الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويفسر المزمور السابع والثلاثون سبب ضحك الرب واستهزائه، فيقول:"12 الشِّرِّيرُ يَتَفَكَّرُ ضِدَّ الصِّدِّيقِ وَيحرِّقُ عَلَيْهِ أَسْنَانَهُ. 13 الرَّبُّ يَضحَكُ بِهِ لأَنَّهُ رَأَى أَنَّ يَوْمَهُ آتٍ! 14 الأَشْرَارُ قَدْ سَلُّوا السَّيْفَ وَمَدُّوا قَوْسَهُمْ لِرَمْي المسْكِينِ وَالْفَقِيرِ، لِقَتْلِ المُسْتَقِيمِ طَرِيقُهُمْ. 15 سَيْفُهُمْ يَدْخُلُ فِي قَلْبِهِمْ، وَقِسِيُّهُمْ تَنْكَسِرُ."(المزمور 37/ 12 - 15)، لقد ضحك الرب لفشل المؤامرة، وعودها على أصحابها، فقد وقعوا في الحفرة التي حفروها للمسيح الذي نجاه الله بقوته.
ثانيًا: المزمور السابع (نبوءة عن عود المؤامرة على أصحابها)
.
وفيه نقرأ: "يَا رَبُّ إِلهِي، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ الَّذِينَ يَطْرُدُونَنِي وَنَجِّنِي، 2 لِئَلَّا يَفْتَرِسَ كَأَسَدٍ نَفْسِي هَاشِمًا إِيَّاهَا وَلَا مُنْقِذ 3 يَا رَبُّ إِلهِي، إِنْ كُنْتُ قَدْ فَعَلْتُ هذَا. إِنْ وُجِدَ ظُلْمٌ فِي يَدَيَّ. 4 إِنْ كَافَأْتُ مُسَالمِي شَرًّا، وَسَلَبْتُ مُضَايِقِي بِلَا سَبَبٍ، فَلْيُطَارِدْ عَدُوٌّ نَفْسِي وَلْيُدْرِكْهَا، وَلْيَدُسْ إِلَى الأَرْضِ حَيَاتِي، وَلْيَحُطَّ إِلَى التُّرَابِ مَجْدِي. سِلَاهْ.
6 قُمْ يَا رَبُّ بِغَضبِكَ. ارْتَفِعْ عَلَى سَخَطِ مُضَايِقِيَّ وَانْتَبِهْ لِي. بِالحَقِّ أَوْصَيْتَ. 7 وَمَجْمَعُ الْقَبَائِلِ يُحِيطُ بِكَ، فَعُدْ فَوْقَهَا إِلَى الْعُلَى. 8 الرَّبُّ يَدِينُ الشُّعُوبَ. اقْضِ لِي يَا رَبُّ كَحَقِّي وَمِثْلَ كَمالِي الَّذِي فِيَّ. 9 لِيَنْتَهِ شَرُّ الأَشْرَارِ وَثَبِّتِ الصِّدِّيقَ. فَإِنَّ فَاحِصَ القلوب والكلى الله الْبَارُّ. 10 تُرْسِي عِنْدَ الله مُخَلِّصِ مُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
11 الله قَاضٍ عَادِلٌ، وَإِلهٌ يَسْخَطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ. 12 إِنْ لَمْ يَرْجعْ يُحَدِّدْ سَيْفَهُ. مَدَّ قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا، 13 وَسَدَّدَ نَحوَهُ آلةَ المُوْتِ. يَجْعَلُ سِهَامَهُ مُلْتَهِبَةً.
14 هُوَذَا يَمْخَضُ بِالإِثْمِ. حَمَلَ تَعَبًا وَوَلَدَ كَذِبًا. 15 كَرَا جُبًّا. حَفَرَهُ، فَسَقَطَ فِي الْهُوَّةِ الَّتِي صَنَعَ. 16 يَرْجعُ تَعَبُهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَعَلَى هَامَتِهِ يَهْبِطُ ظُلْمُهُ. 17 أَحْمَدُ الرَّبَّ حَسَبَ بِرِّهِ، وَأُرَنِّمُ لاسْمِ الرَّبِّ الْعَليِّ" (المزمور 7/ 1 - 17).
ولكن هل المزمور نبوءة تتعلق بالمسيح؟ ، والجواب نعم، فعلى قول الترنم في هذا المزمور: "اقْضِ لِي يَا رَبُّ كَحَقِّي وَمِثْلَ كَمَالِي الَّذِي فِيَّ.
"يعلق القديس جيروم فيقول: "لا يقدر داود أن يذكر هذه الكلمات عن نفسه، إنما هي
بالحقيقة تخص المخلص الكامل الذي لم يخطئ قط" (1) فهو يرى أن هذا المزمور نبوءة عن المسيح.
ويؤكد ذلك فخري عطية في كتاب "دراسات في المزامير" فيقول عن هذا المزمور: "واضح أنه من مزامير البقية، إذ يشير إلى زمن ضد المسيح، وفيه نسمع صوت البقية، ومرة أخرى نجد روح المسيح ينطق على فم داود بالأقوال التي تعبر عن مشاعر تلك البقية المتألمة، في أيام الضيق العظيمة". (2)
والربط واضح وبيّن بين دعاء المزمور المستقبلي "1 يَا رَبُّ إِلهِي، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ الَّذِينَ يَطْرُدُونَنِي وَنَجِّنِي
…
" وبين دعاء المسيح ليلة أن جاءوا للقبض عليه "إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذ الْكَأْسُ".
ثم يطلب الداعي من الله عونًا؛ أن يرفعه إلى فوق، في لحظة ضيقه "فَعُدْ فَوْقَهَا إِلَى الْعُلَى"، ويشير إلى حصول ذلك في لحظة الإحاطة به "7 وَمَجْمَعُ الْقَبَائِلِ يُحِيطُ بِكَ، فَعُدْ فَوْقَهَا إِلَى الْعُلَى.".
ثم يذكر المزمور بأن "11 الله قَاضٍ عَادِلٌ" فهل من العدل أن يصلب المسيح أم يهوذا؟ ثم يدعو الداعي في المزمور الله أن يثبت الصديق، وأن ينتهي شر الأشرار، ويؤكد لجوءه إلى الله، مخلص القلوب المستقيمة.
ثم يتحدث المزمور عن خيانة يهوذا. وقد جاء". مَدَّ قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا، 13 وَسَدَّدَ نَحوَهُ آلةَ الْمُوْتِ. يَجْعَلُ سِهَامَهُ مُلْتَهِبَةً."(القُبلة الآثمة)"يَجْعَلُ سِهَامَهُ مُلْتَهِبَةً".
ولكن حصل أمر عظيم، لقد انقلب السحر على الساحر، " 14 هُوَذَا يَمْخَضُ بِالإِثْمِ. حَمَلَ تَعَبًا وَوَلَدَ كَذِبًا. 15 كَرَا جُبًّا. حَفَرَهُ، فَسَقَطَ فِي الْهُوَّةِ الَّتِي صَنَعَ. 16 يَرْجعُ تَعَبُهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَعَلَى هَامَتِهِ يَهْبِطُ ظُلْمُهُ. "لقد ذاق يهوذا ما كان حفره لسيده المسيح، ونجا المسيح من مجمع القبائل إلى العلا. لقد تحقق في يهوذا سنة الله وعادته في عقوبة الخائنين" 27 مَنْ يَحْفِرُ حُفْرَةً يَسْقُطُ فِيهَا، وَمَنْ يُدَحْرِجُ حَجَرًا يَرْجعُ عَلَيْهِ."(الأمثال 26/ 27).
(1) كتاب المزامير، القمّص تادرس يعقوب ملطي (153).
(2)
دراسات في سفر المزامير، فخري عطية (118).