الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كانت تركز على التعليم العقلاني وبالتالي ثارت على البدع المتفشية في الكنيسة الكاثوليكية، ورأت فيها جنوحا عن تعاليم السيد المسيح فمثلا، عقيدتهم في القربان المقدس هو أنه خبز على الحقيقة، وخمر على الحقيقة، ولن يتحولا بأي حال من الأحوال إلى جسد المسيح ودمه، وإنما يمارسان للذكرى فقط.
2 -
زعيمهم الأول هو لوثر، وكان من أشد الناس إنكارا على من ينظر في فلسفة أرسطو، وكان يلقبه بالخنزير الدنس الكذاب.
أصول البروتستانت
أولًا: ليس للقسيس البروتستانتي هيمنة على مقدرات شعب الكنيسة، فالجميع متساوون أمام الله، والجميع يتقدمون أمام الله بإيمان يقيني يبعث فيهم الثقة، وكل إنسان مسئول عن عمله أمام الله مباشرة، والله يجزي كل إنسان بعمله.
ومن هذا الاعتقاد فإن الكنيسة البروتستانتية تزين جدرانها بنصوص من التوراة، أو من العهد الجديد، وكلها تحض على الإيمان الحقيقي المصفى، مثل:
1 -
"22 اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأنِّي أَنا الله وَلَيْسَ آخَرَ."(إشعياء 45/ 22).
2 -
"28 تَعَالوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ المُتعَبِينَ وَالثَّقِيِلي الأَحْمَالِ، وَأنا أُرِيحُكُمْ."(متى 11/ 28).
3 -
": إِنِّي أُرِيدُ رَحْمةً لَا ذَبِيحَةً، لأنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوبةِ". (متى 9/ 13).
ثانيًا: عند ممارسة العشاء الرباني، لا ترى فيها الكنيسة حلول الله الابن، أو استحضار الله الروح القدس، فهي تمارس العشاء الرباني وفقا أيضًا لتعاليم بولس، ومستندهم في ذلك:"23 لأنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتكُمْ أيضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِم فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا 24 وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَال: "خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي المكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي". 25 كَذلِكَ الْكَأْسَ أيضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: "هذ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الجْدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي". (كورنثوس (1) 11/ 23 - 25).
ثالثًا: يجري النظام الإداري فيها على انتخاب اللجنة التنفيذية بالاقتراع السري بين الأعضاء
القساوسة، وهذه اللجنة تتألف من رئيس ونائب رئيس وأمين عام وأمين الصندوق.
رابعًا: لا تعترف الكنيسة البروتستانتية بالبابوية، ولا بالرتب الكهنوتية، فالكل سواء، وإنما التفاضل يكون بالحياة المثلى لقول المسيح عليه السلام:"فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أباكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ"(متى 5/ 48).
خامسًا: ويطالب البروتستانت أيضًا بإبطال عبادة الصور، وإبطال صكوك الغفران والتجارة ببيع الثواب.
سادسًا: من ناحية الثياب الكهنوتية لم يلتزم البروتستانت بهذه الثياب؛ ذلك لأن يسوع اختار تلاميذه من عامة اليهود من صيادي السمك وأوصاهم قائلا: "اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ."(متى 10/ 7)
ولذلك فهم لا يعرفون إلا بالكرازة، وسرعان ما يختلطون بالناس، والناس يألفونهم ويتيحون لهم فرص العمل دون أن ينكشف أمرهم.
وهم يعملون بوصية السيد المسيح عليه السلام القائلة: "16 هَا أنا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَاب، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالحمامِ. 17 وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَهُمْ سَيُسْلِمُونكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونكُمْ. 18 وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلَاةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجلي شَهَادَةً لهمْ وَللأُمَمِ. 19 فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلَا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتكلَّمُونَ، لأنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتكَلَّمُونَ بِهِ، 20 لأَنْ لَسْتُمْ أنتُمُ المُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتكلَّمُ فِيكُمْ."(متى 10/ 16 - 20).
والحقيقة أن البروتستانت لم يغيروا شيئا من الاعتقاد بأن الكتب المقدسة هي نبراس الهداية في طريق العلم البشري، بل إنهم فقط قالوا بمنع غلو الرؤساء في سلطتهم، أو بمعنى آخر كانت حركة لإصلاح الكنيسة لا إصلاحا للمسيحية وإرجاعها إلى أصولها النقية، وأيضًا فتحوا باب العداوة بينهم وبين غيرهم من الطوائف المسيحية.
لذلك بقيت الموضوعات الجوهرية في الديانة النصرانية كما هي، مثل الآتي:
1 -
التثليث ومدى سلامة قرارات المجامع السابقة في العقيدة.
2 -
صلب المسيح للتكفير عن خطيئة البشر.
3 -
البحث عن إنجيل المسيح نفسه، والاقتصار على التعاليم التي أتى بها المسيح نفسه، واستبعاد التعاليم الأخرى.
ولكن هذا لا يعني عدم ظهور مصلحين حقيقيين أرادوا فعلا إصلاح العقيدة من جذورها، وفيما يلي أسماء لبعض هؤلاء وما حاول القيام به:
أولًا: آريوس قسيس الإسكندرية في بداية القرن الرابع الميلادي.
أعلن آريوس أن الله وحده هو الإله الأصلي الواجب الوجود، أما المسيح والروح القدس فهما كائنان من خلق الله. فما كان جزاؤه إلا أن حكم عليه مجمع نيقية بالكفر والهرطقة ويتقرر قتله مع مشايعيه.
ثانيًا: أوريجانوس.
أعلن أن الله روح لا يدركه الفهم، وهو أعلى من أن تكون أوصافه شبيهة بالإنسان، وأن الله لا يجزأ ولا يتجسد ولا يحصر. فحكم عليه بالحرمان وحرقت كتبه ثم طرد مع أتباعه.
ثالثًا: الفيلسوف المسيحي ترتليان في القرن الثالث الميلادي.
أعلن قوله "إننا بريئون من الذين ابتدعوا مسيحية رواقية أو أفلاطية أو جدلية بعد المسيح والإنجيل، لسنا بحاجة إلى شيء".
رابعا: الأسقف نسطور.
أنكر ألوهية المسيح، ويقرر أنه إنسان كسائر الناس مملوء بالنعمة والبركة.
خامسًا: الأسقف مقدونيوس أسقف القسطنطينية
أنكر ألوهية الروح القدس، فعقد مجمع القسطنطينية سنة 381 م وقرر طرده وحرمانه وعزله.
سادسًا: المصلح الأسباني سرفيتوس.
أعلن وحدانية الله وإنكار الثالوث فتقرر حرقه حيا سنة 1553 م.
سابعًا: في بولونيا نادى سرسينس بوحدانية الله وبشرية المسيح، وقرر أن الإله لا يحل