّا الْبَاقُونَ، فَأَقُولُ لهمْ أَنَا، لَا الرَّبُّ:
…
" (كورنثوس (1) 7/ 12)، فكلامه في هذه المسألة لا علاقة له بالوحي، لكنهم مع ذلك يعتبرونه جزءًا من كلمة الله.
ويقول عن أمر آخر: "25 وَأَمَّا الْعَذَارَى، فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ، وَلكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا
…
" (كورنثوس (1) 7/ 25)، فهل نصدق بولس، وهو يصف كلامه هنا بأنه رأي شخصي أم نصدق النصارى الذين يقولون عن هذه العبارات أنَّها أيضًا ملهمة من قبل الله ووحيه؟ .
ويؤكد بولس ثانية أن بعض ما يصدر عنه هو محض رأي بشري واجتهاد شخصي منه، فيقول: "8 لَسْتُ أَقُولُ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ، بَلْ بِاجْتِهَادِ آخَرِينَ،
…
10 أُعْطِي رَأْيًا فِي هذَا أيضًا. .. " (كورنثوس (2) 8/ 8 - 10).
ويقول بولس أيضًا وهو ينفي عن كلامه صفة القداسة: "17 الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الافْتِخَارِ هذه."(كورنثوس (2) 11/ 16 - 17).
(1) مناظرتان في استكهولم، أحمد ديدات (27 - 28).