الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منفصلتين لا طبيعة واحدة وهذه هي أهم العقائد المسيحية. (1)
أثر المجامع في المسيحية
أولًا: أن هذه المجامع لم يؤسسها المسيح ولم يدع إليها ولم يأمر بها، ولم يشر إليها لا بالتلميح ولا بالتصريح، وإنما ابتدعت بعده، وذلك من أجل أن تحكم وتشرع وتقرر شرائع وعقائد ما أنزل الله بعها من سلطان على رسوله عيسى بن مريم، لذلك كان أول مجمع ابتدع وكان لبولس يد في اجتماعه وفي القرارات التي توصل إليها - كانت قراراته مخالف للشريعة التي جاء بها المسيح عليه السلام، ذلك أنَّه نقض شريعة موسى عليه السلام، تلك التي صرح المسيح أنَّه ما جاء ناقضا لها بل مكملا، وكذلك المجمع المسكوني الأوّل نجد أيضًا أن الذي ابتدعه قسطنطين الوثني، الذي لم يعمد إلا على فراش الموت.
ثانيًا: إن رسل الله عليهم الصلاة والسلام يأتون الناس بعقائد وشرائع واضحة سهلة، يبلغونها للناس ويوضحونها لهم، ولا يتركون أصول العقائد لشطط العقول، ولا لاختلاف الناس حولها، كل واحد منهم يدلي بدلوه فيها ويشرح رأيه حولها.
ثالثا: أن المجامع فرضت سيطرتها على عقول المسيحيين حين قررت أن التعاليم المسيحية من عقائد وشرائع ونظم وعبادات لا يتلقاها الناس من الكتب المسيحية بل لا بد من تلقيها من المجامع المؤلفة من الأساقفة بتدبير ودعوة الأباطرة.
رابعًا: أن المجامع المسيحية نسبت إلى نفسها العصمة من الوقوع في الخطأ متعللين بأن الروح القدس يحل عليهم في اجتماعاتهم. (2)
ومع ذلك فقد أخطأت المجامع، وإليك عدة أمثلة:
1 -
إن مجمع نيقية وضع قانونا للإيمان، ولكن المجامع التي تلته رأت أن هذا القانون ناقصا فأضافت إليه ما ليس منه، وهذا يعني أنَّه لو كان معصومًا من الخطأ لوضع قانون الإيمان كاملًا بلا نقصان.
(1) تأثر المسيحية بالأديان الوضعية (298).
(2)
انظر: مجموعة الشرح الكنسي (10).
2 -
لا تعترف المذاهب والطوائف المسيحية بكل المجامع المسكونية كما هو الحال بالنسبة لمجمع خلقيدونية.
خامسًا: أن هذه المجامع هي التي قررت العقائد والشرائع والعبادات، وكل ما يعتقده المسيحيون الآن.
قال ابن تيمية:
"فالنصارى تضع لهم عقائدهم وشعائرهم أكابرهم بعد المسيح، كما وضع لهم الثلاثمائة والثمانية عشر الذين كانوا في مجمع نيقية الأمانة التي اتفقوا عليها، ولعنوا من خالفها من الآريوسيين وغيرهم، وفيها أمور لم ينزل الله تعالى بها كتابا، بل تخالف ما أنزل الله من الكتب مع مخالفتها العقل الصريح."(1)
سادسًا: أن العقائد التي قررتها المجامع لم تعلن للناس دفعة واحدة، بل قررت في مجامع مختلفة وأزمنة مختلفة، . . .، وهذا يدلّ على أمرين:
الأمر الأوّل: أن أصول الديانة كانت ناقصة، وكان كل مجمع يكمل فيها شيئًا، وهذا يدلّ على وضعية هذه الديانة.
الأمر الثاني: بشرية العقول التي وضعت والتي من شأنها عدم العصمة من الخطأ.
سابعًا: أن هذه المجامع هي التي قضت على عقيدة التوحيد في المسيحية، وقد سبق تفصيل ذلك عند الكلام على كل مجمع منها.
ثامنًا: لا يمكن لدارس المجامع أن ينسى دور الأباطرة والحكام فلقد كان لهم دور كبير في اجتماع المجامع المسكونية وقراراتها.
تاسعًا: أن هذه المجامع تسببت في ازدياد الخلافات المذهبية والطائفية، وإلى انقسام الكنائس. (2)
(1) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (1/ 115).
(2)
انظر: تأثر المسيحية بالأديان الوضعية (299 - 306).