الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سادسًا: يا مسلمون أين إنجيل المسيح الذي تدعونه؟ ! !
سابعًا: رأي العقاد والرد عليه.
وإليك التفصيل
أولًا: أين الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى، والذي يؤمن به المسلمون
؟
نعم أين الإنجيل الخاص بالسيد المسيح؟ .
الجواب المؤكد: لا يوجد له أثر، وهذه النتيجة ليست من عندنا، بل تأيدت بما ذكره القس الماروني في كتابه (ذخيرة الألباب) ونصه: إن أسفار العهد الجديد لا تستغرق كل أعمال المسيح ولا تتضمن كل أقواله، كما شهد به القديس يوحنا) لقد تساءل المحققون طويلًا عن إنجيل المسيح الذي أنزله الله على عيسى، ذلكم الإنجيل الذي يؤمن به المسلمون والذي تذكره الأناجيل كثيرًا.
لكن الإجابة النصرانية هي صمت مطبق وتجاهل لوجود هذا الإنجيل، فنقطة البدء عندهم للإنجيل أو العهد الجديد تبدأ من الحواريين وهم يسطرون الرسائل والأناجيل.
لكن رسائل بولس التي ألفت في النصف الثاني من القرن الأوّل تتحدث في نصوص كثيرة عن إنجيل المسيح، ولا تذكر شيئًا عن الأناجيل الأربعة التي لم يكن مرقس - أول الإنجيليين - قد خط شيئًا منها، إذ أن بولس - وله أربعة عشر رسالة في العهد الجديد - قتل سنة 62 م، بينما ألف مرقس أول الأناجيل عام 65 م، ثمَّ تتابعت العشرات من الأناجيل بعد ذلك، وهي تشير أيضًا إلى إنجيل المسيح عليه السلام أو إنجيل الله. (1)
ثانيًا: نصوص تتحدث عن إنجيل المسيح الأصلي
.
ومع أننا لا نجد ذلك الإنجيل الأصلي والذي أنزله الله على نبيه عيسى عليه السلام إلا أننا نجد ما قد يشير إليه في هذه الأناجيل المعتمدة، تحدث بولس ثمَّ الإنجيليون عن إنجيل المسيح في نصوص كثيرة منها:
قول بولس: "إني أعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعًا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح
(1) ماذا تعرف عن المسيحية (85)، هل العهد الجديد كلمة الله (95).
إلى إنجيل آخر. . يوجد قوم يريدون أن يحولوا إنجيل المسيح. ." (غلاطية 1/ 6 - 8).
فهو يتحدث عن إنجيل حقيقي يتركه الناس إلى إنجيل آخر مزور.
ومثله قول بولس: "بل نتحمل كل شيء، لئلا نجعل عائقًا لإنجيل المسيح. . أمر الرب أن الذين ينادون بالإنجيل، من الإنجيل يعيشون". (كورنثوس (1) 9/ 12 - 14).
ويقول متوعدًا: "الذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع، الذين سيعاقبون بهلاك أبدي".
وفي الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل حديث عن إنجيل حقيقي من ذلك:
ورد في إنجيل متى (وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم، يكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب)(متى 4: 23).
يكرز: يذيع البشارة علانية، وبشارة الملكوت الأخبار السارة عن ملكوت السموات، والبشارة: أي الخبر المفرح.
فإذا كان المسيح عليه السلام كرز أي يذيع البشارة علانية، وأن البشارة هي الأخبار السارة فمعنى ذلك أنَّه يبشر ويتلو كتابًا ولا يخفى أن الكتاب المنزل عليه هو الإنجيل، إذا فهذه إشارة قد تكون خفية على وجود إنجيل أصلي كان يبشر به عيسى عليه السلام.
ومثل ذلك أيضًا في إنجيل مرقس على لسان المسيح حين بدأ يعلن دعوته (جاء يسوع على الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله، ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل)(1: 14 - 15).
وفي أعمال الرسل أن بطرس قام وقال: "أيها الرجال الإخوة: أنتم تعلمون أنَّه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا أنَّه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل، ويؤمنون"(أعمال 15/ 7).
أي إنجيل هذا الذي أشار إليه بطرس، وعلى ما نستطيع أن نقطع به، لم تكن على الأقل كل الأناجيل المتداولة قد كتبت عندما قال بطرس هذا الكلام، ثمَّ ما معنى أن الله قد اختار أنَّه بفمه يسمع الأمم كلمة الإنجيل - وبطرس بالذات - يسمع الأمم كلمة الإنجيل، ويؤمنون به، ثمَّ لا نجد بين الأناجيل المتداولة إنجيلًا منسوبًا لبطرس رغم أنَّه
بفمه كما قال، اختار الله أن يسمع الأمم كلمة الإنجيل أليس هذا وحده بكاف على الأقل لينفي عن الأناجيل المتداولة اليوم شرعيتها، ويؤكد أن هناك إنجيلًا آخر اختار الله أن تسمعه الأمم بفم بطرس غير هذه الأناجيل الأربعة المعروفة، وهل هي محض مصادفة أن يقول بطرس هذا الكلام ومع هذا فإننا نقرأ اسمه في أول سلسلة الأناجيل التي طاردتها الكنيسة فمن ذا الذي أحرقه يا ترى ومن أعطاه حق حرق ذلك الإنجيل.
(فإن الله الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع أذكركم)(رو 1: 9)، (وفي اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح) (رومية 2: 16)، (وأنا أعلم أني إذا جئت إليكم سأجيء في ملء بركة إنجيل المسيح) (رو 15: 29)، (لكننا لم نستعمل هذا السلطان بل نتحمل كل شيء لئلا نجعل عائقًا لإنجيل المسيح) (1 كورنثوس 9: 12)، (وأعرفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه) (1 كورنثوس 15: 1).
الملاحظ أن هذه النصوص تتحدث عن إنجيل واحد، وليس الأناجيل الأربعة أو السبعين التي رفضتها الكنيسة، وتسمي النصوص هذا الإنجيل، إنجيل الله، وإنجيل المسيح.
كما أطلقت النصوص اسمًا آخر على وحي الله الذي أوتيه المسيح، وهو (كلمة الله)، فالجموع ازدحمت عليه عند شاطئ البحيرة لتسمع منه الإنجيل التي ينزل عليه من الله.
"وإذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله"(لوقا 5/ 1).
وحين دخل كفر ناحوم" اجتمع كثيرون، حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب، فكان يخاطبهم بالكلمة"(مرقس 2/ 2)، ويحسب نسخة الرهبانية اليسوعية:"فألقى إليهم كلمة الله".
إن ذلك الكلام الإلهي الذي كان يفوه به المسيح عليه السلام وتزدحم الجموع لسماعه هو ما يؤمن به المسلمون، إنه كلمة الله التي نزلت على المسيح، المسماة في القرآن بالإنجيل.
جاء في رسالة بولس إلى أهل رومية" أولًا أشكر إلهي يسوع المسيح من جهة جميعكم أن إيمانكم ينادى به في كل العالم فإن الله الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي كيف