الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك بقليل في مساء الخميس ذاته وبذلك يكون الصلب قد حدث يوم الجمعة.
أما الأخذ برواية يوحنا فإنه يعني أن القبض كان مساء الأربعاء، وأن الصلب حدث يوم الخميس.
فهل حدث الصلب يوم الخميس أم يوم الجمعة؟ ! ! ! . (1)
5 - العشاء الأخير والتلميذ الخائن
.
يقول مرقس (14/ 16 - 21): "17 وَلمَّا كَانَ المْسَاءُ جَاءَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 18 وَفِيمَا هُمْ مُتَّكِئُونَ يَأْكُلُونَ، قَال يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. الآكِلُ مَعِي! " 19 فَابْتَدَأُوا يَحْزَنُونَ، وَيَقُولُونَ لَهُ وَاحِدًا فَوَاحِدًا: "هَلْ أَنَا؟ " وَآخَرُ: "هَلْ أَنَا؟ 20 فَأَجَابَ وَقَال لَهُمْ: "هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ. 21 إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ! ". "
أما التغييرات التي أدخلها متى على رواية مرقس فتعتبر بسيطة، إذ قد حذف قول مرقس في العدد 18: الآكل معي - وهذا غريب، حيث إن هذا النص يعطي تلميحًا لما في المزمور 41/ 9 (الَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ.) وقد اقتبسه يوحنا في 13/ 18 علمًا بأن متى لا يترك أي نقطة تشير إلى تتمة كتب العهد القديم إلا استخدمها.
وكذلك أضاف متى كلمة ربي في العدد 22 (22 فَحَزِنُوا جِدًّا، وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ:"هَلْ أَنَا هُوَ يَارَبُّ؟ "".
كما أضاف العدد 25 بأكمله (25 فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَال: "هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟ " قَال لَهُ: "أَنْتَ قُلْتَ". (2)
ويقول لوقا (22/ 14، 15، 19، 20): "14 وَلمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاثْنَا عَشَرَ رَسُولًا
(1) المسيح في مصادر العقائد المسيحية (133 - 135).
(2)
تفسير إنجيل متى، جون فنتون (415 - 416).
مَعَهُ، 15 وَقَال لهمْ:"شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، 16 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لَا آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ الله"
…
19 وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: "هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي". 20 وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: "هذ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنكمْ."
يقول جورج كيرد في تفسيره لهذه الفقرات "إن قصة العشاء الأخير في لوقا تعتبر كابوسًا، فهي تثير مشاكل في أغلب مواضيع دراسة العهد الجديد، كما أنها أعطت الأساس لطوفان من النظريات المتصارعة" ولتوضيح هذا التصارع والتناقض نقول:
1 -
أغلب النسخ تشتمل على ما يعرف بالنص الأطول وهو الذي يحتوي على جزء من العدد 19، والعدد 20 (وهما المكتوبان بالبنط العريض وتحتهما خط) كما أن هناك النص الغربي - وقد سارت عليه النسخة القياسية المراجعة - الذي يحذف هذين العددين.
ويبدو أنهما أخذا مما جاء في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 11/ 24، 25 وجزءا من مرقس 14/ 24، ثم أدخلا إلى النص في عهد مبكر على يد كاتب اعتقد أن قصة لوقا خاطئة." (1)
2 -
رواية يوحنا فيها اختلاف عن بقية الأناجيل الثلاثة الأخر فهو يقول: "لمَّا قَال يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَال: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي! ". 22 فَكَانَ التَّلَامِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَال عَنْهُ. 23 وَكَانَ مُتَّكئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24 فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَال عَنْهُ. 25 فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَال لَهُ: "يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟ " 26 أَجَابَ يَسُوعُ:"هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ! ". فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27 فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَال لَهُ يَسُوعُ: "مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَة". (13/ 21 - 31).
3 -
ولتحديد شخصية الخائن نجد الأناجيل قد أوردت إجابات مختلفة لسؤال التلاميذ
(1) تفسير إنجيل لوقا، كيرد (236 - 237).