الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
بطرس قليل الإيمان:
ويقول المسيح عن بطرس أيضًا: "وَقَال لَهُ: "يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟ ""(متى 14/ 31)، لذا اندفع القديس أكستاين للقول عن بطرس:"إنه كان غير ثابت؛ لأنه كان يؤمن أحيانًا ويشك أحيانًا".
5 -
بقية التلاميذ:
وإذا قيل هذا في بطرس فماذا عساه يقال عن بقية التلاميذ والحواريين؟ وهل كانوا أفضل حظًّا وأحسن شأنًا؟
نجد أن العهد الجديد يخبرنا بأنهم هم أيضًا كانوا قليلي الإيمان، فقد وصفهم المسيح بذلك مرارًا، يقول متى:"25 فَتَقَدَّمَ تَلَامِيذُهُ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: "يَا سَيِّدُ، نَجِّنَا فَإِنَّنَا نَهْلِكُ! " 26 فَقَال لَهُمْ:"مَا بَالكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ "" (متى 8/ 25 - 26).
ولما أمرهم بالتحرز من خمير اليهود خاطب التلاميذ ": "لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلي الإِيمَانِ أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزًا؟ أَحَتَّى الآنَ لَا تَفْهَمُونَ؟ " (متى 16/ 8).
وفي موطن آخر قال لهم: "28 فَإِنْ كَانَ الْعُشْبُ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ فِي الحَقْلِ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ الله هكَذَا، فَكَمْ بِالحَرِيِّ يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلي الإِيمَان؟ "(لوقا 12/ 28)، (وانظر مرقس 4/ 40، ومتى 6/ 30)، فهل مثل هؤلاء يعتد بروايتهم وتأليفاتهم فضلًا عن اعتبارها من وحي الله؟
لكن الداهية الدهياء في شهادة المسيح عليهم لما عجزوا عن شفاء المصروع، وجاءوا للمسيح عليه السلام شاكين مستفسرين:"19 ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلَامِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالوا: "لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟ " 20 فَقَال لَهُمْ يَسُوعُ: "لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لهِذَا الجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ." (متى 17/ 19 - 20)، فهل هؤلاء الذين لا يملكون من الإيمان حبة خردل أنبياء وأمناء على تسجيل وحي الله؟
معجزات التلاميذ لا تصلح دليلًا على النبوة:
وإذا كان اعتبار النصارى لهؤلاء التلاميذ أنبياء لمجرد أن قاموا ببعض المعجزات التي لم تقترن بدعوى النبوة منهم، فهذا لا يكفي في تقرير نبوتهم وعصمتهم، "ودعوى العصمة في كل واحد من الحواريين وأنهم رسل الله بمنزلة إبراهيم وموسى عليهما السلام دعوى ممنوعة وهي باطلة وإنما هم رسل المسيح عليه السلام بمنزلة رسل موسى ورسل إبراهيم ورسل محمد صلى الله عليه وسلم، وأكثر النصارى أو كثير منهم أو كلهم يقولون هم رسل الله وليسوا بأنبياء وكل من ليس بنبي فليس برسول الله وليس بمعصوم وإن كانت له خوارق عادات كأولياء الله من المسلمين وغيرهم فإنه وإن كانت لهم كرامات من الخوارق فليسوا معصومين من الخطأ، والخوارق التي تجري على يدي غير الأنبياء لا تدل على أن أصحابها أولياء الله عند أكثر العلماء فضلا عن كونهم معصومين
…
". (1)
"وأيضًا تذكر الأسفار المقدسة أن المعجزات والآيات قد تعطى للكاذبين الذين يدعون النبوة، فالمسيح قال: " 24 لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ المُخْتَارِينَ أيضًا. 25 هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. " (متى 24/ 24 - 25)، كما أن لوقا لم يثبت أن له معجزة، وكذلك مرقس.
كما أن الأعاجيب لا تصلح أكثر من دليل على الإيمان فحسب، إذ كل مؤمن - حسب الإنجيل - يستطيع أن يأتي بإحياء الموتى وشفاء المرضى، فقد نقل متى عن المسيح قوله:"20 فَقَال لَهُمْ يَسُوعُ: "لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُول لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَان مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لهِذَا الجبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ." (متى 17/ 25).
تقول الرهبانية اليسوعية في تعليقها على هذه الفقرة: "بإمكان المؤمن على مثال الله نفسه أن ينقل جبلًا من الجبال".
وقال: "12 الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أيَضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي."(يوحنا 14/ 12)، فكل مؤمن من
(1) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (2/ 83 - 84).