الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روما وهو الظاهر، أو جميع مملكة يهوذا، ولم يصرح أحد من القدماء المؤرخين اليونانيين الذين كانوا معاصرين للوقا أو متقدمين عليه قليلًا في تاريخه (1)، بهذا الاكتتاب المقدم على ولادة المسيح، وإن ذكر أحد من الذين كانوا بعد لوقا بمدة مديدة فلا سند لقوله، لأنه ناقل عنه، ومع قطع النظر عن هذا كان كيرينيوس والي سورية بعد ولادة المسيح بخصس عشرة سنة، فكيف يتصوّر في وقته الاكتتاب الذي كان قبل ولادة المسيح بخمس عشرة سنة؟ وكذا كيف يتصوّر ولادة المسيح في عهده؟ أبقي حمل مريم عليها السلام إلى خمس عشرة سنة؟ ! ! ، لأن لوقا أقر في السفر الأول (2) أن حمل زوجة زكريا عليه السلام كان في عهد هيرود وحملت مريم بعد حملها بستة أشهر، ولما عجز البعض عن التوفيق حكم بأن الآية الثانية إلحاقية مما كتبها لوقا" (3).
رأي النصارى في أغلاط كتاب الأناجيل:
وبعد، لعل المرء يتساءل ما هو رأي النصارى بأغلاط الأناجيل؟ وهل يقرونها؟
في الإجابة نقول: لا ريب أن أتباع الكنيسة الذين أغلقوا عقولهم في وجه الحقيقة يرفضون أن يحوي الإنجيل غلطًا، لأن روح القدس لا يغلط، ومن هؤلاء الدكتور القس شروش حيث يقول:"إنا نعلم أن الإنجيل هو وحي الله، لأن التنبؤ بالأحداث قد تم قبل وقوع الأحداث بقرون، إن للإنجيل تأثيره على المجتمعات البشرية طالما تم الإيمان به والعمل بمقتضاه. أكثر من ذلك فإن دقة الإنجيل قد وجدت من يتحداها، ولكنها لم تجد من ينجح في التحدي".
ويقول أيضًا: "إن صحة محتويات الإنجيل قد أثبتتها الوثائق التاريخية والحفريات الأثرية والوثائق القديمة، وتوجد الآن أكثر من خمس وعشرين ألف وثيقة من الوثائق المقدسة بالمتحف البريطاني من أجلكم، لكي تتأكدوا من صحة مشيئة الله"(4).
ولما كانت الحقيقة -بوجود الغلط في الأناجيل والرسائل- ساطعة كالشمس عمل
(1) أي تاريخ أحد المعاصرين.
(2)
فقرة 7، 23 - 31.
(3)
إظهار الحق (2/ 334 - 336) بتصرف يسير.
(4)
انظر: مناظرة العصر، أحمد ديدات، (35).
بعض علماء النصرانية على التخلص من هذه الأغلاط بالإقرار بأن الإلهام لم يكن مصاحبًا للإنجيليين حال كل كتابة كتبوها، يقول هورن: "إذا قيل إن الكتب المقدسة أوحي بها من عند الله لا يراد أن كل الألفاظ والعبارات من إلهام الله
…
ولا يتخيل أنهم كانوا يلهمون في كل أمر يبينونه، وفي كل حكم كانوا يحكمون به".
وتقول دائرة المعارف البريطانية: "وقع النزاع في أن كل قول مندرج في الكتب المقدسة هل هو إلهامي أم لا؟ وكذا كل حالط من الحالات المندرجة فيها، فقال جيروم وكثيرون: ليس كل قول إلهامي
…
الذين قالوا: إن كل قول إلهامي لا يقدرون أن يثبتوا دعواهم بسهولة". (1)
وهذا القول يطالب قائلوه بتعيين المواضع غير الإلهامية وإقامة الدليل على خصوصها بعدم الإلهام أو إقامة الدليل على خصوص المواضع التي يقولون بإلهاميتها، هاذا لم يتم ذلك وجب التوقف في شأن الكتب المقدسة، إذ فيها ما هو عمل بشري لا يجوز اعتباره مصدرًا دينيًا.
(1) إظهار الحق (2/ 358).