الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتبَةُ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67 قَائِلِينَ:"إِنْ كُنْتَ أَنْتَ المْسِيحَ، فَقُلْ لَنَا! ". فَقَال لَهُمْ: "إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لَا تُصَدِّقُونَ، 68 وَإِنْ سَأَلْتُ لَا تُجِيبُونَنِي وَلَا تُطْلِقُونَنِي. 69 مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ الله". 70 فَقَال الجْمِيعُ: "أَفَأَنْتَ ابْنُ الله؟ " فَقَال لهمْ: "أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ"." (لوقا 22/ 66 - 70).
ولا يفسر هذه الإجابات الغريبة، بل وتلك الأسئلة الغريبة من أناس كانوا يرون المسيح في كل يوم، لا يفسره إلا أن نقول بأن المأخوذ هو غير المسيح، وإن أشبهه، وهذا الشبه حير رؤساء الكهنة في الحقيقة المأخوذ، فحاولوا استجلاء الحقيقة بسؤال المأخوذ، فلم ينكر ولم يثبت.
وأما يهوذا فقد عرف أن لا فائدة من إنكاره، إذ لن يصدقه أحد، ولربما ولفرط ندمه قد استمسلم لرداه، ورضي بعقوية الله له، أن يصلب عن المسيح، لعله بذلك أن يفديه، لذلك تكرر سكوته.
وهذا الموقف ليس بعيدًا عمن ذكرت الأناجيل أنه لفرط ندمه خنق نفسه، وانتحر.
لقد تحققت فيه نبوءات المزامير "7 إِذَا حُوكِمَ فَلْيَخْرُجْ مُذْنِيًا، وَصَلَاتُهُ فَلْتَكُنْ خَطِيَّةً. 8 لِتكُنْ أَيَّامُهُ قَلِيلَةً، وَوَظِيفَتُهُ لِيَأْخُذْهَا آخَرُ."(المزمور 109/ 7 - 8)، لقد أتى ليخطف المسيح، فلم يستطع .. "رَدَدْتُ الَّذِي لَمْ أَخْطَفْهُ"(المزمور 69/ 4).
وقد يشكل هنا أن متى ذكر في إنجيله أن يهوذا مات مخنوقًا (انظر متى 27/ 2 - 5)، ويكفي في دفعه أن نتذكر ما ذكره سفر أعمال الرسل عن موته حين سقوطه وخروج أحشائه. (انظر أعمال 1/ 16 - 20)، وسبب وقوع الإنجيليين في هذا التناقض اختفاء يهوذا، فاخترع كل من متى ولوقا نهاية ليهوذا تليق بجريمته، فهذا التناقض بين الروايتين الإنجيليتين، مشعر بوجود نهاية حقيقية، خفيت على الكاتبين، ودفعتهما لاختلاق روايتيهما.
الباب الرابع: دعوى قيامة المسيح من أجل الخلاص والرد عليها
.
الفصل الأول: أقوالهم في إثبات القيامة والرد عليها، وينقسم إلى:
المبحث الأول: أقوالهم في إثبات القيامة:
يدعي النصارى أن المسيح عليه السلام صلب ومات ثم بعد ذلك قام من القبر بعد ثلاثة أيام حيث ظهر لتلاميذه. وهاهي أقوالهم في ذلك:
يقول حبيب جرجس: "بعدما دفن السيد المسيح ومكث في القبر ثلاثة أيام عادت نفسه الطاهرة ونهض بقوة لاهوته قائما من القبر في يوم الأحد باكرًا
…
وظهر بعد قيامته لتلاميذه. (1)
والاعتقاد بقيامة المسيح ركيزة أساسية من العقيدة النصرانية - حتى إنه بدون قيامة لا تكون المسيحية سوى وهم لا جدوى منه." (2)
ويقول باركلي: "ويجب ألا ننسى أنه بدون قيامة لما قامت الكنيسة المسيحية على الإطلاق."(3)
وهذه العقيدة - في نظر المسيحيين - هي المنطلق الأساسي الذي بُني عليه الإيمان المسيحي كله فالإيمان بالمسيح يعني الإيمان بالقيامة. (4)
ويقول بولس: "14 وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ"(كورنثوس الأولى 14).
يقول بولس إلياس اليسوعي "يظهر بولس بهذه العبارة أهمية القيامة بالنسبة للدين المسيحي، لو لم يقم المسيح من بين الأموات لكان إيمان المسيحيين باطلًا."(5)
يقول كلايد تارنر: "إن مسيحا ميتا لا يمكن أن يكون مخلصًا، فقيامة المسيح أكدت أن الله قد قبل عمله الكفاري على الصليب."(6)
ويقول بولس "25 الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا."
ويقول د/ فهيم عزيز: "إن قيامة المسيح كانت ركنًا أساسيًا في هذا العمل العظيم."(7)
وذلك لأن المسيح بقيامته - في نظرهم - أظهر انتصاره على الموت الذي هو أجرة الخطية.
(1) خلاصة الأصول الإيمانية (48 - 49).
(2)
سر الفداء، باسيليوس (30).
(3)
تفسير أعمال الرسل (47).
(4)
القيامة والصعود (42).
(5)
يسوع المسيح (148).
(6)
هذه عقائدنا (92).
(7)
المدخل إلى العهد الجديد (89).